رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حظر التريلات على الدائرى يحقن الدماء على الأسفلت

بوابة الوفد الإلكترونية

 تحقيق وتصوير: إسلام أبوخطوة

حذرت «الداخلية» سائقى مركبات النقل والملاكى من عدم الالتزام بآليات التطبيق, وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين.

ولم تكن تلك التحذيرات الأولى من نوعها, بل سبقتها تحذيرات من وزارة النقل فى مارس الماضى من سير سيارات النقل على الطريق الدائرى, لما تشهده من حوادث متكررة على الطريق, ووفقًا للإحصائية التى أعدتها إدارة المرور التابعة لوزارة الداخلية, التى أكدت أن محور المريوطية وحده شهد العام الماضى فقط 673 حادثاً ما بين المنيب والمريوطية, و474 حادثاً من المريوطية لطريق الواحات, و339 حادثاً من محور المريوطية لمنطقة حازم حسن, فى حين تعددت الحوادث على المحور هذا العام لتصل إلى نحو 10 حوادث, وتنوعت ما بين سقوط السيارات من أعلى الكوبرى, وتصادم سيارات النقل بالسيارات الملاكى.

وكان الهدف من إنشاء طريق المحور تخفيف الزحام المرورى فى شوارع العاصمة, لكن مع مرور الوقت أصبح الطريق بمثابة تذكرة ذهاب إلى دار الآخرة, كما توجد صعوبات صنعتها أيادٍ بشرية بعيدًا عن أعين الأجهزة التنفيذية للدولة, منها السلالم العشوائية والمطالع الأسمنتية غير المطابقة للمواصفات الفنية.

وحينما نبحث عن تاريخ «الدائرى» فيعود إنشاؤه لعام 1986, تحت الإشراف الكامل لوزارة الإسكان, وتم الانتهاء منه بالكامل عام‏ 2005 بإجمالى أطوال 100‏ كيلومتر, وعرض على اتجاهين وذلك على مراحل متعددة‏, ثم تسلمته وزارة النقل ممثلة فى الهيئة العامة للطرق والكبارى وبدأت فى تطويره حتى أصبح‏ 3‏ حارات من القطامية حتى السويس و4‏ حارات‏ أخرى متصلة بالطريق.

 

خبراء الأمن والقانون: مطلوب تشديد العقوبات على المخالفين

قال السيد عتيق, أستاذ القانون الجنائى, إن الطريق الدائرى شهد خلال السنوات الماضية العديد من حوادث الطرق, وكان كثير منها بسبب النقل الثقيل, ويعد قرار حظر سير «النقل الثقيل» على الكوبرى أمرًا فى غاية الأهمية حفاظاً على أرواح المواطنين, والحد من كارثة موت الأسفلت, مشيراً إلى أن مصر سجلت أعلى نسبة معدلات حوادث الطرق.

وشدد «أستاذ القانون الجنائى» على ضرورة تشديد العقوبة على السائقين المخالفين, مشيرا إلى أن العقوبة الحالية تبدأ من الغرامة التى لا تتعدى 3 آلاف جنيه, وسحب رخصة السيارة لمدة 3 أشهر, ووقف رخصة قيادة السائق لمدة مساوية لها, لتجنب السائقين مخالفة الطريق.

وأشار «أستاذ القانون الجنائى» إلى أن عدداً كبيراً من سائقى النقل الثقيل يقودون وهم متعاطون المواد المخدرة, ولهذا كانوا السبب فى حدوث العديد من حوادث الطرق, ولهذا يجب تركيب رادارات على أحدث الطرق التكنولوجية على مسافات قصيرة, مشيداً بكفاءة الطريق الدولى الإقليمى الذى تم إنشاؤه فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

اللواء مدحت قريطم, مساعد الوزير للشرطة المتخصصة السابق, قال إن هناك العديد من القوانين التى تجرم حوادث الطرق, مشيراً إلى أن آلية تطبيق تلك القوانين هى الأهم من صدورها.

وأضاف «مساعد الوزير للشرطة المتخصصة السابق» أن بجانب صدور القانون لابد من وضع خطة شامة لآلية التنفيذ, ويعد الطريق الإقليمى الدولى خير بديل للطريق الدائرى لتحقيق السيولة المرورية, داخل وخارج القاهرة الكبرى, كما يجب وضع رادارات ثابتة لمنع السرعات الجنونية, وللحد من الحوادث التى تسفر عن سفك دماء عشرات المسافرين.  كما أشار إلى أن عدداً كبيراً من الكبارى التى تم إنشاؤها خلال السنوات الماضية بها عيوب فنية أدت إلى تكرار الكوارث المرورية, والمزيد من الحوادث على الطريق.

