رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القمة الخليجية وأسرار الإخفاق في إعلان الوحدة بين السعودية والبحرين

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن إخفاق القمة الخليجية التشاورية التي عقدت في الرياض في 14 مايو في الإعلان عن تأسيس اتحاد سياسي بين السعودية والبحرين غير بعيد عن مخاوف الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وخاصة قطر من أن تؤدي تلك الخطوة إلى تعزيز نفوذ السعودية أكثر وأكثر.

وكانت خطط إقامة اتحاد سياسي بين السعودية والبحرين جرى الحديث عنها بين الرياض والمنامة منذ العام الماضي، عندما تدخلت قوة خليجية بقيادة سعودية في البحرين لمساعدتها في مواجهة الاحتجاجات التي يقودها الشيعة, وتردد عشية القمة الخليجية التشاورية التي عقدت في الرياض في 14 مايو أنه سيتم الإعلان رسميا عن هذا الاتحاد, إلا أن هذا الأمر لم يحدث.
وبالإضافة إلى مشروع الاتحاد بين السعودية والبحرين, طالب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في ديسمبر من العام الماضي بالانتقال من مرحلة التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي إلى مرحلة الاتحاد.
وأوصى قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم التشاورية التي عقدت في الرياض في 14 مايو باستكمال دراسة المقترحات المعنية بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لمناقشتها في قمة استثنائية تعقد في العاصمة السعودية لاحقاً.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن قادة دول مجلس التعاون الست أجلوا إعلان الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لوضع دراسة شاملة ودقيقة, وأضاف أنه ليس هناك أي مشكلة بين السعودية والبحرين تمنع التكامل بينهما.
ورغم تصريحات الفيصل السابقة, إلا أن كثيرين رجحوا وجود خلافات عميقة بين دول مجلس التعاون الخليجي حول فكرة الاتحاد في حد ذاتها, فالشاغل الرئيسي للرياض هو صراعها الإقليمي مع إيران من أجل النفوذ وتريد اندماجا أكبر في مجال الدفاع وتنسيقا في مجال السياسة الخارجية بما يساعد في التعامل مع ذلك الصراع.
ويعتقد السعوديون أن إيران استغلت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين في عام 2003 كنقطة إنطلاق للسيادة على المنطقة كلها ويتهمون طهران بتأجيج الاحتجاجات التي يقودها الشيعة في البحرين والاضطراب بين الأقلية الشيعية في السعودية.
وأرسلت السعودية قوات العام الماضي لمواجهة الاحتجاجات في البحرين وتدعم المنامة أيضا منذ فترة طويلة بمنحة من النفط الخام لتزويد مصفاة مهمة لتكرير النفط هناك.
وفي المقابل, تشعر عدد من دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والسعودية بقلق من أن مشروع الوحدة بين الرياض والمنامة قد يؤدي إلى تعزيز نفوذ السعودية أكبر عضو في المجلس.
وتخشى دول الخليج العربية الأصغر فقدان النفوذ الاقتصادي والسياسي لصالح السعودية التي يزيد عدد سكانها خمس مرات على سكان سلطنة عمان ثاني أكبر دولة في المجلس من حيث عدد السكان, لتسيطر أيضا على قطاع النفط والغاز الأكثر أهمية في المنطقة.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن مصدر قريب من الحكومة القطرية القول :"ترى قطر في هذا

كله طريقة سعودية لتقويض العلاقات الثنائية بين دول الخليج وفرض جدول أعمالها عليها".
ومن جانبها, ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الخطط التي تقودها السعودية لتعميق التكامل الإقليمي بين دول الخليج العربي لتحدي إيران صارت موضع شك بعد الفشل في إعلان اتفاقية اتحاد متوقع بين السعودية وجارتها البحرين.
وقالت الصحيفة إن الآمال كانت عالية قبيل القمة الخليجية التشاورية، لكن القرار أجل حتى الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الخليجي في ديسمبر القادم.
وأشارت إلى أن مجلس التعاون الخليجي لم يحقق إلا القليل جدا فيما يتعلق بالوحدة الإقليمية خلال ثلاثين عاما, قائلة:" المخاوف من هيمنة سعودية جمدت بالفعل خطط عملة خليجية واحدة, وليست جميع الدول الست الأعضاء في المجلس متحمسة بشأن الاتحاد".
وتابعت الصحيفة أن مقترح الاتحاد السعودي البحريني أدانته المعارضة البحرينية بغضب ونقلت تحذير زعيم جمعية الوفاق البحرينية المعارضة علي سلمان من أن أي تحرك في هذا الاتجاه ينبغي أن يعرض في استفتاء على جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضافت الصحيفة أن المعارضة البحرينية ترى في هذا الاقتراح وسيلة لتوحيد مملكتين سنيتين مدعومتين من الغرب للتعاون معا في سحق المعارضة الشيعية في البحرين وتحدي إيران.
ومن جانبه, قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني في تعليقه على خطة السعودية والبحرين إقامة اتحاد سياسي بينهما :"إن البحرين ليست لقمة سائغة بإمكان السعودية ابتلاعها بسهولة والاستفادة منها، هذا النوع من الممارسات يثير الأزمات في المنطقة".
وجاءت تصريحات لاريجاني السابقة بعد أن ندد 190 نائباً في البرلمان الإيراني في 14 مايو بما وصفوه المشروع السعودي لضم البحرين، قائلين في بيان لهم إن هذه الخطوة ستؤدي إلى تعزيز الاتحاد بين الشعب البحريني في مواجهة من سموهم "المحتلين", كما حذر هؤلاء النواب من انتقال الأزمة البحرينية إلى السعودية ودفع المنطقة إلى فوضى أكبر.
وبصفة عامة, يجمع كثيرون أن مشروع الوحدة بين السعودية والبحرين لن يرى النور بسهولة.