رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حملة لـ«تنظيف المقابر»

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق - دعاء مهران: - اشراف .. نادية صبحى

 

رجال دين: نبش القبور حرام شرعاً

علماء اجتماع: الأمية سبب انتشار الخرافات

 

حالة من الجدل فى الشارع المصرى، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، بعد الدعوة لإخراج أعمال السحر من المقابر، وهى الحملة التى دشنها الدكتور أحمد جبر، استشارى نفسى، باحث فى علوم الرقية الشرعية، مستهدفاً تنظيف المقابر من أعمال السحر والشعوذة فى محافظة الشرقية؛ حيث تم العثور على كم كبير من الأعمال، ومنها أعمال للفراق، والمرض، والموت، وتم العثور على كمية كبيرة من الصور الملطخة بالدماء، وبعض المستلزمات الأخرى المستخدمة فى السحر.

كشفت الحملة، بحسب حديث مؤسسها، أن بعض المشعوذين والسحرة، الذين يلحقون الضرر بضحاياهم، يستعينون بـ«أتر الموتى»؛ لوضعه للبنت المقبلة على الزواج، فيما يعرف بـ«الرباط»، ووضعها للأزواج، أيضاً، للسيطرة عليهم، وعدم إنجاب الأولاد، وما إلى ذلك من الأمور التى تعطل حياة الناس، وتجلب لهم الحظ السيئ.

وأفاد مؤسس الحملة، بأن العملية تأتى فى إطار حملات تزيين وتنقية محيط المقابر وتجميل أحيائها الشعبية وساحاتها العمومية، والقضاء على مظاهر التخلف.

وأوضح الدكتور أحمد جبر، أنَّ فكرة حملة تنظيف المقابر من أعمال السحر والشعوذة، جاءت له منذ عامين ونصف العام، مشيراً إلى أنه بعد علاج الأشخاص الذين كان يقرأ عليهم بعضاً من آيات القرآن الكريم، وجد أعمال سحر لهم فى القبور، فبدأ المغامرة لإخراج أعمال السحر من المقابر.

وأوضح أنه قرر أن يذهب لكل محافظة، ويأخذ شباباً يحصنهم بالقرآن؛ لتنفيذ تلك الحملة لإخراج أعمال السحر والشعوذة المدفونة فى المقابر، موضحاً أن أغلب الأسحار والأعمال تكون من الأقارب، الذين يستطيعون أن يأتوا بأتر من ملابس ذويهم.

وأوضح أن لجوء المواطنين إلى الدجالين، نتيجة انتشار الصفحات على «فيسبوك»، وإعلانات العلاج الروحانى فى بعض القنوات، موضحاً أن بعض المواطنين البسطاء يثقون فى بعض الدجالين فى حالة وجود إعلانات لهم فى التليفزيون، لافتاً إلى أن هناك سيدات ذهبن إليه وحياتهن مدمرة نتيجة ذلك، مؤكداً أن هناك سيدات أكدن له أن هناك دجالاً طلب منهن أعمالاً منافية للآداب، مقابل التوفيق بينها وبين زوجها، مؤكداً أنه لا يوجد علاج بهذا الشكل، مطالباً الجميع بعدم الانصياع لهؤلاء الدجالين، وأن يكون القرآن حفيظاً لهم.

من جانبه، قال الدكتور محمود عبدالخالق، أستاذ الشريعة والفقه بجامعة الأزهر، إنَّ نبش المقابر لا يجوز، إلا فى حالات الضرورة، مثل إدخال ميت جديد فى المقبرة، أو غرق المقبرة، بخلاف ذلك يعد فتح المقابر حراماً شرعاً، وعن سؤال حول أن هناك حملة لتفتيش المقابر؛ بحثاً عن أعمال سحر مدفونة بها، أكد أن هذا الأمر شىء غريب، وتساءل من الذى أعلم هؤلاء الشباب أن تلك المقابر بها أعمال سحر وشعوذة، وكيف عرفوا أن ما يجدونه داخل المقابر عمل من أعمال السحر.

وأكد أن قيام هؤلاء الشباب بنبش المقابر، عمل غير مقبول منهم عند الله، مضيفاً أن ليس هناك أدلة بأن هناك أعمالاً مدفونة؛ لكى يفتح القبر، موضحاً أن هؤلاء من يدعون لفتح المقابر للبحث عن أعمال سحر مدفونة، لهم هدف وفكر آخر، بخلاف ما يقومون به، لإلهاء المواطنين بتلك الدعوات.

وقال: تلك الجماعة التى تدعو إلى ذلك وراءها أهداف تخريبية، الله أعلم بها، كما أن أعمالهم باطلة شكلاً وموضوعاً، موضحاً أن من يدعون إلى نبش المقابر هم من الدجالين والمشعوذين، كما أنهم من الممكن أن يكون هم من يقومون بدس الأسحار فى تلك المقابر للوصول إلى أهداف خاصة بهم.

وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إنَّ بعض المواطنين يلجأون للخرافات منذ زمن طويل، والسبب الرئيسى فى ذلك هو انتشار الأمية، واليأس وعدم الشفافية بين المصريين وبين المؤسسات المجتمعية.

