رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبناء الصمت .. آلامهم كثيرة.. لكنهم يحققون معجزات

بوابة الوفد الإلكترونية

عالمهم صامت، لا يعرف صراخاً ولا ضجيجاً ولا صخباً.. عالم طاهر من كل مساوئ الألسنة، ولكنه مع ذلك عجون في الحرمان والألم وبصيص الأمل.

الصم والبكم في مصر، كلامهم بالإشارة، وضحكاتهم من القلب، وعيونهم أكثر صفاء من القمر المنير.. أعدادهم تصل إلي مليونى مصري طبقاً لبعض التقديرات، فيما تصل إلي 7.5 مليون طبقاً لتقديرات أخري، ورغم ذلك فجميعهم محرمون من استكمال تعليمهم ومن أشياء كثيرة أخري كفلها لهم الدستور والقانون ومبادئ الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

ورغم معاناتهم أضاء بعضهم ما حوله كقناديل الشتاء المظلم.. بعضهم حقق معجزة في كرة القدم، ووصلوا للمركز الثالث عالمياً، وبعضهم يقدم فناً راقياً، من يستمع إليه يفقد السيطرة علي دموعه فتنساب رغماً عنه.. وأحدهم تمكن من أن يصبح ناطقاً فصار صوتاً لمن لا صوت لهم، وكشف لـ«الوفد» خفايا عالم «الصم» الرهيب.

في أوروبا يتعاملون معهم كما لو كانوا ملائكة.. يوفرون لهم كل ما يسعدهم وكل ما يساعدهم علي الاندماج في المجتمع، وما ينمي مواهبهم للالتحاق بمهن تناسبهم، أما في مصر فالحال مختلف.. تفاصيله نرصدها بحلوها ومرها في هذا الملف.

 

رامز عباس «الأصم الناطق»:

غياب ثقافة دمج ذوى الإعاقة السمعية فى المجتمع.. كارثة

 

الأصم الناطق هكذا يطلقون على رامز عباس، الشخص الذى حطم، كل معانى التحدى، فى إعاقته السمعية، وأستطاع أن يتحول من ذوى الإعاقة، إلى قدوة للأشخاص الأسوياء، نتيجة لتحويل إعاقته إلى حافز قوى للعمل والوصول إلى أقوى طموح لدى كل انسان ناجح.

رامز عباس، أشهر أصم ناطق فى مصر، حصل على دبلوم فنى صناعى عام 2003، ولأن الجامعات لا تقبل الصم، وقرر أن يستكمل تعليمه عبر الحصول على ليسانس حقوق بجامعة القاهرة، عبر (البرنامج المفتوح).. وحقق ما أراد.

وأكد رامز لـ «الوفد» ان هناك الكثير من المحطات فى حياته كانت حافزا له، الأولى بعد عام 2003، حينما فقد سمعه نهائيا، فتسببت له فى صدمة.. وقال: «تلك الصدمة كانت مثلما تنظر إلى الشمس وأنت فى غرفتك ثم تنظر إلى الغرفة ذاتها، ستجد أن هناك شعاعا من عدم وضوح الرؤية لديك، فبدأ حينها يتحرك للعمل العام والاهلى، دفعته لدخول لجنة التنسيق بين القوى السياسية والنقابية بالمحلة الكبرى، وكان أول من شخص ذوى إعاقة يدخل فى تلك الجنة ويكون له رأى سياسى، ثم المحطة الثانية هو أنشائه محطة إعلامية على اليوتيوب مع صديقة يوسف مسعد (من ذوى الإعاقة الحركية)، تحت مسمى (صوتنا الإليكترونية لذوى الإعاقة)، وبدأ فى تصوير أزمات ومشكلات ذوى الإعاقة التى تحدث لهم وعرضها عبر اليوتيوب، مما دفعه للخوض كورسات إعلامية أهلته للعمل الإعلامى، ومن المحطات المميزة فى حياته هو قراره بالتقدم لجامعة القاهرة لحصوله على ليسانس حقوق.

