رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السوشيال ميديا «الجنة والجحيم»

بوابة الوفد الإلكترونية

في ختام منتدى شباب العالم بمدينة السلام شرم الشيخ قبل أيام، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة تشكيل لجنة قومية لوضع استراتيجية لتعظيم الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن تلك المواقع ستشهد تطورًا كبيرًا في الاستخدام خلال الفترة القادمة.

وتطور وسائل التواصل  بطرح العديد من الأسئلة في مقدمتها: كيف نحول بين استغلالها  من أعداء الوطن؟

وكيف نسخرها لتحقيق أكبر استفادة للدولة، كيف يمكننا محاربة الشائعات التي يتم تداولها عبر الصفحات؟، وما هى مخاطر هذه الصفحات على الأطفال والشباب وكيفية حمايتهم من السموم التي تبث من خلالها؟.

والواقع يقول إن كوارث صفحات التواصل عرض مستمر لم تتوقف تلك الكوارث  على الشائعات التي يتم تداولها بهدف تعكير السلم العام، فهناك جرائم أخرى تتم عبر هذه الصفحات منها السرقة وعمليات الإبتزاز والاتجار في الممنوعات وتسريب المعلومات، ففي الشهور الماضية تفجرت فضيحة مدوية تعرض لها مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة «فيسبوك» بعد تسريبات بيانات  ملايين من مستخدمي الفيس بوك مصر واختراق حساباتهم الخاصة واعتذر «مارك» أمام الكونجرس الأمريكى، عن هذا الاختراق، الأمر الذى يثير الكثير من المخاوف حول استخدام صفحات التواصل الاجتماعي خاصة «فيس بوك».

ووصل الأمر لدرجة وجود مواقع متخصصة للإتجار في الأطفال منها «سوق العرب» وهو الموقع الأشهر لبيع الأطفال في مزاد علني، وبمواصفات معينة، كما يقوم بشراء الأطفال ولا يشترط وجود شهادة ميلاد له.

وفي الشهور الماضية كانت صفحات التواصل سببًا في وفاة العديد من الشباب والأطفال عن طريق بعض الألعاب القاتلة، منها «الحوت الأزرق»، والتي تسببت في وفاة أكثر من 130 شخصاً حول العالم، وغيرها الصفحات الخاصة التي تستهدف استقطاباً إلى الجماعات الإرهابية ووصل عددهم إلى 20 ألف شخص جميعهم كانوا يستخدمون صفحات الإنترنت بشكل عشوائى حتى وقعوا فى فخ الإرهاب.

أما عن عمليات الإبتزاز الجنسي، فصار سيناريو محفوظاً يبدأ بإرسال طلب صداقة باسم وهمى على «فيسبوك» بصورة فتاة ليل، وتنطلق الحكاية المأساوية فور قبول الصداقة تبدأ الصفحة المزيفة فى الحديث معهم عبر «الماسنجر» بالتعرف عليهم وعلى أحوالهم، وبعد فترة يتم البدء في إرسال مفردات إباحية، وعند استجابة الطرف الآخر، يتحول الحديث حول ممارسة الجنس بالفيديو.

يستجيب الضحية إلى هذه الإغراءات التي ترسل له، في الوقت الذي يتم التسجيل له فيديو، وتعرض له سيدة مزيفة تستعرض مفاتن جسدها بشكل مسجل غير مباشر توحي للضحية أنها تتفاعل معه بالفعل، وبعد التسجيل يصبح الضحية فريسة لهم، وتبدأ عملية الابتزاز له إما بالدفع، أو التشهير بالفيديو الجنسى المسجل له.

خبيرة إعلام: الشائعات أهم إنجاز شيطانى للقضاء الإلكترونى

قالت الدكتورة هبة العطار، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، إن هناك العديد من الوسائل والمسببات لانتشار الشائعات بمختلف المجتمعات.

وأضافت «العطار»: نشر الشائعة هو أحد الإنجازات الشيطانية للإعلام البديل وصحافة المواطن واليوتيوب والمدونات ووسائل التواصل الاجتماعى، والتى أشهرها الفيس بوك وتويتر والواتس أب إلخ.. وجميع وسائل النشر عبر الإنترنت على اختلاف آلياتها وتقنياتها تؤثر فى طبيعة النشر ويساهم بدور كبير فى الترويج التفاعلى للشائعة خارج حدود المنع والتحكم السريع من سرعة انتشارها.

