رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نتنياهو وسيلفاكير يخسران رهان تركيع السودان

بوابة الوفد الإلكترونية

ما إن أعلن السودان عن تحرير منطقة هجليج النفطية الحدودية من قبضة قوات الجنوب, إلا وأكد كثيرون أن حكومة جوبا المدعومة من إسرائيل وأمريكا تلقت ضربة موجعة مفادها أنها لن تستطيع تركيع الشمال وأن القضايا الخلافية بين البلدين لا يمكن حسمها عبر البندقية وفرض الأمر الواقع. 

وكان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين أعلن في 20 إبريل عن تحرير منطقة هجليج النفطية وتطهيرها من قوات الجنوب.
ونقل التليفزيون السوداني عن حسين القول إن القوات المسلحة السودانية استعادت "بالقوة" السيطرة على منطقة هجليج بعد أن احتلتها قوات الجنوب في 10 إبريل.
ونفى حسين مزاعم دولة جنوب السودان حول سحب قواتها من هجليج , قائلا:"قواتنا تمكنت من تحرير هجليج بالقوة في 20 إبريل ", مشيرا إلى أن الخرطوم ستعرض خلال الأيام القليلة المقبلة صوراً للأسرى من جيش جنوب السودان والخسائر التي تكبدتها جوبا.
وكان رئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت أعلن في وقت سابق في بيان تلاه المتحدث باسم الحكومة برنابا ماريال بنجامين أن قوات الجنوب تلقت الأوامر بالانسحاب من هجليج.
وأضاف" قرار الانسحاب لا يغير في شيء من موقفنا الذي يؤكد أن بانتو (اسم هجليج في جنوب السودان) تبقى منطقة لا تتجزأ من الجنوب", معتبراً أن مصير هجليج سيحدد بواسطة التحكيم الدولي.
وذكرت قناة "الجزيرة" أن سيلفاكير زعم في بيانه أيضا أن الانسحاب تقرر استجابة لنداءات مجلس الأمن الدولي وعدد من مسئولي المجتمع الدولي وكذلك لإشاعة أجواء تسهم في استئناف الحوار مع السودان.
وفي المقابل, أبرزت العناوين الرئيسة للصحف السودانية دور القوات المسلحة السودانية في تحرير هجليج، معتبرة أن أزمة هجليج كانت استفتاء وطنيا نجح فيه السودان بدرجة كبيرة.
كما أجمعت تلك الصحف على أن تحرير هجليج يمثل خطوة نحو ردع حكومة جنوب السودان عن مواصلة العدوان على أراضي الشمال ودعم المتمردين بداخله.
وقالت صحيفة "الأيام" المستقلة في هذا الصدد إن استعادة هجليج ليست نهاية المطاف لأن الخلاف بين الدولتين لا يزال قائما كالصراع على الحدود والقضايا العالقة الأخرى, ما يجعل احتمال تجدد النزاع المسلح بين الدولتين واردا.
أما صحيفة "الصحافة" المستقلة فتساءلت في تقرير لها إن كانت هجليج هي المحطة الأخيرة بالنسبة للقوات المسلحة السودانية أم بداية لخطوات ومحطات أخرى يجب على الجيش السوداني اجتيازها؟.
وأجابت الصحيفة بأن رسالة الحكومة السودانية وقبل هجليج أكدت أن تحرير المنطقة ليس هو الهدف النهائي وأن المعركة ستستمر لحين إزالة الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان من الوجود.
ومن جهتها, اعتبرت صحيفة "السوداني" المستقلة أن حسم القوات المسلحة معركة هجليج يعتبر درسا غير قابل للنسيان لحكومة الجنوب بأن القضايا الخلافية لا يمكن حسمها عبر البندقية وفرض الأمر الواقع.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن نتائج معركة هجليج تفيد بخسران حكومة الجنوب مئات من الجنود في معركة هي بالأساس مفتعلة .
وتابعت" حكومة الجنوب تعرضت لخسارة دولية دبلوماسية فادحة لم تتعرض لها من قبل فقد أدانها الحلفاء وغضب عليها الأحباء وأن الأهم من أولئك هو الشعب السوداني الذي شعر أن خطوة احتلال هجليج بمثابة استفزاز مباشر من حكومة الجنوب يصل لحد الإهانة الشخصية لكل فرد فيه".
وكانت قوات جنوب السودان احتلت هجليج في 10 إبريل في أعقاب اشتباكات متقطعة منذ 26 مارس الماضي بين جيشي الشمال والجنوب على الحدود بينهما.
وزعمت جوبا أن هجليج تابعة لجنوب السودان وضمت إلى الشمال بعد اكتشاف النفط بها في سبعينيات القرن الماضي أثناء حكم الرئيس السوداني السابق جعفر النميري، فيما ردت الخرطوم بأن المنطقة سودانية خالصة ولا تدخل في المناطق المتنازع عليها بين الدولتين، كما أكد الاتحاد الإفريقي أن منطقة هجليج سودانية وتقع إلى الشمال من خط الحدود الذي اتفق عليه في الأول من يناير عام 1956.
ورغم أن جوبا ربطت في البداية سحب قواتها من هجليج بانسحاب القوات السودانية من منطقة أبيي المتنازع عليها، ونشر مراقبين دوليين على طول المناطق المتنازع عليها إلى حين التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود، إلا أن الإدانة الإفريقية والدولية لها أضعفت موقفها وزادت من تصميم السودان على استعادة أراضيه المحتلة بكل الوسائل المتاحة.
وكان الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي طالبا جوبا بالانسحاب الفوري غير المشروط من تلك المنطقة الحدودية الاستراتيجية التي تقع في جنوب ولاية كردفان السودانية وتوفر نصف إنتاج الشمال من النفط الخام, كما تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بعدم الاكتفاء بتحرير هجليج, وإنما هدد أيضا بالسعي لإسقاط الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان بزعامة سيلفاكير.
وبصفة عامة, يجمع كثيرون أن تحرير هجليج فوت الفرصة على المؤامرة الجديدة التي تنفذها جوبا بدعم من إسرائيل وأمريكا لإشعال الأوضاع في السودان وتمزيق ما تبقى من الوطن الأم بعد انفصال الجنوب في يوليو من العام الماضي.