رامز يقول أنا أصم بس بتكلم كويس، وبشتغل فى المجلس القومى لشئون الإعاقة بسراى القبة، وعايش فى شقة إيجار بالمحلة الكبرى، مضيفا «بضطر أصحى من 4:45 الفجر، وألبس وأحضر نفسى عشان ألحق قطار 6:15، ولو ملحقتش أركب قطار 7 الصبح ويفترض إنه قطار سريع، يوصلنى محطة مصر الساعة 9:10.

قائمة من الأمنيات تراود خيال كثيرين من أبناء البلد، لخصها رامز فى آخر رسالته: «عاوز يبقى من حقى أعرف أشتكى وأبلغ، عاوز يبقى من حقى أقابل أى مسئول عن شىء بتعامل معاه وأتضرر ويجيب لى حقى، عاوز يبقى من حقى أخد كل المعلومات اللى تساعدنى أعيش من غير إجهاد، عاوز يبقى من حقى إنى أطالب، ومتحاسبش نيابة عن أى مقصر فى عمله وأشيل الليلة، عاوز يبقى من حقى يعاملونى باحترام، أنا فقدت السمع مش فقدت آدميتى».

وعن أهم المشكلات التى تقابل الصم، قال إنها تتمثل فى صعوبة التعليم مما أدى لاستخدام لغة الإشارة كمنفذ طبيعى ووحيد كانت نتيجته التعرض لإستغلال البعض لهم، أما كافة المشكلات كحقهم فى نسبة من الإسكان والتأمين الصحى والعمل فى مختلف القطاعات فهى تعود لغياب ثقافة دمج الأشخاص ذوى الإعاقة السمعية.

وأكد رامز عباس الأصم الناطق، أن عدم اكتمال التعليم تحرم الصم من مزاولة أية مهنة والأصم الذى لا يكمل تعليمه ويكون عرضه للاستغلال أكثر من غيره، كما أن الاعاقة السمعية تنقسم إلى صم ناطقين ومتعلمين، صم غير ناطقين ومتعلمين، صم غير ناطقين وغير متعلمين، ضعاف السمع، زارعى القوقعة: صم مكفوفين: صم إعاقة حركية، صم إعاقة ذهنية، وحتى ننجح فى حل مشكلتهم يجب أن يصدر قرار من مجلس الوزراء بضرورة تشكيل لجنة لإعادة بحث أوضاعهم فى ضوء حصر اعدادهم.

وعن مشكلاتهم فى التعليم تتمثل فى عدم وجود مدرسين مؤهلين للتعامل معهم، لافتا أنه بالنسبة للكتب متوافرة،ولكنها غير مهيأه لهم. لابد من وضع منهج مختلف، كما أن نسب التعيين محرومين منها لعدم اجادتهم شىء متعلق بسوق العمل الحالى، وأوضح أن غالبية مترجمى الاشارة يستغلون الصم!

 

أكدت أنها «مبهورة بشخصيته»

«نسمة»: أعيش مع زوجى فى حالة حب دائمة

 

الحب دائمًا لا يعترف بالفروق الاجتماعية أو المادية، ويكون عاملاً قويًا فى مواجهة التحديات الاجتماعية.. وهذا ما حدث بالفعل مع بسمة شعيشع.. «بسمة» هى زوجة رامز عباس، الأصم الناطق، والمتحدثة باسم مبادرة الفرصة الثانية للدعم الأسرى والتأهيل النفسي التى تؤكد أنها تعيش حالة من الحب والسعادة مع زوجها، رغم أنها واجهت تعليقات سلبية من زواجها منه، لكونه أصم، مؤكدة أنها فخورة بزوجها وشخصية العظيمة المبهرة، التى يغار منها الكثير من الأسوياء.

بسمة شيعيشع، قالت إن علاقتها بزوجها جاءت صدفة عند مشاهدتها برنامج تليفزيون كان يستضيفه، ثم تواصلت مع رامز من أجل معرفة كيفية التعامل مع أبن أختها الأصم، لكون أن رامز أصم ويتحدث بشكل طبيعى، وبعد فترة تواصل وتعارف طلب منها رامز الزواج، لافتة أنها استغربت جدًا، لكون أن فترة التعارف كانت قصيرة جدًا.

