عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. مصطفى الفقى : «السيسى» يستهدف الإصلاح الجذرى لـ«هاردوير» الدولة المصرية

د. مصطفى الفقى اثناء
د. مصطفى الفقى اثناء الحوار

جماعة الإخوان اهتمت بالسياسة 4 أضعاف اهتمامها بالدين

«السادات» ثانى رجل دولة بعد محمد على.. وهناك دول تجمّل صورتها بالمثقفين

«عرابى» أول فلاح مصرى يرفع صوته لمواجهة ظلم الملكية

أنا كائن سياسى أعمل من داخل النظام ولم أكن يوماً من القطيع

 

يؤمن المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقى، بخطأ من يعتقد أن هناك حقبة سوداء وأخرى بيضاء فى التاريخ المصرى، مشدداً على أن لكل فترة إيجابياتها وسلبياتها، وأن تاريخنا ليس بهذا السوء ولا بهذا الإحباط التى تتداوله بعض الأقلام وبعض المشاهد, لافتاً إلى أن الدولة المصرية لم تولد فى 23 يوليو أو فى 25 يناير ولكن الجيش المصرى لعب دوراً أساسياً ورفيع الشأن فى «عصرنة الدولة المصرية وتحديثها» وقدم لمصر الزعماء أحمد عرابى وجمال عبدالناصر وأنور السادات ومبارك وغيرهم من القادة.

وأضاف «الفقى» فى حواره على موقع «أخبار مصر»، أن الفترة التى تفصل بين 25 يناير و30 يونيه تحتاج إلى دراسة لما تطرحه من تساؤلات بخصوص القوى الثالثة التى كانت تعبث بالبلاد وتسببت فى أحداث محمد محمود وأحداث وزارة الداخلية وأحداث ماسبيرو، مشيراً إلى أنه تعرف على الفاعل الحقيقى الذى أحرق القاهرة فى 26 يناير عام 1952 من خلال الأحداث التى شاهدها فى تلك الفترة نظراً للنمط المتشابه الذى يجمع بين كافة هذه الأحداث.

وأكد «الفقى» أن ما شهدته البلاد فى 30 يونيو ما هى إلا ثورة إنقاذ حقيقى للدولة المصرية من الفكر المتطرف، مضيفاً أن الشعب المصر تحمل مئات السنوات من القهر السياسى وعشرات السنوات من الضغط الاقتصادى ولكنه لم يتحمل سوى عام واحد من العبث بالهوية الثقافية، قائلاً: مصر ستظل الدولة الوسطية المعتدلة رغم أنف الجميع.. وإلى نص الحوار:

< حدثنا="" عن="" البداية="" والنشأة="">

- أنا من مواليد قرية المغازى باشا والذى كان أحد كبار ملاك الأراضى بمحافظة البحيرة، وكان يملك نحو 14 ألف فدان ونحن نمت بصلة قرابة مباشرة للباشا ولكننا لسنا الملاك الأصليين، حيث كان والدى وجدى يعملان معه، ونشأت فى هذه القرية ودرست بمدرسة أريمون الابتدائية، ثم انتقلت بعد ذلك لدمنهور والتحقت بإحدى المدارس الإعدادية ثم الثانوية عام 1958 وكان مجموعى فى الثانوية العامة يؤهلنى للالتحاق بجميع الكليات على مستوى الجمهورية، ولكننى كنت أرغب فى الدراسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وهى التى ألزمتنى بالتحرك إلى القاهرة وأقمت بالمدينة الجامعية، إلى أن انتقلت أسرتى للعيش بالقاهرة بعد عام واحد من التحاقى بالجامعة، وأمضيت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أربعة أعوام وكنت رئيساً لاتحاد الطلاب بالكلية فى السنة الدراسية الثالثة والرابعة وتخرجت فى يونيو عام 1966، وأثناء الجامعة اهتممت بالنشاط السياسى والثقافى والاجتماعى وانخرطت فى منظمة الشباب الاشتراكى وفى الاتحادات الطلابية وأصبح لى دور على الساحة العامة، حيث توليت مسئولية التثقيف بمنظمة الشباب لمحافظة القاهرة بأكملها رغم أن عمرى لم يتعد 21 عاما حينها، وبالتالى بدأت الخبرة فى العمل السياسى مبكراً، ولهذا فإن مشكلتى الحقيقة والتى يلاحظها الكثير تتمثل فى اتجاهاتى المختلفة فى التوقيت ذاته، حيث الاتجاه الأكاديمى حتى أصبحت رئيساً للجامعة البريطانية ومديراً لمكتبة الإسكندرية، والاتجاه الإعلامى حتى أصبحت كاتباً لمقالة رئيسية فى معظم الصحف العربية العامة كـ«الأهرام» و«الحياة اللندنية»، وفى الحياة البرلمانية حتى أصبحت رئيساً لأهم لجنة بمجلسى الشعب والشورى وهى العلاقات العامة, وصدر لى حتى الآن نحو 35 كتيباً حصل العديد منها على جوائز محلية وعالمية، وأنا سعيد بما حققت ولكن يبقى أن أسرد قصة حياتى فى كتيب واحد.

