رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أردوغان وجولات مكوكية للإسراع بالإطاحة بالأسد

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن الجولات الخارجية المكوكية التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان منذ 10 إبريل وبدأها بزيارة الصين غير بعيدة عن التقارير المتزايدة حول أن أنقرة تعد لعمل عسكري وشيك ضد دمشق.

ففي 11 إبريل,  صرح مسئول سعودي بأن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سيلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الرياض في 13 إبريل لبحث الوضع السوري.
وقال هذا المسئول لوكالة "رويترز" إن القضية السورية تأتي في مقدمة جدول مباحثات الملك عبد الله وأردوغان, هذا فيما ذكرت صحيفة "حريت التركية" أن أردوغان سيتوجه إلى الرياض مباشرة وهو في طريق عودته من زيارة رسمية للصين.
وأضافت الصحيفة أن أردوغان سيبلغ العاهل السعودي أن الدول العربية يجب أن تتصدر تنفيذ إجراءات دولية منسقة ضد نظام الأسد بعد نسفه خطة أنان, مشيرة إلى أن أردوغان قد يسافر بعد ذلك إلى موسكو.
ولم يقف الأمر عند ما سبق, حيث أنه لم تكد تمر ساعات على تأكيد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي عدم التزام دمشق بتنفيذ تعهداتها بوقف العنف ابتداء من 10 إبريل, وإلا كشفت صحيفة "ميلييت" التركية عن انتقال المجتمع الدولي إلى مرحلة جديدة في التعامل مع الأزمة السورية تقوم على فتح ممرات إنسانية لإغاثة المنكوبين ولو تطلب ذلك تدخلاً عسكرياً, يرجح أن تلعب أنقرة الدور الأكبر فيه.
وأضافت الصحيفة أن أنقرة تعتبر انتشار أعمال العنف على نطاق واسع في مدينة حلب السورية القريبة من الحدود التركية "خط أحمر" بالنسبة إلى أمنها القومي, ولذا فإنها تعتزم إنشاء "ممرات إنسانية" على الحدود لمساعدة المدنيين السوريين.  
وتابعت أن الجيش التركي سيضمن أمن هذه الممرات التي ستقام في "منطقة عازلة" بين البلدين أو عند الحدود السورية, مشيرة في الوقت ذاته إلى أن عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وجو ليبرمان زارا أنقرة خلال الساعات الماضية ويعتقد أنهما بحثا هذا الأمر مع الرئيس التركي عبد الله غول.
وفي السياق ذاته, أكد نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو أن الهجمات الأخيرة التي نفذها الجيش السوري على المدنيين جعلت مهلة 10 إبريل "غير مجدية".
وأضاف كورو "الهجمات المستمرة أظهرت أن خطة أنان لا يمكن أن تنفذ, ومهلة 10 إبريل باتت بلا جدوى", مشيرا إلى أن مرحلة جديدة ستبدأ اعتباراً من 11 إبريل.
وأشار إلى أن عدد المدنيين الذين يفرون من العنف إلى تركيا تضاعف خلال الأيام الماضية, مضيفاً أن المخاوف تزايدت من أن تدفق السوريين

يمكن أن يزداد بشكل أكبر.
وكان أردوغان هدد أيضا في 8 إبريل باتخاذ "تدابير" في حال لم يوقف النظام السوري أعمال العنف, وفيما لم يوضح أردوغان حينها طبيعة تلك التدابير, إلا أن الصحف التركية تحدثت عن إمكانية إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع سوريا، خاصة في ظل استمرار تدفق اللاجئين السوريين على الأراضي التركية, حيث فاق عددهم 24500.
ولعل ما يضاعف من احتمالات تحرك أنقرة على وجه السرعة لردع نظام الأسد هو إقدام قواته وللمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية على قصف مناطق داخل الحدود التركية, ما أسفر عن سقوط قتيلين وجرح نحو عشرين آخرين.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن إطلاق نار من داخل الأراضي السورية قرب معسكر كيليس للاجئين في إقليم كيليس التركي على الحدود المشتركة أدى إلى سقوط قتيلين سوريين وجرح نحو عشرين آخرين, بينهم أتراك.
وأضافت الوكالة أن إطلاق النار استهدف عددا من الجرحي الذين نقلوا من سوريا, ما أدى إلى مقتل اثنين منهم, موضحة أن هذا الحادث وقع قبل ساعات قليلة فقط من انتهاء مهلة 10 إبريل.
ويبدو أن استمرار تدفق اللاجئين السوريين على تركيا والذين بلغ عددهم حوالي 25 ألفا يدفع أيضا أنقرة للإسراع بالتدخل العسكري ضد نظام الأسد, خشية أن يؤدي انهيار الوضع في سوريا بشكل كامل إلى تفجير موجة من اللاجئين مشابهة للموجة التي تدفق خلالها نصف مليون شخص على الأراضي التركية قادمين من العراق أثناء حرب الخليج في أوائل التسعينيات.
وبصفة عامة, يجمع كثيرون أن رفض الأسد الالتزام بمهلة 10 إبريل لم يترك أمام المجتمع الدولي من خيار سوى التدخل العسكري لوضع حد للأزمة السورية التي تهدد بتفجير المنطقة بأكملها.