رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الآباء على "الشاتب" .. والأبناء فى الشتات

بوابة الوفد الإلكترونية

حالة من التفكك الأسرى والانفلات الأخلاقى، أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعى، فى الكثير من المنازل المصرية، نتيجة انشغال الآباء بالسوشيال ميديا وقضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعى، دون الاهتمام بالأبناء ومعرفة أحوالهم، كما أدى انشغال الأبناء بالموبايل، إلى حالة من التفكك الأسرى يعيش فيها كل فرد فى الأسرة فى جزر منعزلة، بعيداً عن أى توجيهات أسرية، مكتفين بما يتعثرون فيه من توجهاتهم على صفحات فسبوكية مجهولة.

وأكد خبراء الاجتماع والطب النفسى، أن تأثير مواقع التواصل الاجتماعى سلبى جدا، وأدى إلى زيادة حالات التفكك الأسرى، وانقطاع صلة الرحم، بين الأسر، كما أنه أدى لزيادة حالات الطلاق، فضلاً عن الطلاق الصامت فى المنازل وخرس الأزواج، وغياب المودة بينهم.

وقال الخبراء: إن مواقع التواصل الاجتماعى تسببت فى فصل العديد من الموظفين، نتيجة انشغالهم بالسوشيال ميديا أثناء أوقات العمل، كما أنها مسرح جيد لنشر الشائعات.. وطالب الخبراء المصريون بالاكتفاء بمدة تتراوح من ساعة إلى ساعتين يومياً فقط على السوشيال ميديا.

خرب بيوت كتيرة

أكد العديد من الأسر أن استخدام مواقع التواصل أصبح إدمانًا لدى الكثير من الشباب، مؤكدين أن البعض يستخدمها لمدة تزيد على الست عشرة ساعة يومياً، وأن عددًا غير قليل من الأسر تجلس مع بعضها البعض فى حالة واحدة عند انقطاع التيار الكهربائى.

قال عمر عثمان، طالب ماجستير طب نفسى: إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى تحول إلى إدمان لدى الكثير من الشباب، نتيجة استخدام الشباب لساعات تصل إلى 16 ساعة يومياً، مؤكداً أن الجميع يمشى فى الطريق وهو فاتح مواقع التواصل الاجتماعى دون جدوى.

وأكد: عندما تسأل أى شاب عن سبب استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعى، سيرد «أسلى نفسى فقط»، لافتاً إلى أن الجميع فاتح فيس بوك ليتفرغ للشائعات والأخبار الكاذبة، وانحرافات ليس لها قيمة، كما أن السوشيال ميديا أدت إلى تفكك أسرى، وكل شخص له موبايل وكأنه فى جزيرة منعزلة.

وقالت مها محمد، موظفة، لديها ثلاثة أبناء: إن مواقع التواصل الاجتماعى لها آثار سيئة، مؤكدة أن أبناءها الثلاثة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى بشكل مستمر.

وأوضحت أن ابنها الأكبر يستخدمها لمعرفة أخبار الدنيا، بينما ابنها الأوسط يستخدمها للتواصل مع أصحابه، والأصغر على نفس الحال.

وأكدت أن أبناءها يستخدمون مواقع التواصل بصورة مستمرة لدرجة أنهم لا يذهبون إلى العمل نتيجة السهر وهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى، وفى نفس الوقت لا يخرجون من هذا الاستخدام بشىء مفيد أو شىء مهم.

وأوضحت أن مواقع التواصل الاجتماعى لم تأخذ الأبناء من الآباء فقط، ولكنها تسببت بألا يكون هناك أسرة من الأساس وكل منهما يعيش فى عالم آخر.

وأضافت أن استخدام الشباب لمواقع التواصل الاجتماعى، أدى إلى تزايد حالات الانحراف فى المجتمع، نتيجة تصفح بعض الشباب لمواقع إباحية ومواقع مشبوهة دون رقيب، مطالبة الدولة بحظر تلك المواقع لشدة خطورتها على الشباب.

