عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان يسترضون بركة "البيت الأبيض"

بوابة الوفد الإلكترونية

ليس الشعب المصرى فقط هو الذى يُتابع سباق الترشح ليعرف من سيفوز برئاسة مصر . . انما الدول العربية المجاورة وغير المجاورة، أنظمة وشعوب تترقب ذلك المسَار بعيون مصالحها . . أما العالم الخارجى فهو شأنه مثل دول وتكتلات أخرى يُتابع ويتحرك سعياً للتأثير، ودفع السباق فى إتجاهات تخدم مصالحه، بعضه بشكل مُباشر وغالبيته بأساليب غير مُباشرة . . لكنه ينقسم الى عدة مجموعات أهمها الغربية وتتمثل فى: أمريكا وخلفها الاتحاد الأوروبى - إسرائيل – الشرق الأوروبى والدول الآسيوية الكُبرى . . ويؤكد الواقع أن قواعد ومناهج اللعبة تختلف من دولة لأخرى ومن مجموعة لغيرها، كل حسب مصلحته مع مصر، وهى مصالح تجمع عدة سلات يُمكن تصنيفها بأهداف تشمل (تحقيق المنافع – المخاوف من إفتقاد نظام سياسى مصرى حليف-  الأمن السياسى الاستباقى).

لاغضاضة فى ان يتابع هذا أو يُراقب ذلك مجريات حالة السباق على الفوز بمنصب رئيس جمهورية مصر، لكن محاولات التأثير على إرادة الشعب المصرى، والاختراق من الخارج وتقديم الدعم المالى والإعلامى لترجيح كفة مُرشح بعينه على غيره، امر يُسيء لثورة مصر وشعبها، ويترك مرارة فى الحلوق، قد تكون الغالبية الآن مُنشغلة بحالة الغليان فى الشارع المصرى، إلا أن ذاكرة الأمة تُسجل وتحتفظ بمواقف وتصرفات دول العالم الخارجى "عربية وأجنبية", وعلى الرغم من تباين المصالح إلا انها تكشف لمصر الأهداف النوعية لكل دولة أو مجموعة ، وتوضح معالمها مُحددات سياسات تلك الدول، وفى هذا فوائد من المُمكن ان يكون لها عوائد سياسية واقتصادية، لو تم رصد كل هذه الأهداف ودراستها بدقة .
وكما ان الدول الخارجية تبذل الجهود للتأثير على رأى وإرادة الشعب المصرى فى اختياره رئيسه المُقبل، يسعى ايضاً مُرشحين لمنصب الرئاسة الى كسب ود دول خارجية، وبعض الأحزاب المصرية تفعل ذات الشيء، ومنها "جماعة الإخوان المسلمين" متمثلة فى حزب الحُرية والعدالة الذى ذهب مؤخراً بوفد لزيارة واشنطن، تردد من مصادر داخل الجماعة بان هدف الزيارة هو طمأنة البيت الأبيض ان الإخوان ليسوا أعداء للولايات المتحدة الأمريكية، وان لديهم الاستعداد للتفاهمات . .؟!  الجانب الأمريكى الذى ينوب سياسياً عن حكومة تل ابيب ويعمل بالوكالة عن المصالح الإسرائيلية يهدف الى إقناع "الاخوان المسلمين" عدم إجراء تغييرات حادة في السياسة الخارجية المصرية، ويريد الحصول على ضمانات بعدم إلغاء اتفاقية السلام مع اسرائيل، حال فوز احد مرشحيهم بكرسى رئاسة مصر، ومن غير المُستبعد ان يمنح الإخوان الأمريكان ما يريدون لهم ولإسرائيل، لكن لو ثبت ذلك وركزت عليه وسائل الإعلام المصرية، خاصة فى المرحلة الراهنة التى تسبق انتخابات الرئاسة، فمن المُمكن ان يؤدى ذلك لخسارة الاخوان أصوات الناخبين ( أنصار الإخوان - الأصوليون – السلفيون) . 
ضمت الاجتماعات التى تمت بين وفد حزب الحرية والعدالة والجانب الأمريكى، كبار أعضاء مجلس الامن القومى الامريكى, وقد سبق الزيارة لقاءات بين عضوى مجلس الشيوخ الامريكى ” جون ماكين” و” ليندسى غراهام” اضافة لنواب اخرين مع وفد من جماعة الاخوان المسلمين داخل مصر، وحينما سُئل "تومى ويتور" المتحدث الرسمى باسم مجلس الامن القومى عن مدى الاهتمام الأمريكى الكبير بالإخوان المسلمين فى مصر قال: "نعتقد ان هذه هى مصلحة امريكا لإجراء علاقات مع اى حزب سياسى ملتزم بالديمقراطية, وبعيدا عن العنف، وأن فى لقاءاتنا مع هذه الجماعات, فإننا نؤكد على اهمية حقوق الأقليات والمرأة، وقضايا الأمن الاقليمى"  .
يأتى ذلك مواكباً لزيارة قام بها وفدا اسرائيلياً الى مصر، خص بها وزراة الخارجية المصرية، أجرى خلالها مناقشات سياسية استراتيجية مع كبار موظفى