 

مخاوف السائقين

وفى المقابل أبدى بعض سائقى النقل تخوفهم من تداعيات قرار حظر السير علي الطريق الدائرى من ٦ صباحاً حتى ١٢ مساء,وقالوا إنهم لا يرفضون الانضباط المرورى, ويرحبون بكل الحلول التي تقلل من الحوادث وتسبب سيولة مرورية, وخوفهم الوحيد هو أن تغيير خط السير يستغرق وقتاً طويلاً, مما يزيد من معاناتهم على الطريق.

والتقت «الوفد» بعدد من سائقى سيارات النقل الثقيل, محمد مصطفى - أحد سائقى النقل الثقيل - الطريق الدائرى يعد أسرع سبيل لوصول البضائع المرغوب نقلها فى أقصر وقت, وبأقل تكاليف وقود, ولكن مع اتخاذ خط سير مغاير يستغرق السائق وقتاً أطول يصل إلى رحلتين لتوصيل الطلب بدلاً من رحلة واحدة وبهذا ترتفع سعر النقلة على الزبائن.

وأضاف السائق أن الحكومة تسعى جاهدة للحد من الحوادث على الدائرى, ولكن كان

من الممكن تخصيص فترات متفاوتة لسير النقل الثقيل, فالساعات المحددة لنا لا تكفى لنقل الطلبيات فى المحافظات البعيدة.

من جانبه قال حسن الوادى, سائق آخر, إن حوادث الطرق لن تتوقف بل يمكن الحد منها, ولهذا تتخذ الحكومة كافة إجراءاتها للتقليل من حدة نزيف الدم, للمحافظة على حياة شبابنا وأطفالنا, ولكن القضية لها عدة أبعاد أخرى منها ارتفاع تكلفة الرحلة على قائد السيارة وطول المدة المستغرقة للوصول.

مشيراً إلى أن هناك رحلات تستغرق يوماً كاملاً, وبعد تغير مسار خط السير على الطريق الإقليمى الدولى سنستغرق أكثر من ذلك ما يرفع سعر تكلفة الشحن على الزبائن, ولمواجهة ذلك سيضطر أغلب السائقين للعمل ليلاً ليمكنهم السير على الطريق الدائرى.

 

أرقام مرعبة

فيما أصدر مصطفى النويهى, عضو مجلس إدارة جمعية النقل الثقيل, بيانًا كشف فيه أرقاماً مرعبة حول مقطورات النقل الثقيل, وقال إن فى مصر 120 ألف سيارة نقل, عدد كبير منها متهالك, مشيراً إلى أن قلة دخل سائقى سيارات النقل الثقيل يعجزهم عن شراء الإطارات الجديدة. وأضاف البيان أن من بين ال سيارة «حوالى %83» موديلات قديمة ترجع للستينات, موضحاً أن 70% من سائقى سيارات النقل الثقيل ليس لديهم رخص قيادة, وذلك بسبب أن الأمر يتطلب وقتاً طويلاً للحصول على الرخص, قد يصل إلى 7 سنوات.

 

المواطنون: خطوة جيدة

فرحة عارمة سادت بين سائقى السيارات الملاكى فور علمهم بقرار وزارة الداخلية المتمثل فى منع سير النقل الثقيل على الطريق الدائرى, وقال عدد منهم إن سيارات النقل الثقيل تعد بمثابة كارثة كبرى على الطريق الدائرى, حيث تسببت فى العديد من الحوادث وسفك الدماء, حتى أن مصر احتلت المركز الأول فى حوادث الطرق.

أحمد شريف «سائق سيارة ملاكى» قال إن فى السنوات الماضية زادت حوادث الطرق على الدائرى وكان السبب الرئيسى سائقى سيارات النقل الثقيل نظراً لعدم شعورهم بالمسئولية تجاه حياة الآخرين.

وأشار «شريف» إلى أن الطريق الدائرى يشهد حالة زحام شديد, بعدما تدق عقارب الساعة الثانية ظهرًا بالتزامن مع خروج الموظفين, وحتى الساعة الخامسة مساءً, وحينها تصبح سيارات النقل الثقيل عائقًا كبيرًا على الطريق وتعرقل حركة السير.

وقالت زينب عواد «موظفة» إنها أثناء عودتها من العمل تتخذ الطريق الدائرى لكونه الأسرع للوصول إلى منطقة 6 أكتوبر, ولكن مع تواجد سيارات النقل الثقيل يصبح الأمر أشبه بالمستحيل, بسبب ما تسببه هذه السيارات من حالة زحام مستمرة.

وأشادت «زينب» بقرار الداخلية بمنع سير سيارات النقل الثقيل على الدائرى وقالت: «المشوار اللى بياخد ساعة بيستغرق 3 ساعات متواصلة.. منهم لله», وتشير الموظفة إلى أنها شاهدت العديد من التشاجرات بين سائقى سيارات الملاكى والنقل الثقيل بسبب الزحام مما زاد من معاناة المواطنين, فضلاً عن الحوادث المستمرة ووفاة الكثير من المواطنين.