رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى بيتنا طالب ثانوي

بوابة الوفد الإلكترونية

ساعات قليلة ويبدأ أخطر شهر فى حياة  الأسرة المصرية بعد عناء عام دراسى  كامل عاشه أكثر من  730 ألف طالب وطالبة فى الثانوية العامة..

عام قضاه الطلاب على «الطرقات» فى مشاوير عذاب إلى السناتر ومراكز الدروس الخصوصية التى احتلت وبقوة دور المدرسة فى العام الأخير للتعليم ما قبل الجامعي.

سهر الليالى من سهر.. ولعب من لعب..  وجاء وقت الحصاد..  وأوان الحساب ما يقرب من شهر كامل يؤدى فيه طلاب الثانوية العامة امتحانات التأهيل للحكم الكبير الجامعى على مرمى البصر.. من سيصل؟!

بعد شهور طويلة بين الكتب والملازم والملخصات والمراجعات واسئلة «البوكلت» والامتحانات التجريبية؟

ومع قلب الآباء والأمهات أمام انهيار أعصاب ابنائهم.. مع انهيار ميزانية الأسرة التى تم توجيهها قسرا للدروس الخصوصية.. والتضحيات بكل شيء من مستلزمات العيش حتى الطعام من أجل عبور هذا العام.

شهر الامتحانات هو حقاً شهر طوارئ لهذه الأسرة تحتاج فيه للدعم لإتمام مجهود العام الصعب على خير..

فى هذه الأيام يصبح طالب الثانوية العامة هو الشخص الأهم.. فى البيت.. عيون الأم تراقب  صحته.. تعبيرات وجهه انفعالاته.. تولى اهتماماً خاصاً لكل ما يحتاج.. كيف يأكل.. وماذا يشرب.. ما الذى يعطيه القوة البدنية والنفسية والعصبية وما الذى يضره ويؤثر سلباً على صحته.. اذا ما اعتراه عارض طارئ.. كيف يتم  التعامل معه.. ما هو الوقت الأمثل للمراجعة وساعات النوم المناسب.

هذ الملف يبحث مع الأسرة كيفية الوصول بطالب الثانوية العامة إلى بر الأمان وتفادى أى «مطبات» تعوقه عن إكمال مسيرة الكفاح والتعب والسهر طوال عام كامل!

 

طوارئ فى 659 ألف بيت

عام تحديد المصير كما يسميه طلاب الثانوية العامة، وأولياء الأمور، وهو ما يزيد من الضغوط النفسية والعصبية على الطلاب وأسرهم مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة  كل عام.

وتنطلق امتحانات الثانوية العامة فى  8 يونيه الجارى وتنتهى فى 3 يوليو، وأعلنت وزارة التربية والتعليم ان عدد من يخوض امتحانات الثانوية العامة هذا العام وصل إلى حوالي 659 ألفًا و253 طالبًا وطالبة وهو عدد يفوق الأعداد التى تقدمت للامتحانات فى أعوام سابقة.

عام تحديد المصير.. سنة يترفعنا لسابع سماء أو تنزلنا سابع أرض.. هذا ما أكده عدد من طلاب الثانوية العامة التى التقت بهم الوفد، مؤكدين أن الخوف يقتلهم كلما اقترب الامتحان يوماً بعد يوم، لدرجة أن البعض لا يستطيع النوم أكثر من ثلاث أو أربع ساعات يومياً.

وقال عمر أحمد، طالب الثانوية العامة، أن هذه السنة الدراسية حاسمة والتى ستحدد بشكل كبير معالم مستقبلى، مؤكداً أنه يلتزم بغرفته طوال الوقت الذى لا يوجد فيه دروس، محاولاً تفريغ كل ما يحفظه فى عدد من الأورق للتأكد من أن ما تم حفظه لا يزال فى الذاكرة، رغم الضغط النفسى، والجلوس ساعات طويلة للاستذكار خوفاً من النسيان.