وأكدت أن أهلها رحبوا جدا بزواجها من رامز، متناسين الاعاقة الصمية، لافتة أنها لم تجد أية صعوبة فى التعامل مع رامز، لكونه قارئا جيدا للشفايف، ويجيد ترجمة كل حركة من الشفايف، مؤكدة أن رامز مثله مثل أى شخص طبيعى، لكن الفارق أنه على من يتحدث مع رامز يجب أن يتحدث له وجها لوجه.

وأوضحت أنها واجهت تعليقات سلبية جدا، من بعض معارضها عندما قررت الارتباط برامز، نظرا للإعاقة السمعية لديه، لافته أن كل هذه التعليقات لم تجد فى نفسها تأثير، لكونها كانت معجبة جدًا بشخصية رامز، مؤكدة أن رامز أفضل من أشخاص أخرى ليس لديها أى اعاقات.

وأكدت أنها تعيش حالة حب هادئة مع زوجها منذ عامين، كما أنهم ينتظرون مولود بعد شهرين، مؤكدة أن أهلها جميعهم يحبون رامز، لأفته أن أخيها يقول لها أنه يحب رامز أكثر منها، انبهارًا بشخصية قوية.

 

أعضاؤها لا يسمعون ولا ينطقون

«الشكمجية».. فرقة مسرحية تمنح السعادة

«الشكمجية» فرقة من الصم والبكم وبعض الإعاقات الأخرى، تعتمد على فكرة بسيطة تتيح للممثلين استعراض مواهبهم وقدراتهم سواء فى التمثيل أو الغناء أو الأداء الحركي، نالت إعجاب الكثير من المصريين، وتحولوا من عبء على أسرهم ومجتمعهم إلى مصدر سعادة لأنفسهم ولغيرهم.

المخرجة المسرحية أميرة شوقي، مؤسسة فرقة الشكمجية للمسرح، أكدت أن فكرة تأسيسها للفرقة جاء عندما رزقها الله طفلاً يعانى التوحد، فقررت أن تدمج طفلها فى المجتمع وتحوله إلى إنسان نافع، ثم قررت أن تبحث عن أطفال وشباب آخرين لديهم إعاقات، لتشكل فريقاً مسرحياً تحول بعد ذلك إلى مؤسسة أطلق عليها «الشكمجية» ضمت حوالى 145 طفلًا من أصحاب القدرات الخاصة، من القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية،: ومنهم صم، توحد، إعاقة بصرية، إعاقة حركية، إعاقات مركبة.

وأوضحت أنها استطاعت أن تخرج كثراً من أصحاب القدرات الخاصة من عزلتهم وآلامهم وتدمجهم مع غيرهم، وتزيل الحواجز النفسية بينهم وبين المجتمع، وتحولهم من عبء على أسرهم ومجتمعهم إلى مصدر سعادة لأنفسهم ولغيرهم. وهذا ما دفع «البيت الفنى للمسرح»، المؤسسة المسرحية الرسمية الأكبر فى مصر، إلى مد يد العون لهم.

وأكدت أن الكلفة المالية فى البداية للعروض ليست متوافرة فى شكل يسمح بالاستعانة بمتخصصين، فكان أن دربت أميرة شوقى الأمهات على تنفيذ الإضاءة والصوت وتصميم الديكور والملابس ووضع الماكياج، وكل ما له علاقة بصناعة المسرح، وانخرطت الأمهات فى التدريب ونجحن.

وأوضحت أن الفرقة قدمت الكثير من العروض، التى نالت إعجاب المشاهدين، لافتة أن المشاهد يتغاضى قليلاً عن شروط المسرح الاحترافى، علماً بأن العروض فيها الكثير من المسرح، سواء من حيث الفكرة التى يتناولها، أو من حيث طريقة تقديمها عبر وسائل تحقق الحدود الدنيا من الجودة المطلوبة، مؤكدة أن الكثير يعجز عن حبس دموعهم عندما يستمعون إلى الأطفال يغنون معًا عن حقهم فى الحياة ويدعون المجتمع، لا إلى التعاطف معهم، بل إلى تقدير مواهبهم والإيمان بقدرتهم على المشاركة كغيرهم ممن لم يُرزقوا قدرات خاصة.