وواصلت: كان هناك زخم هائل من الشائعات فى ظل وجود إعلام تقليدى فقط فالشائعة ليست نتاج الوسيلة ولكنها نتاج دوافع وأهداف مروجيها والذين يتخيرون كافة الوسائل الممكنة لترويجها التأثيرى على الجماهير، ولا شك أن وسائل التواصل الاجتماعى ساهم فى انتظارها وشيوعها».

وأشارت أستاذة الصحافة والإعلام إلى أن البيئة الإلكترونية كانت بمثابة الوسيلة الأكثر تحررًا والأسرع لمروجى الشائعات على اختلاف أهدافهم، إما بخلق بيئة من التشكيك فى واقع ما لزعزعته والنسج جزئياً حوله بالأكاذيب اعتماداً على جزء من الحقيقة ونسج المبالغات والتشويش حولها أم خلق أكاذيب من عدم لإحداث البلبلة والانقسامات والتفكيك المجتمعى متبعين أسلوب هتلر بأساليبه الدعائية التى برع فيها والتى اعتمدت على مبدأ أساسى بأنه كلما كانت الكذبة كبيرة كان الناس أميل لتصديقها، وذلك بالطرق على بوابات الجهل وعدم المعرفة والميول النفسية والغرائز والنفاذية لوجدان المتلقى لا لعقله، وحثه على المشاركة فى نشر الشائعة ومن التحول من متلقٍ إلى صانع الشائعات مع إضافة الزخارف الشخصية لمنحها طابعا جديدا يزيد من حدتها وجاذبيها.

وتابعت: بعد تصديق الرئيس عبدالفتاح السيسى على قانون مكافحة الجريمة إحدي الوسائل للحد من الشائعات والقضاء عليها، إذ كان مطلبًا حتميًا وجود رادع قانونى لصناع الشائعات ومن سرعة البت فى الجرائم الإلكترونية ومنها الشائعات والتى تعد أحد أشكال الجرائم المعنوية المعتمدة على الحرب النفسية والدعاية السوداء ذات الأثر المادى على نشر الذعر الفتن وعدم الثقة وزعزعة الأمن القومى الداخلى بتأجيج الصراعات ونشر العنف وتفتيت الانتماء وهدم الروح الوطنية وكسر الرموز إلخ، بل تتخطى فى بعض الأحيان حدود الدولة ليمتد تأثيرها على العلاقات الخارجية للدولة مع الدول الأخرى.

وأردفت: لكى يتسنى لوسائل الإعلام الوطنية تأدية دورها المنوط بها فى ظل المسئولية الاجتماعية تجاه المجتمع من الحفاظ على بنيته وتوثيق الروابط الإيجابية بين مختلف طوائفه وطبقاته ومؤسساته فى مواجهة الشائعات هو الرد الفورى على الشائعة ودحض الأكاذيب بالحقائق إما بالمواقع الإلكترونية الرسمية للصحف أو بوسائل الإعلام المسموع والمسموع المرئى، وذلك من خلال وضع خطة تكاملية تتشارك فيها كافة الوسائل للمبادرة بشن حملات مضادة

لبتر الشائعات فى مهدها قبل تفشيها وتفاقم اثرها وتصديقها فغياب المعلومات أو التأخر أو عدم الرد بالحقائق على الشائعة يخلق لدى المتلقين فجوة معرفية بين ما يجهلونه وبين الحقيقة تحتلها المزيد من الشائعات المتراكمة المدمرة.

وطالبت أستاذة الصحافة بضرورة تفعيل دور المواقع الرسمية الإلكترونية للدولة لمختلف الوزارات ومن تضمينها لكافة المعلومات التى يعنى بها المواطن ومن التواصل مع المواطنين برسائل رسمية تابعة لكافة الوزارات والهيئات الحكومية عبر شبكات المحمول ورسائل الـsms لتحذير المواطنين وتوجيههم وتوعيتهم تجاه الأخبار المغلوطة الكاذبة.

