عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خدعنا العدو بالمواقع التبادلية.. وتفوقنا فى استخدام السلاح على صانعيه

اللواء يحيي السنجق
اللواء يحيي السنجق

اللواء يحيى السنجق، أحد أبطال سلاح الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا شدد فى حديثه عن ذكريات الحرب والعبور ومراحل المفاوضات أن الحديث عن تحرير سيناء وعودة كامل التراب الوطنى لا يمكن فصله عن حرب أكتوبر المجيدة بأى حال من الأحوال، مؤكداً أن حرب أكتوبر هى التى مهدت الطريق لاستعادة الأرض الغالية، وفتحت باب المفاوضات أمام مصر من موقع القوة، التى لا تعرف إسرائيل غير لغتها، ولا يقبلون إلا بالاستيلاء على أراضى الدول وهذه طبيعتها.

وأضاف «السنجق» أن إسرائيل استحلت دماء العرب منذ نشأتها، ولم تعرف طعم الهزيمة إلا على أيدى المصريين، وزادت أطماعها عقب النكسة، وخططت ببناء خط بارليف للبقاء فى سيناء للأبد، ولذلك كانت حرب اكتوبر بمثابة صاعقه للعدو، جاءت على حين غره فكسرت شوكته، وحطمت آماله وأطماعه فى المنطقة العربية.

وأشار إلى أن انتصار أكتوبر جاء نتيجة وعى القوات المسلحة المصرية واستيعابها لدروس النكسة التى يمكن تلخيصها فى اليقظة التامة وعدم التهاون فى التعامل مع العدو أو التقليل من شأنه حتى مع زيادة قدراتنا القتالية، كما تعلمنا أن نحسن من استخدام السلاح طبقاً لإمكانياته القتالية والاهتمام بالفرد المقاتل ووضعه فى طبيعة لا تختلف كثيراً عن طبيعة المعركة الحقيقية، كما تعلمنا أهمية حسن انتقاء الفرد المقاتل، فالمقاتل المتعلم أكثر كفاءة من الجندى الأمى وتعلمنا أهمية جمع المعلومات عن العدو بمختلف وسائل الاستطلاع، واستوعبنا جميع هذه الدروس وطبقناها على جميع وحداتنا فى جميع التخصصات وأعدنا تدريبها وتسليحها وتنظيمها لكى تكون مستعدة للمعركة، وقمنا بتطعيم وحداتنا بتطعيم المعركة فى قتال فعلى محدود حتى يشعر الفرد بجو المعركة الحقيقى وضغوطها النفسية والعصبية والجسمانية والحمد لله أثبت المقاتل المصرى ضباطاً وجنوداً كفاءة عالية فى التدريب والجلد والصبر حتى حانت اللحظة المناسبة.

لقد كان المقاتل المصرى هو كلمة السر ومفاجأة العبور العظيم، فهو نفس الفرد الذى انهزم فى النكسة، وهو أيضاً من حارب وانتصر وعبر المستحيل، وفى هذا درس كبير للأجيال التى لم تعاصر الحرب وظروفها الطاحنة، فقد مرت مصر بظروف قاسية على مختلف النواحى، ولكن المصريين أصحاب الحضارة لا تكسرهم الأزمات ولا يخضعون أمام الظروف، ولكنهم شعب تظهر أصالة معدنهم أمام التحديات.

وأوضح اللواء السنجق أنه لم يكن أحد يتوقع أن تقوم مصر من نكستها، ولكن بعد النكسة بأيام بدات القوات المسلحة فى تنفيذ عملياتها الانتقامية، ودخلنا أيضاً فى

حرب الاستنزاف ضد العدو، ونصبنا كمائن ضد طائراته الحديثة من طراز الفانتوم، والميراج، من خلال المواقع التبادلية، كنا نضرب الطائرات الإسرائيلية بصواريخ الدفاع الجوى فجأة، ونسقط الطائرات ثم ننسحب منه بسرعة إلى موقع تبادلى آخر، وعندما كانت تأتى طائرات أخرى لقصف موقع الكتيبة التى أطلق منها الصاروخ، لا تجد به شيئا فنستهدفها بنفس الكتيبة من مكان آخر، وبسرعة نخلى الموقع إلى مكان ثالث لتكرار ذلك، رغم ثقل معدات كتيبة الدفاع الجوى، فالصاروخ سام 2 وسام 3 كان يبلغ طوله حوالى 12 متراً، وكنا نحمله فوق شاحنة ضخمة، إضافة إلى حجم القاذف الكبير، وبفضل التدريب والروح المعنوية المرتفعة كنا نتحرك ونشتبك ونخلى فى ربع الزمن الروسى المحدد لذلك.

وخلال حرب الاستنزاف أرهق العدو وتكبد خسائر فادحة وأعطت هذه الحرب رسالة واضحة للعدو أنه لن يهنأ فى سيناء، ولن يدوم بقاءه طويلاً على رملها.

ثم كان قرار الرئيس الشهيد البطل أنور السادات بالعبور وتحقيق الانتصار العظيم، الذى فتح الباب على مصراعيه للداهية «الرئيس السادات» ليناور وينتصر فى المفاوضات كما فعل فى مناورة الحرب، وتستمر المفاوضات المصرية على أرض صلبة، حيث كان الرجل لديه رؤية واقعية ومستقبليه لمجريات الأمور والتى أثبتت الأيام صحتها.

واستكملت القوات المسلحة كافة معاركها خلال مراحل التفاوض حتى عادت سيناء بكامل مساحتها إلى مصر، وتستكمل القوات المسلحة خلال السنوات الماضية تطهير أرض الفيروز من الإرهاب الذى توطن خلال حكم الجماعة المحظورة، وفى نفس الوقت تشهد تنمية وعمراناً ومشروعات قومية غير مسبوقة لتظل القوات المسلحة درع الوطن وسيفه وداعماً وسنداً لشعبها وقت السلم والحرب.