رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلوك الحجاج ينعكس على صورة مصر في الخارج ..وننسق مع المملكة للسماح بالدخول للدوائر الجمركية

مجدي شلبي رئيس اللجنة
مجدي شلبي رئيس اللجنة العليا للحج

أجرت الحوار - منال رضاوي:

في هذه الأيام من كل عام، ومع حلول النسمات المباركة لأيام ذي حجة، تهفو قلوب المسلمين إلى البقاع المقدسة، وإن كنت سعيد الحظ من بين هؤلاء المتلهفين، ومكنتك الظروف من شد الرحال لأداء مناسك الحج، فإنك بالتأكيد ستتمنى أن تسير الأمور على أفضل وجه، وأن تسير الرحلة المرتقبة بأحسن حال مُمكن.

المُتابع للمواسم الماضية للحج سيقف كثيرًا أمام المشاهد المُعتادة التي تبرز في كل عام، فمشهد افتراش المطارات لا يُمكن أن يمر مرور الكرام، وتأخر التأشيرات كان دومًا من المشكلات التي يشكو منها الحُجاج كثيرًا، ويأمل كل منهم أن تُذلل كل العقبات التي يصادفونها خلال زيارتهم المُكرمة ذات المعاني الدينية والروحانية العظيمة.

كثيرة هي الأسئلة التي تراود المُهتمين بملف حج بيت الله، عن التطور الذي يشهده موسم الحج الذي نحن بصدده، ولن نجد من يملك إجابات لكل تلك التساؤلات أفضل من مجدي شلبي، رئيس اللجنة العليا للحج بوازرة السياحة، الذي كشف في حواره لـ"الوفد"، السياسة الجديدة للجنة لضبط أداء الشركات السياحية، ولضمان إنجاز موسم حج ناجح ومتميز، فضلًا عن الأساليب والضوابط التي فرضتها وزارة السياحة في هذا الملف.

في البداية سألناه

ماهو الدور الذي تقوم به اللجنة العليا للحج؟

-  دورها هو التأكد من الالتزام التام من جانب الشركات السياحية بتطبيق الضوابط الخاصة بالحج، التى أقرتها وزارة السياحة على الشركات، وإن وُجدت ثمة مخالفة مُستجدة مُخالفة للمعايير، تقوم اللجنة بتطبيق الجزاء المناسب على الشركة، وأيضًا اللجنة هى المسئول الأول عن حل كافة المشكلات التى يُمكن ان تُواجه الشركات السياحية أوالحُجاج خلال موسم الحج أوالعمرة، إضافًة إلى أن اللجنة العليا تسيرعلى خطى المحاكم،  فالقرارات التى تصدر عنها هي قرارات مُلزمة وباته على كافة الشركات السياحية.

متى تحديدًا انطلقت اللجنة العليا للحج؟

- اللجنة العليا للحج موجودة منذ سنوات، ولكن يُمكن أن نؤكد على أنها بدأت في الظهور بوضوح هذا العام، ويرجع ذلك الى التوافق والانسجام الشديد بين أعضاء اللجنة، خاصًة أنها لجنة غير دائمة، يتم اختيارها وفقًا للغرفة السياحية أو غرف تسيير الأعمال.

وما هي أسباب التوافق بين أعضاء اللجنة؟

- يرجع ذلك الى التوافق بين القيادات الجديدة للوزارة وأعضاء اللجنة العليا، إضافًة إلى صواب القرارت التي يتم اتخاذها، وذلك لأن القيادات الموجودة حاليًا هى قيادات قانونية أكتر منها أي توصيف آخر، فتكون القرارات مُتخذة على أساس  قانونى.

وهل كان لوزيرة السياحة دورًا فى هذا التوافق؟

-  بالطبع، أعطت الوزيرة الدكتورة رانيا المشاط اللجنة العليا للحج اختصاصات واسعة وهامة، وهو ما يُعد سابقة، فلم يسبق وأن تمتعت اللجنة بهذا النطاق الواسع للحركة، إضافة الى أن "المشاط" سمحت لنا باتخاذ القرارات بحرية كاملة، من دون الرجوع إليها، وهو ما ساعدنا في سرعة التحرك لعدم وجود قيود تمنع اتخاذ القرار قبل موافقة الوزيرة عليه.