وأوضح أنه بدأ مذاكرة العام بعد الانتهاء من امتحانات الصف الثانى الثانوي، مؤكداً أن بعض المواد الصعبة يضطر إلى أن يأخذ فيها دروساً مع أكثر من مدرس فى نفس المادة، وقال إنه يريد أن يحصل على مجموع عالٍ يمكنه من دخول كلية من كليات القمة حتى يستطيع أن يجد فرصة عمل سهلة، فى ظل انتشار البطالة بين الكليات النظرية.

وأوضح أنه يقوم يومياً باسترجاع كل دروسه بشكل جيد، وقال إن كل ما يتمناه هو بمنع خروج الطلاب من لجان الامتحانات بعد نصف الوقت المحدد للاجابة حفاظاً على الهدوء والاستقرار بها، حيث إن خروج بعض الطلبة فى هذا الوقت يعطى فرصة واسعة للارتباك الذى يبدأ معه انتشار حالات الغش وهو ما يضيع حق الطلاب المجتهدين.

وأوضح الطالب، أن الميزة فى أسئلة امتحان البوكليت أنها تمنح فرصة لجميع الطلاب بالإجابة عن الأسئلة، ولكن امتحانات الثانوية العامة هى سنة تحديد مصير ومن ثم الطالب لا يسعى إلى النجاح فقط ولكن الهدف الأكبر هو الحصول على المجموع.

وقالت عبير حمدى، طالبة ثانوية عامة، إن امتحانات الثانوية العامة على مدار سنوات عديدة ماضية، ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالضغوط النفسية والعصيبة ليست على الطالب فقط، بل على الأسرة نفسها، لكون أن هذا العام الدراسى هو الذى يحدد الحياة المستقبلية لطلاب الثانوية فيما بعد، ما إذا سيلتحق بكلية قمة أم سيلتحق بكلية فرص عملها قليل، فى ظل وجود عدد كبير من خريجها.

وأكد أن أكثر ما يزعجها قبيل الامتحانات هو الضعوط التى تجدها فى أعين الأسرة جميعها، الأمر الذى يزيد من مشاعر الخوف والقلق فى هذه اللحظات الحرجة والتى تحتاج فيها من الاسرة الدعم المعنوى الذى يحمل عبارات التشجيع وعدم الترهيب.

وطالبت بأن يأتى الامتحان فى مستوى الطالب العادي, وهى تقصد بالعادى أى الطالب الذى لا يعتمد إلا على كتاب الوزارة وشرح معلميه، وأن تأتى مباشرة.

وأوضحت أنها ذات طابع فوضوى فى المذاكرة، حيث إن جميع الكتب تكون مفتوحة، لافتة أن هذا النظام قد يكون خطأ ولكن لم تسطيع أن تغيرة، نظراً لحالة الضعط النفسى الذى تعيش فيه، حيث الأوراق المبعثرة فى جميع أرجاء الغرفة, فالجو المرتب للغرفة يعطيها شعوراً بالنوم، وتأملاً فى التخلص من فترة الطوارئ التى تعيشها منذ شهور والانتهاء من الامتحانات بسلام.

وقالت أمل كامل، طالبة ثانوية عامة، إن التوتر يكون عنوان المرحلة يبدأ مع الأسرة قبيل الامتحان ونراه صباحاً فى المدرسة، حيث التكدس والزحام، وإلقاء النظرة الأخيرة على الملازم والملخصات، بالإضافة الى ان بعض اللجان تكون أحياناً فى مناطق شعبية الأمر الذى يأخذ الكثير من الوقت والجهد للوصول قبل ميعاد الامتحان، مما يصيب بعض الطلاب بمزيد من القلق والتوتر والذى ينعكس بالضرورة على دقة اجاباته.

