رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة موجعة للأسد من داخل العراق

بوابة الوفد الإلكترونية

بالتزامن مع تحذير مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في آخر إفاداته أمام مجلس الأمن الدولي في 8 مايو من احتمال اندلاع حرب أهلية شاملة في سوريا, ظهرت مؤشرات جديدة حول اقتراب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وتحديدا من داخل تركيا والعراق.

ففي 7 مايو, أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن ثقته بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد قريبا.
وخلال زيارته الأولى للاجئين السوريين في مخيم كيليس في جنوب شرق تركيا, قرب الحدود مع سوريا, والذي يأوي نحو 12 ألف شخص, وهو واحد من مخيمات عدة هناك تضم نحو 23 ألف لاجىء سوري, أكد أردوغان أن المعارضة السورية باتت قريبة من تحقيق النصر، وأن الرئيس بشار الأسد "ينزف" مع مرور الأيام, مشددا على أن بلاده لن تغلق أبدا حدودها أمام الفارين من القمع الوحشي في سوريا.
وخاطب أردوغان اللاجئين, قائلا:"إن قوتكم تزداد يوماً بعد يوم, وإن انتصاركم ليس بعيدا, قوى بشار تنهار يوماً بعد يوم, ونحن مع الشعب السوري, ولن نكون أبداً إلى جانب الحكومة السورية".
وتابع" بشار ينزف كل يوم, نصركم ليس بعيدا, لدينا قضية واحدة هي وقف إراقة الدماء والدموع، وتحقيق مطالب الشعب السوري, ثورتكم ستنتصر وسيسقط نظام الأسد".
وكان أردوغان استقبل في مخيم كيليس للاجئين السوريين بهتافات وتصفيق منقطع النظير وتحدث من على متن حافلة, في الوقت الذي انتشر فيه قناصة على أسطح أبنية قريبة ووقف المئات من رجال الشرطة والجيش لتأمين الطريق من المطار إلى المخيم.
وقبل ساعات من زيارته المخيم, أعلن أردوغان أن بلاده ستبقي حدودها مفتوحة أمام السوريين الذين يفرون من قمع النظام في بلدهم.
وقال في اجتماع لحزبه في غازي عنتاب على مقربة من الحدود السورية :"بإذن الله, سيبدأ عصر جديد في سوريا عاجلا أم آجلاً, وما دامت إرادة الشعب غير محترمة في سوريا, سنواصل الدفاع عن حقوق إخواننا الآتين من هذا البلد واستقبالهم".
وبجانب تصريحات أردوغان السابقة, فقد كشفت مصادر وثيقة الإطلاع في "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن مستشار الأمن الوطني العراقي المكلف الملف السوري فالح الفياض أبلغ المالكي أن نظام بشار الأسد على وشك الانهيار.
ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن المصادر السابقة القول إن الفياض الذي يرأس غرفة عمليات أمنية لمتابعة الوضع السوري بتفاصيله الصغيرة والكبيرة نصح المالكي بضرورة التحضير لخطوة استباقية لفتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية, خاصة مع قيادات "الجيش السوري الحر", الذي يعتقد أنه أفضل فصائل المعارضة بالنسبة للعراق لخلوه من الجهات السلفية.
وتابعت" الفياض نصح المالكي أيضا بحل أزمته السياسية مع خصومه السياسيين بسرعة وأن يستفيد من بعض الجهات العراقية للدخول في مفاوضات عميقة مع جميع فصائل المعارضة السورية بينها جماعة الإخوان المسلمين, خاصة أن الحزب الإسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي يمكنه أن يلعب دوراً في هذا الاتجاه بإشراف وتنسيق مع المالكي".
