رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هلّت ليالى العيد

بوابة الوفد الإلكترونية

أعد الملف - اسلام أبو خطوة .. اشراف: نادية صبحى

 

مع ميلاد هلال ذى الحجة تهب نسائم عيد الأضحى أو «العيد الكبير» كما يطلق عليه الكثيرون.. ولأن الأضحية وتوزيع اللحوم هى السمة الأشهر فى هذا العيد، حيث يطلق عليه كثير من المصريين اسم «عيد اللحمة».

ولكل بيت مصرى طقوسه الخاصة فى هذه الأيام.. وتلك الطقوس تختلف من بيت لآخر وتختلف من الدلتا إلى الصعيد وبالطبع تختلف من دولة إسلامية لأخرى.. هذه الاختلافات فى الاستعداد لاستقبال العيد رصدنا فى هذا الملف حكايات الأضحية منذ أول أضحية عرفتها البشرية وحتى الآن.

كما رصدنا أيضاً حكايات طبق الفتة والرقاق الأشهر تناولاً على المائدة المصرية فى عيد الأضحى.

 

10 نصائح لشراء الأضحية

 

يحرص المسلمون على شراء الأضحية مع قدوم كل عيد أضحى اقتداء بقصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، سواء كانت ضأن «خروف» أو ماعز، أو بقرى وهناك 10 نصائح يجب الالتزام بها لشراء الأضحية هى:

> يجب أن يعتمد المشترى على مكان معروف لشراء الأضحية والابتعاد عن الأماكن المجهولة، فكثيرًا من معدومى الضمير يطرحون الأضحية بسعر أقل من المعروف مقابل عدم دقة الميزان.

> يفضل شراء الأضحية من الجزار الذى اعتدت على شراء اللحوم منه لضمان مصدره، حتى ولو كان بسعر أعلى من المعروض فى الأماكن الأخرى، لحماية نفسك وأبنائك والمواطنين الذين يتم توزيع عليهم الأضحية من مرض حمى القلاعية.

> حال شراء الأضحية لابد على المواطن ملاحظة «لية» الخروف فيجب تكون صغيرة لتحصل على أكبر كمية من اللحوم الحمراء الصافية، فوزن «اللية» كله دهون، وهى أرخص بكثير من اللحوم الحمراء.

> يجب عند شراء الأضحية أن يكون بالوزن وحال عرض البائع تأجيل ميعاد الوزن فيجب بالرفض، فكثير من الباعة ما يقومون بتعطيش الخروف ثم يشربه الماء مما يزيد من الوزن عند الميزان، فيجب أن تزن الخروف فى أى وقت حتى لا تسمح بالتلاعب.

أما عن الوزن المثالى للخروف فهو 80 كيلو جراماً، ويبدأ سعر الكيلو جرام للخروف من 65 إلى 67 جنيهًا سعره يتراوح بين 5200 إلى 5360 جنيهًا، وتضاف إليه 200 جنيه تكلفة الذبح، وهناك بعض الأفراد تغالى فى سعر الذبح فلا تسمح لأحدك باستغلالك، ويختلف الماعز عن الخروف، فمتوسط الوزن المناسب 60 كيلو جراماً، وسعر الكيلو يتراوح بين 67 إلى 70 جنيهًا للكيلو حى وإجمالى سعره يتراوح بين 4000 إلى 4200 جنيه، وتضاف إليه أيضًا 200 جنيه تكلفة الذبح.

> يجب أن تركز على حيوية الخروف وصحته وملاحظة لمعان عيونه وألا يكون بها احمرار أو اصفرار، والتأكد من صحة الخروف من خلال صوفه لا يمكن اقتلاعه بسهولة، والتأكد من عدم وجود إفرازات على مستوى الأنف والفك، واحذر من الخروف الذى يدور حول نفسه فهذه علامة على الجنون.

> شروط شراء الأضحية أن يكون وزن العجل لا يقل عن 400 كيلو جرام فكلما انخفض وزنه لا يستفاد بشكل أفضل من الوزن، العظم فى هذه الحالة يشكل النسبة الأكبر.

