رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مخلفات التكنولوچيا.. كنوز مع إيقاف التنفيذ!!

المخلفات الالكترونية
المخلفات الالكترونية مشكلة تبحث عن حل

تحقيق: نادية مطاوع- اشراف: نادية صبحي

 

الشاشات وبطاريات المحمول واللاب توب.. ثروات لا يستفاد منها.. ومطلوب منظومة جديدة لمعالجتها

شركات متخصصة فى أوروبا وآسيا لمعالجة النفايات ومنع تسربها إلى التربة والهواء

 

التطور التكنولوچى سريع ومتلاحق، مما يؤدى إلى المخلفات التكنولوچية فى كل بيت مصرى، بدءاً من شاشات التليفزيون والكمبيوتر القديمة، إلى أجهزة المحمول وبطارياتها، ومروراً بأجهزة الكمبيوتر المحمول والشواحن وغيرها.

كل هذه النفايات تعد خطراً كبيراً على البيئة التى نعيش فيها، وفى ظل غياب منظومة كبرى للتخلص منها، أصبح وجودها فى المنزل مشكلة والتخلص منها بالطرق التقليدية مشكلة أكبر، خاصة أنها تتزايد يوماً بعد آخر، حتى إن بعض التقديرات تؤكد أنها تصل إلى 50 ألف طن سنوياً، لذلك أصبح البحث عن طريقة آمنة للتخلص منها أمر فى غاية الأهمية لصحة الإنسان والبيئة التى نعيش فيها بشكل عام.

تشير الإحصاءات إلى أن عدد مشتركى المحمول فى مصر يصل إلى 43 مليون مشترك وهو ما يعنى وجود عدد مماثل على الأقل من أجهزة المحمول فى أيدى المواطنين، خاصة أن عدداً غير قليل يمتلك أكثر من جهاز موبايل، ولما كانت السنوات الأخيرة قد شهدت طفرة كبيرة فى مجال  تكنولوچيا الاتصالات، فإن هذه الطفرة أدت إلى تغير سريع فى موديلات أجهزة التليفون المحمول، مما جعلها تتكدس فى كثير من المنازل، هذا بالإضافة إلى بطاريات المحمول التالفة التى تلقى فى معظم الأحيان فى القمامة حيث لا يعرف الكثيرون كيفية التخلص منها، كذلك شهدت صناعة أجهزة الكمبيوتر المكتبية واللاب توب تطوراً كبيراً، حيث أصبحت أجزاء الكمبيوتر القديمة التى يتم تغييرها كالهارد والشاشة والرامات تمثل مشكلة للكثير من المواطنين وللبيئة معاً، خاصة إذا علمنا أن شاشة الكمبيوتر المكتبى القديمة تحتوى على 3 كيلو جرامات من مادة الرصاص.

مشكلة تكدس المخلفات التكنولوچية فى المنازل يعانى منها الكثير من المواطنين، وهو ما أكده أحمد جاد الذى يحتوى منزله على 4 أجهزة محمول قديمة بشواحنها لا تستعمل، بعضها يعمل وبعضها لا يعمل ولا يعرف كيف يتصرف فيها، حيث إنها موديلات قديمة، بالإضافة إلى عدد من البطاريات التى رفض إلقاءها فى القمامة لما سمع عن خطورة ذلك، إلى جانب كمبيوتر منزلى مركون منذ سنوات بعد أن اشترى جهاز لاب توب لأبنائه.

نفس المشكلة تعانى منها نرمين السيد التى أشارت إلى أنها أم لطالبين فى الجامعة، كل واحد منهما لديه لاب توب وتاب ومحمول، وبما أن والدهما يعمل فى الخارج فغالباً ما يشترى لهما تليفونات حديثة كل عام، ومن ثم تتكدس الأجهزة القديمة فى المنزل، بالإضافة إلى عشرات البطاريات والشواحن وغيرها، وأشارت إلى أن الثورة التكنولوچية ساهمت فى تكدس عشرات الأجهزة التى لا تستخدم فى المنازل، وكثير من الناس لا يعرفون كيفية التخلص منها.

 

خردة

هذه المشكلة لها حل لدى إسلام عمار فنى إصلاح لاب توب بأحد مولات الكمبيوتر والذى أكد أن لكل شىء ثمن، فأجهزة الكمبيوتر التالفة يتم تقطيعها لقطع غيار نستفيد منه فى عمليات الإصلاح، وهناك محللات متخصصة فى المول تشترى الأجهزة التالفة بأسعار تتراوح بين 200 إلى 1000 جنيه حسب حالة اللاب ومكوناته، حيث تستخدم قطع الغيار فى إصلاح اللاب أخرى، أما الكابلات والأسلاك والأجزاء التالفة تماما فيأخذها عمال النظافة الذين يقومون بجمع القمامة من المول.

