رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تضارب المعلومات حول صحة "مبارك"

بوابة الوفد الإلكترونية

حالة من التضارب والغموض تلف حقيقة الحالة الصحية للرئيس السابق حسنى مبارك بعد انتشار أخبار تفيد بوفاته إكلينكيا، وأخرى تنفى وتؤكد بقاءه على قيد الحياة

ودخوله فى غيبوبة.. فى ظل التزام الحكومة متمثلة فى وزارة الصحة والداخلية والفريق الطبى المعالج لمبارك الصمت، ورفض إعلان حقيقة الوضع الصحى له, مما أصاب الشارع بحالة من البلبلة والقلق حول الوضع الحالى قبيل ساعات من اعلان الفائز بانتخابات الرئاسة.
وتراجعت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الخبر الذى نشرته فى ساعة متأخرة من مساء أمس الاول وأفاد بوفاته سريريا بعد نقله إلى مستشفى المعادي العسكري الرسمى، وأكدت ظهر امس الأربعاء أن الرئيس السابق ما زال على قيد الحياة، ويحاول الطاقم الطبي المشرف على علاجه إذابة الجلطة التى أصيب بها في المخ.
ونشرت وكالة أسوشيتيدبريس ظهر أمس عن مصادر أمنية قولهم «إن مبارك مازال يرقد في غيبوبة، وأن حالة قلبه وأجهزته الحيوية قد استقرت بعد تدخل فريق من الأطباء مكون من 15 طبيبًا قاموا بالتعامل مع حالته».
كما أكد مصدران أمنيان آخران أن الرئيس السابق غائب عن الوعي ومتصل بجهاز للتنفس الصناعي ولم يمت سريريا، وأضاف أحدهما أنه «ما زال من المبكر القول إنه توفي سريريا»، كاشفا عن وصول زوجة الرئيس السابق سوزان الى المستشفى لزيارته, ومتوقعا إصدار السلطات المصرية بيانا رسميا توضح فيه الحالة الصحية لمبارك قريبا.
فيما نشرت تصريحات منسوبة للواء سعيد عباس عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكد فيها أن حسني مبارك أصيب بجلطة ولايزال على قيد الحياة، معتبرا أن الحديث عن وفاته سريريا «كلام فارغ».
وكشف اللواء سامح سيف اليزل أن التقرير الطبى للرئيس السابق مبارك يؤكد أنه انتقل من الحالة الصحية الحرجة للغاية إلى الحالة الحرجة، مضيفا انه استجاب للعلاج المقدم له لكنه لايزال على أجهزة طبية مساعدة.
وأكد أن مبارك يسترد وعيه لبعض الوقت ثم يدخل فى غيبوبة وذلك بعد أن كان فى غيبوبة تامة مساء أمس الاول, نافيا أن يكون أى من أفراد أسرته قد قام بزيارته عقب دخوله مستشفى المعادى العسكرى.
وعلمت الوفد من مصادر مسئولة أن نقل الرئيس السابق مبارك جاء بناء على التقرير الطبى الذى قدمه طبيبه الالمانى والذى حضر الى البلاد منذ عدة أيام لمتابعة الحالة الصحية لمبارك داخل مستشفى سجن مزرعة طرة.
وحمل الطبيب الألمانى ـ فى تقريره- مصلحة السجون المسئولية الكاملة فى حالة تدهور صحة مبارك, مؤكدا أن غرفته بمستشفى السجن غير جيدة ولا تصلح كمراحيض عامة. وهدد الطبيب بتصعيد الأمر دوليا فى حالة عدم استجابة مصلحة السجون لنقل مبارك للمركز الطبى العالمى أو مستشفى المعادى العسكرى أو آخر يعالج فيه على نفقته الخاصة.
تقرير الطبيب الالمانى دفع مصلحة السجون للاستجابة لنقله خارج مستشفى السجن، خاصة بعد دخول مبارك فى غيبوبة وإصابته بجلطة أولى بالمخ.
ورفضت مصلحة السجون طلب نجلا الرئيس السابق علاء وجمال مرافقة والدهما الى مستشفى المعادى العسكرى لرعايته، لعدم تمتعهما بصفة عسكرية. واتهم نجلا الرئيس السابق وزارة الداخلية بمنعهما من ملازمة والدهما رغبة فى قتله، وحينما اخبرتهما وزارة الداخلية أن والدهما فى حراسة القوات المسلحة, اتهم علاء وجمال المشير طنطاوى رئيس المجلس العسكرى بخيانة والدهما، وقالا: نخشى قيامه بالتخلص من والدنا داخل مستشفى المعادى ـ وفقا لما نقله احد الضباط المقربين منهما بسجن طرة.
وشهدت المنطقة المواجهة لمستشفى القوات المسلحة بالمعادي وجودًا مكثفًا لوسائل الإعلام المحلية والدولية التي منعت من دخول المستشفى, لمتابعة الحالة الصحية للرئيس السابق، فى ظل تواجد عدد من المدرعات داخل سور المستشفى لتأمينه. فيما شهدت الحالة المرورية ازدحاما في شارع كورنيش النيل، حيث يتوقف المارة بسياراتهم للاطلال على المستشفى الذي يتواجد به الرئيس السابق.
وتوافد على المستشفى العشرات من أنصار الرئيس السابق الذين قالوا إنهم جاءوا ليطمئنوا على الحالة الصحية لمبارك, ورفع عدد من مؤيدى مبارك صوراً له أمام المستشفى، فيما سيطر الحزن على عدد من مؤيديه فى حالة ترقب فى انتظار التأكد من خبر وفاته, ونشبت بعض المشادات البسيطة بين مؤيدى الرئيس والمارة الذين عبروا عن سعادتهم لوفاته,

