رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التكنولوجيا تنقذ التعليم الفنى

بوابة الوفد الإلكترونية

اتخذت الحكومة خطوات جادة للارتقاء بالتعليم الفنى وتعظيم دوره، بعدما تحول  العامل الفنى والصنايعى إلى عملة نادرة الوجود فى مصر، وتقرر إنشاء 8 جامعات تكنولوجية على أن ينضم إليها المعاهد الفنية التابعة للوزارة البالغة 45 معهداً، وسوف تشمل المرحلة الأولى إنشاء ثلاث جامعات، وهى جامعة القاهرة الجديدة وجامعة بنى سويف وجامعة قويسنا، وذلك لخدمة قطاعات الصعيد والقاهرة والدلتا.

ويعتبر التعليم الفنى، الركيزة الأساسية لمنظومة التعليم فى العديد من دول العالم المتقدمة، كما أنه بمثابة العمود الفقرى للتعليم بها، لكونه مصدر تخريج العمالة المهرة والفنية، التى تحتاج إليهم جميع الصناعات.

وكشفت دراسات للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية حول قضايا التعليم الفنى فى مصر، والتى أجريت على 2035 طالباً وطالبة فى 17 مدرسة للتعليم الفنى الصناعى بالقاهرة الكبرى، أن 42.8% من الطلاب يؤكدون أنهم سيلاقون حالة من تدنى التقدير المجتمعى بعد التخرج، و17.6% يكثرون الغياب من المدرسة، بسبب رؤيتهم أن التعليم الفنى ليس له مستقبل مضمون.

وأكدت الدراسة أن 25.2% من أفراد العينة ذكروا أن اختيارهم للتعليم الفنى بمثابة وسيلة للهروب من الثانوية العامة.

وأوضحت الدراسة أن المشكلات الحقيقية للتعليم الفنى الصناعى تتمثل فى تحوله، مع مرور الوقت إلى بوتقة يوضع فيها الفرد ليشعر من خلالها بتدنى وضعه الاجتماعى وعدم جدوى ما يمر به من خبرات تعليمية فى النهوض به مهاريًا واجتماعياً واقتصادياً, ومن ثم يبدأ الشعور بانخفاض تقديره لذاته وإعاقته عن تحقيق حاجته إلى الإنجاز والحصول على المكانة الاجتماعية المرغوبة لدى الجميع.

بينما هناك رغبة سياسية قوية لتحسين التعليم الفنى فى مصر فى الوقت الحالى، وهو ما أكده الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، عن اهتمام القيادة السياسية بدعم التعليم الفنى، لافتاً إلى أن تطبيق نظام الجامعات التكنولوجيا الجديد سيساعد فى تنظيم عمل المعاهد الفنية التابعة للحكومة والتى تصل إلى 45 معهداً.

وأوضح وزير التعليم العالى، حرص الوزارة على تطبيق التجربة الألمانية لا سيما أن النجاحات الكبيرة التى حققها الاقتصاد الألمانى يعود إلى نجاح التعليم الفنى بها، حيث أن الجامعات التكنولوجيا والتطبيقية فى ألمانيا تمثل ثلثى عدد الجامعات بينما تمثل الجامعات الثلث الأخر متابعا: «نأمل أن نحقق طفرة فى الجامعات التقنية فى مصر».

وأشار عبدالغفار، إلى الاتفاق مع الجانب الألمانى خلال زيارة الرئيس السيسى الأخيرة لبرلين على إنشاء هيئة للاعتماد للجودة مماثلة للموجودة فى ألمانيا وذلك لتقييم طلاب التعليم الفنى نظام الثلاث سنوات والخمس سنوات، وجاء ذلك  خلال اجتماع لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، وعدد من الخبراء والمختصين بالتعليم الفنى والتكنولوجى لإبداء مقترحاتهم حول مشروع القانون المقدم من الحكومة بإصدار قانون إنشاء الجامعات التكنولوجية.