وطالبت بضرورة ضبط النفس سواء الطلاب أو أولياء الأمور، لأن الضغط على طلاب الثانوية العامة يأتى بنتيجة عكسية تماماً ويقلل من نسبة الاستذكار التى يعتقد كثيراً من الآباء أن إلزام الطالب بعدم ترك الكتاب والضغط عليه هى الطريقة المثلى للنجاح، وهى كما تقول معادلة فاشلة، لا تفيد الطلبة على الإطلاق، بل تزيد من توترهم وعدم قدرتهم على التحصيل.

وأوضحت، أن ارتفاع نسبة التظلمات على نتيجة الثانوية العامة من جانب بعض الطلاب  فى السنوات الماضية سببه أن بعض الأسئلة تأتى غير واضحة وتحتمل أكثر من معنى فى الإجابة عليها ومن ثم يعتقد الطالب بأن إجابته صحيحه بنسبة 100% ووقع عليه ظلم فى الدرجات ويذهب ليتظلم على النتيجة، قائلة: لو الأسئلة واضحة سوف يعرف الطالب ما له وما عليه فى الإجابة وسيكون واثقاً من نفسه ولا يحتاج إلى تظلم.

 

حالة طوارئ

حالة من الطوارئ يفرضها أولياء الأمور فى المنازل، ممن لديهم أبناء فى الثانوية العامة، حيث يعتبرون هذا العام هو عام الحصاد بالنسبة لهم، مؤكدين أن الأهم هو التحاق أبنائهم بكليات قمة، وليس من المهم أن يحصلون فيما بعد على درجات عالية، الأهم هو الالتحاق بكلية توفر لهم عملاً بصورة سهلة.

وقالت والدة الطالب محمد، إنها استعدت للثانوية العامة منذ عامين، حيث قامت بعمل جمعيتين، لتوفير أموال الدروس الخصوصية لابنها، مؤكدة أنها منذ بداية العام وهى تعمل على تهيئة الأوضاع لكى يجد ابنها الجوء المناسب  لكى يستطيع أن يحصل على مجموع عالٍ يمكنه للدخول لكلية من كليات القمة، قائلة إنها ليس لديها طاقة للكليات الخاصة والأموال التى تتطلبها.

وأكدت أن الأجواء صعبة والمعاناة الطويلة عاشتها منذ بداية العام، تريد أن تستكملها حتى يحصل ابنها على درجات عالية، حتى ولو اضطر لتحويل المنزل إلى ثكنة عسكرية، مؤكدة أن مع بداية الامتحانات تزداد حدة التوتر فى البيت، وتمتد تلقائياً معها حالة الطوارئ المفروضة أصلا، لكنها فى هذه الأوقات الصعبة ستكون بمحاذير جديدة وتعليمات أكثر صرامة.

وقالت والدة الطالبة عبير، إن منزلها يتحول إلى مدرسة أو مركز تعليمي, حيث تزيد الدروس الخصوصية فى فترات الامتحانات وتأتى زميلات ابنتها لمتابعة الدروس وبعدها الاستذكار معها لكى يشجعن بعضهن على التحصيل الجيد, فى الوقت نفسه يكون لكل واحد من أفراد الأسرة دور محدد لتوفير الراحة والهدوء لمريم ومن معها.

وأكدت أن الثانوية العامة معروفة على مدار السنوات الماضية، بأنه عام الطوارئ فى كل بيوت المصريين، نظراً لكونه عام تحديد المصير، فى ظل البطالة التى يعانى منها خريجو الجامعات، وهو ما يدفع أولياء الأمور للضغط على أبنائهم للحصول على درجات عالية.

 

خبير تربوي: ارتفاع المجاميع يزيد الضغوط على الطلاب

 الضغوط النفسية والعصبية التى يعيشها طلاب الثانوية العامة وأسرهم، ما هى لا نتاج طبيعى لنظان تعليمى عقيم منذ أكثر من ثلاثين عاما، يعتمد على الحفظ والتلقين، وقياس قدرات الطلاب خلال يوم واحد بعد عام دراسى كامل.. هذا  ما أكده الدكتور كمال مغيث الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية.