> مراعاة أن تكون الأضحية شكلها مثالى وألا تكون بطنها كبيراً جداً لها «كرش كبير» فهذا يقلل الجدوى الاقتصادية منها ولا يكون لها لحم كثير مثل غيرها من الأضاحى.

أما عن باقى الشروط فتكمن فى عدم شرط أن يكون لون العجل البقرى أحمر كما يزعم بعض الأشخاص أن العجل الأحمر هو العجل البلدى المناسب لكن من الأفضل اختياره على المعايير السابقة، وأخيرًا كن حذرًا من التعامل مع الأشخاص الذين يدعون الجزارة، على طريقة «بوحة» فى الفيلم السينمائى الشهير الذى يحمل نفس الاسم فهؤلاء من الممكن أن يهدروا كمية كبيرة من اللحوم مما يضرك، والأفضل انتظار الجزار حتى ولو لبعض الوقت فمن الممكن أن تذبح فى اليوم الأول أو الثانى حتى رابع أيام العيد.

 

بائعو الأضاحى: الحال واقف.. والمبيعات 30٪

 

حالة من الضيق سادت بين بائعى الأضاحى هذا العام بسبب حالة الركود وعدم إقبال الأهالى على شراء الأضحية. وأشار البائعون إلى أن نسبة الإقبال على شراء الأضاحى هذا العام لا يتعدى 30% مقارنة بالعام الماضى، وقال أحمد سكسوك، بائع ماشية، إن سعر كيلو الماعز 70 جنيهًا والإقبال على شرائه لا يكاد يذكر، بينما سعر كيلو العجول بـ60 جنيهًا، ومتوسط بيعه 40% من قيمة المبيعات كاملة، بينما كيلو الخراف 65 جنيهًا.

وأضاف أن سبب ارتفاع أسعار الأضحية هذا العام يرجع إلى ارتفاع سعر العلف 5 جنيهات للكيلو، والذرة 6 جنيهات للكيلو، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الأهالى لجأوا إلى الشراكة فى شراء الأضحية بعد ارتفاع الأسعار.

من جانبة قال عباس رشاد، بائع ماشية فى منطقة المهندسين، إن سعر الأضحية يختلف من منطقة لأخرى، فكيلو لحوم العجول بـ65 جنيهًا وفى بعض المناطق الراقية يباع بـ70 جنيهًا، أما عن كيلو الماعز بـ80 جنيهًا، والخرفان 70 جنيهًا.

وأشار «عباس» إلى أن الأسعار رغم ارتفاع أسعار الأعلاف وزيادة تكلفة النقل المواصلات، لكنها لا تزال فى المتناول، ولكن مع الظروف المادية الصعبة للأسر تعد هذه الأسعار فوق طاقته، ففى السنوات الماضية كان سعر الخرفان لا يتعدى 50 جنيهًا ومنها تستطيع كل أسرة شراء الأضحية بحسب إمكانياتها، ولكن الآن نصف الأسر التى كانت تتعاون معه لجأوا إلى الشراكة فيما امتنع آخرون عن الشراء.

 

لحوم بأسعار أقل وصلاحية أقل .. «سوق الترولى».. ملاذ الفقراء

 

فى عيد الأضحى يبحث البسطاء عن سوق «الترولى» فى منطقة المطرية بالقاهرة، الذى يعد ملاذًا لهم للهرب من نار أسعار المحلات، وفور أن تطأ قدماك أرض السوق تجد الباعة على جانبى الطريق، يتسابقون فى عرض السلع، التى لم يتبق عليها سوى أيام قليلة لتفقد صلاحيتها ولهذا تباع بأسعار رخيصة مقارنة بأسعار المحلات.

وبحسب الأهالى المقيمين بالمنطقة فإن سوق «الترولى» مع قدوم كل عيد أضحى يشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين من المناطق المختلفة لشراء اللحوم المعروضة على العربات الخشبية.

يوم السوق يبدأ من الساعات الأولى فجر كل يوم خميس، ويسرع الباعة من أجل حجز مكان مميز داخل السوق، ويتخذون من الحيل ما يمكنهم من جذب الزبائن المترددة على السوق.

