رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما الذى يمكن فعله لإيذاء الاسد؟

بشار الاسد
بشار الاسد

نشرت مجلة "تايم" الاميركية مقالا تحليليا للصحفية فيفيان وولت، تناولت فيه مختلف الاراء ردا على سؤالها: ما الذي يمكن فعله لإلحاق الأذى ببشار الأسد وبالتالي وقف أعمال العنف والقتل ضد الشعب السوري. كما عرضت العقبات التي تقف في طريق أي إجراء عسكري على خلفية عدم التوصل الى قرار في مجلس الامن الدولي بسبب استخدام روسيا والصين حق الفيتو في المجلس. وهنا نص المقال:

"الاجابة عن السؤال دفعت القادة الغربيين والعرب الى التخبط لعدة أشهر، في محاولاتهم بحثا عن وسيلة لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد على وقف أعمال الكبت القاتلة ضد انتفاضة سوريا التي مضى عليها 14 شهرا، وادت حتى الان الى مقتل اكثر من تسعة آلاف شخص. وظل الغموض محيطا حتى يوم الخميس بتفاصيل التداعيات التي سيتحملها الزعيم السوري اذا تحايل على ترتيبات وقف إطلاق النار التي بوشر بها قبل اسبوع، وذلك بعد لقاء وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في باريس مع نظيرته الاميركية هيلاري كلينتون واثني عشر وزير خارجية اخرين، من بينهم وزراء خارجية تركيا وألمانيا وقطر ومصر.
وردا على سؤال أحد الصحافيين عما اذا كانوا سينظرون أخيرا في احتمالات القيام بهجمات عسكرية ضد قوات الأسد، مثلما فعلوا العام الفائت في ليبيا، قال جوبيه: إن الألوية هي لتنفيذ وقف إطلاق النار الذي تفاوض بشأنه الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي أنان، ثم اضاف: "اذا فشلت المهمة، فسيتم النظر في الخيارات الاخرى، الا أن الامر ليس كذلك اليوم".
ولكن ما هي الخيارات الأخرى؟ قالت كلينتون للمؤتمرين: ان الولايات المتحدة ستقدم مزيدا من المساعدات للمعارضة بتوفير مزيد من معدات الاتصالات والاجهزة اللوجستية، وانها تحبذ فرض حظر دولي جديد على واردات السلاح وقيود على سفر اعضاء نظام الأسد. غير ان هناك احتمالا بان ترفض روسيا والصين، حليفتا سوريا الرئيسيتان، هذه الاجراءات، وكانتا قد استخدمتا حق الفيتو في مجلس الامن الدولي ورفضتا حضور اجتماع الخميس في باريس.
ووصفت كلينتون وجوبيه اتفاق أنان لوقف اطلاق النار، وهما يشعران بخيبة الامل لعدم قدرة القادة الغربيين والعرب على إنهاء صراع الربيع العربي الدامي، بانه اتفاق او لا اتفاق، يمكنه ان يدفع الى اتخاذ اجراء اشد ضد الأسد اذا هو اخل به. وكانت كلينتون قد وصفت خطة أنان اثناء وجودها في بروكسل يوم الاربعاء بأنها "آخر فرصة" أمام الأسد، بينما قال جوبيه للصحافيين يوم الخميس: ان القادة "سينظرون في اي اجراءات جديدة يمكن اتخاذها" اذا خالف الاسد شروط وقف إطلاق النار.
وبكل المقاييس فان هذا ما يحدث بالفعل. اذ قال النشطاء يوم الخميس إن شخصا قتل في درعا عندما اطلقت قوات الأسد النار بعد زيارة قام بها المراقبون الدوليون. وقال اهالي حمص: إن القوات الحكومية اطلقت قذائفها على عدد من ضواحي المدينة، حيث كان قد قيل إن المئات قتلوا نتيجة هجمات الحكومة الشهر الماضي. وقال أحد السكان ويدعى أحمد لمنظمة "آفاز" التابعة للنشطاء: "قاموا بعمليات سطو وتدمير للمساكن بل وأشعلوا النار في بعضها". وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحافيين الخميس أن قوات الحكومة والثوار قاموا بهجمات منذ بدء وقف إطلاق النار الاسبوع الفائت. وقال ايضا ان هناك حاجة لارسال 300 مراقب دولي اخرين لتنفيذ الخطة، وهي عملية تكتنفها مخاطر جمة، اذا ما أخذ في الاعتبار استمرار القتال في عدة مدن وفي ضواحي دمشق. وكان الأسد قد وافق على 250 مراقبا فقط. وقال انه لم يُسمح للمراقبين الستة غير المسلحين الموجودين في سوريا بزيارة حمص. واضاف: "ليس هناك تقدم حقيقي على الارض. وهذا وضع غير مقبول بالمرة".
وحسب خطة أنان ذات النقاط الستة، فإن من المفروض ان يتمتع المراقبون بحرية الحركة في المناطق. كما تدعو الخطة الى السماح للمنظمات الانسانية بمعالجة الجرحى والمشردين، وان تمنح تأشيرات للصحافيين الاجانب، وان يطلق سراح السجناء السياسيين وعدم اعتراض التظاهرات.
لكن هذه الامور كلها تبدو بعيدة المنال. وقد أصدر اللواء مصطفى أحمد الشيخ، قائد الجيش السوري الحر، الذي يعتقد ان مصير خطة وقف اطلاق النار هو الفشل، شريط فيديو يوم الخميس دعا فيه الى "ائتلاف عسكري بين الدول الصديقة" للقيام بهجمات ضد المنشآت الحكومية. غير انه يبدو ان اقناع القادة الغربيين المترددين الذي يتطلب نجاح هذه الحملة استخدام