وأكدت أن الأمهات أصبحن يجلسن بالساعات أمام مواقع التواصل، وتريد أن تأكل أكلًا جاهزًا كل يوم، والغسيل معفن والطفل البامبرز مبلول، مضيفة أنها أدت إلى حالات طلاق كثيرة، وذلك يظهر جلياً فى المحاكم نتيجة انشغالهم بالفيس بوك، مؤكدة أن التفكك الأسرى جاء نتيجة تقليدنا للغرب فى كل شىء.

وطالبت الأمهات بتشديد الرقابة على الأبناء وتوجيههم دينياً، والوعى الدينى.

وقال عبدالغنى الحمصانى: إن المصريين أكثر شعب يستخدم مواقع التواصل الاجتماعى، نتيجة استخدامهم لها بصورة مستمرة دون تحديد احتياجاتهم من هذا الاستخدام المستمر، وما فائدة استخدام الإنترنت بصورة مستمرة.

وأكد أن هناك شبابًا يستخدمون الفيس بوك بصفحات وهمية لمعاكسة بنات، مضيفاً أنه لا أحد يستطيع تحجيم استخدام أبنائه لمواقع التواصل، نتيجة أن الموبايلات فى أيديهم والآباء والأمهات لن يستطيعوا الجلوس مع أبنائهم طوال الليل.

وأوضح أن الكثير يستخدم الفيس بوك للتواصل مع ذويهم، لكن النسبة الأكبر تستخدمه لتضييع وقتهم، والجميع أصبح فى جزيرة منعزلة.

اختزلت صلة الرحم

قالت الدكتورة إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية إن تأثير مواقع التواصل الاجتماعى أصبح سيئا جدا، مضيفة أن مواقع التواصل الاجتماعى كان الغرض منها زيادة التواصل بين البشر ولكنها أصبحت وسيلة لاختزال المشاعر عبر الأسلاك، لافتة إلى أن الابن أصبح يسأل عن والدته عبر الموبايل أو «الواتس آب» أو «الفيس بوك» ولا يزورها إلا قليلًا، مما زاد من التباعد بين الأسر وساعد على انقطاع صلة الأرحام.

وأكدت أن مواقع التواصل الاجتماعى، أدت إلى زيادة نسب الطلاق كما أدت إلى الطلاق الصامت بين الأزواج بحيث يكون الزوج وزوجته فى مكان واحد، ولكنهما لا يتحدثان مع بعضهما البعض، وكل منهما منشغل مع موبايله ويعيشون فى عالم افتراضى مضيفة أن الطلاق لا يجب أن يكون عند مأذون فقط، ولكن يكفى أن يكون طلاقا صامتا، لكن لا يوجد مشاعر أو أحاسيس.. لا توجد مودة أو رحمة.

وأكدت انعزال الأبناء عن آبائهم نتيجة مواقع التواصل الاجتماعى وأصبح الأبناء كل منهم فى منطقة منعزلة رغم تجمعهم فى مكان واحد، بعد تدمير العلاقات الاجتماعية.

تقرير دولي

وكشف تقرير دولى أعدته شركة ميديا ديجيتال ساينس «دى إم إس»، المتخصصة فى بحوث الإعلام الرقمى والذكاء الاصطناعى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن غالبية مستخدمى الإنترنت بمصر يقضون ما يتراوح ما بين 3 و7 ساعات يومياً على الشبكة، مما يسهم فى زيادة معدل التجارة الإلكترونية بشكل مهم.

وقد تضمن التقرير، أن 53% ممن يشترون احتياجاتهم عبر الإنترنت تزيد أعمارهم على 35 سنة، منهم 47% يمتلكون بطاقات السحب الآلى، ونحو 43% من المتسوقين، بشكل عام لديهم بطاقات ائتمان، فى حين أن نحو 28% يستخدمون التعامل النقدى، للحصول على متطلباتهم.

