رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انهيار إمبراطورية الجاه والسلطان على شواطئ المنتزه

بوابة الوفد الإلكترونية

وزيرة السياحة تعيد 206 كبائن من كبار القوم إلى الدولة

مستأجرو الكبائن يملكون قصورًا وفيلات ويطمعون فى أملاك الشعب

شهدت محافظة الإسكندرية حالة من الجدل بين المؤيد والمعارض لعمليات هدم كبائن المنتزه، وكانت إدارة شركة المنتزه للاستثمار السياحى، قامت بتنفيذ قرار هدم 206 كبائن من كبائن المنتزه، شرق الإسكندرية، تنفيذًا لقرار وزير السياحة لعدم سداد إيجار مستحق منذ 5 سنوات، بعد تحديد سعر المتر بـ1000 جنيه.

قال مصدر مسئول بشركة المنتزه بالإسكندرية، إن قرار الإخلاء أصدرته الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، برقم 783 لسنة 2018 قضى بإخلاء  206 كبائن بمنطقة قصر المنتزه، موضحًا أن الأسباب لعدم سداد الشاغلين المستحقات التى تم تقييمها بمبلغ ألف جنيه للمتر الواحد، لحين صدور قرار اللجنة المشكلة بالمادة الثانية من القرار 414 لسنة 2016. وأضاف أن الشركة تهاونت فى حقوقها لمدة 5 أعوام، وآن الأوان لاستردادها، لافتًا إلى أن الشركة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لتحصيل تلك الحقوق من الشاغلين. وأكد أنه لا يجوز لأحد من شاغلى الكبائن الاستمرار فى الانتفاع دون سداد المديونيات، وأن الشركة تعمل على الحفاظ على حقوق الدولة التى لا تتهاون بها، مؤكدًا أنه فى حالة عدم سداد المديونية المستحقة منذ عام 2013، سيتم فسخ تراخيص الممتنعين عن السداد. وكانت شركة المنتزه قد حددت 30 يونيو الماضى كموعد نهائى لسداد المديونيات المستحقة، ولكن المنتفعين لم ينفذوا، لتتخذ وزيرة السياحة قرارها بإخلاء الكبائن بالقوة الجبرية.

وكشفت مصادر لـ«الوفد» بعض الشخصيات التى تمتلك كبائن المنتزه واستيلاءهم على قطعة من التورتة وأن ما يحدث هو استيلاء على المال العام وغالبية المستأجرين مليارديرات ولهم قصور فارهة فى إسبانيا وأمريكا والساحل الشمالى. هم علاء مبارك والرئيس الراحل السادات وأشرف مروان ورشيد ومنصور حسن وحسين الشافعى وزكريا محيى الدين وهشام طلعت وكمال الشاذلى وممدوح سالم وصلاح نصر والمشير الجمسى وأبوغزالة وسعاد الصباح وإبراهيم نافع ويوسف السباعى وثروت عكاشة وفؤاد سلطان وممدوح جبر شمس البارودى وحسن يوسف  وأحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق الذى تمكن من بيع الكابينة منذ 3 شهور إلى أحد المقاولين المشهورين، وأسرة عبدالحكيم عبدالناصر، نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذى أصدر بيانًا قال فيه لقد سبق وتنازلت أسرة الزعيم جمال عبدالناصر عن حقها الذى كفله قانون أصدرته السلطة التشريعية فى الاحتفاظ بمنزل منشية البكرى ومنزل المعمورة، ثانيًا إن هذه الأسرة وأنا منها تقبل برضا كامل أن يسرى عليها ما يسرى على كل المواطنين كما علمها الرجل الذى عاش مناضلا لمصر والأمة العربية، ثالثا لم أتلقَ أى إفادة من أى جهة حول إخلاء تلك الكابينة مع قيامى بسداد إيجارها حتى 2014، رابعا إننى أناشد السيد وزير السياحة تسلم تلك الكابينة للتصرف فيها كيفما يشاء. كما تقدم أبناء فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، وزكريا عزمى  بطلب إلى النيابة العامة بالتنازل عن شاليه المنتزه، وأيضًا أحد تجار السيارات لديه كابينة واحدة باسمه وأخرى باسم ابنه محمد وواحدة منهما استولى فيها على أمتار زيادة على الرغم من ان لديه ثلاثة قصور فى سيدى عبدالرحمن الواحد لا يقل سعره من خمس سنوات عن 31 مليون جنيه!

