رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطرق المتهالكة.. سكة الندامة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق – رحمة محمود

يلقى ملف الطرق اهتماماً خاصاً من الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مشاركته فى فعاليات افتتاح الطريق الدائرى الإقليمى ومشروعات محاور النيل، وقال الرئيس إن حجم الإنفاق على الطرق بلغ 32 مليار جنيه، إضافة إلى 6 مليارات أخرى لتطوير ألفى كيلو متر من شبكة الطرق القديمة.

وكلف الرئيس كل المحافظات بإصلاح الطرق القديمة وإعادة النظر فى الكبارى التى مضى على إنشائها عشر سنوات.

«الوفد» تفتح ملف الطرق المتهالكة، وكيفية تطويرها، والمشكلات الناجمة عنها، والمشروعات الضخمة التى قامت بها الدولة من أجل إنشاء شبكة طرق جديدة لربط المحافظات ببعضها البعض.

اهتمت الدولة خلال الثلاث سنوات الماضية، بقضية الطرق وتبلور ذلك بتنفيذ 8 طرق بإجمالى أطوال 700 كيلومتر وإجمالى تكلفة تجاوزت 6 مليارات جنيه، حيث قامت بإنشاء وتطوير شبكة جديدة للطرق يبلغ طولها 6560 كيلومتراً، إضافة إلى إنشاء 135 كوبرى سيارات ومشاة ونفق.

وحصلت محافظات الصعيد على نصيب الأسد بمشروعات تكلفتها 5 مليارات جنيه إنشاء 82 نفقًا وتطوير 39 طريقاً باستثمارات تصل 36 مليار جنيه، وتطوير الطريق الدائرى وزيادة عرضه لـ4 حارات فى الاتجاهين وتطوير وتوسعة طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى وتنفيذ محاور 30 يونيو- ربط الفرافرة بأسيوط – ربط بنى مزار بالباويطى.

وقدرت الاستثمارات الإجمالية لمشروعات الطرق والكبارى المنفذة فى صعيد مصر منذ 30 يونيو 2014 إلى حوالى 4.8 مليار جنيه، وتم تطوير شبكة الطرق القديمة بتكلفة 1.7 مليار جنيه، وإنشاء وتنفيذ محاور النيل وكبارى علوية بتكلفة 900 مليون جنيه.

مع هذا الاهتمام بتطوير وإنشاء شبكة جديدة من الطرق، ولكن ظلت الطرق الداخلية المتهالكة مشكلة نبه إليها رئيس الجمهورية وأوصى بضرورة الاهتمام بها، حيث وصل إجمالى حوادث السيارات على الطرق فى 2017 إلى 11098 حادثة نتج عنها وفاة 3747 مصرياً، حسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

ورغم أن الجهاز المركزى، كشفت أن السبب الرئيسى للحوادث العنصر البشرى، حيث بلغت نسبته 78.9، يليه عيوب فى المركبة «الحالة الفنية للسيارة» بنسبة 14.0%، ثم العنصــــر البيئى «حالة الطريق» بنسبة 2.0% من إجمالى الحوادث عام 2017.

إلا أن العديد من خبراء النقل والطرق ومن بينهم، رشاد متينى، وزير النقل الأسبق، أكدوا أن العنصر البشري ليس المسئول الرئيسى عن الحوادث، واعتبر أن أهم أسباب حوادث الطرق هو سوء الطرق لأنها تعانى من سوء فى التصميم والتنفيذ، ناتج عن إهمال الإشراف الهندسى وأعمال المقاولات الخاصة بالطرق.

ويعد طريق «جمصة - المنصورة» الدولى، والذى تم إنشاؤه منذ ما يقرب من 7 سنوات من أبرز الطرق المتهالكة والتى تحصد أرواح العديد من البشر سنوياً، نظراً لاحتوائه على المطبات العشوائية والانهيارات الأرضية، بما يعادل كل 300 متر بطول الطريق الممتد لأكثر من 50 كيلو، فضلاً عن أنه الملجأ الوحيد للآلاف باعتباره المؤدى لمصيف جمصة، والذى يشهد زحاماً شديداً طوال فترة الصيف، لتوافد المصطافين عليه.