ماهي المشكلات التي تواجه المُعتمر أو الحاج عادًة؟ وكيف تتعامل اللجنة لتذليلها؟

- تحرص اللجنة العليا على وجود عدد من مُمثليها بميناء نويبع، في انتظار الحُجاج القادمين برًا عبر الحافلات الخاصة بالشركة المُتعاقد معها لإيصالهم لآداء مناسك الحج، ودور هؤلاء هو التأكد من عدم تعرض الحجيج لأية مشكلات، وحال وجودها العمل على حلها، فعلى سبيل المثال إذا تعطلت الحافلة التي تقلهم يتم التعامل فوريًا بتوفير حافلة بديلة.

وفي حالة تغيب المشرف المسئول عن مُتابعة الحُجاج، فإن اللجنة تشرع فورًا في عمل محضر للمشرف، وإبلاغ غرفة العمليات الموجودة في الوزارة، التي تقوم بدورها بمخاطبة الشركة المسئولة وتُلزمها في الحال بتوفير مُشرف آخر، يتوجه إلى ميناء نويبع لاستكمال الرحلة مع الحجاج.

وبعد نقطة الوصول إلى "نويبع"، تشد قافلة الحج البري الرحال إلى خليج العقبة، وهنا تنتظرهم لجنة أخرى للاطمئنان على سلامتهم، بعدها يتوجهون إلى حدود الأردن، حيث تنتظرهم لجنة ثالثة مماثلة، يعقبها توجههم إلى الأراضي السعودية، ليكون في استقبالهم اللجنة المُكلفة بالإشراف والمرور اليومي على حُجاج الشركات السياحية، للتأكد من التزام الشركات بتنفيذ البرامج المتفق عليها مع ضيوف الرحمن، واستقبال أي شكاوى منه، والتأكد أيضًا من أن الفندق المُتفق عليه لتسكين الحجاج هو نفسه الفندق، ولم يتم تغييره، أو النزول لدرجة أقل منه.

هل ترى الإجراءات المُتبعة والمُتخذة كافية لنجاح الموسم ومروره دون أي عقبات؟

-  بكل تأكيد، فإذا ما عُدنا إلى موسم العمرة هذا العام يُمكننا أن نلمس أنه كان ناجحًا جدًا، تخلصنا فيه من سلبيات عديدة فرضت نفسها فى الأعوام السابقة، ومنها على سبيل المثال افتراش الأرض، والازدحام فى المطارات، والسوق السوداء للتأشيرات، فضلًا عن المشكلات التي تتعلق بالفنادق من حيث التصنيف، وأساليب تسكينها، وهو ما كان السبب فى توقيع عقوبات على نحو 280  شركة العام الماضى لمخالفتها الضوابط الخاصة بالسكن، ويُعد موسم العمرة هذا العام مُتميز لم يحدث فيه أي ظواهر سلبية، وما حدث كان بعض المشكلات الفردية تمت السيطرة عليها والتعامل معها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة الشركات المخالفة، وهى السياسة التى انعكست بإيجابية على استعداد وزارة السياحة واللجنة العليا للحج والعمرة للخروج بموسم ناجح.

هل تلقيتم أي شكاوى أو اعتراضات من قبل الشركات السياحية على الضوابط الخاصة بالحج؟

-  الضوابط التى أقرتها وزارة السياحة لا يُمكن وصفها بالتشدد، ونحن نتخذ إجراءات جادة لمراقبة تطبيق المعايير المُعلنة ومدى التزام الشركات السياحية بها، وفى حالة اعتراض أي من الشركات السياحية المُخالفة للضوابط على الجزاء الموقع عليهم فيمكنها التظلم، وإن كانت تمتلك أسباب ومُبرارات قانونية فإن اللجنة تُعيد النظر في الأمر، أما إذا ثبت أن المُخالفة التى فرضت عليها صحيحة فسوف يتم تأييدها دون جدال.