بعد تخرجى التحقت بالعمل فى المخابرات العامة ولكننى لم أكمل بها وانتقلت أنا ومجموعة من الشباب المتميز من المنظمة بالعمل بوزارة الخارجية بقرار جمهورى من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وكنت كارهاً لهذه للفكرة تماماً ولم أكن متحمساً لأن أصبح دبلوماسياً, وكنت أتطلع لكى أكون أستاذاً جامعياً ولكنه لم يكن خيارى فليس منا من يرسم أقداره بشكل محدد فالله يفعل ما يريد.

التحقت بوزارة الخارجية وعملت لأول مرة بلندن وأمضيت نحو 6 سنوات هناك، حيث عملت نحو 4 سنوات بوزارة الخارجية وعامين دون راتب لكى أستكمل رسالة الدكتوراه من جامعة لندن بكلية الدراسات الشرقية الشهيرة، نظراً للاضرابات الطائفية التى بدأت تطفو على المشهد فى مصر، ومن هنا كتبت عن العلاقة الوثيقة بين الأشقاء فى الوطن الواحد «المسلمين والأقباط» واخترت مكرم عبيد كنموذج للدراسة لأنه خرج عن حدود الطائفة وأصبح شخصية عامة لها شعبية كبيرة فى الأوساط المصرية بلا استثناء وسمى بالمجاهد الكبير وكانت علاقته وثيقة بالزعيم سعد زغلول ثم علاقته الوثيقة بمصطفى النحاس إلى أن افترقا كما هو معروف، وكانت رسالة الدكتوراه بعنوان «الأقباط فى السياسة المصرية» التى ترجمت إلى اللغة العربية والفرنسية حيث كتبتها باللغة الإنجليزية، وما زالت تطبع بهذه اللغات المختلفة طبعات عديدة حتى الآن.

عند عودتى من لندن عام 1977 بدأت التفكير فى العمل مدرساً بجامعة القاهرة رغم أننى رقيت إلى درجة سكرتير أول بوزارة الخارجية، ومعنى إقبالى على تلك الخطوة هو ضياع مجهودى الذى بذلته بالعمل الدبلوماسى لمدة 10 سنوات من أجل أن أتدرج السلم الجامعى من بدايته مدرساً، والدكتور عمرو محيى الدين كان يشجعنى بشدة لكى أخطو تلك الخطوة لما تجمعنى به من علاقة وطيدة، والدكتور بطرس غالى هو من شجعنى على الاستمرار فى العمل بالخارجية، وقال لى تستطيع بجانب عملك بالخارجية أن تمارس العمل الأكاديمى وليس العكس، وهو ما حدث بالفعل حيث عملت مدرساً فى الجامعة الأمريكية بجانب عملى الدبلوماسى فى نفس التوقيت.

< وماذا="" عن="" علاقتك="" بالدكتور="" بطرس="" بطرس="">

- هو أستاذ الأساتذة وتعملت منه كيفية الاستفادة من الوقت وتنظيم العقل وإمكانية توزيع المهام على الأفراد، وأتذكر أنه بالرغم من كونه قبطياً إلا أنه رحب ترحيباً كبيراً حينما أبلغته بإعدادى بحثاً عن عبدالرحمن الكواكبى وهو رئيس التنظيم الدولى الإسلامى، فهو كان يدعمنى كثيراً وكان مدافعاً عنى فى كل مكان، فكانت تربطنى به علاقة قوية طوال سنوات عمره حتى رحيله، وأزعم أننى عرضت على الرئيس الأسبق مبارك ترشيح الدكتور بطرس غالى أميناً عاما للأمم المتحدة والأول لم يكن متحمساً لهذا الأمر خاصة أن غالى كان مرشحاً لرئاسة مفوضية اللاجئين ولم يحصل حينها على الأصوات المطلوبة، وفى الآخر وافق مبارك ووضعت مصر وراءه كل إمكانياتها وأيضاً لابد أن أعترف بأن فرنسا لعبت دوراً قوياً فى دعمه باعتباره ابنا للفرانكفونية.