وقال أيمن البيلى، الخبير التعليمى: إن وجود جامعة متخصصة فى التكنولوجيا، تعتبر خطوة متطورة جداً نحو تطوير منظومة التعليم فى مصر، كما أنها خطوة متميزة للحاق بثورة المعلومات الموجودة فى العالم، لافتاً إلى أنها خطوة تأخرت كثيراً، كان يجب أنها أن تكون متواجدة مثل هذه الجامعات فى مصر منذ سنوات عديدة.

وأكد أن إنشاء جامعات تكنولوجية بمصر، سوف تحتاج إلى تطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعى، بحيث يكون هناك مواد مؤهلة للالتحاق بهذه الجامعة فى الثانوية العامة، مطالبا بأن تكون تلك الجامعات متاحة لخريجى التعليم الحكومى وبمصروفات بسيطة.

وقال: «يجب أن يكون لها فروع فى كل المحافظات»، موضحاً أن وزارة التعليم العالى لم تعلن عن آلية الدراسة بهذه الجامعات، والمناهج والأقسام التى سوف تكون بها، مؤكداً أن العالم المتقدم يعطى الأولوية التعليم الفنى، وأن كوريا - على سبيل المثال - لا تعطى أى اهتمام بالتعليم النظرى، وجميع اهتمامها بالتعليم الفنى، فيما تترك التعليم النظرى للقطاع الخاص.

وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى: إنه يرحب بإنشاء أية جامعة جديدة فى مصر، لافتاً إلى أن مستوى خريجى الجامعات التكنولوجية، سوف تتوقف على شكل الدراسة التى سوف يتلقوها، هل هى دراسة عملية وحقيقية وعلى مستوى دولى، ومن الجانب الآخر تكون الدولة استعدت لتجهز مشروعات واستثمارات لخريجى تلك الجامعة بمرتبات جيدة، مما سوف يجعلهم يشجعون غيرهم فى الإقبال على تلك الجامعة، مطالباً الدولة بدراسة المهن والمستهدف والتخصصات التى تحتاجها من خريجى تلك الجامعات، ويتم وضع خطط على هذا الأساس.

 

عضو لجنة التعليم بمجلس النواب: قانون إنشائها خلال الدورة الحالية

قال عبدالرحمن برعى، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب: إن إنشاء جامعات تكنولوجية شىء يسعد الجميع، لكون أن هناك اتجاهًا قويًا لدعم التعليم الفنى ووضعه فى المكانة التى يستحقها فى المجتمع، متمنياً أن تحقق الجامعات التكنولوجية أهدافها من تنمية المجتمع، مضيفاً أن الدولة بحاجة إلى الفنى الذى يعمل بجانب المهندس وليس بحاجة إلى مهندسين فقط.

وأكد أن التعليم الفنى يعد من أهم حلقات التعليم، موضحاً أن الكثير من الدول المتقدمة تعتمد على التعليم الفنى اعتماداً كلياً، مؤكداً أن رجال الأعمال دائماً ما يتحدثون عن وجود نقص فى العمالة الفنية المدربة، مؤكدين أنه فى الكثير من الأحيان يضطرون جلب عمالة فنية من الدول الأجنبية، مضيفاً أن التعليم الفنى كان فى السابق كان ليس منه أى منافع، ولكن الدولة تسعى فى الوقت الحالى للاستفادة من التعليم

الفنى وتعظيم دورة، وإعداد فنيين مهرة فى الكثير من المجالات.

مطالباً بأن يكون تدريب الطلاب على المهنة بشكل جيد، موضحاً أن خريجى طلاب الجامعات التكنولوجية سوف يكون لديهم مهنة يعتمدون عليها، ولا ينتظرون الوظيفة، كما أن العامل الماهر له مكانة مميزة فى المجتمع المصرى والعربى، فى الوقت الحالى.

وأوضح أنه جار دراسة قانون الجامعات التكنولوجية، فى لجنة التعليم فى البرلمان، لافتاً إلى أنه لا يوجد أى خلافات على مواد القانون، ومن المنتظر أن يتم إصداره فى دور الانعقاد الحالى، ومن المنتظر بدء الدراسة فى العام القادم، مؤكداً أنه تم بناء ثلاث جامعات تكنولوجية، كما أن هناك منحًا كورية جاءت للجامعة التكنولوجية ببنى سويف، نظراً لوجود عدد كبير جداً من الاستثمارات الكورية فى بنى سويف.