وأضاف أن هناك محالاً متخصصة فى أجهزة الكمبيوتر المكتبية وأخرى للمحمول وثالثة للتليفونات المحمول، وهؤلاء يقومون بشراء الأجهزة مهما كانت حالتها، مشيرة إلى أن هناك قطع يأتى طلاب كلية الهندسة لشرائها حيث يستخدمونها فى مشروعاتهم، أما المخلفات التى لا طائل منها فتباع بالكيلو.

والتقط محمد عفت أطراف الحديث، مشيراً إلى أن هناك أجزاء فى بوردة اللاب تحتوى على نحاس وذهب، لذلك يقوم بعض الأفراد بشراء هذه الأجزاء ويقومون بوضعها فى حوض قصدير لفصل المعادن الموجودة بها عن بعضها، ولكنها عملية مكلفة ولا تنتج إلا القليل من هذه المعادن، لذلك يقوم عمال القمامة بتجميعها بكميات كبيرة حيث يقوم بعض الأفراد بهذه العملية، ولكن تبقى مشكلة الأجزاء التى لا تستخدم حيث تلقى فى مقالب القمامة.

 

كارثة بيئية

مصر تستهلك ما يقرب من 50 ألف طن من هذه النفايات سنويا، وبالتالى يجب التخلص منها بطرق غير تقليدية، ففى معظم مقالب

القمامة يقوم مسئولو الجمع بحرق المخلفات التى لا طائل منها، ومن ضمنها بطاريات المحمول واللاب والأسلاك وغيرها وهذه كارثة كما يقول الدكتور محمد سلامة خبير الأمان النووى لأن حرق هذه المخلفات قد يؤدى إلى تلوث الهواء بمواد كيماوية سامة مثل الهيدروكربون وغيره من المواد التى تؤدى إلى زيادة الأكاسيد فى الهواء مما يؤدى إلى زيادة الاصابة بالأمراض الصدرية.

وأشار إلى أن التخلص من هذه النفايات يجب أن يتم بصورة صحيحة ومن خلال المدافن الصحية، إلا أن عددها القليل يؤدى إلى زيادة المشكلة، خاصة أنه فى حالة دفن هذه النفايات بصورة غير صحيحة يحدث تسرب للمواد الكيميائية كالرصاص والكادميوم إلى باطن التربة، ومنها إلى المياه الجوفية، وقد تنتهى هذه المواد إلى الأنهار والمسطحات المائية مما يؤدى إلى تلوثها، وبالتالى تصبح حياة الإنسان والكائنات الحية مهددة.

وأكد أن فكرة إلقاء هذه المخلفات فى القمامة تمثل كارثة بيئية، لذلك يجب أن تكون هناك منظومة متكاملة تبدأ من المواطن الذى يجب أن يكون على وعى بكيفية التخلص الآمن من هذه المخلفات، وذلك بتسليمها لأماكن معينة تقوم بدورها بتسليمها لشركات متخصصة فى التعامل مع هذه النوعية من المخلفات، سواء بالتدوير أو الدفن فى أماكن صحراوية نائية بشرط أن تحتوى المدافن على صبة خرسانية لمنع تسرب هذه المواد الكربونية السامة لباطن الأرض.

 

قوانين

تلزم قوانين الاتحاد الأوربى الشركات المنتجة التكنولوچيا بإعادة جمع وتدوير هذه المخلفات، ولو عن طريق شركات متخصصة فى هذا المجال، دون تحميل المستهلك أى تكلفة، حيث تقوم الإدارات المحلية والأحياء فى هذه البلاد بتنظيم جمع هذه النفايات وتوريدها للشركات التى تقوم بالتخلص منها، من ناحية أخرى تنص اتفاقية بازل لسنة 1992 على ضرورة التخلص الآمن من النفايات التكنولوچية والكيميائى بما لا يضر البيئة ولا البشر، كما انها تجيز نقل النفايات بين الدول إذا كانت عملية النقل والدفن تتم بطريقة آمنة، لذلك ظهرت فى أوربا وأمريكا وآسيا شركات متخصصة فى التخلص من هذه النفايات سواء بإعادة التدوير أو الدفن فى مدافن صحية سواء داخل هذه الدول أو خارجها.

وأوضح الدكتور مجدى علام رئيس جهاز شئون البيئة الأسبق أن مثل هذه الشركات أصبحت موجودة فى مصر ولكن على نطاق محدود، حيث تقوم هذه الشركات بالتخلص الآمن هذه المخلفات، ومن المفترض أنه يتم الآن إنشاء موقع متخصص للتخلص من هذه النفايات، وإلى أن يتم الانتهاء منه يتم الدفن بمدفن الناصرية للمواد الخطرة فى الإسكندرية.

وطالب الدكتور «علام» بضرورة توعية المواطنين بخطورة إلقاء هذه المخلفات فى القمامة لما تسببه من تلوث للهواء والماء والتربة، لذلك يجب تسليمها للشركات المتخصصة فى التعامل معها، فهذه المخلفات تعد ثروة حيث يمكن الاستفادة من المعادن الموجودة بها، أما المخلفات الأخرى فتقوم الشركات بالتخلص منها عن طريق الدفن الآمن.