أيضًا هناك من يملكون قصورًا وأصحاب شركات ضخمة مثل المقاولين على وعلاء سيف وهما أيضًا احتلا أمتارا ووسعا كابينتيهما وزهران ورجب الاسماء الرنانة التى تقاتل على كبائن الدولة رغم امتلاكها قصورا ومليارات! كما  كشفت المصادر ان كبائن المنتزه التى تقع على شاطئ الحرملك أحد أشهر شواطئ المنتزه وذو طبيعة خاصة حيث إن الكبائن بها هى فيلات خاصة خلف فندق فلسطين مباشرة وأمام قصر الحرملك وأمامه البحر والفنار، وقد تم سحب 13 كابينة منه كانت مؤجرة مدى الحياة. وكابينة ورثة جمال عبدالناصر ومكتوبة باسم عبدالحكيم عبدالناصر رقم «4» وكابينة رقم «7- ب» باسم علاء محمد حسنى مبارك وكانت مخصصة لمبارك عندما كان نائبًا لرئيس الجمهورية بجوارها رقم «6» باسم ورثة المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، ورقم «7-أ» باسم ورثة مشهور أحمد مشهور الذى كان رئيس هيئة قناة السويس، ورقم «8» باسم ورثة المشير محمد عبدالغنى الجمسى و«9» باسم سعاد محمد محمد السبكى، ورقم «10» لورثة الأمير عبدالله المبارك الصباح والتى تقيم فيها الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح وهى عبارة عن فيلا كبيرة أمام الكوبرى الشهير باسم كوبرى سعاد حسنى الذى غنت فيه أغنية «بمبي» فى فيلم أميرة حبى أنا، ورقم «5-أ» لورثة الدكتور محمد أشرف الشهير بأشرف مروان، ورقم «2» لرئيس الوزراء الأسبق منصور حسن وهى ذات طبيعة خاصة بالمنتزه كلها حيث إن مساحتها شاسعة ولها قبة على شكل ساعة وحمام سباحة بالداخل من مياه البحر ومنط خاص وكان يقيم بها منصور حسن طوال الشتاء، نظرًا لحالته الصحية ومرضه بالصدر قبل وفاته، وكابينة رقم «1-1» باسم بنات رشيد محمد رشيد راشد حسين اما الشاطئ الثالث الذى تم سحب «7» كبائن منه فهو شاطئ سميراميس وهو الشاطئ الذى يقع يمين كوبرى الشاطئ ناحية المعمورة فى الاتجاه لنادى الرياضات البحرية وأشهر كبائنه برقم «1» باسم نورا بنت الدكتور ثروت عكاشة، ورقم «2» لورثة رئيس مخابرات عبدالناصر الأشهر صلاح نصر ورقم «2-أ» للفريق أول محمد على فهمى والد زوجة رشيد محمد رشيد ورقم «4-أ» لرئيس وزراء مصر ووزير الخارجية الأسبق كمال حسن على، ورقم «4» حاليًا باسم المقاول وعضو الحزب الوطنى المنحل على سيف والتى اشتراها من الباطن من الأمير بندر ورقم «5» لشقيقة علاء سيف وكان قد اشتراها أيضا فى عهد مبارك مع شقيقه على الذى اشتراها من عبدالقادر حاتم وزير إعلام السادات.