وأكدت المخرجة أن أولى مشاكل الصم والبكم فى مصر هى عدم وجود تعليم جيد فى المدارس، نتيجة لوجود بعض المعلمين لا يجيدون الإشارة بشكل جيد، بحيث نجد الطالب فى الصف الثالث الثانوى ولا يجيد القراءة، كما أن أغلب المدارس غير مؤهلة لهم، كما أن السماعات الخاصة بهم يوجد فيها الكثير من المشكلات أسعارها مرتفعة جداً، ولا يوجد تأمين صحى، يوفر لهم بسماعات جيدة.

وأوضحت أنه لا يوجد عمل يصلح لهم، رغم قدرتهم على الإنتاج والإبداع، لافتة أن تلك الفئة تحتاج إلى راتب جيد، لأنه شخص سليم، مضيفة أن فرقة الشكمجية جميهم مبدعون رغم أنهم صم، وقاموا بتمثيل مصر فى المغرب.

وأكدت أن الفرقة لديها آمال عريضة ليس لها نهاية، مطالبة الجهات الحكومية بسرعة إيجاد وظائف مناسبة للصم والبكم، موضحة أن الصم والبكم تستطيع الدولة تشغيلهم فى مصانع يصدر منها صوت عالٍ بمقابل أجر جيد، خاصة وأن هناك أشخاصاً دون الإعاقة يرفضون العمل فى تلك الأعمال خوفًا على سمعهم، كما يجب أن يضاف الصم والبكم إلى نسبة 5% التى تعطى للمعاقين فى الوحدات السكنية.

 

اللاعبون لا يتقاضون رواتب

مدير منتخب مصر للصم والبكم: ترتيبنا الثالث عالميًا

حالة من التهميش يعيشها المنتخب المصرى لكرة القدم للصم والبكم، رغم الإنجازات التى حققها على مدار السنوات الماضية، وسط غياب الدعم المالى والمعنوى، من وزارة الرياضة، كابتن فؤاد عبدالحميد، المدير الفنى لمنتخب مصر للصم والبكم، أكد أن المنتخب المصرى للصم والبُكم، يعانى من تهميش رسمى وإعلامى، برغم تصنيفه الأول عربيا وإفريقيا، والثالث عالميا، بعد حصوله على المركز الثانى فى كأس العالم بتركيا عام 2012، والمركز الرابع فى أولمبياد بلغاريا 2013، والمركز الخامس فى كأس العام 2016، كما حقق ببرونزية الأولمبياد فى عام 2017.

وأوضح أن سبب اهتمامه بالصم كان نتيجة أن أخيه الأكبر من الصم.. وقال «تعلمت لغة الإشارة من أجله، وقتها كنت مدربا فى نادى

الداخلية، وخلال تواجدى بنادى زينهم جاءت مجموعة من الصم يلعبون باسم المركز، وعند علمهم بمعرفتى لغة الصم والبكم، طلبوا منى أن أكون همزة الوصل بينهم وبين الإدارة، وبدأت المعركة مع المسئولين لتكوين دورى للصم، واتخذت الموضوع كرسالة فى حياتى لإحساسى أن حقهم مهدر، بدأت أذهب إلى المسئولين وتقديم أوراق لإقامة دورى للصم والبكم، وبعد موافقة المسئولين، بدأنا الدورى موسم 1997-1998 بـ13 ناد، وتوليت تنظيم الدورى الذى كان بنظام الخماسى وقتها، وكنت المدير الفنى لمركز شباب زينهم.

وأكد أن هناك لاعبين من الصم والبكم يلعبون فى الدرجة الثانية والثالثة للاسوياء، بينما لا يوجد لاعبين من الصم فى الدورى الممتاز، أكد أنها ترجع للمسئولين عن التعاقدات فى الدورى العام، لافتًا أن المسئولين عن فى الدورى العام ليس لديهم اهتمام بالصم والبكم، رغم أنهم يوجد بهم لاعبون يستحقون اللعب فى الدورى العام بجدارة.

