عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رئيس جديد..هل يُنهى رحلة 11 ألف ساعة من الغيوم؟

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد مرور 458 يوماً منذ تنحى المخلوع مبارك عن حُكم البلاد فى 11 فبراير العام الماضى 2011، يُعتبر اليوم 23 مايو بمثابة أول ضوء بعد شهور من الغيوم، يأمل جموع الشعب المصرى أن يكون بداية لحالة من الاستقرار بعد حوالى 11 ألف ساعة قضتها مصر فى معارك حقيقية، وبلغة الخطط العسكرية فإن أفضل زمن لبدء معركة يكون فى آخر ضوء من النهار.

هذه المعارك بدأت اليوم بأول انتخابات رئاسية للجمهورية الثانية كما يُطلق عليها، من المُفترض أن يدلى فيها 50 مليون مواطن بصوته لاختيار رئيس جديد للبلاد، ومن الممكن أن نشهد معركة أخرى فى الجولة الانتخابية الثانية حال حدوث انتخابات إعادة، والثالثة هى معارك بعيدة نسبياً فيما ينتظر مصر داخلياً وخارجياً، وما ينتظره شعب مصر من رئيسه الجديد.
كانت هناك علامات بارزة واقعية فى المرحلة التاريخية منذ بداية ثورة 52 يناير، جديرة بالتدقيق والدراسة للاستفادة والخبرة من سلبياتها وإيجابياتها.
غضب واحتقان شعبى أدى لثورة.. تصدى ومحاولات لإخماد الثورة بالقوة..شُهداء وقتلى.. بروز أحزاب جديدة على الساحة المصرية..ظهور قوى سياسية استفادت من الحالة الثورية؛ بعضها انتهازية وأخرى وطنية حقيقية..مؤامرات على حالة الثورة اشتركت فيها عناصر داخلية بمحض إرادتها، وأخرى بتحريض من قوى خارجية مُتعددة الأهداف..تمثلت تلك المؤامرات فى اعتداءات على مقار ومؤسسات شرطية وسجون..ثارت قوات الداخلية وغضبت فتركت مهامها الأمنية وتركت الداخل المصرى بلا ضابط أو رابط..انتشرت البلطجة بطرق مُتعددة بعضها بتحريض من أعوان النظام السابق، وأخرى بدوافع السرقة والنهب بعد حدوث الخلل الأمنى .. تولى القوات المُسلحة إدارة شئون البلاد وحماية الجيش للشعب ومحاولات لإعادة إستقرار الحالة الأمنية .. صراعات على الحُكم بين مُختلف القوى السياسية .. خلافات دستورية وتشريعية .. استفتاء شعبى على تعديلات دستورية تمت فى مارس 2011 .. انتخابات مجلسى الشعب والشورى فى نوفمبر 2011 .. كل ذلك بما له وما عليه حدث وسط مناخ مُتناقضات وخلافات، ولم يكن بمنأى عن حالات من الفوران وسيل دماء المصريين.
كل ما سبق أفرز مناخ يُعرف بحالة "الكلامولوجيا" التى نتجت عن خروج المصريين من المُعتقلات الذهنية التى فرضها نظام حُكم مبارك، والعيش لسنوات طويلة فى حالة اللايقين

النفسى والاجتماعى لشعب مصر، بمُختلف شرائحة وثقافاته، فاختلت واحدة من أهم القوانين الكونية التي ترسم حياة الإنسان، فكانت المنافع والثراء لطبقات قليلة بعينها، أما الأغلبية فقد عانت ولا تزال تعانى، وهو ما أدى لحدوث حالة من عدم الحكمة حينما تخرج شرائح بعينها تطالب بحقوق لها أهدرت أو كانت مؤجلة، وهو ما تم تعريفه بالمطالب الفئوية، كما ان تزايد حالة المكلمة وارتفاع أصوات غالبية جموع الشعب فى وقت واحد، أدت الى الاهتزاز المُجتمعى، وارتباك فى إدارة شئون البلاد، وهو ما عُرف باليد المُرتعشة فى مجال اتخاذ كثير من القرارات السياسية، لكن على الرغم من كل ذلك فقد تحققت فى مصر نجاحات على كافة الأصعدة، سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً، منها نجاحات منقوصة لم تكتمل جوانبها المرجوة بعد، وبعضها لم يُرض فئات بعينها من المُجتمع المصرى، وهناك فئات قد لا تعترف بأى نوع من النجاحات .
ومن الطبيعى أن شرائح المُجتمع المصرى لا تعيش حياة واحدة، وليست لها رؤية واحدة للحياة، فأغنياء النظام السابق والحالى وأصحاب السلطة والسلطان قد يرون الحياة بلونها المثير والرغبة فى القوة، ويحكمون على الأشياء من منظور خاص بهم، أما الأغلبية فهم الفقراء والمقهورون اجتماعياً لكثير من الأسباب، ونسبة لا بأس بها منهم.. تعانى  من فقدان الثقة والفزع، ومُعظم هؤلاء سينتخبون رئيساً جديداً لمصر، رئيساً سيكون أمامه ملفات كثيرة وساخنة، وشعب له مطالب ينتظر أن يُحققها رئيس مصر الجديد.