وأوضحت: إنَّ لجوء الناس للسحر والشعوذة وإيمانهم بالدجل يكون رغماً عنهم، مثل المريض الذى لا يجد العلاج لدى الأطباء، ويلجأ للسحرة، مؤكدة أن الشعوذة والدجل متواجدان فى جميع دول العالم، مشيرة إلى أن كبار فئات المجتمع أحياناً تلجأ لقراءة الطالع والفنجان رغبة فى استشراف الواقع والمستقبل، واصفة إياهم بـ«المساكين».

 

محاسبة الإعلاميين

 

وقال حمدى الكنيسى، رئيس نقابة الإعلاميين، إنَّ انتشار الإعلانات الترويجية التى تحث على الدجل والشعوذة، تدل على حالة التدنى والعشوائية التى أصابت الإعلام، فى السنوات الأخيرة، مضيفاً أنه حان الوقت لمواجهة هذه الظاهرة، التى تستغل جهل وسلبية الكثير من المواطنين.

وأكد أن بعض القنوات، باتت تستفيد من الإغراءات المالية التى يقدمها لها بعض المشعوذين، ويجب على المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام التصدى لمثل هذه البرامج والقنوات، ووقفها فوراً، موضحاً

أن نقابة الإعلاميين دورها يقتصر فقط على رقابة الإعلاميين، مؤكداً أن أى إعلامى يروج للدجل ستقوم النقابة باستدعائه والتحقيق معه.

فى السياق، يرى بعض المواطنين، أنَّ أعمال السحر التى تنتشر فى المجتمع المصرى تمثل جهلاً بالدين.

وقالت حنان يوسف، نحن وصلنا لدرجة من الجهل لا يمكن السكوت عنها، والتصدى لهذا الجهل يقع فى المقام الأول على عاتق العلماء ورجال الدين.

وقال أحمد على، إنَّ الناس لو حصنت نفسها بالأذكار يومياً صباحاً ومساءً وقراءة آية الكرسى بعد الصلوات المفروضة وقراءة المعوذتين قبل النوم والواحد يسمع الرقية الشرعية عمرنا ما هنحتاج لحد؛ لأن سبب نزول المعوذتين، عندما قام شخص بعمل لرسول صلى الله عليه وسلم سحر فالزموا المعوذتين وآية الكرسى فهم خير علاج، موضحاً أن هناك سحراً، ولكن مهما حصل ولو حتى تم تنفيذ تنظيف المقابر الحقد والغل لن يغير شيئاً نحن نحتاج إلى نظافة القلوب.

وتؤكد مريم أحمد، أنها لا تخاف من أعمال السحر؛ لأنها تثق فى قدرة الله على حمايتها.

من جانبه، يرى الشيخ محمد زكى بدار، أمين اللجنة العليا للدعوة والإفتاء بالأزهر الشريف، أنَّ أسباب انتشار أعمال السحر والشعوذة، ترجع إلى زيادة التخلف الثقافى، لافتاً إلى أن الإنسان السوى يعتصم بالله، ولا ينزعج من تلك الأفعال، وما عليه سوى قراءة آية الكرسى وخواتم سورة البقرة والمعوذتين.

وأكد أنه لا يجوز نبش القبور، إلا لضرورة ملحة جداً، والضرورات تبيح المحظورات، مطالباً المواطنين بالتحصن بالله، (وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله)، ويتعوذ بالله والله يقيه من كل الشرور، لافتاً إلى أن هناك بعض المشعوذين الذين يتعلمون السحر، ولكن لا ضرر لا بإذن الله.

وطالب المواطنين بقراءة المعوذتين، والتحصن بالقرآن، ويكون على طهارة ووضوء، ويقرأ أوراد الصباح والمساء، مستشهداً بالقرآن الكريم (إِن الذِين اتقوا إِذا مَسهم طائِف منَ الشيطان تذَكروا فإِذا هم مبصرون).

تجارة بأوجاع الناس

وترى الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أنَّ انتشار الدجل والشعوذة، ظاهرة خطيرة فى الوقت الحالى، لافتاً إلى أن هناك قطاعاً كبيراً من حملة الشهادات الجامعية، يلجأون للسحر والشعوذة، مؤكدة أن السحر والشعوذة كفر بالله، لافتة إلى أن هناك متاجرة بأوجاع الناس من الدجالين، مؤكدة أننا بحاجة إلى توعية دينية سليمة وصحيحة، مشيرة إلى أن الكثير من المواطنين يلجأون إلى السحر والشعوذة، دون فهم الأمر الدينى، ومما يجعلهم يعتبرون لجوءهم للدجالين أمراً هيناً.

وأوضحت أن المجتمع بحاجة ضرورية، لحملة توعية بخطورة اللجوء للدجالين، ما يجعلنا نرى البعض يصوم ويصلى ويذهب إلى الدجالين، موضحة أن نبش القبور محرم شرعاً، ولكن هناك قاعدة تقول إن الضرورات تبيح المحظورات، وإذا كان هناك ضرر للمواطنين نستطيع القضاء عليه، باستخراج الأعمال والسحر من المقابر.

وأشارت إلى أنها تحتاج إلى توصيف مهنة المعالج الروحانى وما هى مواصفاتها، لافتة إلى أن هناك مهناً أضيفت للمجتمع المصرى مؤخراً، منها: معالج روحانى، معالج بالرقية، ناشط سياسى، خبير استراتيجى، وكل هذه مسميات ليس لها معنى.