رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأرض بارت..وبنك التنمية يسلمنا إلي«حبل المشنقة»

بوابة الوفد الإلكترونية

«محلاها عيشة الفلاح مطمن قلبه ومرتاح» غناها عبدالوهاب في الماضي للفلاح الذي أنهكه التعب وتعنت المسئولين، فهل لوعرف عبدالوهاب ما وصل إليه الفلاح

الآن من عذاب- كان قد غني له؟!.. فالأرض مهددة بالبوار لعدم وجود المياه، والمحاصيل تباع بالخسارة، والآلات الزراعية أسعارها تضاعفت والأسمدة غير متوفرة، وافتقد الفلاح الطمأنينة وراحة البال.. فمن المسئول عن معاناة الفلاح ومن الذي نغض عليه حياته وجعل عيشته أسود من الخروب.
الدكتور محمد فرحات أستاذ الزراعة بجامعة المنوفية يري أن وضع الفلاح الآن أصبح أكثر صعوبة، فالإنتاج الذي يعتمد عليه العلم والتكنولوجيا لا يقوي عليه الفلاح، وهناك تدمير متعمد للفلاح المصري فالتقاوي التي تنتجها بعض الشركات غير صالحة والأسمدة ارتفع سعرها بصورة كبيرة لا يمكن أن يتحملها الفلاح دون دعم، والغريب أن هناك شركات تصدر الأسمدة للخارج دون النظر إلي الداخل أو ما يحتاجه الفلاح.
أضاف: هناك خطة ممنهجة من النظام السابق لتدمير الفلاح وبالتالي أصبحت مشاكله لا تعد ولا تحصي في كل مجالات الزراعة «فهو بالفعل مظلوم».
ويؤكد الدكتور إبراهيم رضوان أستاذ القانون أن الفلاح سقط من اهتمامات النظام السابق والأخطر من ذلك أن المسئولين الحاليين لا يفكرون في تغيير حاله وإنقاذه، حتي مجلس الشعب لم يناقش أي طلب إحاطة أو سؤال حول أزمات الفلاح، وكأنه لا ينتمي لمصر، حتي مشكلة التصدير الذي ربما يساعده علي تجاوز أزمته لم يجد الفلاح لها حلاً وكأن هناك حصاراً متعمداً لعدم تصدير أي منتج زراعي في مصر، فبعد ضرب الفلاح في عدم تصدير البرتقال أصبحت البطاطس المصرية في مهب الريح ورفضت معظم الدول دخولها مما يهدد الفلاح ويضربه في صميم حياته فاعتماده علي المحاصيل لتربية أولاده جعله في مهب الريح وعرضه للإفلاس وبوار الأرض، وفوق ذلك يسلمه بنك التنمية الزراعي إلي حبل المشنقة عندما يجد الفلاح نفسه عاجزاً عن سداد القروض.
ويوضح مختار محمد «مصدر بطاطس» أن هذا العام به شيء غير طبيعي فالاتحاد الأوروبي كان يستورد معظم احتياجاته من مصر وكنا نوزعها له بطريقة معينة ولكنه رفض أن يستورد أي كميات هذا العام ولجأنا إلي روسيا وهي دائماً ما تكون اشتراطاتها أقل ولكن دون جدوي.
ويضيف مختار:  نجد تعنتًا غريبًا ضد المنتج المصري وطالبنا بأن يتم تعويض المزارعين عن خسائرهم هذا العام رغم أن الحكومة سبق أن أعلنت أنها سوف تعوض المزارعين عن خسائرهم وللأسف الشديد سيستفيد من هذا التعويض كبار المزارعين فقط، والخسارة الحقيقية ستلحق بالمزارعين الصغار.
ويؤكد محمود الخولي «من نقابة الفلاحين» أن الفلاح المصري الآن في ورطة حقيقية بعد إهمال استمر سنوات، وكان يتحمل، لكن الأمر زاد عن حدوده كما يقولون، فكيف تسمح الحكومة بشركات تتلاعب في التقاوي وتبيع للفلاح تقاوي ذرة غير صالحة وأيضاً كيف تسمح الحكومة بألا يكون هناك مياه في معظم الترع مما يهدد الأرض بالبوار.. ويواصل «الخولي» سرد المعاناة: وطالبنا بأن تكون هناك نظرة للفلاح وأن يعتبر الفلاح من أهم أولويات المسئولين ولكن لا نجد طريقاً واحداً إلي ذلك ولم نجد مسئولاً واحداً يريد أن يأتي بحق الفلاح أو يرفع العبء

عن كاهله.
ويضيف «الخولي»: سوف نحاسب كل من لا يهتم بشأن الفلاح ونطالب الرئيس القادم بأن يضع الفلاح في مقدمة أولوياته وعلي قمة برنامجه، فكفي ما حدث للفلاح خلال السنوات الماضية.
ويؤكد مختار دياب «مزارع من المنوفية» أن الفلاح يعاني ندرة المياه في الترع مما يضطره إلي استخدام المياه الارتوازية وهي مرتفعة التكلفة حيث يصل ري الفدان الواحد إلي خمسين جنيهاً، بالإضافة إلي العبء الثقيل الذي يعاني منه الفلاح في الأسمدة والتقاوي، والآلات الزراعية فمن يسمع شكوي الفلاح الذي ربما يهجر أرضه ويتركها للبوار في الفترة القادمة.
ويري محمود إبراهيم «مزارع» أن مشكلة الفلاح أصبحت مركبة، فبنك التنمية بدلاً من أن يكون سنداً له أصبح سيفاً مسلطاً علي رقبته، فهناك الكثير من المواطنين المصدرين بالسجن من بنك التنمية وهناك من هم بالسجن بالفعل وقد صدر قرار من النظام السابق بضرورة جدولة المديونيات الخاصة بالفلاحين ولكننا وجدنا هذا الكلام عند الذهاب للبنك غير حقيقي، وللاستهلاك الإعلامي أو مجرد ترضية سياسية، وكل ما نتمناه أن تصدق الحكومة معنا وترفع العبء عن كاهل الفلاح.
ويشدد إبراهيم طلخان «مزارع من القليوبية» علي مشكلة المياه ويقول: الأرض مهددة بالبوار بسبب المياه ونقص الأسمدة، فشيكارة الكيماوي وصلت إلي 170 جنيهاً ونحن علي أعتاب المحصول الأهم وهو محصول الذرة ولكن المسئولين لا يتحركون.
ويؤيده القول عبدالمجيد محمد «مزارع من المنوفية» بأن الفلاح في محافظة المنوفية يعاني من كل شيء، فحقه لا يأخذه والأرض في بعض المناطق مهددة بالبوار لقلة المياه، بالإضافة إلي اختراع جديد ابتكره وكيل الوزارة اسمه «صرف نصف حصة الأرض من السماد» حيث يصرف للفدان 2 شيكارة، في الوقت الذي يتكلف فيه الفدان من 6 إلي 7 شكائر في الزرعة الواحدة، ونضطر إلي شراء الأسمدة من السوق السوداء وهذا يحملنا ما لا طاقة لنا به.. وأضاف أن هم الفلاح أصبح كبيراً في الفترة الأخيرة في ظل صمت إعلامي عن مشاكله وصمت المسئولين المشغولين بأمور أخري وصمت القوي السياسية التي تبحث عن مكاسب دون النظر إلي الفلاح وهمومه.