عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رويترز: هوية الرئيس القادم يصعب التكهن بها

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد ستة عقود تحت حكم رجال من الجيش يمر المصريون هذا الأسبوع بتجربة جديدة عليهم تتمثل في انتخابات رئاسية لا أحد يعرف نتيجتها سلفا.

وسيدلي المصريون بأصواتهم يومي الأربعاء والخميس لانتخاب رئيس يخلف حسني مبارك الذي أطاحت به قبل 15شهرا انتفاضة شعبية أفضت إلى بدء فترة انتقالية تحت قيادة الجيش عمها الاضطراب وتخللها انتخاب برلمان يهيمن عليه الإسلاميون.
ولم يحدث أي انتقال حقيقي للسلطة حتى الآن. فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يقوده المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع طوال العشرين عاما الأخيرة من حكم مبارك، لا يزال ممسكا بأعنة السلطة ويعد بتسليمها بحلول أول يوليو بعد انتخاب رئيس جديد لن يعرف على الأرجح إلا بعد جولة إعادة في يونيو.
ولم تختبر دقة استطلاعات الرأي في مصر، ونتائج الانتخابات السابقة بعد مبارك وهي الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها الإخوان المسلمون بأكبر عدد من المقاعد يليهم السلفيون والاستفتاء الذي أجري قبلها وأقر بأغلبية ساحقة تعديلات دستورية مؤقتة اقترحها الجيش وعارضها الليبراليون، قد لا تلقي ضوءا يهتدى به هذه المرة.
وتلاقي مصر شأنها شأن الدول العربية الأخرى التي تفجر فيها الغضب المكبوت من الإحباطات السياسية والاقتصادية العام الماضي صعوبة في تحديد مستقبلها بعد بريق الأمل المبهر.
فقد روع الشد والجذب على مدى شهور طويلة بين الجيش والإسلاميين والمحتجين وغيرهم كثيرا من المصريين وخيب أمل بعض الشبان الذين ساعدوا في الإطاحة بمبارك.
ويأمل كثيرون أن تستعيد بلادهم يوما ما وضعها القيادي في العالم العربي الذي فقدته فعليا عندما وقع الرئيس أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979 وأصبحت مصر ركيزة للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط وأكبر متلق للمساعدات العسكرية الأميركية بعد إسرائيل.
لكن التحدي الطاغي والملح للرئيس الجديد يتمثل في إحياء الاقتصاد الذي عصفت به شهور الاضطرابات وعدم اليقين والتصدي للفقر والبطالة وانهيار الخدمات العامة وهي الأمور التي ساعدت في تفجير انتفاضة العام الماضي.
ولا يمكن لأحد ان يتوقع الفائز من بين الثلاثة عشر مرشحا وهذا في حد ذاته تغيير كبير بعد العروض الانتخابية الهزلية المملة التي كانت تقدم طوال حكم مبارك على مدى 30 عاما.
ويثير قدرا أكبر من القلق أن لا احد يستطيع التكهن بما سيضطلع به كل من الرئيس والبرلمان والقضاء والجيش من اختصاصات مع فشل مصر حتى الآن في كتابة دستور جديد.
وقال الدكتور رشيد الخالدي أستاذ الدراسات العربية بجامعة كولومبيا في نيويورك "العلاقات الدستورية غير محددة بالمرة. هذه اكبر مشكلة في مصر. القضية ليست هي الإسلاميين الأصوليين أم لا أو الإخوان المسلمين أم لا وإنما هي البرلمان أم الرئاسة وفي يد من ستكون السلطة حقا".
وينفي قادة الجيش أي رغبة في إدارة شؤون البلاد لكن يكاد لا يشك أحد في طموحهم إلى الاحتفاظ بالامتيازات الواسعة للجيش وضمان دور قوي وراء الكواليس.
وربما يستمر الارتباك لكن الساسة خططوا لعقد اجتماع اليوم لمناقشة تعديلات دستورية مؤقتة لاقتراحها على المجلس العسكري الذي قد يصدر مرسوما ينظم صلاحيات الرئيس والبرلمان.
وفي الوقت الحالي تتجه الانظار الى الانتخابات التي تتركز المنافسة فيها بين الاسلاميين وبين شخصيات اكثر علمانية، خصوصا الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى الذي سبق له ايضا العمل وزيرا للخارجية في عهد مبارك واحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهده.
ومن المرجح ان يفوز موسى وشفيق بكثير من اصوات المسيحيين الذين يشكلون نحو عشر سكان مصر وعددهم 82 مليونا ويخشون من تداعيات تزايد قوة الاسلاميين.
ومن بين المرشحين الإسلاميين عبد المنعم ابو الفتوح الذي يسعى لاجتذاب اصوات الليبراليين والسلفيين. اما المرشح الناصري حمدين صباحي فيستند إلى دعوته للعدالة الاجتماعية.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات والتي يرأسها عسكري سابق قد منعت شفيق من خوض السباق الشهر الماضي لكنها قبلت طعنه في القرار. ومن المرشحين الاخرين الذين استبعدتهم اللجنة السلفي حازم صلاح ابو اسماعيل والمرشح الاول لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر.
ومن يشك في أن الاخوان تخلوا عن تحفظهم السياسي كان عليه حضور تجمعهم الانتخابي الاخير الصاخب في قلب القاهرة مساء امس الاحد.
وكانت الجماعة تنتهج في عهد مبارك أسلوب الصبر والتدرج تجنبا للتعرض للاضطهاد وتعمل على تحقيق مكاسب محدودة في الانتخابات التي كانت السلطات تزورها بشكل معتاد.
وبعد سقوط مبارك قالت جماعة الاخوان انها لن تقدم مرشحين لكل مقاعد البرلمان ولن تقدم مرشحا لمنصب الرئيس وهي وعود نكثت بها فيما بعد.
وحشدت الجماعة في ميدان عابدين الالاف ليهتفوا لمرشحها الاحتياطي الذي يفتقر الى البريق محمد مرسي والذي اعتلى خشبة المسرح وسط اضواء والعاب نارية وحماس ألهبه شبان يرتدون قمصانا بيضاء وعصائب حمراء.
وتعهد المهندس الذي درس في الولايات المتحدة بمحاربة ما قال انه شخصيات فاسدة من عهد مبارك تحاول أعادة البلاد الى الوراء أو العبث بالانتخابات او الامن.