الخارجية المصرية، إلا أنها حملت غطاء موضوع "الصادرات المصرية المزدوجة للولايات المتحدة عبر اسرائيل" لكن الحقيقة كانت هى التأكد بالدرجة الأولى من عدم الغاء اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل، وهذا يكشف التوافق ( الأمريكى – الاسرائيلى ) فى سياسة تحركاته وجهوده نحو مصر قبل قدوم رئيسها الجديد ، المتوقع ان يكون من التيار الإسلامى .
الاخوان المسلمين متمثلين فى القيادات السياسية لحزب الحُرية والعدالة فى موقف سياسى صعب، فبدون شك ان المطالب الأمريكية تشكل لهم امتحانا صعباً للغاية، والبعض من جماعة الاخوان يحاول تمرير رسالة للاعلام المصرى بان السياسة تتطلب المناورة، وأن إظهار مشاعر الود لحكومة واشنطن هو بهدف الاحتفاظ بعلاقات قوية مع امريكا .
ففى ظل الأوضاع الإقتصادية المُتردية فى مصر، وغياب مشروع اقتصادى قومى يعوض مصر ما تتلقاه من امريكا كمُساعدات عسكرية بقيمة مليار ونصف المليار دولار سنوياً، تبقى عمليات التجاذب والاستقطاب رهينة الوضع الاقتصادى والسياسى فى مصر، ويُبقى بأوراق اللعبة فى يد امريكا، سواء جاء الرئيس المصرى من العسكر أو من اى تيار اسلامى، ومن الصعب ان ينجح اى منهما فى تغيير أطراف المعادلة، على الأقل خلال العشر سنوات المُقبلة، لأن كلاهما يُشبه الآخر كطرف فى المشروع الأمريكى السياسى فى منطقة الشرق الأوسط، وبناء عليه فإن الرهان الحقيقى هو بناء دولة مصرية حديثة، ذات استقلالية اقتصادية تعتمد على ثرواتها القومية .
يبقى السؤال هنا: من هو المرشح الذى تفضله امريكا بعد هبوط اسهم المرشح "عمر سليمان" الذى كانت تدعمه امريكا من خلف الستار؟ . . واستبعاده من سباق الترشيح للرئاسة، إضافة الى "حازم ابو اسماعيل" و"خيرت الشاطر"  . . تجيب تقارير صدرت من البيت الأبيض بان "عبد المنعم أبوالفتوح" هو ابرز مرشح إسلامي تفضله امريكا حاليا وفق المعطيات الجديدة، وترى فيه انه أكثر اعتدالا من غيره، وتشير الى انه تمكن من جذب الشباب من التيارات الاسلامية والليبرالية، وتشير الى "رباب المهدي" الناشطة في مجال المرأة، ولأول مرة تقول تقارير امريكية إن "ابو الفتوح" يملك فكرة تقدمية لإنعاش الاقتصادي المصرى .
الآن ذهب الإخوان لإسترضاء بركة آلـ البيت الأبيض فى امريكا، واجتمعوا معهم فى السر والعلانية داخل مصر، كل ذلك من أجل تأمين الحصول على كُرسى رئاسة مصر، فهل سيدعم الاخوان المسلمين ابو الفتوح بعد اقصاء الشاطر ضمن العشرة المُستبعدين؟.