وكشفت دراسة أمريكية حديثة أن تقليل وقت استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، وعلى رأسها فيس بوك، لمدة 10 دقائق يومياً يحد من الاكتئاب والشعور بالوحدة، وأكدت الدراسة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى أقل من المعتاد يؤدى إلى انخفاض كبير فى الشعور بالاكتئاب والوحدة، وهذه التأثيرات واضحة بشكل خاص على الأشخاص الذين كانوا أكثر اكتئاباً عندما شاركوا فى الدراسة.

وطالبت الدراسة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاماً بضرورة أن يتوقفوا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى تماماً، لأن هذا الهدف غير واقعى، لكن الحديث يدور على الطلب الأكثر واقعية وهو تقليل الوقت الذى يقضيه هؤلاء الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى.

وحذرت الدراسات من استخدام الهواتف الذكية قبل الخلود للنوم، ليس فقط لأن استخدامها يحدث خللاً فى دورة النوم، لكن الضوء الأزرق الذى يخرج من شاشة الهاتف، قد يتسبب فى إحداث مشاكل خطيرة للصحة البدنية والعقلية للمستخدمين.

فيما أكدت دراسة بريطانية حديثة، أن مصر احتلت المركز الأول فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، فى دراسة شملت 24 دولة من مستخدمى الإنترنت وأعدها مركز «بيو» للأبحاث ونشرتها صحيفة «التايمز» البريطانية، حيث أوضحت الدراسة أن مصر وروسيا والفلبين و14 دولة نامية أخرى تفوقت على الولايات المتحدة الأمريكية فى استخدام الشبكات الاجتماعية، وأن روسيا تلت مصر فى الاستخدام، تليها الفلبين بنسبة 86%، بينما 23% من مواطنى إندونيسيا يستخدمون تلك المواقع، و12% فى أوغندا، و8% فى باكستان.

وقالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن كثيرًا من المصريين أصبح لديهم إدمان لمواقع التواصل الاجتماعى،

لافتة إلى أن الإدمان هو عدم القدرة عن الاستغناء عن الشىء، ولكننا لا نستطيع أن نقول إن المجتمع كله بنفس درجة الثقافة الواحدة، موضحة أن هناك اختلافًا فى ثقافات ووعى البعض.

وقالت: هناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعى للتواصل مع أصدقائه، ومعرفة كل ما هو جديد، وقراءة الأخبار والتزود من المعلومات وبناء صداقات جديدة، ولكن هناك أيضاً من يستخدمها بسلبية، كنوع من تضييع الوقت ونشر الشائعات والتفاهات، مطالبة مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، بضرورة قياس درجة الفائدة التى تعود على كل منا من استخدام تلك المواقع من عدمه.

وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعى، ليس لها دور فعال فى زيادة نسبة الطلاق، بالصورة التى يطرحها البعض، كما أنها ليس لها دور قوى فى تفكك الأسرة، مضيفاً أن الأسر تتفكك داخلياً، نتيجة عدم ملء الفراغ بقضايا مهمة تهم الأسرة يتطلب الأمر منا المشاركة.

وقالت: إن استخدام أصحاب المعاشات لمواقع التواصل الاجتماعى، ملء فراغهم، وتضييع للوقت الطويل الذى يقضونه بمفردهم.

وقالت الدكتورة سامية الساعاتى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، عن إدمان الكثير من الشباب والأسر لمواقع التواصل الاجتماعى: إن كل شىء له إدمان، وعندما ظهر التليفزيون كانت الناس لا تتحرك من أمامه بالساعات الطويلة جداً، مطالبة الأسر بتنظيم حياة أبنائها، وأن تضع لكل شىء وقته، بمعنى أن يكون للخروج وقت محدد ووقت للمذاكرة ووقت للجلوس مع الأسرة، مضيفة إذا نجحت الأسرة فى تحديد أوقات أبنائها فلن تجد هناك مشكلة فى التعامل مع السوشيال ميديا.

وأكدت أن العالم كله الآن لديه إدمان لمواقع التواصل الاجتماعى،

ولكن المهم من يستطيع أن يجعله منسقًا بحيث لا يحدث للأسرة تفتت، مؤكدة أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، أصبح شيئًا أساسيًا فى حياة كل شخص مثل المأكل والمشرب، ولا يوجد حل سوى العمل على تنظيم استخدامها.