وقال: إن الضعوط النفسية سواء على الطالب أو الأسرة، نتيجة انخفاض عمل خريجى الجامعات، وارتفاع معدل المجاميع إلى مائة فى المائة  حيث نجد أن الطالب الذى يحصل على 98 ٪ لا يمكنه دخول كلية الطب، مما يزيد من ضغط الآباء على أبنائهم للحصول على درجات عالية تمكنهم من الالتحاق بكليات قمة يوجد لها عمل مثل كلية الطب وكلية الصيدلة، كما أن بعض الآباء يحاولون الضغوط على أبنائها لتحقيق أحلامهم التى لم يستطيعوا تحقيقها فى أبنائهم.

ونصح مغيث الآباء باحتواء الأبناء وتحمل تصرفاتهم قدر الإمكان، لأنها تنم عن الضغط النفسى الذى يعانون منه، وتقبل الطالب كما هو وعدم إشعارهم بالتقصير أو محاولة تعديل سلوكياته أثناء فترة الامتحانات، مع توفير الأجواء الهادئة والمناسبة والدعم من خلال العبارات الإيجابية، ومنحه الثقة، فهذا من شأنه أن يزيد من معدل الذكاء العام.

وأكد أنه لا يوجد دولة فى العالم تقيس مستوى التحصيل العلمى لطالب المفترض أنه درس لمدة عام كامل فى يوم واحد، وقال يجب أن يكون هناك تحصيل درجات الطالب، على مدار السنة، بحيث يكون هناك توزيع للامتحانات على مدار العام، بحيث يدخل الطالب الأمتحان، وهو يعلم ما لديه من درجات.

وأوضح أنه لابد من وجود نظام تعليمى قائم على التفكير وليس الحفظ، كما يجب النهوض بالتعليم ومواجهة الغش فى الامتحانات، مؤكدا أن محاولات الغش أو التعامل السيئ من بعض الطلاب مع مراقب اللجان، ما هو لا نتاج للضغوط النفسية التى تقع على الطالب فى محاولة منه أن يقتنص أى فرصة للحصول على مجموع مرتفع، كما أن طلاب الثانوية العامة يفتقدون للقواعد التربوية، حيث إن جميعهم يعتمدون على الدروس الخصوصية، ولا أحد منهم يذهب إلى المدرسة، بالإضافة إلى كونهم مراهقين.

ووضع مغيث روشتة لطلاب الثانوية العامة تساعدهم على المذاكرة الجيدة، أولها أن يقوم الطالب بمذاكرة دروسه عبر الكتابة وتفريغ ما لديه من معلومات فى ورق، حيث إن الكتابة تقوم بتثبيت المعلومة بصورة أقوى من خلال الكتابة، كما يجب ألا يذاكر الطالب أكثر من أربع ساعات متواصلة، حيث إن العقل يتوقف عن التركيز بعد مذاكرة لمدة أربع ساعات، قائلا الطالب من الممكن أن يفتح الكتاب ويذاكر ولا المعلومات لن تثبت فى عقله، قائلا يجب أن يخرج الطالب لمدة ساعة أو أكثر للترويح عن العقل، كما يجب ألا يكثر من المنبهات مثل القهوة، وحذر مغيث من الحبوب التى يجلبها بعض الطلاب لتساعدهم على السهر والتركيز، مؤكدا أنها خطيرة جدا، وتفقدهم تركيزهم.

 

استشارى نفسى: 10 دقائق راحة كل ساعة مذاكرة

 

الضغوط النفسية التى يعانى منها طلاب الثانوية العامة، انخفضت كثيرا جدا فى الأعوام الأخيرة، هكذا يؤكد الدكتور جمال فزوير أستاذ الطب النفسى وأرجع هذا التقرير إلى انتشار الجامعات الخاصة، والتى تستقبل الكثير من الطلاب الذين لم يستطيعوا الالتحاق بالجامعات الحكومية نظرا لانخفاض تنسيقها عن الجامعات الحكومية بنسب تصل إلى 5٪.