اما الشاطئ الرابع فهو شاطئ النخيل وهو الشاطئ الأول بالمنتزه الذى بنيت به فيلات خصيصًا لمجلس قيادة ثورة 23 يوليو والمعروف للكافة بجزيرة الشاى وتم سحب خمس منها وهى لورثة كل من الرئيس محمد أنور السادات ونواب عبدالناصر زكريا محيى الدين وعبداللطيف البغدادى وكمال الدين حسين وحسين الشافعى وهم بالترتيب من «1 حتى5» وهذه المنطقة تحديدًا ذات الطبيعة الساحرة وحدائق الأشجار وأمامها حوض الأسماك الذى كان يمتلئ من مياه البحر لينزل الملك فاروق يصطاد منها الأسماك والمؤدى للفنار الشهير.

اما الشاطئ الخامس فهو شاطئ إيزيس وتم سحب «59» كابينة منه الأولى «71-1» باسم يشار حسن عباس حلمى ابن الدكتور حسن عباس صاحب مصانع فاركو والذى اشترى تلك الكابينة من الباطن. وكابينة «76-1» لورثة محمد حسن الجمال، ورقم «78-1» لعمرو عبدالقادر النجار قنصل فخرى ورئيس لجنة الرياضة بنادى سبورتنج، ورقم «80-1» باسم بنت محمد كمال محمد فريد الذى كان رئيس الكلية العسكرية. ورقم «83-1» باسم جمال أنور السادات ابن الزعيم الراحل وهى الثانية للعائلة بعد التى كانت مخصصة للأب فى شاطئ النخيل مع مجلس قيادة الثورة، و«84-1» باسم شيرين مصطفى عبدالناصر المتزوجة من عفت ابن عم جمال السادات وبنت شقيق عبدالناصر، و«99-1» ورثة عبدالحميد سراج الدين، و«87-1» أحمد

ونبيل وإجلال وعزيزة وإخلاص وابتهاج أبوحمدة من العائلات الكبيرة بالإسكندرية، و«73-2» لورثة الكاتب الكبير يوسف السباعى، و«77-2» لورثة كمال الشاذلى، و«84-2» لورثة ممدوح سالم الذى كان وزير داخلية ومحافظ الإسكندرية ورئيس وزراء أيام السادات، و«86-2» لورثة الدكتور عمر الحديدى محامى الحراسات الشهير وقنصل فنلندا السابق، و«98-1» للسيد إبراهيم العيوطى و«103-2» لصلاح إبراهيم العيوطى أشقاء علية العيوطى، و«82-3» لمجدى حتاتة. اما الشاطئ السادس، فهو شاطئ سيتى وسحب منه «9» كبائن وهو الشاطئ القابع خلف نهاية سور فندق فلسطين مباشرة ويلاصق شاطئ الحرملك وأشهر ما سحب منه «1-ب» باسم خالد أحمد خيرى عضو الشعب عن الوطنى المنحل وابن أمين الحزب الوطنى الأسبق أحمد خيرى ولهم أيضا فى شواطئ أخرى، ورقم «3» باسم تامر عوف همام ابن أخت فاروق حسنى الذى كان موظفًا بمجلس الوزراء واشتراها من الباطن من الدكتور محمد عبداللاه يلاصقها رقم «4» باسم والدته يسرية عبدالعزيز حسنى أخت فاروق حسنى وكانت لورثة وزير حراسات السادات الذى اغتيل معه فى 6 أكتوبر بحادث المنصة فوزى عبدالحافظ ورقم «2» لمحمود سيد الوكيل الذى اشتراها أو تنازل له من الباطن، اما الشاطئ السابع فهو نفرتيتى وتم سحب «112» كابينة منه فرقم «1-1» باسم محمد طارق ابن طارق اسماعيل تاجر السيارات، ورقم «15» لورثة المخرج نيازى مصطفى مخرج الرعب الذى كان متزوجا من الممثلة «كوكا» ممثلة البادية، ورقم «18» لبنت مختار أبوباشا، ورقم «19» لأحمد خيرى أمين الحزب الوطنى الأسبق، ورقم «46» باسم عمرو المصيلحى، ورقم «54» لرئيس الوزراء أحمد نظيف الذى بسبب طمعه كان سبب فتح ملف فساد المنتزه بأكمله، ورقم «2-1» باسم شقيق أشرف مروان هانى أبوالوفا مروان، و«17-1» لوزير الصحة الأسبق ممدوح كمال جبر، اما الشاطئ الثامن «نفرتارى» فسحب منه «53» كابينة أشهرها رقم «1» باسم محمد جهاد طنطاوى، و«2» جهاد حامد طنطاوى والأولى والثانية لجهاد طنطاوى صاحب مول ميراج بالحديقة الدولية، ورقم «5» لبنت وزير السياحة الأسبق نادية فؤاد سلطان، و«8-ب» لدكتور الأسنان حسن طنطاوى، ورقم «9» لعز الدين هلال وزير البترول الأسبق، ورقم «12-1» لورثة الدكتور محمد مراد غالب وزير الخارجية الأسبق، ورقم «16-1» لمصطفى أبوزيد فهمى مدعى عام اشتراكى أيام السادات، ورقم «27» لإبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، ورقم «37» لعمرو وأحمد ومحمد عبدالخالق بلال صاحب سلسلة أجنسات بلال موتورز الشهيرة، أما بالنسبة للشاطى الاخير مجمع الغزال، ورقم «8» هبة محمد رأفت عبدالمتعال بنت رئيس مجلس إدارة المنتزه الأسبق والذى له فى شاطئ آخر ورقم «29» لعبد الواحد سليمان صاحب مصنع جالينا للفراخ، ورقم «51» لصبرى نخنوخ حنا الشهير فى القضية الأشهر، وقد تم سحب «27» كابينة من ذلك الشاطئ.

