عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عمر سليمان.. النفس الأخير فى حياة مبارك

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن ترشح اللواء «عمر سليمان» - نائب الرئيس المخلوع - للانتخابات الرئاسية قراراً مفاجئاً صدر بضغط شعبي دفعه للترشح حسبما يروج، ولكنه قرار سابق للمجلس العسكري تم اتخاذه عشية خلع الفرعون لإعادة إنتاج النظام وبقاء المنصب الرئاسي بيد العسكر.

فحسب مصادر فإن رجل المخابرات الأول في مصر على مدى 20 عاماً لم يقبل المغامرة بالترشح للرئاسة اعتماداً على المجهول أو شعبية زائفة، روج لها المحيطون به، الرجل راح يقدم أوراق ترشيحه للجنة العليا للانتخابات الرئاسية في حماية الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري وهى رسالة ذات مغزى لا يمكن أن تخفى على أحد مهما حاول البعض إنكارها.
«فالجنرال الرهيب» الذي قبل أن يضحى بنفسه ويتقدم الصفوف ويقبل الترقي من منصب مدير المخابرات الى منصب نائب الرئيس لينقذ «مبارك» في أيامه الأخيرة لا يمكن أن «يغامر» ويقبل أن يضحي «برقبته» في حال عدم فوزه، وهو ركن أصيل من أركان الدولة البوليسية التي بناها مبارك على مدى 30 عاماً في مصر.
«سليمان» هو مرشح المجلس العسكري والقوى المحافظة ورجال الأعمال والمؤسسات الأمنية التي تريد أن تستعيد مكانتها وهيبتها بعد الثورة، وبتقدمه «لماراثون الرئاسة» يكون اللعب على المكشوف بين نظام مبارك الذي استعاد زمام الأمور وقرر الدفع بثلاثة من رموزه الى الانتخابات وبين الثوار والشباب الذين عادوا الي نقطة الصفر يوم 24 يناير 2011 بقرار واحد من عمر سليمان.
ويؤكد عبدالله الأشعل - مساعد وزير الخارجية الأسبق والمرشح في الانتخابات الرئاسية - أن تقدم «سليمان» جاء بعد تفاهم كامل بين بعض الدول الخليجية واسرائيل والولايات المتحدة.
واضاف: هى مؤامرة منسقة تماماً وسليمان لم يتقدم للرئاسة إلا بعدما أخذ موافقة «المخلوع» الذي يدين بالفضل له، وبعد الثورة قالت السعودية إن عمر سليمان هو رجلها في مصر ونظام القذافي قال ذلك بالضبط والولايات المتحدة واسرائيل كررتا نفس الشىء، فما الذي يحدث بالضبط؟
يشير المفكر القبطي جمال أسعد الى أن ترشح «سليمان» قرار مسبق من المجلس العسكري بهدف الاستحواذ على المنصب حتى بعد أن يسلم السلطة بشكل صوري في 30 يونيو المقبل خاصة أن قضية الدستور لم تحسم بعد والجيش يريد أن يطمئن على وضعه.
في حين يرى أحمد دراج - القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير - أن ترشح سليمان جاء بناء على تعليمات بعينها لا نعلم إن كانت جهة خارجية أو داخلية، وقال: إنه استكمال لسيناريو الصفقة التي تم الحديث عنها من قبل بين الاخوان والمجلس العسكري ومن المستحيل أن يكون قرار سليمان وليد اللحظة أو أن المسألة لم تكن في الحسبان فكل هذا

كذب، والاخوان المسلمون لا يرغبون في الرئاسة بالفعل ولكنهم يرغبون في ضرب مرشح مثل عبد المنعم أبو الفتوح من ناحية والظهور كفزاعة من ناحية أخرى حتى ينقلوا التصويت في الانتخابات الرئاسية لجهة ثانية فيفوز مرشح مثل عمر سليمان أو عمرو موسى والأول هو الأقرب للمنصب ليستمر النظام كما هو يسيطر الاخوان على البرلمان والحكومة أما الرئيس فيكون لحساب العسكر.
الباحث والكاتب محمد الجوادي، يرى أنه اتفاق امريكي - اخواني - مخابراتي للحفاظ على النظام والمجئ بمرشح لا يعادي أمريكا سواء كان عمر سليمان أو حتى خيرت الشاطر مضيفاً: حسبما سيظهر، فالصراع سيحسم خلال الفترة المقبلة، وستنكشف مفاجآت مدوية بعدما يتضح أن كل مرشحي الرئاسة لديهم جنسيات أجنبية.
ويرفض النائب جمال حشمت القيادي البارز بجماعة الاخوان المسلمين مبدأ الاتفاق بين الاخوان والمجلس العسكري على اقتسام السلطة، مشيراً الى أن ترشح اللواء عمر سليمان في الانتخابات الرئاسية محاولة اخيرة لبقاء نظام مبارك واعادة احيائه، لكن عمر سليمان سيفشل وستكون مهمته ضد الشعب وضد الثورة بكل فئاتها وضد الحرية التي ضحى من أجلها الشعب.
وأضاف: سواء كان مرشح الفلول أو الجيش فعمر سليمان لابد أن يعزل سياسياً ويحاسب، أما أن يعود الى منصب الرئيس فهذا وهم.
ويوضح محمد منصور - مدير مركز الدراسات المستقبلية بمجلس الوزراء - أن المسألة مرتبة تماما قائلا: طالما وصلنا الى هذه النقطة فإن اللعب أصبح على المكشوف وكل الأوراق أصبحت فوق الطاولة ونظام مبارك يدافع عن حياته ورقبة أركانه بكل قوة، وأضاف: بتقدم عمر سليمان نكون رجعنا الى المربع صفر وإلى يوم 24 يناير 2011 ، وكأننا لم نفعل شيئاً، وهى الورقة الاخيرة لنظام مبارك وستكون معركة حياة أو موت.