وكشفت المصادر السابقة أيضا أن الفياض استند إلى معلومات عندما وصل إلى قناعة عن قرب سقوط الأسد, منها أن بعض الجهات الإيرانية تحدثت عن أن المكان الآمن للرئيس بشار الأسد في حال فكر بمغادرة بلده هي إيران, وهي المرة الأولى التي يذكر فيها مسئولون إيرانيون المنفى المناسب للرئيس السوري.
كما استند الفياض إلى أن بعض المسئولين السوريين, وفي مقدمتهم المستشار الأمني للرئيس السوري محمد ناصيف خير بك أعرب عن مخاوفه من أن تقوم روسيا بتدبير انقلاب عسكري بواسطة وحدات في الجيش السوري من المقربين للأسد إذا تأكدت أن الأخير ينحدر إلى السقوط بالفعل, وأن هذه الخطوة الروسية ستكون ضرورية لتأمين سلامة مخازن الأسلحة الروسية الاستراتيجية التي بيعت إلى النظام السوري طوال عقود.
وبالإضافة إلى ما سبق, استند الفياض إلى أن الوضع الداخلي السوري رغم مرور نحو شهر على بدء تنفيذ مبادرة المبعوث الأممي - العربي كوفي أنان غير مطمئن, وأن الحكومة السورية بدأت تفقد السيطرة على الأوضاع الميدانية, وأن الانشقاقات في الجيش والتذمر والقلق في الطائفة العلوية في تزايد, وهذا يعزز من القناعة أن نظام الأسد يتجه إلى السقوط.
وفي سياق متصل, قال النائب عن ائتلاف دولة القانون بهاء هادي أحمد لـ"السياسة" إن استمرار العنف بهذا الشكل في سوريا يعني أن نظام الأسد يتجه حتماً إلى السقوط, متوقعاً أن ينهار النظام السوري في فترة ربما لا تتجاوز نهاية الصيف الحالي.
ومن جهته, قال حبيب الطرفي النائب عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي برئاسة عمار الحكيم إن دولاً إقليمية والولايات المتحدة ستكون نجحت في تقويض "الهلال الشيعي السوري - العراقي - الإيراني" إذا سقط نظام الأسد وأن أمام الحكومة العراقية خيارات صعبة للغاية في مرحلة ما بعد الأسد, لأن العلاقات مع المعارضة السورية تفتقر إلى الثقة المتبادلة.
وأشار الطرفي إلى أن من بين أخطر نتائج سقوط نظام الأسد هو الإخلال بتركيبة نظام الحكم في العراق، حيث تحكمه أغلبية سياسية شيعية, ولذلك ربما تواجه البلاد خطر اندلاع حرب طائفية في المنطقة.
كما أيد قيس شذر خميس النائب عن ائتلاف "العراقية" برئاسة إياد علاوي فكرة قرب سقوط الأسد, وقال إن لجوء النظام السوري إلى المزيد من القسوة مع شعبه حول الصراع بينه وبين معارضيه من مجرد صراع من أجل مطالب محددة إلى "صراع وجود" بحيث يجب على أحد الطرفين أن يبقى ويزول الآخر.
وأضاف خميس أن مصير الأسد يتجه إلى المصير نفسه الذي واجه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأن على الأسد أن يفكر بسرعة في تسليم السلطة إلى شخصية وطنية لقيادة المرحلة الانتقالي، مستبعداً أن يواجه الأسد مصير العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وتابع أن بعض الشخصيات من العلويين ورجال الدين الشيعة في سوريا يفضلون عقد صفقة ما مع المعارضة السورية للتخلص من الأسد لتفادي حدوث فتنة في المرحلة التي تلي انهيار نظامه.
وبصفة عامة, فإن مناورات نظام الأسد لكسب الوقت لن تجدي نفعا, خاصة أن المجتمع الدولي اعتبر خطة كوفي أنان ذات النقاط الست التي تنص على وقف أعمال العنف وسحب الآليات العسكرية من الشارع والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وبالتظاهر السلمي وبدء حوار حول عملية انتقالية, هي آخر فرصة أمام الجهود الدبلوماسية في سوريا.