وإذا اقتربت من عربات بيع اللحمة تستقبلك من بعيد روائح كريهة تفوح من العربات المتنقلة المحملة باللحوم غير معلومة المصدر، وقال أحد الباعة -رفض ذكر اسمه- إن سعر كيلو اللحمة فى المحلات ما بين 110 جنيهات إلى 120 جنيهاً، فيما يباع فى سوق «الترولى» بـ60 جنيهًا، كذلك الفراخ البلدى فى المحلات بـ40 و45 جنيهًا أما على العربات الكيلو بـ35 جنيهاً.

وأشار البائع إلى أن السوق يشهد رواجًا كبيرًا قبل موسم عيد الأضحى بـ15 يومًا، مقارنة بحالة الركود التى تضرب المحلات لارتفاع الأسعار، فيعد هذا السوق ملاذًا للفقراء، ومصدر فرحة لأبنائهم لتناول اللحوم.

«الحارس ربنا.. نعمل إيه مهو لازم نفرح العيال».. بهذه الجملة استهلت سامية على، ربة منزل، حديثها وقالت إن البسطاء لا يجدون مفرًا أمامهم سوى الشراء من السوق لإسعاد أبنائهم حتى لا يشعرون بالحرمان فى عيد اللحمة.

وأشارت إلى أنها من مقيمى منطقة المرج الجديدة، وتأتى كل أسبوع لشراء اللحوم من سوق «الترولى»، وقالت إن هذا العام شراء المواطنين من الأضاحى قل كثيرًا.

 

طقوس بحرى.. غير قبلى

 

طقوس قضاء يوم العيد يختلف فى محافظات الصعيد عن الوجه البحرى، كما يختلف فى المدن عن القرى.. ففى القرى حرص النساء على الذهاب إلى المقابر قبل أداء صلاة العيد، وبعد خروج المصلين من المساجد يذهبون إلى المقابر لقراءة القرآن على ذويهم ثم يعودون بصحة النساء ومنها يبدأون فى مراسم ذبح الأضحية.

يقسم المضحى أضحيته على منزله أولاً ثم على أقاربه مما يستحقون الأضحية وعلى الفقراء والمحتاجين، وبعدها تبدأ الزيارات العائلية حتى الساعة الرابعة عصرًا، فيما يخرج الشباب والأطفال لقضاء باقى اليوم إما فى الملاهى أو الكافيهات أو السينمات أو الرحلات النيلية وغيرها من سبل الترفيه.

مع ارتفاع الأسعار لجأت كثير من الأسر إلى الشراكة فى شراء الأضحية، فى القاهرة والجيزة والوجه البحرى فيتحايلون على ارتفاع الأسعار.

فى الصعيد تختلف قضاء اليوم، فبعد أداء صلاة العيد يخرج المصلون إلى منازلهم لذبح الأضحية وتوزيعها حسب الشرع، وبعدها يتوجه البعض لقضاء اليوم فى مختلف الأماكن والمتنزهات، فيما يفضل الكثير النوم لحين حلول أذان المغرب فيخرجون لقضاء العيد حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى.

وفى الصعيد أيضاً بفضل الكثيرون إقامة حفلات الزفاف فى أيام العيد دون غيرها من الأيام، وذلك من منطلق الجملة الشهيرة «خلى الفرحة فرحتين»، فيما يحرص الصعايدة المقيمين فى محافظات الوجه البحرى على السفر لمسقط رأسهم لقضاء العيد بصحة الأهل والأقارب، كما يفضل الكثير من أهالى الصعيد السفر للوجه البحرى عند أقاربهم لقضاء العيد فى مختلف الأماكن والمتنزهات.

 

الأضحية.. بكل لغات العالم

لكل دولة إسلامية طقوس خاصة بها، فى عيد الأضحى.

فى المغرب ذبح الأضحية شىء أساسى كل عيد ليس مثل المصريين على حسب

الإمكانيات المادية، بل فى المغرب الأسرة التى لم تضح تصبح سخرية أمام المجتمع وتجلب العار لها ولعائلتها، إذ يقبل بعض المواطنين لشراء الأضحية بالقسط، وآخرون يقدمون على بيع أساسات المنزل من أجل شراء الأضحية.

