رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الطرف الثالث يعلن عودة «التنظيمات السرية»

بوابة الوفد الإلكترونية

تؤكد الأحداث المتتالية التى مرت بها مصر منذ 25 يناير وحتى الآن أن الطرف الثالث ليس مجرد وهم أو نكتة يرددها الثوار، بل واقع موجود على الأرض، أشبه بتنظيم سرى متكامل الأركان، له عقل يخطط جرائمه وأطراف تنفذ.

والواقع يقول: إن أحداث العنف التى شهدتها مصر بدءاً من أحداث ماسبيرو مروراً بأحداث مسرح البالون ومحمد محمود ومجلس الوزراء ومجزرة بورسعيد والعباسية، ليست إلا نتاج تخطيط وعمل متقن ليس بعيداً عن أيدى النظام السابق الذى مازال رجاله يعملون لإجهاض الثورة وإيجاد موضع قدم لأنفسهم فى مصر الجديدة.
وقد اتخذت مصر مكانها على خريطة التنظيمات السرية منذ عشرينيات القرن الماضى، عندما أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم سرى هدفه نشر الوعى الدينى ومكافحة الاستعمار، ومع الوقت أصبح للتنظيم جناح عسكرى، وقام ببعض الاغتيالات السرية لخدمة أهداف ومشروع الجماعة الدعوى والسياسى.
وبعد ثورة يوليو استمرت مصر كدولة تنظيم سرى ولم يختلف العسكريون الحاكمون عن الجماعات فى شىء، فقد كان لهم التنظيم السرى الذى تسبب فى كوارث كثيرة، تعرضت لها مصر وكان آخرها نكسة 1967 وكان بطل التنظيم السرى فى ذلك الوقت رجل المخابرات القوى صلاح نصر الذى كان يملك تنظيماً سرياً قادراً على فعل أى شىء وفى أى مكان.
وجاء التنظيم السرى لسيد قطب ليكون مواجهاً للتنظيم السرى لحكم العسكر، لكن التنظيم انتهى بإعدام سيد قطب، وبعد حرب أكتوبر استمر التنظيم السرى فى العمل واستمرت مصر ضحية لهذا النوع من التنظيمات حتى استعان السادات بالجماعات لضرب الشيوعية، لكن سرعان ما انقلبت الجماعات الإسلامية عليه وتم اختراق كل المؤسسات ما أدى إلى اغتياله فى النهاية.
وفى عصر مبارك استمرت التنظيمات السرية القديمة، وظهرت أخرى حديثة مثل الجماعات الإسلامية كالجهاد والتكفير والهجرة وتتوالى التنظيمات وصولاً إلى تنظيم الطرف الثالث الذى يحكم مصر منذ ثورة يناير.
ويؤكد اللواء فؤاد علام أن التنظيمات السرية فى مصر قديمة والآن الوضع أصبح ضبابياً ولا أحد يعرف مصر إلى أين حتى التنظيمات السرية التى كانت معلومة للجميع أصبحت الآن تعمل فى العلن.
وأضاف أن الوضع فى انتظار ما سوف تسفر عنه الانتخابات الرئاسية القادمة، بحيث يمكن أن تعود التنظيمات السرية بصورة كبيرة فى الفترة المقبلة، أضف إلى ذلك أن بعض القوى تهدد باستخدام السلاح والأخرى تستقوى بالخارج وهذا كله سوف يؤدى إلى عودة دولة التنظيم السرى لأن الفصيل الذى لن يحالفه الحظ لن يترك الساحة ويحترم القانون ولكنه سوف يعمل على إيجاد بديل، من خلال التنظيمات السرية التى ربما تعمل على زعزعة الحياة السياسية.
ويؤكد اللواء محمد الحسينى أن التنظيمات السرية موجودة فى كل شىء وتعتبر الباب الخلفى للتلاعب بالقوانين وعدم احترام سيادة البلد، وكان استخدام المنظمات السرية من أجل هذا الغرض ولم تقتصر التنظيمات السرية على الجماعات المحظور نشاطها فقط، بل امتد إلى كل القوى التى تعمل بمصر.
وأضاف أن التنظيمات السرية الأكثر خطورة هى التى تكون صاحبة أيديولوجية معينة بحيث تسعى لنجاح هذه الأيديولوجية على حساب الأطراف الأخرى، مؤكداً أن المشكلة الحقيقية تتمثل فى تيارات معينة تريد أن يكون لها الغلبة والحكم دون أن تنظر إلى باقى التيارات أنها شريكة فى الحكم.
وتابع أن المنظمات السرية موجودة فى الهيئات السياسية وبعض الأحزاب التى نشأت على فكر معين، ويشدد اللواء «الحسينى» على خطورة المرحلة المقبلة، قائلاً: إن لم يأت رئيس إسلامى فسوف تعود المنظمات السرية للعمل مرة أخرى، وستعمل على نطاق واسع.
ويؤكد الدكتور ناجح إبراهيم، مؤسس الجماعات الإسلامية، أن فكرة التنظيمات السرية أُخذت عن الدول الأوروبية ودخلت مصر فى الثلاثينيات عن طريق التنظيم السرى للإخوان المسلمين

