رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رد الاعتبار لـ«حصة» الألعاب

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

 

«العقل السليم فى الجسم السليم».. عبارة مكتوبة على معظم جدران المدارس تؤكد أهمية الرياضة فى حياة الطلاب، ولم يقتصر الأمر على المراحل الابتدائية والثانوية، بل امتد إلى المرحلة الجامعية، والعمل على إنشاء مدن رياضية تابعة لهم، والمؤسف أن الرياضة هى آخر اهتمامات الجميع سواء كانوا طلاب أو أولياء أمور، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد فبعض المدارس لم يعد لديها مساحة لممارسة الرياضة وتحولت حصص الألعاب إلى وقت لراحة المدرسين أو لمراجعة دروس أخرى، وتحولت الغرف الخاصة بالأجهزة الرياضية إلى مخازن.

«الناس كلها مهتمة تودى أولادها بالعربية وتعلمهم كويس، لكن محدش مهتم يعلم أولاده رياضة»، كلمات أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية، مطالباً المصريين بالاهتمام بجميع الأنشطة الرياضة، بهدف تنشئة طلاب أصحاء لديهم قدرة على مواجهة المخاطر الصحية. لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان على الفور بدأت فى اعتبار التربية الرياضية مادة أساسية، وأن يكون امتحانها عبارة عن تمارين رياضية تتم بدقة وصعوبة فى الأداء لتحفى ز الطلاب على الاهتمام بالنشاط الرياضى داخل المدارس. فى إطار حرص الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، على الالتزام بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى ومناقشة رؤيته بشأن تطبيق مادة التربية الرياضية كمادة أساسية، مؤكدين أن رؤية الرئيس «السيسى» تساهم فى تنشئة طلاب أصحاء لديهم قدرة على مواجهة التحديات.

الإحصائيات تؤكد أن 4% من الأطفال فى سن خمس سنوات يعانون من السمنة، أما من هم تحت الـ19 عاماً فإن ثلثهم يعانون من نفس المرض والسبب تناولهم وجبات جاهزة وإهمال ممارسة الرياضة، وتوقعت الدراسة أن تتضاعف النسبة لـ5 أضعاف بحلول 2020 وفقاً للمؤشرات والتجارب المرضية الحالية، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن نسب السمنة فى العالم سوف تشهد تضاعفاً لـ3 أضعافها مع حلول 2020.

وزارة التربية والتعليم أدركت أهمية الأنشطة الرياضة داخل المدارس وأصدرت عام 2017 قرار رقم 377 لسنة 2017 بتعديل بعض مواد القرار الوزاري رقم 313 لسنة 2011، فى  حالة من الغضب العارم بين كبير من أولياء الأمور، لإضافة مادة «التربية الرياضية» فى  مرحلة التعليم الأساسي إلى المجموع بالمرحلة الابتدائية، واعتبارها مادة نجاح أو رسوب فى  المرحلة الإعدادية، المحزن فى القضية أن أولياء الأمور هم من اعترضوا على اعتبار مادة التربية الرياضة مادة تضاف للمجموع، والسبب أن معظم المدارس ليس لديها أماكن لممارسة الأنشطة.

أشارت دراسة حديثة إلى أن ممارسة الطلاب التمارين والأنشطة الرياضية، يمكن أن تزيد من تركيزهم فى  الدراسة وأدائهم فى  مواد الحساب والقراءة، وفحص الفريق البحثي للدراسة بيانات أكثر من عشرة آلاف طفل ممن تتراوح أعمارهم بين 4 أعوام و13 عاماً، وتابعوا مدى تأثير النشاط البدني للأطفال على أدائهم الدراسى. وبحثوا أيضاً ما إذا كان تأثير التدريبات يختلف باختلاف المواد الدراسية، وعلى الرغم من أن فوائد النشاط البدني كانت أقوى بالنسبة للرياضيات فإنها كانت أقل بشكل طفى ف فقط بالنسبة لمواد أخرى مثل اللغات والقراءة، مما يعني أن النشاط البدني يفى د التعلم فى  كل المواد الدراسية «الحساب». ذكرت الدراسة أن التمارين الرياضية تؤثر على المخ من خلال زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وهو ما يزيد من إمداد الأكسجين والعناصر الغذائية، ويزيد من الاتصال العصبى، وأثبتت الدراسة أن ممارسة الأطفال التمارين الرياضية خلال اليوم الدراسى، يسهل عليهم التركيز على دروسهم، وتحسين أدائهم الدراسى.

الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة كشفت أنه تبين أن %75 من المصريين الذين شملتهم المرحلة الأولى لحملة «100 مليون صحة» يعانون من زيادة الوزن بدرجات مختلفة منهم %35 وزنهم فوق الطبيعى و%33 يعانون من السمنة و%6 يعانون من السمنة المفرطة، وهذا يعنى أنه سيكون لدينا 6 ملايين مصرى يعانون من سمنة مفرطة، إذا استمرت نفس المؤشرات حتى نهاية الحملة، هذا غير 33 مليوناً يعانون أصلاً من السمنة، وأكدت أن ارتفاع معدل السمنة فى مصر خلال السنوات الأخيرة لا تخطئه عين ولا تحتاج إلى دراسات لترصدها، فالأسباب كثيرة، أولها ابتعادنا عن ممارسة الرياضة، وانتهاك وقت الفراغ فى الانكفاء على التليفونات المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.

مادة أساسية

والحقيقة أن تطبيق الأنشطة الرياضية كمواد أساسية ليست المرة الأولى بل هناك مشروعات تدريب عديدة قامت لهذا الغرض منها عام 2016 بدأت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الاتحاد العربى لألعاب القوى، وبرنامج التنمية الإقليمى وكلية التربية بجامعة حلوان بتنفى ذ البرنامج العالمى للتأهيل الرياضى للأطفال من سن 4 – 15 سنة والذى يضع معايير عالمية لتنشئة الأطفال الأصحاء والمعاقين على ألعاب القوى كأساس لكل الرياضات ويتم من خلال المشروع اكتشاف الأطفال الموهوبين رياضياً فى باقى الرياضات بالتعاون مع باقى الاتحادات الرياضية، والسبب أن التعليم فى مصر يعانى من انهيار النشاط الرياضى بالمدارس وغياب الملعب والأدوات الرياضية والعجز فى أعداد مدرسين التربية الرياضية، وكانت تقوم فكرة المشروع على الربط بين المدارس والاتحادات الرياضية من خلال اكتشاف التلاميذ الموهوبين رياضياً بالمدارس من سن 4 – 15 سنة وتقوم الاتحادات الرياضية بانتقاء أفضل العناصر وتبنيها حتى تصبح بطلاً أوليمبيًا وذلك خلال اليوم الدراسى.

وتهتم المدارس الدولية بحصص الألعاب وتحرص على ممارسة الرياضة بحذاء رياضي وملابس رياضية، وتهتم أيضاً بحصص الموسيقى وتدريب الطلاب الموهوبين فنياً. على العكس فى المدارس الحكومية حيث يقتصر دور الطلاب على جمع القمامة من الفناء وذلك فى  حالة توافر فناء ثم يعودون إلى فصولهم. 

 

خبراء يؤكدون: النشاط يكتشف مواهب الطلاب ويساعد فى بناء علاقات اجتماعية سليمة ويحارب الاكتئاب

 

كمال مغيث، الخبير التربوى، الذى أكد أهمية الرياضة، وأنه لا يوجد تعليم حقيقي دون أنشطة رياضية، حيث إن الأنشطة الرياضية ألغيت عن عمد أو موجودة على استحياء لأن وزارة التربية

والتعليم لم تعد تهتم بعملية تعليمية حقيقية للناس، وقال: «أثناء حكم عبد الناصر والسادات، كان هناك اهتمام بتعليم المواطنين الرياضة  ويعتقد أنه مسؤوليته الأساسية تعليمهم، ولذلك كان مهتم بالرياضة.

ويأسف مغيث على غياب معظم الأنشطة من المدارس، وينوه إلى أنه فى  حقبة ماضية كان الحاصل على مجموع 50% فى  الثانوية، إذ كانت له هوايات أو مواهب مثل كتابة الشعر، أو التفوق فى لعبة رياضية ما، فإنها تؤهله للالتحاق ببعض الكليات. 

ويكمل الخبير التربوى حديثه مشدداً على أهمية الأنشطة والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من عملية التربية والتعليم، وأضاف أنه فى  النظم التعليمية فى  أي دولة متقدمة أصبحت عملية التعليم الأكاديمي تتقلص لحساب الأنشطة الرياضية، فالعالم الآن يتوجه نحو أن تكون الأنشطة بديلاً للعملية التعليمية التقليدية؛ بحيث يتحول تدريس الفى زياء والكيمياء وعدد من المواد إلى أنشطة عملية أكثر منها مواد أكاديمية.