< عند="" المقارنة="" بين="" الحقبة="" الملكية="" وفترة="" حكم="" عبدالناصر="" والسادات..="" كيف="" ترى="" هذه="">

- خاطئ من يعتقد أن هناك حقبة سوداء وأخرى بيضاء فى التاريخ المصرى فكل فترة لها ما لها وعليها ما عليها، وأود القول للشباب إن تاريخنا ليس بهذا السوء، ولا بهذا الإحباط التى تتداوله بعض الأقلام وبعض المشاهد, الحقبة الملكية كانت حقبة مضيئة ومحمد على هو مؤسس مصر الحديثة وأولاده لم يكونوا سيئين جميعاً باستثناء الخائن محمد توفيق, والخديوى إسماعيل كان صاحب عملية التحديث الكبرى التى خلقت من مصر دولة عصرية تضاهى أوروبا فى وقتها وكان لدينا ثانى خط سكة حديد فى العالم بجانب الأوبرا وغيرهما من مظاهر النهضة، أما عباس حلمى الثانى فهو كان وطنياً ومناصراً للحركة الوطنية وللزعيم مصطفى كامل.. الملك فؤاد ورغم عدم معرفته الدقيقة للغة العربية إلا أنه أسس جامعة القاهرة وترأس مجلس إدارتها بجانب إنشائه عدداً من المتاحف والجمعية الجغرافية والجمعية التاريخية، أيضاً يجب ألا نغفل دور الأميرات كالأميرة فيريال والتى أسست مستشفى هيليوبلس بمصر الجديدة, فلا يمكن إنكار ما قدم هؤلاء الأشخاص لهذا الوطن.

مصر لم تولد فى 23 يوليو ولا فى 25 يناير، الدولة المصرية امتداد كبير للزعماء، والجيش المصرى لعب دوراً أساسياً ورفيع الشأن فى «عصرنة الدولة المصرية وتحديثها» وقدم لمصر الزعماء أحمد عرابى وجمال عبدالناصر وأنور السادات ومبارك وغيرهم من القادة، ولا أحد يمكن أن يتصور أن هناك حدوداً فاصلة، وأرى أن عبدالناصر كان زعيماً ملهماً ولا يعادله فى التاريخ الأوروبى سوى نابليون، والدولة الحديثة فى العالم العربى والشرق الأوسط تدين فى تشكيلها للفكر الناصرى، فالفكر الناصرى لم يكن سيئاً ولكن تطبيقاته هى التى كانت سيئة، وعبدالناصر أقام قومية عربية ولا يمكن الحكم عليه فى خاتمته, فنابليون توفى مسموماً من الزرنيخ ولكنه يبقى محدداً شكل أوروبا الحديثة رغم هزائمه فى النهاية، أيضاً أحمد عرابى فكان الناس يبصقون عليه فى المقاهى ويقولون له أنت سبب الاحتلال ولكنه يبقى فى تاريخنا أول فلاح مصرى يرفع صوته جائراً وقوياً فى مواجهة الملكية والخديوى توفيق.

أما الزعيم أنور السادات فهو صاحب خبرة عريضه ورؤية واسعة وهو ثانى رجل دولة فى تاريخ الدولة المصرية بعد محمد على، فالأخير أقام مذبحة القلعة لينفرد بالحكم، والسادات أقام الحركة التصحيحية فى 15 مايو بنفس السرعة ودون دماء لينفرد بالحكم، أيضاً الاثنان كانا على علم بالمتغيرات الدولية ويقرآن مؤشرات المجتمع الدولى، السادات كان شخصية مهمة جداً فى التاريخ المصرى وتاريخه ما قبل الثورة كان تاريخاً عريضاً للغاية ولابد أن نعطيه قدره، وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع اتفاقية كامب ديفيد ولكنها كانت رؤيته فى ذلك التوقيت، وياليت العرب استمعوا إليه حينها وليس معنى كلامى أن العرب كانوا سيحصلون على كل شىء ولكنهم لم يكن لنخسر كل شىء مثل الآن، لأنه من ضمن الأسباب التى أجهضت إعصار حرب أكتوبر هو أننا خضنا وحدنا التفاوض.

