رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإخوان.. نار شفيق ولا جنة أبوالفتوح

بوابة الوفد الإلكترونية

كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية ازدادت جماعة الاخوان المسلمين توترا وقلقا، وهو ما يظهر بوضوح فى تكثيف الحملات الاعلانية لمرشح الجماعة الدكتور "محمد مرسى" وتنويع الدعاية.

ومما لاشك فيه ان الجماعة تدرك جيدا انها امام اهم واخطر واكبر اختبار وتحد لقوتها، بل لوجودها ومستقبلها. فبعد ان نجحت الجماعة فى استعراض عضلاتها وإبراز قوتها فى الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وبرزت كقوة مهيمنة على الساحة السياسية المصرية، تعرضت لحملة ربما تكون منظمة وممنهجة لاضعافها، بل وحرقها وكأنها تعرضت لفخ وقعت فيه دون ان تدرى، واذا كانت تلك الحملة لم تقض على قوة الجماعة تماما، الا انها ألحقت ضررا بالغا بسمعتها وقوتها، والدليل تراجع نفوذها وتخلى العديد من المواطنين العاديين عن دعمها، والروح العدائية الجديدة التى تولدت فى الشارع تجاهها .

الفرصة الأخيرة

ومن هنا فإن انتخابات الرئاسة-فى نظر الجماعة- هى الفرصة الاخيرة لاستعادة الثقة وتأكيد القوة والنفوذ. فالجماعة تدرك جيدا ان الفشل فى انتخابات الرئاسة ، يعنى انتكاسة وسقوطا، بلا رجعة ليكون صعودها الى القمة بعد 84 عاما من النضال ، هو اطول صعود- اى بعد كفاح مرير – واسرع هبوط . ولعل البعض تساءل عن سبب تراجع الجماعة فى قرارها بعدم خوض انتخابات الرئاسة،  حيث انه كان من الممكن ان تعفى نفسها من هذا الاختبار الصعب والسريع، واذا كان هناك من يقول ان السبب هو "التكويش" واحكام السيطرة ، فأن هناك سببا معنويا ونفسيا اخر مهم ، وهو ان الاحساس بالهزيمة والتراجع فى معارك البرلمان واللجنة التأسيسية للدستور والمواجهة مع الحكومة والمجلس العسكرى ، فرض على الجماعة ضرورة خوض معركة اخرى تثبت للجميع من خلالها انها لازالت قوية وقادرة على الحسم من خلال الشارع .

" أبوالفتوح" التحدى الاكبر

ومن المؤكد ان وجود الدكتور "عبدالمنعم ابو الفتوح" فى سباق الرئاسة وارتفاع اسهمه ، كان احد اهم المحفزات لخوض السباق الرئاسى ، لأن فوز "ابوالفتوح" فى الانتخابات يعتبر استفتاء بالسالب على الجماعة وسياساتها ، باعتبار ان "ابوالفتوح" انشق عن الجماعة بعد رفض دعوته للاصلاح داخلها، من قبل المتشددين المنافسين له امثال "خيرت الشاطر".
ومما لاشك فيه ان "ابو الفتوح" يمثل التحدى الاكبر للجماعة وهيمنتها حاليا، فهو يحظى بدعم كل القيادات الاخوانية خاصة الشباب المنشقين عن الجماعة ، ونجاحه كإسلامى معتدل يعنى بزوغ قوة اسلامية جديدة تستطيع الهيمنة وسحب البساط من تحت اقدام الاخوان المسلمين كقوة مهيمنة حاليا.

 صراع الاسلاميين

وتتزايد الضغوط على الجماعة فى ظل تنامى قوة التيار السلفى بمختلف ميوله وتفرعاته ، ورغبته فى الحد من نفوذ الجماعة وهو ما تأكد من خلال دعم هذا التيار لـ "ابو الفتوح" فى الانتخابات ، رغم ان جماعة الاخوان المسلمين هى الاقرب فكريا ومنهجا من السلفيين المتشددين ، وليس "ابو الفتوح" الذى يحمل فكرا ومنهجا يوصف بأنه اكثر انفتاحا. الا ان براجماتية( واقعية) السلفيين وواقعية "ابو الفتوح" جعلت الطرفان يلتقيان عند

نقطة واحدة . واذا كان الصراع فى مصر حاليا يأخذ شكل صراع اسلامى –علمانى ، الا ان هناك صراعا مشتعلا بين التيارات والاطياف الاسلامية المختلفة ، ويظهر ذلك بوضوح فى حرب التحالفات التى تتشكل حاليا . ورغم قدرة الجماعة على الحشد الانتخابى والتنظيم الذى يجعل فرص "محمد مرسى" قائمة وبقوة فى التنافس على مقعد الرئيس، الا ان تصاعد اسهم "ابو الفتوح" يظل شبحا يطارد قيادات الجماعة ليل نهار.

الخيار المر

ورغم ان هناك 11 مرشحاً آخر ينافسون "مرسى" الى جانب "ابو الفتوح" ، الا ان الجماعة لا يهمها ايا من المرشحين الآخرين، سوى "ابو الفتوح"، الذى يعتبر نجاحه نهاية للجماعة، ومن المؤكد ان نجاح "احمد شفيق" مثلا او حتى "عمرو موسى" لا يزعج الجماعة ولا يمثل لها شيئا، بقدر ما يمثل نجاح "ابوالفتوح" ، ومن هنا ، فأنه فى حالة نجاح "ابو الفتوح" فى الجولة الاولى والاعادة مثلا مع "شفيق" ، فأن الجماعة ستختار "المر" ( شفيق) ، ولن تختار الذى" أمر منه" ( ابو لفتوح) وهذا يعنى ان السيناريو المتوقع  والذى يتمناه "شفيق" او "موسى" هو الاعادة مع "ابوالفتوح" وليس مع "مرسى" ، لأن الاعادة مع "ابوالفتوح" ، ستعنى فوز "شفيق" او "موسى" باصوات الاخوان ، اما الاعادة مع "مرسى" تعنى فوز "مرسى" ، لأن انصار "ابو الفتوح" وغيرهم من الاسلاميين المستقلين والتيارات السلفية ستصوت ل "مرسى" بحكم الانتماء  والعاطفة الدينية.

دعم صباحى

ومع ذلك فإن وقوف الاخوان الى جانب "شفيق" او "موسى" ، سيقلل من مصداقية الجماعة ويفقدها رونقها امام الكثيرين، ولذلك فهى تتمنى ان يكون سيناريو الاعادة- اذا لم يكن به مرسى- بين "ابو الفتوح" و"حمدين صباحى" مثلا او ايا من المرشحين الآخرين بخلاف "موسى" و"شفيق" ، حتى لا تكون فى موضع الحرج ، لأن دعم "صباحى" او غيره من المرشحين ضد "ابو الفتوح" ، ستجد فيه الجماعة ما تبرره للجماهير.