 

مستشار وزير التعليم العالى: تستقبل 90٪ من خريجي الدبلومات.. وترتبط بالمناطق الصناعية

قال أحمد حسنى الحيوى، مستشار وزير التعليم العالى للتعليم الفنى: أن الجامعات التكنولوجية، عبارة عن مسار تعليمى جديد خاص بالتعليم الفنى، سوف يتم تطبيق المعرفة، لخلق خريج يتواكب مع سوق العمل المصرى، لافتاً إلى أن الجامعة التكنولوجية أول مقترح لها كان إنشاء ثلاث جامعات فى القاهرة والدلتا وبنى سويف، ولكن المخطط العام هو إنشاء ثماني جامعات فى ثمانية محافظات هم القاهرة وبنى سويف والدلتا وأسيوط وأسوان والإسكندرية وبورسعيد وغرب سيناء.

وأكد أن توزيع الثماني جامعات جاءت بناء على الخطة الاستثمارية للدولة والتخصصات الموجودة فى كل محافظة على مستوى الجمهورية، مؤكداً أن تلك الجامعات الهدف منها الارتباط بالمناطق الصناعية، والارتقاء بمستوى التعليم الفنى.

وأكد أن رجال الصناعة دائماً ما يؤكدون أن الخريج الفنى لا يتواكب مع الصناعة أو سوق العمل، وأكد أن الكثير من طلاب التعليم الفنى ما قبل الجامعى أو المعاهد الفنية لا يدخلون التعليم الجامعى، مؤكداً أن تلك الجامعات سوف تستوعب هؤلاء الطلاب.

وأوضح أن الجامعات التكنولوجية، سوف يكون 90% من طلابها خريجى الدبلومات الفنية والمعاهد الفنية، كما سيتم السماح لطلاب الثانوية العامة غير الموفقين فى الالتحاق بالجامعات ولديهم الإمكانيات الفائقة فى العمل المهنى بأيديهم، كما أن تلك الجامعات سوف تسمح لخريجى طلاب التعليم الفنى من الأعوام السابقة للالتحاق بها.

وأوضح أن المدرسين الذين سوف يقومون بالتدريس فى تلك الجامعات سيتم اختيارهم وفق معاير قوية، لكى يكونوا مدرسين ومدربين لطلاب تلك الجامعات التكنولوجية، لافتاً إلى أن تخصصات كل جامعة سوف تكون مرتبطة بالمنطقة الصناعية المتواجدة بها، لافتاً إلى أن التخصصات المتواجدة فى القاهرة غير التخصصات المتواجدة فى بنى سويف وهكذا.

وأكد أن تلك الجامعات جميعها حكومية، ولكنها مسموح لها بالشراكة مع القطاع الخاص أو الجامعات الدولية، أو مع أى مؤسسة تعمل فى نفس النطاق، لافتاً إلى أن مصروفات تلك الجامعات لا يمكن أن تصل لمصروفات الجامعات الخاصة، موضحاً أن تلك الجامعات سوف يكون لها مصروفات بسيطة، لكى تستطيع الجامعات الإنفاق على نفسها، مؤكداً أن تلك المصروفات لم تحدد بعد، مضيفاً أن الجامعات سوف تسمح لرجال الأعمال بدعم الطلاب إذا وجد ذلك.

وأكد أن الوزارة تستهدف الدراسة فى أول ثلاث جامعات، فور صدور قانون الجامعات التكنولوجية من البرلمان، سوف يتم بدء الدراسة فى شهر سبتمبر عام 2019.

وأكد أن الدولة حالياً بحاجة لوجود خريجين يستوعبون التكنولوجيا، حتى يستطيعوا أن يسهموا فى مجال الصناعة والمجالات التطبيقية الأخرى، لافتاً إلى أنهم يستهدفون تخريج طلاب قادرين على المنافسة العالمية فى كافة المجالات الفنية.