< كنت="" قريباً="" من="" الرئيس="" الأسبق="" حسنى="" مبارك..="" ترى="" هل="" كان="" ظالماً="" أم="">

- كلما ابتعدنا بالتاريخ عن ثورة 25 يناير كلما اتضحت الصورة بشكل أكبر, وأعتقد أننا قسونا إلى حد كبير على مبارك فى بداية الأمر أو تورطنا فى شىء من ذلك، مبارك كان حاكماً وطنيا حتى النخاع وبكل تأكيد كان حريصاً على الأراضى المصرية كما لو كانت أرض منزله الشخصى، وكان يجلس على قناة السويس ويرى السفن المارة ويطلب منى معرفة المبلغ التى دفعته كل سفينة فهو كان حريصاً على الدولة المصرية وأموالها، ومن ناحية أخرى فهو كان بطيئاً فى اتخاذ القرار ولا يدفعه أحد بأن يغامر فى أحد المواقف المعينة ولا مبادرات بعينها, لكن يجب ألا نغفل أنه من حرر طابا وهو من أكمل تحرير المرحلة الثالثة فى سيناء فى الوقت الذى كانت إسرائيل تقول فيه إن السلام كان بيننا وبين رجل واحد وهو أنور السادات أما الآن وقد رحل فلا التزام علينا, ولكن مبارك نجح فى نهاية الأمر فى استعادة الأراضى المصرية، أيضاً مبارك اهتم بتطوير البنية الأساسية قدر الإمكان فى عهده وأعاد العلاقات المصرية العربية وأقام جسوراً قوية للغاية مع دول الخليج، خاصة أن الزعيمين عبدالناصر والسادات لم يكونا على توافق كامل مع الحكام العرب الآخرين لأسباب مختلفة منها ثورة 23 يوليو واتفاقية كامب ديفيد للحد الذى وصف فيه السادات بعض الحكام العرب بالأقزام، ولكن مبارك عرف كيف يحدث التوازن ويجذبهم جميعاً إلى مصر وأن تكون العلاقات طيبة على كل المستويات.

< كيف="" تقيّم="" الفترة="" ما="" بين="" ثورة="" 25="" يناير="" و30="">

- هذه الفترة تحتاج إلى دراسة لما تطرحه من تساؤلات بخصوص القوى الثالثة التى كانت تعبث بالبلاد وتسببت فى أحداث محمد محمود وأحداث وزارة الداخلية وأحداث ماسبيرو، وتعرفت على الفاعل الحقيقى الذى أحرق القاهرة فى 26 يناير عام 1952 من خلال الأحداث التى شاهدتها فى تلك الفترة نظرا للنمط المتشابه الذى يجمع بين هذه الأحداث مع بعضها البعض, ولكن

ما شهدته البلاد فى 30 يونيو ما هى إلا ثورة إنقاذ حقيقى للدولة المصرية من الفكر المتطرف، فقد تحمل الشعب المصرى مئات السنوات من القهر السياسى وعشرات السنوات من الضغط الاقتصادى ولكنه لم يتحمل سوى سنة واحدة من العبث بالهوية الثقافية، فمصر ستظل الدولة الوسطية المعتدلة رغم أنف الجميع، والدولة الوطنية التى تعرف الإسلام الصحيح، فمصر دولة الأزهر والكنيسة ودولة اللجوء السياسى لشتى بقاع العالم، دولة الدور القيادى العربى والأفريقى والإسلامى، ونتيجة لذلك فلا يمكن أبداً اختطاف الدولة المصرية لطريق متطرف.

> ماذا عن الضغوط والمؤامرات التى تعرضت لها خلال رحلتك العملية الطويلة؟

- الهزائم لا تقلقنى ولم أكن موالياً لأحد، ومبارك كان يقول عنى إننى مثل «المراجيح» يوم معه ويوم ضده، وهذا صحيح تماماً لأننى مع الدولة إذا أحسنت ومع المعارضة إذا أصابت، فأنا كائن سياسى ولم أكن من القطيع يوماً ما، وكثير من الأشخاص ينتقدوننى بداعى أننى أعمل من رحم النظام وهذا صحيح لأننى أؤمن بأنه عندما أكون داخل النظام فمن السهل أن أحدث تغييراً إيجابيا بخلاف ما أكون بخارجه، فعندها سيصبح الأمر صعباً للغاية وخاصة فى الدول العربية، فمن الممكن أن أجلس على الضفة الأخرى من النهر أنتقد وأصيح دون أية نتائج، ولكن هذا لا ينفى أن النظم العربية تستعين ببعض المثقفين للتجمل بهم، وأنا منعت من الكتابة لفترات طويلة وأيضاً منعت من الظهور الإعلامى لرفضى السفر إلى إسرائيل عام 2004 ولكن هذه الضريبة التى يجب أن ندفعها، ولكننى أود القول إن مبارك لم يكن سيئاً معى ولم يكرهنى ولم يكره أحداً، وأزعم أنه كان لديه نقطة ضعف تجاهى، ومبارك كان شخصاً لطيفاً للغاية بعيداً عن العمل.

