رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسر الشهداء تطالب الرئيس بالثأر: «ريح قلوبنا وانتقم لولادك»

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت- زينب القرشى:

بقلوب يعصرها الألم، ودموع لا تجف، وبمرارة الفقدان، وأمل محال فى اللقاء، عاش أهالى    شهداء الشرطة، ضحايا إرهاب الإخوان الأسود الذين استشهدوا فى الأحداث التى تلت عزل الإخوان من تولى سلطة البلاد، خمس سنوات كاملة دون تحقيق القصاص العادل من قتلة أبنائهم، متسائلين «لماذا لم يُعدم قيادات الإخوان حتى الآن؟».

يقول الأهالى، إن الكاميرات صورت المجرمين أثناء قيامهم بقتل الشهداء بدم بارد فى كرداسة، وأثناء توجيه أسلحتهم ضد قوات الأمن، وقت فض اعتصامهم المسلح، وكان هذا الإجرام على مرأى ومسمع من الشعب المصرى، وسكان العالم أجمع، مطالبين الرئيس السيسى بالثأر للشهداء وإعدام الإرهابيين.

تساءلت الحاجة فاطمة فتحى، والدة الشهيد النقيب محمد فاروق وهدان، معاون مباحث كرداسة، الذى استشهد فى أحداث كرداسة التى أعقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، عن سبب تأخر العدالة خمس سنوات فى القصاص لابنها من الإرهابيين الذين قتلوه، ومثلوا بجثمانه وزملائه بقسم كرداسة، متابعه «محدش راضى يسمع كلامى لأنى بطالب بإعدام الإخوان هى مصر نسيت حق ولادها ولا خوف على الإخوان الذين قتلوا ومثلوا بجثة ابنى».

وطالبت والدة الشهيد، الرئيس السيسى بأن يريح قلوب الأمهات، ويأخذ ثأر الشهداء، ويعدم الإرهابيين والمجرمين، مضيفة: «ابنى لما مات كان عمره 27 سنة، قلبى محروق عليه، وأهالى    المجرمين عايشين بره يخططوا لتخريب الدولة والإرهابيين فى السجون بياكلوا ويشربوا وعايشين بينعموا بنعمة الحياة».

واستطردت: «فرحى باستشهاد ابنى، لكن فرحى مش هيكون إلا لما ناخذ ثأر ولادنا، ويتعدم كل المجرمين»، متابعة أنه «تم تقليل عدد المتهمين فى القضية إلى 21 شخصاً، وما زال لم ينفذ حكم الإعدام عليهم بعد مرور خمس سنوات، بالرغم من أن ظفر العسكرى الواحد بالـ21 شخصاً وربنا أخذ ابنى لأنه من خيرة شباب مصر وخسارة فى هذه الدنيا».

خنقة الصوت والبكاء الذى لازم صوت أم الشهيد فاروق لم تختلف كثيراً عن تلك التى لازمت صوت محمود عبدالعزيز، والد الشهيد الملازم أول محمد محمود عبدالعزيز، أول شهيد فى فض اعتصام النهضة؛ بسبب تأخر تطبيق العدالة ضد الإرهابيين الذين استحلوا دماء خيرة شباب الوطن، جعله يلقى بالمسئولية عن فشل القوانين التى كان يلزم معها أن يتم إعدام الإخوان ومرتكبى الجرائم الإرهابية منذ اللحظة الأولى التى يتم فيها القبض عليهم.

يقول والد الشهيد: «ما حدث تقاعس فى حق الشهداء كان لا بد من البداية أن تتم محاكمة المجرمين بالمحاكم العسكرية؛ لأن حكمها سريع، والعدل أن يتم إعدام القتلة حتى وإن تجاوز عددهم ألفاً مقابل قتلهم شخصاً واحداً، مضيفاً: مر خمس سنوات ولم يعدم إخوانى واحد طوال هذه السنوات، بالرغم من تنظيم أفراد الجماعة الإرهابية مظاهرات واعتداءات كثيرة على المواطنين.

وتابع: «مصابنا شديد وما يصبرنا أنه مات شهيداً، ولكن الثأر الوحيد الذى يشفى بعض الآلام فى    صدورنا هو العمليات التى تقوم بها القوات المسلحة فى سيناء (حق الشهيد) ومن بعدها (العملية الشاملة)».

