رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نجـاد .. الخروج من الزاويـة

بوابة الوفد الإلكترونية

أثار خبر زيارة وفد إعلامي مصري لإيران إستغراب الأوساط الشعبية الإماراتية بصفة عامة والأوساط الصحفية والإعلامية بصفة خاصة ، فهذه الزيارة تأتي بعد بضعة أيام فقط من زيارة الرئيس الإيراني أحمدى نجاد الإستفزازية لجزيرة "أبو موسى" المحتلة وما تبعها من تطاول على العرب من نجاد نفسه وبقية أفراد حاشيته ، والتى إستكملت بالإعلان عن تنظيم رحلات سياحية إلى الجزر الثلاث المحتلة منذ أواخر عام 1971 ، وهما "طنب الكبري" و "طنب الصغرى" إضافة إلى "أبو موسى".

منذ عام تقريبا" وبعض وسائل الإعلام في مصر تتحدث عن مخططات إستقطاب إيرانية لبعض الجماعات ، ورصدها لمبالغ مالية كبيرة لإنجاح تلك المخططات ، مثلها مثل المنظمات والأجهزة الغربية التى نثرت مئات الملايين من الدولارات على منظمات وجمعيات المجتمع المدني ، ونبهت أطراف كثيرة إلى الخطورة الكامنة خلف الأجندة الإيرانية ، فهى لا تبحث عن ساسة وأحزاب ونشطاء يؤيدونها ويسوقون لسياساتها ، بل تتعدى كل ذلك إلى المساس بالعقيدة ، وإحداث شرخ في ما إستقر عليه أهلها من إنتماء مذهبي في قلب الأمة وحصنها الحصين ، ويسجل التاريخ الحديث واللاحق لسقوط الدولة العثمانية المهام الكبرى الذي وقعت على كاهل مصر وعلمائها لمواجهة أى مد طائفي لإضعاف أهل السنة والجماعة ، وقد تمثل ذلك في الأزهر الشريف الذي تصدى بكل حزم للتغلغل الممنهج لنظام "آيات الله" خلال العقود الثلاثة الأخيرة  ، مرات عبر حوارات التقارب ، ومرات أخرى عبر رعاية بعض المواقع التاريخية والأضرحة والصرف عليها ، ولكن إيران لم تمل ولم تكل ، فهي صاحبة رسالة تريد أن توصلها لتجد موطئ قدم ، وتريد أن توسع دائرة نفوذها ، فتصنع الأتباع ، سواء بإحياء بعض الطوائف شبه الميتة ، أو بخلق طوابير خامسة ، وقد كشفت عشرات من خلاياها المتحركة والنائمة في مصر وتونس والمغرب واليمن ودول أفريقية عديدة ، وكذلك بين صفوف المسلمين في أوروبا وأميركا وأستراليا ، وربما هي اليوم الجهة الأكثر سعادة بالحالة التى تعيشها مصر ، وأقصد حالة الإنتشاء بالحرية التى تكاد تدوس على الثوابت ، ومعها حالة التغيير الشامل الذي تعيشه "المحروسة" في إداراتها العليا وأجهزتها الأمنية ، فقد إنفتحت ثغرات تمكن البعض من النفاذ عبرها ، وعلى رأسهم الإيرانيون ، الذين قرروا تكثيف حملة الترويج والتسويق لمشاريعهم ، والتى نرى أنها تتكلل اليوم بزيارة لوفد إعلامي كبير يمثل أكثر من 25 مؤسسة إعلامية مصرية ، ومتى؟ في نفس الوقت الذي تدين فيه كل الدول العربية ووسائل إعلامها إيران لتجاوزاتها غير المبررة بحق أراض هي محل نزاع مع دولة الإمارات ، ويقوم أحمدى نجاد

بما لم يقم به غيره من الرؤساء منذ أن وصل "الملالي" إلى السلطة هناك ، ويصر خلال نفس الزيارة على الإنتقاص من قدر العرب ، رغم كل ما يدعيه من حمله لراية المسلمين والدفاع عن قضاياهم وتدمير إسرائيل ، فهو محتل مثل إسرائيل لأرض أثبت التاريخ ومعه الجغرافيا بأنها تتبع دولة الإمارات ، ونسى "نجاد" أن العرب الذين يشتمهم اليوم هم حماة الإسلام لما أكرمهم الله من نعمة حمل الرسالة ونزول كتابة العزيز بلغتهم ، كما أنه تناسى أن "الولي الفقيه" وكل "الملالي" في "قـم" و"مشهد" لا يضع أى منهم العمامة على رأسه ، ولا يتدثر بجبة العلماء إلا إذا كان مجيدا" للعربية نطقا" وفهما" ، ولولا هذا الدين لكان هو ومن معه مازالوا يسجدون للنار !!

نحن لا نخاف على مصر ، وقد قلتها قبل إسبوعين عندما كنت في القاهرة "مصر تبقى هي كما عهدناها ، هي الكبيرة ، وهي الحاضنة للحق العربي والإسلامي ، وهي قادرة على إستيعاب كل المحن ، وتبقى دوما" شامخة ، ويذوب كل شر في جنبات فضائل أهلها وقوتهم وبأسهم" ، وأقولها صريحة لزملاء المهنة الذين ذهبوا إلى طهران في هذا التوقيت " لقد أخطاتم ، وما كنا ننتظر منكم أن تقبلوا بأن يستغلكم نظام "نجاد" ليروج لنفسه بعد أن حشرته أطماعه في زاوية ضيقة ، وهو مستعد لأن يفعل أى شيء ليخرج من أزماته الداخلية ، وليس شق الصف العربي بعيد عن تفكيره"، وقد يقول أحدكم بأن هذة الزيارة قد تم الترتيب لها قبل زيارته لجزيرة "أبو موسى" المحتلة ، ونقول لكم "وإن يكن ذلك ، فقد كان الإعتذار عن الزيارة شيئا" كبيرا"" .. ليـتكم أقدمتم عليه.
----------
رئيس جمعية الصحفيين بالإمارات