قواتهم العسكرية، بعيد الاحتمال جدا. وقال مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما الاميركية جوشوا لانديس لمجلة "تايم" امس الخميس ان "المشكلة هي ان هناك احتمالا بان تصبح سوريا عراقا اخر. فنحن نستطيع ان نقتل الاسد وندمر قواته العسكرية، وهذا هو الجزء السهل من المهمة. لكن ماذا بعد ذلك؟ عندها سنجد أمامنا دولة منهارة".
ويظل العديد من النشطاء يحذرون من أن الأسد يجر القادة الغربيين والعرب الى مفاوضات مطولة لمواصلة اجراءاته المتشددة. وقد صرح ضابط متقاعد من الخدمة في الجيش السوري هو اللواء عقيل هاشم لمجلة "تايم" في باريس حيث يعيش في المنفى انه "ليس هناك من يثق بالخطة، او يؤمن بنجاحها. فالنظام ظل لفترة طويلة يستخدام وسائل الخداع والكذب واستغلال كل شيء".
وكان هاشم قد تخلى عن عضويته في المجلس الوطني السوري الشهر الماضي بسبب رفضه المطالبة بتدخل عسكري دولي. ويقول انه يعتقد ان التدخل العسكري سيكون ضروريا في المستقبل. "الشيء الوحيد الذي يقوم به النظام هو شراء الوقت، وهو يعتقد انه خلال هذا الوقت سيجد وسيلة لانهاء الثورة. ولكن النجاح لن يكون حليفه. فهذه ثورة لا عودة عنها".
ومع تصميم الأسد على القفز فوق الثورة، فان القادة الغربيين والعرب ليست لديهم مساحة كافية للمناورة – ولا قيادة واضحة بينهم تذكر. وفي خضم الثورة الليبية العام الماضي، رفع نيكولا ساركوزي لواء التدخل العسكري الدولي. وبعد مرور ثلاثة عشر شهرا فان الرئيس الفرنسي يواجه احتمال ان يفقد منصبه قبل الاسد، على ضوء استطلاعات الرأي التي توحي بأنه سيخسر سباقه الرئاسي. ومن المقرر ان تبدأ جولة الانتخابات الرئاسية الفرنسية يوم الاحد، والجولة النهائية في 6 مايو.
وفي غياب القصف، فان التهديد الاخر الواضح "او غيره" ضد الاسد ينصب على عقوبات اقتصادية أشد. فقد اوقفت عقوبات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الكثير من الاعمال التجارية غير الاساسية، وبينها تعليق حازم للتحويلات المصرفية السورية عبر نظام "سويفت" البلجيكي، الذي يتحكم بمعظم التحويلات العالمية. وكدليل على ان العقوبات بدأت تؤتي مفعولها، قال تجار الذهب في دبي لوكالة "رويترز" يوم الاربعاء ان سوريا تحاول الحصول على النقد عن طريق بيع سبائكها الذهبية التي تقدر بـ1.36 مليار دولار. كما ان من المعتقد ان يكون الاسد قد خسر عوائد من صادرات النفط تساوي حوالي 400 مليون دولار. ووفقاً لـ"رويترز" فان معظم النفط السوري كان يشحن الى اوروبا قبل عقوبات الاتحاد الاوروبي التي حجبت التجارة في نوفمبر الماضي.
واضافة الى ما تقدم، فان عقوبات اقتصادية أشد يمكن ان تعض بأنيابها بشدة اكثر على سوريا الفقيرة، مثلما حدث عندما جفِفَت مصادر العراقيين بموجب الحظر الدولي في التسعينيات، الذي قلل كثيرا من الواردات. ويقول لانديس انه اذا فرضت عقوبات مماثلة على سوريا "فإن الشعب سيلحق به أذى شديد، وقد لا يسقط النظام بالضرورة".