وماهى المخالفات التى تقوم بها الشركات السياحية ؟

- تتنوع طبيعة المُخالفات فمنها أن تقوم الشركة على سبيل المثال بتغيير برنامج الرحلة، فالشركات تتقدم لوزارة السياحة قبل موسم الحج والعُمرة ببرنامج مُحدد للرحلة إلى الأراضي المقدسة، فإذا تغير البرنامج دون الرجوع إلى الوزارة تتعرض الشركة للمسائلة والجزاء، وعلى سبيل المثال فإن بعض الشركات تقوم بتبديل الفندق المتفق عليه مع الحاج بفندق آخر، وهذا يُسمي تعديل دون إخطار الوزارة، فتبدأ حينها لجان المراقبة بالتعامل مع الأمر وتفرض مخالفة على الشركة.

ماهي المشكلات التي تغلبتم عليها في موسم العمرة هذا العام؟

-  شركات السياحة تعي جيدًا الجهود التي بذلناها للتخلص من كافة المشكلات التي تعرضوا لها خلال الأعوام الماضية، فقد عملنا على منح المعتمرين والحُجاج المزيد من التسهيلات، مثل توسيع نطاق حركتهم في مناطق الشعائر المقدسة، خاصًة مع تطبيق شبكات الاتصالات السعودية نظام المسار الإلكتروني للحج، الأمر الذي دعمنا به شركات السياحة المصرية خلال شهر رمضان الماضي، بما يساهم إيجابيًا في إنهاء الشركات لإجراءات الحج مُبكرًا مُقارنةً بالأعوام الماضية، فضلاَ

عن استصدار الشهادة الصحية للتأكد من سلامة الحجاج، بمختلف مستوياتهم سواء الحجاج بريًا أو اقتصاديًا، كما قمنا بوضع توقعات لمشكلات يُحتمل حدوثها، ووضعنا سيناريوهات مُسبقة لحلولها قبل وقوعها.

وماهي الإجراءات التي استحدثتها اللجنة العليا للحج ولم تكن موجودة من قبل؟

- هناك الكثير من الإجراءات المُستحدثة، منها تكثيف اللجان التي تهدف إلى الاطمئنان على راحة الحُجاج وسلامتهم، كما تم الاتفاق مع المؤسسات الأهلية بالسعودية على عمل لجنة مُشتركة بين وزارة السياحة والجانب السعودي، تكون مهمتها التجول على المخيمات في "عرفات" وفي "منى"، للتحقق من أن المُطوف مُلتزم بتطبيق الاتفاق الذي تم بينه وبين الشركات السياحية، ولو ثبت أن المُطوف لم يلتزم بتنفيذ عمله على أكمل وجه طبقًا للتعاقد معه، تقوم اللجنة المُكلفة من الجانب السعودي بفرض مُخالفة على المُطوف، وتوقيع الجزاء عليه.

فنحن نحاول جاهدين أن نحصل من الجانب السعودى على تصريحات تسمح للجنة العليا للحج بالتواجد داخل الدائرة الجمركية، لكى يُمكننا أن نرى الحجاج ونتعامل معهم، فحتى الآن مسموح للجان الوقوف خارج الدائرة الجُمركية فقط لا غير.

هل اللجنة العليا متواجدة طوال العام أم فى موسم الحج والعمرة فقط؟

-  اللجنة العليا موجودة في حالة طوارئ بصفة دائمة في موسم الحج والعُمرة، وتكون مُستمرة دائمًا لحين إعادة تشكيلها على حسب الوضع القائم بالنسبة لغرفة الشركات، أو انتخابات الغرف السياحية، وبناءًا عليه يتم إعادة تشكيل اللجنة العليا من جديد.

وممن تتكون اللجنة العليا للحج؟

- تتكون اللجنة العليا للحج من ممثلين لوزارة السياحة وغرف الشركات السياحية وممثلين للجهات الرقابية فى الدولة والمستشار القانونى لوزارة السياحة.