أما فى موريتانيا والسنغال، يعد ذبح الأضحية نوعًا من التفاخر، إذ يقبلون على شراء الأضحية الضخمة طويلة القرون باللون الأبيض، وبذلك يكون لصاحبها مكانة عظيمة يوم العيد وسط الأهل والأقارب، فيما يحرص آخرون على شراء الأضحية منذ بداية العام ويقومون بتربيتها بعناية والسهر على تسمينها وربطها داخل المنزل إلى يوم العيد، حيث يسود الاعتقاد بأن وجود الكبش بالمنزل يحفظ العائلة من الحسد.

والطريف فى الأمر أن الأهالى فى موريتانيا والسنغال يحددون للأضحية حمامًا أسبوعيًا بالصابون، كما يقبل البعض على تعطيره قبل الذبح، ولكى يصبح بدنك قويًا طيلة العمر عليك أن تأكل الأمعاء والكروش فيمنع أكلها قبل اليوم الثانى للعيد، هكذا يعتقد الموريتانيون، كما أنهم يفطرون على قطعة من الكبد، ويؤكد الفقهاء أن صوم هذه الفترة القليلة من صبيحة يوم العيد يعادل صيام ستة آلاف سنة!

أما فى ليبيا فيبدأ يوم عيد الأضحى بقيام السيدات بتكحيل العين بالقلم الأسود، أو الكحل العربى، ثم تشعل البخور وتنتشر أصوات التهليل والتكبير بالمنزل ليبدأ بعد ذلك ذبح الأضحية.

وفى فلسطين، يتم خلال عيد الأضحى تقديم أطباق اللحم والحلويات على المقابر لموتاهم، قبل الصلاة على أرواحهم، تقديرًا لهم ولمقامهم، وخاصة مقام الشهداء.

وفى الجزائر نجد ما يسمى بـ«مصارعة الكباش»، وهى تعود لمئات السنين حيث يقبل الجزائريون قبل حلول عيد الأضحى، وتحضيرًا لهذه المناسبة السعيدة بتنظيم مصارعة الكباش وسط حشود من المشاهدين، وقبل حلول العيد بيوم واحد واجتماع العائلة من دون الأم، بزيارة حمامات البخار الشعبية تحضيرًا لعيد الأضحى، يطبق المسلمون لعبة «خطف الخروف» حيث يركب الرجال الخيول مسرعين نحو الخروف ومن يلتقطه قبل الآخر يكون هو الفائز بلعبة «خطف الخروف».

ويقبل الأردنيون على توزيع «كعك العيد» بعد صلاة العيد مباشرة، وقبل توزيع لحوم الأضحية، كما يقبل الأردنيون على توزيع الكعك طوال أيام العيد، ويفضلون صنعه بمنازلهم، وينتشر التكبير والتهليل بالمنزل.

أما باكستان فلابد من تزيين الأضحية قبل العيد بشهر كامل، إذ يقدمون على تناول «لحم النحر» وهو الطبق الرئيسى فى وجبة الغذاء على مدار أيام العيد، كما يمنع تناول الحلوى.

ويمتد احتفال الكويتيون بالعيد أسبوعًا كاملًا، حيث يجتمع الرجال فى البيت الكبير بأسرهم وأبنائهم، وبعد ذلك يتم ذبح الأضحية ثم يجتمع الرجال فى الديوان لتناول غداء العيد المكون من اللحم والخبز، كما يتناولون حلوى شعر البنات، وهكذا طوال الأسبوع.

 

لا تأكل أكثر من 250 جراماً

 

قالت لميس مراد، خبيرة تغذية، إن عدداً كبيراً من المصريين فى عيد الأضحى يقبلون على اللحوم بطريقة خاطئة ما يعرضهم للعديد من الأمراض، منها مشاكل فى الهضم والإسهال والقولون، وتعرض الكثيرين للإصابة بمرض النقرس، فضلًا عن ارتفاع الكوليسترول فى الدم ما يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، وقالت خبيرة التغذية: لا بد من توافر عدة أمور خلال تناول اللحوم فى عيد الأضحى منها اختيار نوعيات جيدة من اللحوم الحمراء، مع التأكد من صلاحيته وشرائه من مصدر موثوق فيه، وتحديد كمية مناسبة لتناول اللحوم لا يتجاوز 250 جرامًا لكل فرد، كما يجب تناول اللحوم أكثر من مرتين فى الأسبوع، كما يجب على السيدات طهى اللحوم الحمراء جيدًا.