وتابع «مغيث» قائلاً: إن نظام الأبنية التعليمية فى  وزارة التربية والتعليم، أمام زيادة الكثافة الطلابية وارتفاع أسعار الأراضي كل يوم، مع غياب تمويل المدارس، فأصبحت إدارات المدارس تجد نفسها أمام حل واحد وهو البناء على الملاعب.

وتابع موضحاً أن زحام وصعوبة العملية التعليمية، والدروس الخصوصية جعل الطالب لا يذهب للمدرسة كثيراً، «الأهل يفضلون ذهاب أبنائهم للدروس الخصوصية عن ذهابهم للمدرسة بسبب سوء الأوضاع التعليمية، فالطالب لم يعد مهتماً بالذهاب للمدرسة من الأساس».

وأضاف أن النشاط المدرسي بوجه عام يساعد على اكتشاف مواهب الطلاب وقدراتهم وميولهم واستعداداتهم، ويعمل على صقلهم وتنميتهم، وجعلهم أكثر قابلية لمواجهة المواقف التعليمية، وتوجيههم العلمي والمهني الصحيح، كما يعمل على تكوين علاقات اجتماعية سليمة من خلال الممارسة الفعلية للأنشطة الطلابية المختلفة.

ويقول: «الأطفال فى  المراحل العمرية من الخامسة وحتى 18 سنة، فى  سن الطاقة والحيوية والقدرة البدنية الكبيرة، والطالب يكون فى  حاجة لممارسة الأنشطة، وفقاً لميوله، ويتعامل مع أنماط بشرية متنوعة ومختلفة، وهو ما يضيف لتنمية الطالب عموماً».

الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس، تؤكد أهمية حصة التربية الرياضية بالمدارس وممارسة الرياضة البدنية عموماً وتقول إن الأبحاث العلمية أكدت أن الألعاب تنمى عضلات الطفل والعضلات تخضع لقانون الإهمال والاستعمال، فالعضلة التى لا تستعمل يصيبها الضمور.

وتشير إلى أن التربية الرياضية للطفل تساعد على التوافق العضلى الحركى الذى يظهر مثلاً فى كرة القدم، وقد نجد أن ممارسة رياضة الجمباز فى السنة الثالثة من العمر تزيد من مرونة الطفل وتنمى العضلات الكبيرة كعضلات الكتف والظهر والفخذين، كما تنمى التوازن والأداء الحركى الذى يتجه إلى تنبيه الجهاز العصبى، ومن الفوائد الأساسية لممارسة الرياضة أنها تعد مخرجاً للطاقة الجسدية التى تحقق التوازن الداخلى للطفل وتجعله ينام نوماً عميقاً، وترجع أهمية الرياضة عموماً وخصوصاً وقت المذاكرة فى أنها تمتص الطاقة الذهنية التى تصاحب الإجهاد الذهنى فإذا اختل التوازن بين الطاقة الجسدية مع الطاقة الذهنية فى حدث التوتر الذى يتمثل فى البكاء وألم البطن والقىء وصعوبة النوم مما يزيد الإحساس بالإجهاد وضعف بالتركيز والنسيان.

وتشير هبة إلى ضرورة الاهتمام من قبل التربويين بحصص التربية البدنية فى المدارس وعدم استبدالها بحصص أخرى، وأيضاً حصص النشاط التى ينطبق عليها نفس ما ينطبق على التربية الرياضية، على الأسرة مواجهة ذلك إذا تقاعست المدرسة فى هذا، وللأسرة دور مهم أيضاً فى تشجيع أولادها على ممارسة الرياضة المفضلة لديهم لأنها تساعد على تخفى ف حدة التوتر وتقلل إفراز الكورتيزون الذى يزداد فى حالات التوتر والخوف، وزيادة هذا الهرمون يصيب التلاميذ بالأمراض المناعية المختلفة.

وتؤكد أن الدراسات النفسية أكدت أيضاً أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم تقلل من حدوث حالات الاكتئاب حيث يخرج الشخص عدوانية الشخص للخارج فى صورة الطاقة التى يبذلها، كما أنها تزيد من إفراز مسكنات الألم التى تولد السعادة.