وأوضح أن عدم الاهتمام من الإعلام بلاعبين الصم والبكم والدورى الخاص بهم، أدى إلى تزايد اهمالهم فى الأندية ومراكز الشباب لهم، مؤكدًا أن دورى الصم والبكم متوقف منذ عامين، لعدم وجود موارد مالية لدورى الصم والبكم.

وأكد أن توقف الدورى للموسم الثانى على التوالى كارثة بكل المقايس، فى ظل تصدر المنتخب المصرى للصم، لإفريقيا وللعرب.

وأكد أنه متواجد مع المنتخب واللاعبين الصم منذ عام 1995، ويسعى لجلب دعم وزارة الشباب والرياضة لهم، لافتا أن التواصل مع وزارة الشباب والرياضة من أجل جلب الدعم المالى للصم، ليس من صميم عمله ولكن هو من صميم عمل اللجنة البارالمبية، مؤكدًا أن هناك تجاهلا من قبل اللجنة للاعبين الصم فى مصر.

وأوضح أنه عام 2016 رصدت وزارة الشباب والرياضة 25 ألف جنيه، بجانب دعم الاتحاد العام لكرة القدم المقدر بعشرة آلاف جنية، لافتا أن العام الماضى والحالى لم يحصلون على أى دعم نهائيا، مؤكدًا أن العام الماضى كان هناك دعم للمعاقين الحركى ولم يكون هناك دعم للصم والبكم، كما أن مراكز الشباب والأندية لا تريد صرف أى مبالغ على فريق الصم والبكم.

وأوضح أن عدم وجود فريق للصم والبكم فى الأندية الكبير مثل الأهلى والزمالك، عامل قوى فى تدهور دورى الصم والبكم واهمال الأندية للصم، موضحًا أن الأندية الصغيرة هى من لديها فقط فرق للصم والبكم، لافتًا أن وجود فريق صم فى الأهلى أو الزمالك سيتم تسليط الضوء عليهم.

وأكد أن اللاعب طارق الجزار، أحسن لاعب فى كأس العالم 2016، يلعب فى نادى درجة ثالثة فى أسيوط للأسوياء، موضحًا أنه لا يوجد اهتمام باللاعبين الصم، مؤكدًا اللاعبين الصم ليس لهم رواتب، وحبهم لكرة القدم هى من تدفعهم للذهاب يوم الجمعة للتمرين أو اللعب بمقابل 25 جنيها.

 

نقيب مترجمى لغة الإشارة:

استبعادهم من الجامعات.. أكبر أزماتهم

نادية عبدالهادى، نقيب مترجمى لغة الاشارة، ورئيس المؤسسة المصرية لحقوق الصم، قالت إنها لم تختار أن تكون خبيرة فى لغة الاشارة، حيث إنها كانت هى اللغة الأم بالنسبة لها، لافتة أن أول شىء تحدثت به مع والدها ووالدتها، هى لغة الاشارة لكون أن والديها من الصم، ثم تحولت إلى مترجمة الأسرة لوالديها، ثم تطور معها هذا الأمر من الصغر.

وأوضحت أنها التحقت بكلية الحقوق، للدفاع عن تلك فئة من ذوى الإعاقة السمعية والاعاقات الأخرى، ثم تطور الأمر إلى أنها أصبحت مدربة أشارة لمن يريد تعلم لغة أشارة لمساعدة ضعاف السمع.

وأكدت أن مدرب لغة الاشارة يحتاج إلى الكثير من المهارات منها كيفية التعامل مع الصم، والقدرة على مساعدتهم، ثم الالتحاق بدورات وكورسات تأهيلية، لتعليم لغة الاشارة، ثم يأتى تقرير من الصم وكيفية تعاملها معهم ومدى قدرتها على الحديث بلغة الاشارة، وبعد كل ذلك تأتى مرحلة لتكون مدرب لغة الاشارة.