< ماذا="" عن="" تجربتك="" وعلاقتك="" بجماعة="">

- علاقتى بهم لم تكن علاقة سيئة فى بداية الأمر وكنت أرى أنه لابد أن نبحث عن حلول لمعضلة تمثيل الإخوان المسلمين فى الحياة السياسية وأن يخرجوا من عباءة الدين ويصبحوا قوة سياسية ويعملوا فى الحياة السياسية ولا مانع أن يكون مخزونهم الحضارى يرتكن على الإسلام, واستقبلت وأنا فى مؤسسة الرئاسة عصام العريان وسيف الإسلام البنا وكانوا يأملون منى خيراً وعلاقتى كانت طيبة جداً مع المرشد العام مهدى عاكف واتصل بى فى العديد من المرات وقال لى رغم أنك لست منا لكنك منصف فيما تكتب وتقول، والرئيس مبارك كان يستمع لاَرائى وكان من الممكن أن يحتويهم ويصبحوا فصيلا سياسياً لكنهم لم يرغبوا فى ذلك وكان شغلهم الشاغل هو التفرد بالحكم دون الشراكة مع أى فصيل آخر, وأرى أن الإخوان يهتمون بالسياسة بنسبة 80% نظير 20% نسبة اهتمامهم بالدين بعكس الجماعة السلفية التى تهتم بالدين بنسبة 80% وبالسياسة بنسبة 20%, وبالتالى لم يكن الإخوان المسلمون دعاة للدين فى أى مرحلة من المراحل بقدر كونهم طلاباً للسلطة وأبناء حياة وصراع وتنظيم سرى قائم على القتال والعنف.

< ماذا="" تعلمت="" من="" عملك="" بالحياة="">

- تعلمت الكثير وباختصار شديد تعلمت أن مصر ليست هى الأروقة الدبلوماسية ولا الصالونات الفاخرة ولا السفريات الكبيرة والمتعددة، ولكنها القرى والنجوع والتى كنت أرصد بها مشاهد إنسانية صعبة للغاية.

< بماذا="" شعرت="" عندما="" رفضت="" السودان="" وقطر="" دعمك="" للترشح="" على="" منصب="" الأمين="" العام="" لجامعة="" الدول="">

- كما سبق وذكرت أن الهزائم لا تقتلنى وحمدت الله حينها، وقطر كانت ترى أننى لم أدعمها فى بعض المواقف لأننى كنت أنتقد بعض السياسات القطرية وكنت أعتقد أن الخلاف بين الحكم القطرى وبين مبارك حينها، ولكن يتضح لنا الأمر يوماً بعد الآخر بأن الخلاف بين الحكم القطرى وبين مصر وهذا ما لا يجب لأن الشعب القطرى من أقرب الشعوب إلينا على الإطلاق، وبالنسبة للموقف السودانى فكان نتيجة لكثرة مهاجمتى لعمر البشير ولكننى لم أتراجع عن ذلك لأننى حزنت كثيراً عندما تم تقسيم السودان الشقيق وما جرى بعد ذلك، وكان من الممكن أن يكون هناك السودان الموحد الديمقراطى الذى يؤمن بكل الأديان والأعراف. ونتيجة لما سبق هدد السودان بأنه فى حالة ترشحى سيجمد عضويته فى جامعة الدول العربية، وكنت أملك نحو 19 صوتاً فى حالة خوضى هذه الانتخابات وهاتفنى مندوبى بعض الدول محدودة الدخل التى ترعاها بعض الدول الغنية وطلبوا منى أن يكون الاقتراع سرياً لأن التعليمات لدينا بدعمك ولكن علنا لا نستطيع، ومن ثم وقع الاختيار على ترشيح الدكتور نبيل العربى وهو أستاذ مرموق وعالم محترم ولو كان أراد الترشح منذ البداية كنت سأدعم ترشيحه بكل تأكيد.