ونيتهم عمل فرح أمام المستشفى العسكرى فى حال صحة خبر الوفاة.
وفى السياق ذاته أكدت مصادر أمنية رفضت ذكر اسمها لـ«الوفد» أن صحة الرئيس السابق لم تكن تستدعي نقله الى مستشفى المعادى العسكرى, كاشفة عن تعرض إدارة السجن لضغوط كبيرة من محامى مبارك فريد الديب خلال الايام الماضية أسفرت عن إصدار قرار النقل مساء امس الاول، لعدم شعوره بالامان داخل مستشفى سجن المزرعة ورغبته فى دخول مستشفى اخر يكون فيه تحت حماية القوات المسلحة.
وأوضحت المصادر أن قرار نقل «مبارك» أخذ بتعليمات شفهية منذ اسبوع مضى، وكان تحت حيز التنفيذ، مشيرة الى ان كواليس نقل الرئيس السابق الى مستشفى المعادى بدأت بعد شعوره بحالة من الضيق وعدم القدرة على التنفس عقب علمه بتفوق المرشح الرئاسى الدكتور محمد مرسى على منافسه «شفيق»، وهو ما أصابه بانتكاسه صحية مفاجئة, إلا أنها لا تصل الى حد نقله الى مستشفى آخر خارج سجن طرة, فى ظل تجهيز المستشفى بأحدث الاجهزة التى تتطلبها حالته الصحية.
وكشفت المصادر ان الحالة الصحية لمبارك كانت كالمعتاد بين الارتفاع والهبوط، وإن زادت قليلا مساء الثلاثاء بسبب اعلان مؤشرات النتائج الخاصة بانتخابات الرئاسة, مؤكدا أن ترويج شائعات وفاة مبارك اكلينيكيا لوسائل الاعلام فى وقت واحد  عن طريق محامى مبارك, كانت بهدف تبرير نقله الى مستشفى عسكرى دون مقابلة ذلك بالاعتراض.
وأوضح المصدر أن الارتباك ساد قطاع السجون خلال آخر 3 ساعات قبل نقل مبارك من السجن، مؤكدا غلق رئيس قطاع السجون تليفونه اغلب الوقت, وفتحه للرد على مسئولى وزارة الداخلية فقط, لترتيب اوضاع نقل الرئيس لمستشفى المعادى العسكرى.
وعلى المستوى العالمى, حاز خبر تدهور صحة الرئيس السابق مبارك على اهتمام  الصحف العالمية، حيث نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا يشير الى سيطرة التوتر وعدم اليقين بشأن صحة مبارك على البلاد بعد نقله الى مستشفى عسكري لمتابعة حالته الصحية المتدهورة، منوهة  الى ان صحة مبارك تهدد بإضافة فصل جديد من الصراع على السلطة فى مصر .
وتساءلت صحيفة التايمز البريطانية «هل سيقيم المجلس العسكرى فى مصر جنازة عسكرية لمبارك ام جنازة محدودة؟»، مشيرة الى أن  المجلس  يواجه مأزقاً كبيرا، بسبب نوع الجنازة التى ستقام لمبارك، حيث انه يعتبر أحد أبناء المؤسسة العسكرية وفى حال تم تشييع جثمانه فى جنازة رسمية مهيبة،-كما هو بالنسبة للرؤساء السابقين وبصفته أحد أبناء المؤسسة العسكرية- فسوف يؤجج هذا الإجراء موجة غضب عارمة  لدى أسر وعائلات شهداء ثورة 25 يناير التى أطاحت بمبارك قبل 16 شهرا.
وتضيف الصحيفة أنه إذا حدث النقيض، فإن إقامة جنازة محدودة من شأنها أن تغضب مؤيدى الرئيس السابق الذين يخشون سير مصر بعد الثورة باتجاه الدولة الدينية .