وأوضحت أن هناك تقصيرا من الإعلام، نتيجة عدم وجود خبراء اشارة فى البرامج الإعلامية، موضحة أنه ليس هناك سياسة تدفع تلك القنوات لوجود خبراء اشارة فى البرامج، مطالبة بأن يكون خبراء فى كل البرامج التليفزيونية، لكون أن عدد الصم ليس بقليل فى مصر، نافية فى الوقت ذات قدرتها أو قدر أى جهة على تحديد عدد الصم فى مصر، لافتة أن جهاز التعبئة والإحصاء، حدد نسبة المعاقين 10% من تعداد مصر كله، ولم يحدد نسبة كل إعاقة، نافيا أن يكون عددهم 7 ملايين معاق، قائلة غير معقول ان يكون الصم فى مصر 7 ملايين أصم، والاعاقات الأخرى تضم 3 ملايين فقط!

وأكدت أن عدم قبولهم فى الجامعات يرجع إلى عدم وجود عدد كافٍ من مدرسى لغة الاشارة، وهذا يعتبر بمثابة سلب حقوقهم، فمن حقهم أن يتعلموا، ولابد من أن يصدر قرارا تتحمل فيه الدولة تكلفة المترجم داخل الجامعة.

وأكدت أن الفضل لربنا ثم لوالديها، فى تربيتها وتعليمها، والتحاقها بكلية الحقوق، لافتة أنها من مواليد الستينيات، وفى تلك الفترة لم يكون هناك وعى لدى الصم بأن يعلموا أبناءهم، موضحة أن والديها أصروا على استكمال تعليمها الجامعى، موضحة أنها تربت على الأخلاق من تعليم والديها لها بالاشارة منهم.

وعن كيف تعلمتم لغة اشارة وهى مازالت طفلة صغيرة، قالت أى طفل يخرج فى أى بيئة ما كانت يتعلم لغة الاشارة ولغة المكان الذى تربى فيه سواء أجنبية أو عربية، مؤكدة أن الأطفال فى البداية تكون لغتهم هى لغة الاشارة سواء فى الأكل أو الشرب، وهو ما سهل المهمة عليها.

وأكدت أن لديها أختا أكبر منها صماء، واثنين من أخواتها أصغر منها، أخ مدرس فى مدارس الأورمان ومترجم أشارة فى التليفزيون المصرى، وأخت خريجة كلية تجارة، مؤكدة أنها فخورة بأسرتها فى ظل الظروف التى كانت تحيط بهم فى الستينيات، وخاصة والدتها التى استكملت رحلة العناء بعد وفاة والدها وهى فى الواحد وعشرين من عمرها.

 

أبرزها «خرساء» سميرة أحمد.. و«صرخة» نور الشريف

رموز على الشاشة الفضية

جسدت السينما المصرية معاناة الصم والبكم فى العديد من الأفلام، صورت فيها قسوة الحياة والمجتمع عليهم، وتهميشهم فى كل صور الحياة، كما أنها عبرت عن آمالهم وطموحاتهم فى الحياة.. وأشهر تلك الأعمال كانت «الخرساء» للنجمة.. سميرة أحمد.. وتحكى قصة نعيمة الفتاة الخرساء التى تعذب من زوجة أبيها ومن المجتمع ثم يزداد الأمر سوءاً عندما يغتصبها أحد شباب القرية مستغلاً أنها خرساء، حتى تستطيع فى النهاية الانتقام لنفسها وتطعن مغتصبها الذى يعترف بفعلته، هكذا جسد مخرج الروائع حسن الإمام قضية المعاقين فى واحد من أوائل الأفلام التى تناولت الفكرة الخرساء.

< «وحيدة»..="" مريم="" فخر="">

بعد عدة أشهر من فيلم الخرساء تقدم الفنانة مريم فخر الدين فيلم «وحيدة»، الذى يدور حول فتاة صماء اسمها وحيدة تترك الإسكندرية هرباً من نظرة الشفقة فى عيون الناس، وتعمل مدرسة بالقاهرة وتستعين بجهاز يساعدها على السمع ولكنها تخفيه عن الجميع.

< فيلم="">

قدم نور الشريف شخصية الشاب الأبكم الأصم عمر الفرماوى الذى يواجه صعوبات فى حياته بسبب إعاقته، ويتعرض للاستغلال من باحثة فى معهد الصم والبكم، بينما تتهمه صديقة زوجته بالاعتداء عليها مستغلة أنه أبكم ويتعرض عمر للمحاكم، ويضطر فى النهاية إلى الزواج من الفتاة حتى لا يدخل السجن.