< كثيراً="" ما="" تعاتب="" عمرو="" موسى="" من="" خلال="" المؤتمرات="" الصحفية="" ومقالاتك="" بجريدة="" الأهرام..="">

- أحب السيد عمرو موسى كثيراً وهو من أقرب الشخصيات لى ولديه كفاءات كثيرة وربما يكون أكفأ وزير خارجية فى تاريخ مصر, ولكن دائماً ما يحدث بينى وبينه مداعبات ويبتسم عندما أقول له إنه تسبب فى حرمانى من رئاسة جامعة الدول العربية ورئاسة البرلمان العربى فهو شخص لطيف للغاية وإذا ذهب إلى أى مكان ولم يجدنى به يسأل عن أسباب تغيبى، وأنا أفصل بين الخلافات فى الآراء والمواقف وبين العلاقات الإنسانية، ومؤخرا سألت عن الدكتور صفوت الشريف والدكتور يوسف والى، وأيضاً أتواصل مع الدكتور فتحى سرور وحضرت عزاء شقيق حبيب العادلى.

< كيف="" ترى="" الولاية="" الثانية="" للرئيس="" عبدالفتاح="">

- دائماً أصف ما فعله الرئيس السيسى خلال فترة ولايته الأولى بأنه قام بالتركيز على إصلاح «الهاردوير» أى الأشياء المادية كالبنية الأساسية، فاهتم ببناء الطرق والمنشآت الكبرى والمطارات والعاصمة الإدراية الجديدة، وهو يركز خلال الولاية الثانية على الاهتمام بعدد من القضايا المهمة يأتى فى مقدمتها العشوائيات والشباب والصحة والتعليم, وأنا متفائل تماماً رغم أن هناك الكثير ممن يقوم بنشر الإحباط بين أبناء الشعب المصرى، ولكن ليس معنى حديثى أن الحياة أصبحت جيدة فمازالت معظم الأسر المصرية تعانى من ارتفاع الأسعار, ولكن الدولة المصرية ظلت تعيش على الديون لمدة 80 عاما وما نشهده الآن هو إصلاح جذرى وعلينا أن نتحمل كالمريض الذى ينزف دما فسيظل ينزف لفترة ثم يتعافى بعد ذلك.

< كيف="" تقيّم="" دور="" الإعلام="" المصرى="" والصحف="" فى="" الفترة="">

- أطالب الإعلام المصرى بأن يكون مسانداً لحركة الوطن، وأن يسلط الضوء على الجهود المبذولة من قبل القادة السياسية، وأعلم أن هناك العديد من الإيجابيات التى لا يتم تسليط الضوء عليها وكأنها سرية!, كالتوازن فى العلاقات الخارجية المصرية وموقفنا العظيم تجاه الأزمة السورية والحرص على الشعب السورى دون الانزلاق فى أى مواقف جدية, أيضاً علاقتنا الآن أصبحت ندية مع العالم بأكمله وأصبحنا لا نخضع لأى قوة بالعالم، كل ما سبق مواقف يجب تسليط الضوء عليها، أيضاً أطالب الإعلام بالابتعاد عن الإثارة وأن يتم تحليل الموضوعات دون انفعال ودون تحريك مشاعر المواطنين فى اتجاهات بعينها، أيضاً هناك بعض الأخبار التى تتم إذاعتها فى النشرات الإخبارية من شأنها الإضرار بسمعة الدولة المصرية، فعلى سبيل المثال عندما سأل الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أحد المؤتمرات الرئيس السودانى عمر البشير عن أسباب مقاطعة الأخير للخضراوات والفاكهة المصرية جاءت إجابة البشير بأن السبب هو الإعلام المصرى الذى يقول إن الخضراوات والفاكهة تروى من مياه الصرف الصحى، فلابد أن يتوخى جميع من يعمل بالمجال الإعلامى الحذر عند إذاعة الأخبار المختلفة.

< بماذا="" تخشى="" على="" الدولة="" المصرية="" فى="">

- أخشى عليها من الاستهداف الإرهابى، وأزعم أن الدولة المصرية يحقد عليها من كثير من الدول، ومعظم القنوات الإعلامية الدولية والعربية تهاجم الدولة المصرية بشكل مستمر كالـCNN وBBC والجزيرة، فهناك كراهية لهذه الدولة صانعة الحضارة ولشعبها المسالم الذى يمر بظروف صعبة.