الذى أسسه حسن البنا، وهذا التنظيم السرى هو الذى أخذ بالجماعة فى الأربعينيات والخمسينيات، وهذا التنظيم هو الذى قتل النقراشى والخازندار وكان السبب فى مقتل «البنا» نفسه، ثم جاء تنظيم سيد قطب فى الستينيات وانتهى بإعدامه والتنظيم السرى الثالث وهو تنظيم الجماعة الإسلامية والجهاد الذى تشكل بعد مقتل السادات ثم التنظيم السرى للجماعة الذى تم حله بعد المراجعات التى تمت.
وأضاف ناجح إبراهيم أن التنظيمات السرية لا تحمى الدعوة ولا الدعاة ولكنها تشحنهم إلى السجن، موضحاً أن المشكلة تكمن فى أن التنظيمات السرية لا يستطيع القائد السيطرة عليها بعد فترة، ومن هنا تكمن الخطورة، موضحاً أن السرية والعمل العسكرى والسجون هى التى تولد فكر التكفير وتدين المجتمع.
ويواصل ناجح إبراهيم: الفترة الحالية لن تكون للجماعات الإسلامية تنظيمات سرية لأنهم بدأوا يعملون فى العلن لكن فكر التكفير عائد بقوة فى المجتمع، ويوجد له دعاة وهذه الجماعات لو تم ضربها سوف تنزل تحت الأرض ويكون لها تنظيم سرى.
ويؤكد مؤسس الجماعة الإسلامية أن الحرية هى الضمان الأساسى لعدم إنشاء تنظيمات خاصة وعلى من يعملون بالدعوة الإيمان بأن الإسلام معصوم والإسلامى غير معصوم وأن الإسلاميين ليسوا هم الإسلام.
ويؤكد محمود البنا، أستاذ العلوم السياسية، أن التنظيمات السرية موجودة فى كل مكان وليس فى الجماعات الإسلامية فقط، بل فى كل مؤسسات الدولة وربما يكون هناك تنظيم سرى داخل كل هيئة حكومية أو مؤسسة صحفية وكل تنظيم يضم مصالح خاصة به يعتبر أنه الأحق بتولى المنصب الذى شغله غيره، وليس للمعنى الحرفى لتنظيم السرى أنه تنظيم عسكرى، ويواصل «البنا»: «فيس بوك» مثلاً أصبح أكبر تنظيم سرى فى مصر والصفحات التى لا يعرف من وراءها ومن يديرها ويتم من خلالها استخدام الشباب فى أفعال تساندها أيديولوجية معينة فكل ذلك تنظيم سرى وربما يكون أمن الدولة هو التنظيم السرى العلنى الوحيد ولكن هو بالفعل أحد التنظيمات السرية التى لا يعرف عنها أحد الكثير، وأضاف: المشكلة الحقيقية أن التنظيمات السرية أصبحت تشمل كل نواحى الحياة فى مصر فى الفترة الحالية، فهناك من يدير شئون كل شىء دون أن يعلم عنه أحد، ولهذا فإن الجماعات الإسلامية كانت فى الماضى هى وأمن الدولة أكثر من لهم تنظيمات سرية، وربما يأتى فى الوقت الحاضر فلول النظام الماضى، ونظراً للضغط عليهم وإحساسهم بالقهر ربما يصبح لديهم تنظيم سرى يكون هو المحرك للأحداث.