وقال الدكتور «فرويز»: انخفاض الضغوطات على بعض طلاب الثانوية العامة جاء بعد حالة البطالة التى يعانى منها الكثير من خريجى الجامعات، واتجاه البعض إلى العمل الحر، لافتا إلى أن كل هذه العوامل لم تمنع وضع الكثير من طلاب الثانوية العامة تحت ضغوط

كثيرة، مصدرها أسرة الطالب أو الطالبة، حيث إن الأسرة مازالت تحلم بكليات القمة وتضغط على الأبناء من أجل الحصول على أكبر مجموع، ولهذا فإن الكثير من الأسرة تضع أبناءها تحت ضغوط كبرى، نتيجة عدم قدرتهم المالية لإلحاق أبنائهم بالجامعات الخاصة حال فشلهم فى الحصول على مجموع يدخلهم كليات القمة.

وأضاف: هناك قواعد ونصائح لابد أن يحافظ عليها طالب الثانوية العامة خلال فترة الامتحانات لينمى قدرته وتفكيره خلال المذاكرة وأيضا خلال وقت الامتحان داخل اللجنة، مؤكدا أن فترة امتحانات الثانوية العامة تسبب ضغطًا نفسيًا وعصبيًا شديدًا على الطالب لذلك يجب عليه اتباع بعض القواعد، أولها الاستعداد النفسى الصحيح للامتحانات، وضرورة مراجعة النماذج لامتحانات البوكليت، التى نشرتها الوزارة، وعدم التشتت مع أكثر من مدرس لأن كلًا منهم له طريقته الخاصة.

وواصل لابد من تنظيم الوقت من خلال عمل جدول خاص بالمراجعات الخاصة بكل مادة، مع ضرورة التركيز فى كل مادة، وخلال الامتحان يجب مراعاة توزيع الوقت بين الأسئلة بشكل جيد، والالتزام بالإجابات النموذجية لكى يتحصل الطالب على أكبر قدر من الدرجات، مع ضرورة ألا يجعل أداءه فى مادة يؤثر على باقى المواد فبمجرد الخروج من اللجنة تستعد للمادة التالية.

الضغوط النفسية على طلاب الثانوية العامة تدفع البعض إلى تعاطى المواد المخدرة وتدفع آخرين إلى التفكير فى الانتحار.. رصدت دراسة عن الصحة النفسية بين طلبة المدارس الثانوية وسوء استخدام المواد المخدرة بينهم لعام ( 2016-2017)، بإشراف وزارة الصحة، أن 21.5% من طلاب الثانوية يفكرون فى الانتحار، وسعت وزارة الصحة خلال تلك الدراسة لتكوين قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة ومحدثة تلقائيًا عن معدلات انتشار الاضطرابات النفسية المختلفة فى المجتمع.

وتم إجراء الدراسة على 10 آلاف و648 طالبا وطالبة من المدارس الثانوية العامة والفنية والأزهرية تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما، والعينة مكونة من 41.2% من الطلبة، و58.8% من الطالبات، وبالنسبة للبيئة التى يقيمون فيها 63.3% مجتمع المدينة، و36.3% مجتمع الريف، 0.6% من البدو.

وشدد الدكتور جمال فرويز على ضرورة تجنب تلك الأفكار السلبية، على أولياء الأمور، فعليهم توفير الراحة والتأكيد على أبنائهم أن الأهم هو التعلم والتعليم وليس المجموع، ولابد أن يشعر الطالب أنها سنة عادية وليست معيارًا للنجاح أو الفشل بالحياة، وأنه لا يوجد ما يسمى بكليات القمة، وأن النجاح هو تحصيل المهارات فى الحياة، واختيار مجال للعمل وتحقيق الذات.