كما طالبت بتشكيل فريق أمنى إعلامى مشترك تكون مهمته حصر الشائعات والرد عليها بمختلف الوسائل التقليدية والإلكترونية بما يدعم علاقة الدولة بالمواطنين ويبنى جسور التواصل الإيجابى لترسيخ الثقة ونشر كل ما يدعم قيم المواطنة والمشاركة المجتمعية لدعم خطط الدولة التنموية باعتبار المواطن حجر الزاوية فى تفعيلها وفى حصد نتائجها المستقبلية.

خبيرة تنمية بشرية: سلاح ذو حدين

قالت نهلة عبدالسلام، خبيرة التنمية البشرية، إن وسائل التواصل الاجتماعى لعبت دوراً كبيراً فى افتعال أزمة أخلاقية داخل المجتمع الشرقى، من خلال اكتساب الشباب بعض الألفاظ الخارجة على هذه الصفحات خاصة «فيسبوك» الأسهل فى الاستخدام.

 وأضافت «عبدالسلام»، أن مشاغل الحياه ومتاعبها سهل كثيرًا على مستخدمى وسائل التواصل فى استقطاب الفتيات والشباب مما يبحثون عن غرائزهم الجنسية، لممارسة بعض التجاوزات غير الأخلاقية، منها الحب الحرام والابتزاز الجنسى، ويزيد الأمر سوءاً مع الأبناء الذين يعانون التفكك الأسرى.

وعن أسباب انسياق الشباب حول التجاوزات التى تحدث على السوشيال ميديا أرجعت ذلك إلى أسباب اقتصادية، منها البطالة والتطرف الزائد وأسباب أخرى متعلقة بقلة التوعية الأخلاقية متمثلة فى ضعف المناهج التعليمية فى المدارس والجامعات بجانب الدور الأخطر لانتشار هذه الظاهرة وهو بعض وسائل الإعلام.

وشددت خبيرة التنمية البشرية على ضرورة تكاتف جميع المؤسسات المجتمعية والتربوية المختلفة للحد من انتشار التجاوزات على «فيسبوك»، وتبدأ بأولياء الأمور من خلال اختيارهم الأصدقاء لأبنائهم ومتابعتهم دراسيا وتنشئتهم تنشئة دينية وغرس القيم والمبادئ السليمة.

أما عن المدرسة فدورها لا يقتصر فقط على تعليم القراءة والكتابة ولكن لها دور مكمل للأسرة من خلال المناهج التربوية بجانب دور المعلم أيضاً كقدوة حسنة لطلابه، ودور الجامعة لا يختلف كثيراً عن دور المدرسة من خلال الندوات العلمية وبرامج التوعية داخل القاعات أو من خلال الرحلات والمسابقات، أما دور المسجد فيتمثل فى التركيز والتوعية فى الخطب.

خبير تكنولوجي: خطر على المجتمع

قال الدكتور عادل عبد المنعم، رئيس مجموعة تأمين المعلومات بغرفة تكنولوجيا المعلومات، إن صفحات التواصل الاجتماعى أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على المجتمع والأفراد، مشيرا إلى أن عمليات الابتزاز تتصدر معدل الجرائم.

وحول المعلومات التى تتداول عبر صفحات التواصل، قال «عبد المنعم» أن هناك نوعين من المعلومات الأول يستهدف الموقع أو البرنامج، والثانى ويعد الأخطر على الإطلاق هوه جمع المعلومات عن شخص بعينه.

وأشار الخبير التكنولوجى إلى أن صفحات التواصل الاجتماعى جعلت كل فرد بمثابة قناة تليفزيونية يذيع كل خصوصياته على الملأ.

وحول طرق حماية الحساب الخاص بالمواطنين من السرقة، قال الخبير التكنولوجى إنه لا توجد برامج مانعة للاختراق بشكل كامل ولا يوجد نظام حماية كامل 100%، لكن البرامج ما هو إلا حماية للحد من السرقة فقط.

وتابع: هناك بعض التطبيقات تخترق الخصوصية منها «التروكولر» ففى وقت سابق تم اختراقه وسرق منه 2.5 جيجا بايت وهو حجم معلومات كبير جداً، كما يعد موقع الـ «gmai» المتواجد على موبايلات «الأندرويد» يخزن تحركات حامل الموبايل لمدة 5 سنوات.