أما الطريق الثانى فى قائمة الطرق المتهالكة، «بنى عبيد- ميت فارس»، والذى يلقبه البعض بـعنق الزجاجة، لضيقه وامتلائه بالمطبات الصناعية وازدحامه طيلة الوقت، ما يجعله خطراً على المواطنين.

 وفى محافظة الشرقية، يعتبر «الحسينية – فاقوس»، طريق الموت السريع، نظراً لوقوع العديد من الحوداث عليه معدل حادثة كل يوم تقريباً، حيث يبلغ طوله 25 كيلومتراً وبه أكثر من 70 مطباً وحفراً بمعدل مطب كل 350 متراً بخلاف منخفضات ومرتفعات، فضلاً على ضيقه الشديد والذى لا يتسع إلا لمرور سيارة واحدة، ما يجعل فرصة وقوع الحوادث سهلة للغاية، خاصةً الآلاف المواطنين يستخدمونه يومياً، حيث يخدم الطريق حوالى 2 مليون نسمة.

فى الجيزة، يعد طريق المنيب - العياط من أسوأ الطرق، فضلاً عن طريق «أكتوبر - الواحات» لعدم توافر الخدمات اللازمة والضرورية على هذا الطريق، ونفس الأمر فى محافظة الدقهلية، هو «دكرنس - منية النصر»، والذى شهد حوادث عدة، كان آخرها سقوط سيارة ميكروباص بالقرب من قرية السودان، وراح ضحيتها 4 أشخاص، وأصيب 7 آخرون.

قال محمد أبوالفضل المنسق العام لائتلاف صوت الصعيد أن هناك العديد من الطرق الخطرة فى الصعيد، منها طريق أسيوط سوهاج، وطريق سوهاج البحر الأحمر، مشيراً إلى أن هذين الطريقين ينعدم فيهما كافة الأمان والسلامة المرورية، فضلاً عن أن السائقين يسيرون بسرعات جنونية ولاتوجد رقابة على الطريقين.

طريق بنها - زفتى

وفى نفس السياق، أكد عبدالعزيز النحاس القيادى الوفدى، أن بنها – زفتى من أسوأ الطرق على الإطلاق، نظراً لإهمال المسئولين في ترصيفه وصيانته لعقود طويلة، فضلاً عن العشوايات المنشرة على الطريق والممثلة فى أكشاك الباعة، وإطارات السيارات الملقاة فى وسط الطريق.

وأشار «النحاس» إلى أن الطريق يخدم حوالى مليون نسمة فى ثلاث محافظات هى المنوفية والقليوبية والغربية، ويعد من أقدم الطرق، حيث كان يسير عليه العديد من الرموز التاريخية منهم سعد باشا زغلول، وإسماعيل باشا صدقى، فضلاً عن أنه تم تصوير العديد من الأفلام التاريخية على هذا الطريق منها «فيلم الرصاصة لاتزال فى جيبى» والذى جسد ملحمة حرب أكتوبر.

وتابع «النحاس»: الطريق أصبح خارج الخدمة، فضلاً عن تكرار الحوادث اليومية عليه بسبب الانهيارات الأرضية، مشيراً إلى أنه لابد من إعادة تطوير وصيانة هذا الطريق خاصةً أنه يخدم العديد من القرى فى نطاق المحافظات الثلاث السابق ذكرها حيث يبدأ من مدينة بنها بمحافظة القليوبية، ويمر بعدة قرى

بالمحافظة، ثم يمر بالعديد من القرى فى محافظة المنوفية منها قرية ميت بره وشبرا اخوم، وينتهى فى محافظة الغربية.

 

تطوير الطرق.. حل عاجل

قدرت دراسة حديثة صادرة عن البنك المركزى المصرى، أن خسائر الطرق المتهالكة فى مصر تكبد الدولة حوالى 7 مليارات دولار سنوياً وهو ما يعادل 3.2% من الناتج القومى المحلى.

وطالبت الدراسة بضرورة حل هذه الأزمة، وإنشاء جهاز حكومى لتعويض المتضررين، وصيانة الطرق، وتطلب هذا الجهاز تمويلاً مالياً وفقاً للدراسة حوالى 700 مليون دولار سنوياً، مشيراً إلى أن كل دولار ينفق الآن على صيانة الطرق سيوفر لمصر 5 دولارات فى خلال خمسة أعوام، مؤكدة أن هذا يعود بالنفع على الاقتصاد المصرى.

ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن هيئة الطرق والكبارى، بلغ إجمالى أطوال شبكة الطرق (المرصوفة والترابية) 163 ألف كيلومتر، منها 155 ألف كيلومتر مرصوفة بنسبة 95.2%، وبلغ إجمالى عدد الكبارى على مستوى الجمهورية 2370 كوبرى، فيما بلغ عدد الأنفاق 82 نفقًا، منها 28 نفقًا تابعة لهيئة مترو الأنفاق بنسبة 34.1%.

وأكدت الهيئة أنه يجرى حاليًا تنفيذ عدة مشروعات لإنشاء طرق جديدة، بالإضافة إلى تطوير بعض الطرق القديمة والمتهالكة، حيث تشمل إنشاء 35 طريقًا بطول 3400 كيلومتر بتكلفة 34 مليارًا.

ومن جابنه، قال إبراهيم مبروك، أستاذ تخطيط وهندسة الطرق بجامعة الأزهر، إن المشكلة الرئيسية تكمن فى تنفيذ تصميمات وتخطيط الطرق بشكل سيئ، موكداً أن الخبراء والمستشارين يصممون الطرق بشكل سليم ولكن عادةً المنفذون يفسدون كل شىء، نظراً لقلة الأموال، مضيفاً أن الطرق عند تسليمها من المفترض أن يتم صيانتها بعد خمسة أعوام لكننا نفاجأ بأنه لا يمر عليها عام واحد وتبدأ حالتها تسوء وتتدهور ما يؤكد وجود فساد عند التنفيذ.

وتابع: «أن أكثر من 30% من كبارى مصر معرضة للانهيار بشكل مفاجئ، نظراً لعدم الاهتمام بصيانتها، مشيراً إلى أن هناك قرار كارثى لوزير النقل عام 2000 أجج هذه الأزمة، بشأن زيادة حمولة سيارات النقل حتى وصلت إلى 39 طناً، وهذا الأمر يعد خطراً خاصةً أن الوزن الزائد من الممكن أن يجعل الكبارى تنهار فجأة، مطالباً الوزير الحالى بتخفيض وزن سيارات النقل حتى لا تحدث كوارث لا تحمد عقباها وتزهق أرواحاً.

وفى السياق ذاته، قال اللواء يسرى الروبى، الخبير الدولى للمرور والتدخل السريع والإنقاذ بالشرق الأوسط، إنه لابد من الالتزام بعدة أمور لضمان سلامة الطرق، منها الاستعانة بأهل الكفاءة وليس أهل الثقة، وضرورة محاسبة المخالفين وتطبيق القوانين على الجميع.

وطالب بضرورة تراخيص المركبات والزام السائق باتباع تعليمات القانون، مشيراً إلى أننا لدينا 10 ملايين مركبة فى مصر منها 3.7 مليون مركبة بدون لوحات معدنية منهم التوكتوك والموتوسيكل وغيرها.

وكان الدكتور عبدالحليم عمر أستاذ هندسة النقل فى جامعة كارلتون الكندية ومؤسس مركزها الدولى للأبحاث الرائدة فى مجال هندسة النقل والمواصلات، اقترح حلاً اطلق عليه سحرياً لحل أزمة الطرق فى «مؤتمر مصر تستطيع» الذى استضافته الغردقة مؤخرًا، حيث قدم مشروع أطلق عليه «الهراس أمير AMIR» والذى يعمل على تغير عاملى «الثقل والمساحة» من خلال تحويل الهراس إلى مساحة مربع، مشيراً إلى أن الهرس القديم الذى كان يستخدم فى مصر كان لا يتجانس بشكله الدائرى مع الاسفلت ونتيجة هذا تحدث التشققات والشروخ، لذلك فى الهراس الجديد سنقوم باحضار اسطوانة أخرى ونضع بينهما اسطوانات صغيرة، ويُلف الجميع بمادة مطاطية خاصة ذات سمك معين وصلابة معينة، فنحصل على مساحة مربعة قادرة على العمل بشكل أكثر كفاءة لتلافى كل العيوب السابقة فى الطرق المصرية.