وأكد: «لابد من الترفيه على طلبة الثانوية خلال فترة الامتحانات، أو بعد الاعلان عن النتائج، وإبعاد الطالب عن أى طاقات سلبية من شأنها إحباطه أو التأثير السلبى عليه ودفعه للقلق والاكتئاب، مع دفعه لتعلم المهارات والمواهب والانشطة واللجوء لمعالج نفسى إذا تطلب الأمر.

وشدد استشارى الطب النفسى، على ضرورة مراعاة الأهل لقدرات أبنائهم الذهنية وعدم تحميلهم فوق قدراتهم، مؤكدًا على ضرورة دعم الأسرة لأبنائها بدلًا من الضغط عليهم لدخول كُليات القمة، مثل الصيدلة أو الطب أو الاقتصاد والعلوم السياسية أو كلية الهندسة.

كما يجب على أهالى طلاب الثانوية العامة تهيئة الأجواء للطلاب، ومساعدتهم على التركيز، والابتعاد عن إثارة المشاكل، وتوفير وقت بسيط للترفيه.

وأوضح أن الطالب يجب عليه أخذ قسط من الراحة لمدة 10 دقائق بعد كل ساعة مذاكرة، قائلا: «يجب تقليل مدة السهر، وبدء المذاكرة فى بداية اليوم بالمواد البسيطة لتشغيل العقل، ثم بعدها المواد الصعبة، وفى آخر اليوم بالمواد السهلة».

 

أكلات أيام الامتحانات

 

الأطعمة.. واحدة من الأمور المهمة فى فترة امتحانات الثانوية العامة، خاصة أن بعض الأطعمة تساعد على التركيز وتنشيط الذاكرة، وحسب مجلة «فوربس» الأمريكية فإن السالمون والسردين وعين الجمل: أطعمة غنية بالأوميجا-3، وهو حمض دهنى ضرورى للمخ، يعزز وظائفه ويحسن الدورة الدموية له، ويحسن قدرة طلاب الثانوية العامة على الاستذكار. وأيضا البروكلى والقرنبيط من الأطعمة الغنية بعنصر الكولين الذى ينشط الذاكرة، كما تحتوى على تركيزات عالية من البوتاسيوم، وهو ضرورى لتعزيز وظائف الإدراك التى تشمل الذاكرة والتركيز والتفكير.

وكشفت دراسة علمية أن الكرفس يحتوى على تركيزات عالية من عنصر «Luteolin»، وهو ضرورى لعلاج النسيان والحد من التهابات المخ وتحسين قدراته. كما يحتوى الحمص على تركيزات عالية من الماغنسيوم، وهو يسهم فى تعزيز تواصل خلايا المخ معا وإمدادها بالقدر الكافى من الطاقة.

الكابوريا أيضا من المأكولات البحرية اللذيذة، تحتوى على تركيزات عالية من الحمض الأمينى «phenylalanine» وهو ضرورى لتصنيع الموصل العصبى دوبامين، الذى يعمل كمنشط رائع للمخ، كما يحتوى على تركيزات عالية من فيتامين «ب12»، وهو من أفضل العناصر الغذائية المعززة للقدرات العقلية.

الكارى أيضا يحسن الذاكرة ويقاوم النسيان ويحد من التهابات المخ والخلايا العصبية، لذا يفضل إضافته لأغلب الأطعمة التى يتناولها طلبة الثانوية العامة.

الحنطة السوداء التى تسهم فى تهدئة الطلاب وتعزيز مزاجهم، نظراً لاحتوائها على تركيزات عالية من الحمض الأمينى «تربتوفان»، كما أنها غنية بالماغنسيوم المهم لمخ الطلاب.

