رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

7 أفدنة تتحول إلى كتل خرسانية كل ساعة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق: أحمد سراج - اشراف: نادية صبحى

 

التعدى على الأراضى الزراعية بالوادى والدلتا، كارثة.. ويؤكد العديد من الخبراء أن مصر تخسر 7 أفدنة زراعية فى الساعة الواحدة، التقارير الرسمية تؤكد أن مصر فقدت 112 ألفا و644 فدانا زراعيا، منذ قيام ثورة يناير 2011 وحتى الآن، ويؤكد الخبراء أن استمرار تلك النسبة من الفاقد فى المساحات المنزرعة سيزيد الفجوة الغذائية وأكدت دراسة صادرة للمركز القومى للبحوث الزراعية، أن مصر حالياً تستورد نحو 65% من غذائها، ضمنها نحو 9 ملايين طن قمح و6 ملايين طن ذرة على أقل تقدير، ومليون طن فول الصويا ونصف مليون طن من الكسب ومليون طن زيت أو أكثر، ونستورد أيضاً ثلث حاجاتنا من السكر، فكيف سيكون الحال إذا ما تواصل استنزاف الأراضى الزراعية؟

يجيب الدكتور سعيد خليل أستاذ الهندسة الوراثية بمركز البحوث الزراعية، مؤكداً أن البناء على الأراضى الزراعية أو حتى تجريفها، يهدد الأمن الغذائى، ويجبر الدولة على استيراد ما يفوق الإنتاج المحلى الزراعى، مشيرًا إلى أن قيادات وزارة الزراعة السابقين ساهموا فى افتعال أزمة تبوير الأراضى، من أجل تسهيل بيعها لرجال الأعمال واستغلالها فى منافعهم الشخصية.

وأضاف خليل: وزارة الزراعة مسئولة عن مراقبة الأراضى المملوكة للدولة، واتخاذ العقوبات الرادعة تجاه الذين يحاولون التحايل على القانون، واستنزاف الأراضى الزراعية، إضافة إلى وضع خطط من شأنها الاستخدام الأمثل للأراض الزراعية حتى يستفيد الجميع منها، علاوة على تحويل المتورطين فى التعدى على الأراضى إلى الجهات الرقابية المختصة.

دراسة أمريكية

الأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية استندت إلى تحليل بيانات وصور الأقمار الاصطناعية بمطلع الألفية، ومقارنتها بالمتوقع بعد ثلاثة عقود.

أول دراسة ترصد أثر التوسع الحضرى على حساب الأراضى الزراعية المنتجة، وذلك على جميع الأصعدة العالمية والقارية والقُطرية. شارك فى الدراسة باحثون من عدة دول، ونشروا نتائجها آخر العام الماضى فى دورية دولية وخلص الباحثون إلى أن نمو المدن يؤدى إلى فقد العالم 30 مليون هكتار من الأراضى الزراعية، والتى تقلل من 3 إلى 4% من الإنتاج العالمى للمحاصيل.

وتقول الدراسة إن قارتى آسيا وأفريقيا ستخسران 24 مليون هكتار، ما نسبته 80% من جملة ما سيخسره العالم من أجود الأراضى الزراعية وأخصبها. وفى أفريقيا تأتى مصر فى مقدمة الخاسرين، بل إن أغلب المدن المصرية تقع فى وادى النيل والدلتا، تفقد أراضيها الزراعية، وسلة غذائها، أو الباقى منها وأكدت الدراسة أن مصر تحديدًا، هى صاحبة الخسارة الأفدح حيث تنحسر رقعتها الزراعية بسرعة لتغول التوسع الحضرى.

فيما أكد الدكتور هانى الكاتب، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الزراعة، أن التعدى على الأراضى الزراعية تضاعف خلال سنوات ما بعد ثورة 25 يناير 2011، مشيرًا إلى أن مصر تخسر 7 أفدنة كل ساعة مقارنة بـ3.5 فدان قبل عام 2011، وهو ما يتطلب مواجهة الظاهرة من خلال استرداد الأراضى المعتدى عليها والحفاظ على الرقعة الحالية للأجيال القادمة.

وأضاف الكاتب فى تصريحات صحفية أن خطة الدولة للتوسع فى المدن الجديدة وفقًا للمواصفات العالمية تعيد صورة الجمال

المفقود لمدينة القاهرة خلال ثلاثينيات القرن الماضى. وأشار إلى أن الزراعة تستهلك 86% من الموارد المائية فى الوقت، الذى تعانى فيه مصر من أزمة مائية وتراجع فى نصيب الفرد من المياه بلغ 620 متراً مكعباً فى العام، بينما حدد المؤشر العالمى الفقر المائى عند ألف متر مكعب، وهو ما يتطلب ضرورة الاهتمام بترشيد المياه فى الزراعة وتطوير الأساليب المتبعة فى الرى حالياً، وتحلية مياه البحر، مؤكدًا أن الأزمة الحقيقية، التى تواجهها مصر لتحقيق التنمية المستدامة تتعلق بالمياه وليس بالأراضى، التى تبلغ مساحتها مليون كيلومتر مربع تتمثل فى الصحارى الشاسعة.

خالد غانم، أستاذ الزراعة العضوية بجامعة الأزهر، يرى أن مصر خسرت فى السنوات الست الماضية قرابة 72 ألف فدان من رقعتها الزراعية الخصبة، مشيرا إلى أن هذا يفوق المساحات التى بنى عليها خلال ثلاثين عاما مضت قبل 2011.

ويرجح غانم الخسارة إلى عوامل متعددة تدفع الفلاحين إلى التعدى على الأرض الزراعية وهجرتها، أهمها ارتفاع تكلفة الزراعة من أسمدة ومبيدات وعمالة، بالإضافة إلى صعوبات تسويق المنتجات الزراعية.

ووفقا للتقارير الرسمية فإن إجمالى حالات التعدى على الأراضى الزراعية، خلال الفترة ما بين 25 يناير وحتى الآن، بلغت 194 ألف حالة على مساحة 8618 فداناً و20 قيراطا و17 سهما على مستوى الجمهورية، وأن وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الداخلية والقوات المسلحة، بدأت إزالة التعديات الواقعة على تلك الأراضى الزراعية فى عدد من المحافظات.

وجاءت محافظة المنوفية الأولى فى حالات الإزالة التى بلغت 22142 حالة، وأسوان 181، وكفر الشيخ 10745، والمنيا 12216، والدقهلية 16552، والأقصر 2791 حالة، وأسيوط 7745 حالة، والإسكندرية 4085 حالة، والغربية 16888 حالة، ودمياط 2215 حالة، وأسيوط 7745 حالة، وقنا 3674حالة، والنوبارية 838 حالة، والقليوبية 12977 حالة، والوادى الجديد 8000 حالة، وشمال سيناء 3000 حالة، والجيزة 220 حالة، وحلوان 695 حالة، و6 أكتوبر 3002 حالة، والبحيرة 38954 حالة، والإسماعيلية 124 حالة، والشرقية 16602 حالة، وبنى سويف 5137 حالة، والفيوم 6489 حالة.