وتعد كبائن المنتزه واحدة من أهم المناطق السياحية فى الاسكندرية وعلى شاطئ البحر المتوسط باعتبارها تمثل اجمل المواقع التى يمكن ان يستمتع بها المواطنون والسياح، كما أنها على مدار التاريخ كانت تعد رمزا للسلطة ومكانا لتجمع أصحاب الجاه والسلطان وحدائق المنتزه تمثل للشعب العربى الكثير وتحمل ذكريات عديدة فهى لم تكن من الأماكن المسموح بدخولها لعامة الشعب والمواطنين البسطاء لكن الثورة فى 25 يناير جاءت لتفتح ابواب هذه الحدائق وشواطئها للجميع باستثناء منطقة القصر الرئاسى وهو قصر المنتزه وهى منطقة مقصورة على رئاسة الجمهورية.

أما الكبائن فقد اصبحت تابعة لإحدى شركات وزارة السياحة وبالتحديد شركة المنتزه، حيث تم تأجير الكبائن وقتها للمواطنين وقيل ان اصحاب الحظوة والشخصيات الكبرى حصلوا عليها وظل الأمر فى تصور الكثيرين ان كبائن المنتزه مملوكة لكبار رجال الدولة حتى بدأت فترة السبعينيات التى شهدت طلبات احاطة واستجوابات حول الكبائن، ما دفع اعدادا كبيرة من ملاكها للتنازل عنها وتنتقل الملكية لآخرين لتشهد الكبائن تحولا جديدا بدخول رجال اعمال وبعض اعضاء مجلس الشعب والوزراء للحصول على الكبائن من خلال قواعد تم وضعها بشكل اتاح لمن يستطيع من أى فئة ان يصبح من ملاك الكبائن وان ظلت للقادرين باعتبار ان المنطقة سياحية من الطراز الأول وتمثل واحدة من اجمل بقاع البحر المتوسط والحفاظ عليها واجب, وفجأة ومنذ عدة شهور صدر قرار ادارى ينهى عقود ايجار جميع الكبائن ويعيد توزيعها من جديد بدعوى ان من حصلوا عليها استولوا على الكبائن بدون وجه حق وعلى الفور اقام ملاك الكبائن دعوى قضائية.

بلغ عدد كبائن المنتزه 896 كابينة على 6 شواطئ، منها عايدة وكليوباترا ونفرتيتى وسميراميس وغيرها ومستأجرة، بموجب عقود إيجار متعاقبة بدءا من حقبة الخمسينيات حتى نهاية العام المنصرم يشغلها، (كبائن وشاليهات) بشواطئ منطقة حدائق قصر المنتزه.