 

حدثنا عن عدد التأشيرات التى صدرت هذا الموسم ؟

- تم تخصيص 36 ألف تأشيرة حج لوزارة السياحة هذا العام، تنافس عليها 120 ألفًا و810 مواطن، وكان إجمالى عدد المواطنين المتقدمين لبرامج الحج السياحى "5 نجوم" 11672 مواطن، فيما بلغ عدد المتقدمين لبرامج "4 نجوم" 8409 مواطن، ولـ"الاقتصادى" 52407 مواطن، ولـ"البرى" 480322 مواطن.

وعن الشركات، فكان إجمالى عدد الشركات المتقدمة لتنظيم برامج الحج 1902 شركة، منها 263 شركة لبرنامج الخمسة نجوم، و203 شركة لبرنامج الأربعة نجوم ، و775 شركة للبرنامج الاقتصادي، و661 شركة للحج البرى.

ماهى النصائح التى يمكن أن توجهها للحجاج فى الأراضى المقدسة؟

الابتعاد عن الزحام وأماكن التجمعات، مع الالتزام بمراعاة النظم والقواعد الأمنية داخل الحرميين الشريفين والموانئ البرية والبحرية والامتثال إلى تعليمات أفراد الأمن السعودى، وكذا رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وعدم الدخول فى جدال أو نقاش معهم، وتطبيق النصائح التى حددتها وزارة الصحة للوقاية من الأمراض والأوبئة.

هل لدى اللجنة العليا للحج خط ساخن لشكاوى المواطنين؟

- بالطبع، فقد شكلت الوزارة غرفة عمليات لمتابعة الحجاج والعمل على راحتهم، والإبلاغ عن أى مُشكلات أو مُخالفات فى الحج، وتعمل هذه الغرفة على مدار 24 ساعة يوميًا لخدمة الحُجاج، والرد على استفسارتهم، وتلقى الشكاوى، وذلك من خلال أرقام هاتفية تم الإعلان عنها على موقع الوزارة.

بالنسبة للنقل البحري

..كيف يتم التأكد من قُدرة العبارات والسفن وسلامتها وكفاءة عملها قبل نقل الحجاج؟

- نحرص دومًا على التأكد من سلامة وسائل النقل البحري، فبالنسبة للقُدرة على الإبحار يُرجع فيها إلى هيئة السلامة البحرية التي تقوم بدورها بعملية التفتيش المفاجيء على عبارات الرُكاب والمرور على ماكينات التشغيل ومعدات السلامة والإطفاء، كما نتأكد من استعداد العبارات على التعامل مع الطوارئ والأحداث المختلفة في البحر، وذلك حفاظًا على الركب وانتظام الملاحة البحرية.

هل هناك دروس مستفادة أخرى من موسم العمرة للخروج بمواسم أكثر نجاحًا فى المستقبل؟

- لقد ثبت لنا أن العمل وفق قواعد مدروسة لا تخلو من المرونة أمر بالغ الأهمية، فقد تسبب التكدس والإقبال على عمرة رمضان فى أزمة، كان يُمكن تداركها بتخفيض أعداد المُعتمرين فى شهرى رجب وشعبان، ليكن الفارق لصالح راغبى العمرة فى رمضان، وهو ما ينعكس على الأسعار وسهولة الإجراءات وكفاءة الخدمة، وبالتأكيد سنراعي ذلك فى المواسم القادمة.

يُعاب على المصريين أداء مناسط الحج بعشوائية على عكس أبناء البلاد الأخرى ..كيف يتم التعامل مع ذلك؟

 - الحج هو فريضة تؤدى وسط ملايين من المسلمين، ووسط العديد من الدول الإسلامية، وكلما ظهرنا بالمظهر اللائق والمناسب لبلادنا، كلما أثبتنا أننا شعب متقدم وواع لهذه الشعائر، وهو أيضًا نوع من الترويج السياحي أمام الدول المشاركة في موسم الحج، فيجب على الحجاح المُحافظة على شكل مصر أمام الدول الأخرى، والالتزام بالتعليمات التى فرضتها عليهم الدولة.