عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محاكمة القرن: من سرق وأتلف مُستندات الإدانة؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

احتبست أنفاسى أمام شاشة التليفزيون أتابع مُحاكمة القرن شأنى مثل ملايين المصريين.. فى البداية تفاءلت بسبب الديباجة الأولية التى تلاها القاضى..

وتوقعت ذكره بأن حُكم مبارك استمر 30 سنة من الظلام هو مُقدمة لإصدار حُكم قضائى يختلف على ما جاء عليه.. لكن ما نطق القاضى بالحُكم الذى تضمن فى أسبابه ومُبرراته أكثر من قنبلة موقوتة.
أخطرها هو انطلاق المُظاهرات الشعبية الاحتجاجية، التى تم النُطق بأولى شعاراتها من داخل قاعة المحكمة بإعلان: " الشعب يُريد تطهير القضاء" وهو ما قد يُحدث ثورة ثانية فى الشارع المصرى لتصحيح الأولى التى تفجرت فى 25 يناير 2011، فهل سيكون تاريخها هو اليوم الثانى من مايو 2012 ؟!.. بعد ان صدر حُكم ببراءة (جمال وشقيقه علاء وحسين سالم) من تهم التربح والفساد المالى، الذى قد يُغلق الطريق أمام استعادة أموال الشعب المنهوبة، وهى مليارات الدولارات، أما القنبلة الثانية فهى ان المُبررات والإجراءات القانونية مفتوحة للاستئناف، ورُبما تفضى الى تخفيف حُكم المؤبد على مبارك، قد لا يكون من المُستبعد ان تؤدى للبراءة .
اتصلت تليفونياً بأحد مصادرى الذى كان يعمل سابقاً فى جهاز سيادى، أستطلع وجهة نظره وأقيس رد فعله على حُكم المحكمة اليوم، فقال لى وهو يبكى مُتحدثاً بصعوبة: " أعرف انه حدثت تدخلات خلال الأشهر الماضية، تدخلات على مستوى عال أتلفت مُعظم المُستندات التى كان من شأنها تطبيق العدالة وحدوث الإدانة، وهناك مُستندات تم بالفعل سرقتها" واختتم حديثه بطلبه لى ان أغلق الهاتف فوراً؟! . . لأنه من غير البعيد اننا سندخل عصراً جديداً يتم التخطيط له بدقة الآن، ولم يستبعد إعادة إنتاج النظام السابق ولكن بأساليب جديدة، تعتمد على خلق أزمات سواء فى عدم توفير البنزين، أو حتى الخبز، أو قطع الكهرباء والمياه من وقت لآخر، تدفع المواطنين للكُفر بالثورة، طريقاً لانتخاب مُرشح الرئاسة الفريق "احمد شفيق" ونجاحه فى جولة الإعادة رئيساً لمصر، يحمى زبانية وأنصار النظام

السابق، مؤكداً انه حال حدوث فوضى وانتشار العُنف يوجد احتمال لتأجيل انتخابات الرئاسة، وفرض الجيش للأحكام العُرفية، وتكون أمامه الفرصة مواتية وشبه مُقنعة لبقائه فى الحكم وعدم تسليم السلطة لحين استقرار الأوضاع، وهو سيناريو أسود قد يجعل مصر أشبه بسوريا .
وبعيداً عن  البحث عن الذين سرقوا وأتلفوا مُستندات مهمة فى القضايا التى تنظرها المحكمة، نتساءل عن قضايا تاريخية مصرية، أعتقد انها لن تنتهى بما أصدرته المحكمة اليوم من أحكام مؤبد أو براءات:
من هم اللصوص والمسئولون عن عمليات الفساد المالى وتهريب أموال الشعب للخارج ؟ ومن هم الذين قاموا بتجريف الحالة الثقافية المصرية؟ ومن أفسد نظام التعليم؟ ومن الذى دفع ملايين المصريين لحالة الفقر والسكن فى المقابر؟ ومن المسئول عن تفشى البطالة بين الشباب زهور مصر الثورة؟ ومن أمر بتصدير الغاز المصرى لإسرائيل تستخدمه طاقة كهربائية لم يقوموا بقتل الفلسطينيين؟ ومن الذى أمر بتصدير الأسمنت المصرى لإسرائيل تبنى به الحائط العازل؟ وهل قامت ثورة 25 يناير بتضحيات شهداء قتلوا بأوامر ضباط حكمت المحكمة ببراءتهم اليوم؟ وكثير من الأسئلة قد تؤدى لخروج ملايين المصريين لثورة ثانية، قد لا تكون سلمية هذه المرة، ومن المُمكن ان تتصاعد حدة عُنف الشرطة والجيش ضد جموع المواطنين المتظاهرين، بدعوى الحفاظ على الأمن والاستقرار .