 

«طبق الفتة».. فرعونى الأصل

 

يرجع طبق الفتة إلى العصور الفرعونية فالفراعنة أول من قاموا بعمل طبق الفتة، أما عن سمم تسميتها بهذا الاسم فيرجع إلى أنها تطهى من «فتات» الخبز مضافاً إليه الأرز وقطع اللحم، وكانت تقام الولائم فى قصور ملوك الفراعنة وتحتل الفتة وسط الموائد حيث اعتبرها ملوك الفراعنة أكلة رفيعة المستوى لاحتوائها على الخبز واللحوم الذين هما أساس الغذاء الصحيح.

أما فى العصر الفاطمى شاع أكل الفتة بشكل كبير وظهرت أشكال عديدة مختلفة فى طريقة تحضيرها، وأضيفت إليها الصلصة لتعطى لها نكهة خاصة، فكان الحكام الفاطميون يذبحون عدد كبير من الذبائح فى أول أيام عيد الأضحى ويأمرون الطهاة بعمل أطباق الفتة وتوزيعها على عامة الشعب احتفالاً بتلك المناسبة.

والآن تعد الفتة وجبة ملايين الأسر المصرية ومحبوبة بشكل خاص لدى كبار السن والأطفال، وتفننت ربات المنازل فى تحضير الطبق فأضافت البهارات للأرز وإضافة السمن إلى فتات الخبز قبل وضعه مع الأرز، كما أضافت الدقة من الخل والثوم والبصل مع الصلصة لتوضع على الأرز مع تزيين طبق الفتة بقطع من اللحوم.

 

«الرقاق».. أكلة العيد الشعبية

 

الرقاق هو الأكلة الشعبية الأكثر انتشارًا فى محافظات الصعيد، فوسط حالة من الفرحة العارمة تتجمع النساء فى ليلة العيد لعمل الرقاق، فى حين تكون تلك المناسبة وسيلة لتلاقى الأرحام. حلقات دائرية تشكلها النساء خلال جلوسهن تتوسطها «الطبلية»، ومن أمامهن أدوات صناعة «الرقاق» منها «النشابة»، وهى عبارة عن ماسورة خشبية رفيعة، وتبدأ السيدات بمزج الدقيق بالمياه ثم قطع العجينة إلى دوائر صغيرة تتراص بجوار بعضها، ثم يتم فرده على «الطبلية» وتسوية حوافه بواسطة «النشابة» الخشبية، ثم وضعه على «المطرحة»، ومن ثم إلقاؤه فى الفرن.

هكذا طريقة عمل «الرقاق» باختصار شديد كما وصفته سماح السيد، ربة منزل، وقالت إن النساء فى الصعيد ينتهزن هذه الفرصة للتقارب فتجهيز الرقاق يتم عبر تجمع عائلى، قد لا يحدث إلا فى ليالى العيد. فيما تختص كل واحدة منهن فى تنفيذ مهمة محددة لتحضير كميات كبيرة من الرقاق لزوم العيد.

وقالت صاحبة الثلاثين عامًا إن إعداد الرقاق قد يكون قبل العيد أو فى اليوم ذاته طبقًا لظروف العائلة وتشارك فتيات الأسرة فى تجهيزه لتعلم صناعته، ومع مرور الوقت يتصبب جميع النساء عرقًا مع وصولهن إلى مرحلة الأخيرة من تحضير الرقاق، على الفور يحضر الأطفال المراوح المتنقلة لمساعدة أمهاتهم لتحضير «الفطير» وتعلو الأصوات بالصياح مع خروج أول رقاقة ويتهافت عليها الأطفال لتناولها.