وطالبت أستاذة علم الاجتماع، الأسر المصرية، بزيادة الإرادة لمواجهة الإغراءات الحياتية ومنها إغراء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، مضيفة أن الاستخدام الرشيد لمواقع التواصل الاجتماعى يختلف من شخص لآخر، لافتة إلى أن هناك أشخاصًا تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى فى بحث ودراسات علمية وهؤلاء يحتاجون إلى ساعات طويلة، بينما الاستخدام الرشيد للأشخاص العادية فيجب ألا يزيد على ساعة يومياً متجزئة على ثلاث مرات فى اليوم بمقدار عشرين دقيقة فى كل مرة. كما حذرت من استخدام مواقع الاجتماعى لفترات طويلة لإهداره الوقت دون فائدة، وأكدت أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى لكبار السن، أداة لتسليتهم، كما أنه يشعرهم بالتواصل مع العالم الخارجى، ولكن يجب عليهم ألا يكونوا أسرى لهذا العالم الافتراضى، مطالبة إياهم بالخروج والتنزه مع أصدقائهم، فهذا أفضل صحياً ومعنوياً لهم.

تفريغ الضغوط

قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن مواقع التواصل الاجتماعى لها تأثير كبير على حياة الإنسان، لافتا إلى أنه منذ أيام حدث خلل فى «الفيس بوك»، فساءت حالة التخبط لدى الكثير من الأشخاص، أظهرت مدى تعلق المصريين بمواقع التواصل الاجتماعى مضيفا أن الكثير وجد فيها خطة للإلهاء بعيدا عن حياتهم اليومية، وتفريغًا للضغوط اليومية وتفريغًا للحياة العاطفية، كما أن الكثير وجد فى مواقع التواصل الاجتماعى، الفرصة للحديث عن طموحاتهم وأحلامهم وعن مطالبهم بخلاف توصيل بعض الأفكار السياسية أو الدينية أو الاجتماعية.

وأكد أن المصريين وصلوا لمرحلة من مراحل الارتباط الشديد بمواقع التواصل الاجتماعى، مضيفا أن من أنشأ «الفيس بوك» كان يهدف أن يكون أداة للتواصل الاجتماعى بين الناس ولكنه تحول إلى أداة لبعد الأشخاص والأسرة عن بعضها البعض، مضيفا أننا أصبحنا فى أفراحنا وأحزاننا الكل يكتفى برسالة على «الفيس بوك» أو «الواتس آب».

وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعى أدت إلى تقليل التعاطف بين الأشخاص وأسرهم، إلى جانب أن البعض أصبح يستخدم «السوشيال ميديا» كأداة للشهرة، مثل وقوع حادثة أو كارثة فيقوم الشخص بتصوير الحادثة ونشرها لكى يأخذ عددا كبيرا من التعليقات دون الالتفاف لمساعدة المصابين فى الحادث. كما أكد أن بعض الأشخاص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى لتصدير الإحباط والتشكيك فى كل شىء، وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعى لها تأثير قوى جدا على زيادة حالات الطلاق لعدة أسباب منها أن مواقع التواصل الاجتماعى أداة ووسيلة للانحراف والكلام المعسول بعيدا عن ضغوط الحياة الواقعية المليئة بالضغوط.

وأكد أن تأثير «السوشيال ميديا» ساعد على انتشار سلوكيات سيئة بين الشباب، نتيجة لعدة أشياء أولها انشغال الأمهات على «الفيس بوك» كما أن الأمهات أصبحت تأخذ الخبرات فى التربية من صفحات مجهولة الهوية أو صفحات ليست لها خبرة فى التربية بالإضافة إلى أن كل طفل اليوم له صفحة على «الفيس بوك» وأصبح يتأثر بمعلومات خاطئة.

وأوضح أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى يجب ألا تزيد على ساعتين يوميا، ساعة فى الصباح وساعة فى المساء.