فيما قال الدكتور مجدى نزيه، استشارى التغذية إنه لا يوجد نظام غذائى مخصص لطلاب الثانوية العامة، كما أنه لا يوجد وجبات لتنشيط الذاكرة خلال فترة قليلة، ولكن يجب على ربة الأسرة الاهتمام بالغذائى الصحى السليم والبعد عن الأكلات غير الصحية والدسمة، كما يجب إعداد نظام غذائى يحتوى على العديد الفيتامينات، ويجب أن تحتوى الوجبة الغذائية لطالب الثانوية على الطاقة كما يجب الاهتمام بالعصائر، بالإضافة إلى الأغذية التى تمد خلايا الجسم بالبروتينات بدءاً من الأسماك وجميع أنواع اللحوم والدجاج، والعنصر الأخير فى الوجبة الغذائية بطبق السلطة والتى يجب أن تحتوى على عناصر مختلفة من الخضراوات الطازجة التى تعطى حيوية لطلاب.

وحذر استشارى التغذية من الإكثار من المشروبات الساخنة مثل القهوة والمشروبات المماثلة لها، لما لها من ثأثير ضارة، ناصحة أنه يفضل فنجان قهوة أو اثنان يومياً على الأكثر، لكى يستطيع الطلاب أخذ قسطاً كافياً من النوم، مطالباً استبدال المشروبات ذات الكافين بالعصائر الطازجة.

 

نماذج بوكليت الوزارة.. أول طريق النجاح

 

قال أيمن البيلى الخبير التعليمى، أن هناك هالة من الإعلام حول امتحانات الثانوية العامة، على اعتبار أنها امتحانات تحديد المصير لكل الطلاب، مؤكدا أن كل ذلك يسبب الكثير من الضغوط على الطالب أولها الضغوط الاجتماعية المبالغ فيها من قبل الأسرة، لتحقيق أعلى الدرجات، والضغوط الاقتصادية، حيث إن حجم الإنفاق على الدروس الخصوصية فى مصر وصل إلى 30 مليار جنيه سنويا، مما يشكل ضغطًا للتخلص من الضغط المالى الذى يضع طلاب الثانوية العامة أسرهم والحصول على درجات عالية مقابل الإنفاق الذى تم، وهو أحد أسباب الغش، وتسريب الامتحانات.

كما أن الجانب التعليمى يشكل ضغوطا أهمها أن الطالب لا يعلم ماذا سيكون مطلوبًا منه من درجات للالتحاق بالكلية المناسبة له، كما أنهم لا يعلمون شيئًا عن المستقبل، مؤكدا أن كل هذه الأسباب تجعل من منظومة الامتحانات ليست معيارًا لقياس ذكاء الطالب وتحصيله الدراسى.

 ولكنه أكد أنه فى حالة نجاح منظومة التعليم الحالية، سوف تقضى تماما على الدروس الخصوصية، كما أن الضغوط على الطلاب سوف تنخفض بشكل قوى جدا.

وطالب «البيلى» طلاب الثانوية العامة، بزيادة معدل الوقت المخصص للمذاكرة، وحل نماذج «البوكلت» والمتوفرة على موقع الوزارة، كما يجب لطلاب علمى علوم وعلمى رياضة، حل الاسئلة بصورة أكبر، كما يجب على الطالب أن يتعامل مع المذاكرة بكل هدوء، كما يجب على الأسرة تخفيف الضغوط من على أبنائهم، وعدم إجبارهم على المذاكرة لأوقات طويلة جدا.

وقالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، إن ضغوط الثانوية العامة انخفضت كثيرا عن الأعوام السابقة، نتيجة أن كثيرا من الشباب يطمح فى العمل الخاص، بعدما شاهد الكثير من الخريجين السابقين للجامعات، دون عمل بعد جهود كبرى قاموا بها فى الثانوية العامة.

ولكنها أردفت أنه مازالت هناك ضغوط تمارسها الأسر على أبنائها، لتضمن التحاقهم بكليات قمة، توفر لهم عمل بعد التخرج، مؤكدة أن الطلاب أصبحوا أكثر وعيا عما سبق، لافتة أن الضغوط تأتى عن طريق الأهل اليوم بصورة أقوى عن السابق.