ويحكى محمود عبدالعزيز لحظات استشهاد وبسالة ابنه الشهيد الملازم الذى لم يكمل عامه 22 وقاد أول مدرعة تقتحم ميدان النهضة، قائلاً: «يوم الفض كان محمد فى إجازة مجمعة، ووصل له الخبر بالفض، فترك المنزل دون أن يخبرنا بحقيقة ما يحدث، وعندما علمنا بأمر الفض اتصلنا به فأخبرنا أحد الجنود أنه أصيب، ولكنها إصابة خفيفة وعندما ذهبنا له للمستشفى علمنا بحقيقة الأمر وبخطورة إصابته التى توفى على أثرها اثناء تلقيه العلاج فى لندن.

واستكمل: «ابنى كان طالباً للشهادة وكان لا يخبرنا بأى مأمورية له فقد سافر إلى سيناء وقت حادثة خطف الجنود دون أن يخبرنا، ولم نعلم بالأمر إلا بعد إتمام العملية»، مضيفاً «وفى كل مأمورية له

كنت أقول له دائماً سيبها على الله وأرمى حمولك على ربنا».

وقال جمال شتا، والد الشهيد الرائد هشام شتا، شهيد أحداث كرداسة 2013 التى تزامنت مع فض اعتصامى رابعة والنهضة، إن الشهيد كان بين زملائه فى قسم كرداسة وتفاجأوا بمجموعة الإرهابيين التى كانت تعتصم فى النهضة وداهمت القسم وبدأت تشتبك مع الضباط، وبعد أن زاد عددهم ووصل الباقى من اعتصام رابعة بدأوا فى الهجوم المنظم باستخدام أسلحة ثقيلة مثل الآر بى جى؛ لاقتحام القسم، وتعامل الضباط فى البداية بإنسانية، وقاموا بإطلاق عدد من الطلقات فى الهواء لإبعادهم عن القسم، لكنهم لم يكفوا عن المناوشات حتى نفاد الذخيرة لدى الضباط وعساكر الأمن المركزى، فاقتحم المجرمون القسم وقاموا بقتل جميع من فيه والتمثيل بجثثهم.

وأضاف: هشام كان أصغر ضابط فى القسم، وكان يتمنى الشهادة، وقال لوالدته فى العمرة دعيت لأخواتى الشهداء، وأتمنى أكون شهيد، وقبل استشهاده قام بتغيير صورته على فيس بوك بدلاً من لبس الضابط إلى صورته بلبس الإحرام.

واستطرد والد الشهيد: «كل أفعاله الأخيرة كانت تشير إلى أنه سيفارقنا ولكننا لم نكن نشعر بالأمر، فقد اعتمر مرتين فى 2012 و2013 والأخيرة كانت قبل استشهاده بـ58 يوماً فقط وقبل رجوعنا إلى مصر أصر على زيارة البقيع بالرغم من أننا كنا قد تأخرنا على موعد الطيارة وهو يقول قد لا أتمكن من زيارتها مرة أخرى.

 وتابع: فى يوم استشهاده وقبل رحيله إلى مهمته دخل إلى غرفته ثلاث مرات ينظر إليها ثم يرجع مرة أخرى، حتى اعتقدت والدته أنه نسى أمراً ما، ثم طلب الأسانسير وما أن دخله حتى رجع مرة أخرى ليودعنا.

وقال جمال شتا، إن تأخر صدور الأحكام يرجع إلى قصور القوانين، لكنَّ التعديل الأخير على القوانين سيؤدى إلى تقليل مدة المحاكمة، مضيفاً أن القوات المسلحة والشرطة تعملان على الثأر للشهداء وتطورت الجهود بشكل كبير حيث أصبحنا لا نكتفى برد الفعل فقط، وإنما يقوم رجال الأمن بمداهمة البؤر الإرهابية والقضاء عليها.

وذكر والد الشهيد، أن أهالى الشهداء أصبح لديهم حاسة شم قوية تجاه العناصر الإخوانية واكتسبوا خبرة ثمنها غال جداً وهو استشهاد أبنائهم، وطلب من المواطنين عدم الانسياق وراء الشائعات التى يطلقها الإخوان؛ لأنها جزء من حربهم ضد الدولة، كما طالبهم بعدم الشكوى من غلاء الأسعار، وكل ما تشتد عليهم الأمور يتذكرون أن أهالى الشهداء قدموا أبناءهم ثمناً لتقدم ورفعة هذا البلد.