رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ضحايا عقاري «الساحل».. ينتظرون الإيواء

بوابة الوفد الإلكترونية

 

تحقيق - إسلام أبو خطوة / إشراف: نادية صبحي

 

قبل أسبوع، استيقظت منطقة الساحل بشبرا على صراخ وأصوات تصدعات تعلو شيئًا فشيئًا.. الأتربة تتساقط على وجوههم لتصيبهم بحالة من الفزع الشديد.. صراخ السيدات تدوى لإنقاذ أرواح الأطفال، وفى لمح البصر حمل الرجال ابناءهم على أكتافهم وهرعوا إلى السلالم.. وقتها كانت عقارب الساعة الى الخامسة و25 دقيقة  فجر يوم 2 يوليو الماضى حينما، سقط العقاران 36 أ، و36ب، شارع الزهرية بمنطقة شبرا.

ومر أسبوع على الواقعة، ولايزال سكان العقارين المنكوبين يذوقون العذاب ألواناً وجوه بائسة، أجساد منهكه ظلت أسبوعاً كاملاً فى الشارع.. هكذا حال المتضررين وعددهم 12 أسرة خسروا ما يقرب من 8 ملايين جينه، ضاعت تحت الأنقاض، فيما بقى السكان فى الشارع، يتلقون الدعم من الجيران بتوفير الفرش للنوم عليه بجوار منزلهم المهدوم، والقليل منهم ذهب للإقامة مع اقاربهم لحين تدبير سكن بديل.

والتقت «الوفد» بعدد من المتضررين، وقال أحمد على موسى، محام وأحد المتضررين: إن العقارين المنهارين ملك لشخص يدعى منير رسمى فهيم والذى بدأ منذ 3 أشهر فى أعمال الحفر لبناء برج ثالث بجوار العقارين المنكوبين ومع مرور الأيام شعرنا بحدوث تصدعات للجدران وتشققات داخل الشقق للعقارات 36أ، 36 ب، و34، وأبلغنا صاحب العقار فلم يهتم، وقبل وقوع الحادث بيوم جاء صاحب العقار وأخبر السكان بأنه سيحضر لهم خبيرًا هندسيًا لتقييم الوضع.

«صاحب البيت من زمان كان عاوز يطردهم».. يكمل «موسى» حديثه، وقال إن بعض السكان حرروا عقود تمليك والآخرين مقيمين بنظام الإيجار القديم، وبعد انهيار العقارين انتهى بهم الحال الى تحرير محضر وحرر ضد صاحب العقار و2 مهندسين ومقاول وجميعهم تم حبسهم على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.

 

تشريد

أم سعيد، سيدة فى العقد الرابع من عمرها، تروى تفاصيل الحادث، وقالت إنها كانت نائمة بصحبة أولادها، إلا أنها شعرت بالأتربة تتساقط على وجهها، وعلى الفور أيقظت ابناءها للهرب من الموت وحمل كل منهم اولاده على كتفيه وهرعوا إلى السلالم، فما أن خروجوا جميعهم من المنزل حتى إنهار.

«فلوسنا راحت ومستقبل عيالى ضاع».. تكمل «أم سعيد» حديثها ودموعها تتساقط على وجهها مؤكدة مر أسبوع منذ الحادث لم يحددوا مكانًا يأويهم سوى منزل شقيقتها، وتقول: قضينا ليلة على الأتربة بجوار العقار المنهار ولكن الخوف على الأطفال دفعنا للانتقال لمنزل شقيقتى لحماية الأطفال من اللصوص وأعين المارة.

خسائر تقدر بمئات الآلاف تكبدتها «أم سعيد» فى الحادث ولم تعلم مصيرها، فبعد أن عرضت الحكومة عليها شقة قى مدينة بدر وجدتها خالية من المرافق و لا تصلح للاستخدام الآدمى، مشيرة إلى أنه فور وقوع الحادث كافة القيادات الأمنية والتنفيذية حضرت لمكان الواقعة وتحدثوا معهم لمعرفة احتياجاتهم.

وتابعت: «حتى لو نقلنا لشقة بره، هنجيب منين تمن الفرش والأجهزة الكهربائية.. الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ، وجميع أموالنا كانت فى الشقة وضاعت مع انهيار العقار».

 

عريس مع وقف التنفيذ

ظل طيلة السنوات الماضية يكد ويسعى وراء تحقيق حلمه بالزواج من محبوبته، مارس العديد من المهن الشاقة وتنقل بين البلدان حتى استطاع جمع المال الذى يمكنه من إتمام الزواج، وحدد يوم 26 من الشهر القادم لتكون ليلة العمر له.. محمود حسين، أحد المتضررين من حادث حى الساحل، وقال إنه فقد كل أثاث شقته الذى يزيد سعره على 40 ألف جنيه فضلاً عن ضياع تحويشة عمره التى جمعها خلال سنوات عمرة التى قضاها فى الشقاء، وقال حاليًا لا أملك سوى الملابس التى ارتديها منذ وقوع الحادث.

وحول الخطوات التى يتخذها الأيام المقبلة لفرحة رد قائلاً: أنا لا حول لى ولا قوه وكل شىء نصيب فإن لم تصبر خطيبتى على البلاء وتنتظر معى سنين أخرى لتعويض خسارتى فأتمنى لها السعادة مع غيرى.

 

على نفقة الجيران

فيما قالت زوجة إبراهيم حسين، إنها افتقدت كل مصاغها و«تحويشة العمر» داخل الشقة التى انهارت، وحاليًا تعتمد هى وأسرتها المكونة من 3 أفراد على معونات الجيران فى المأكل والملبس وتوفير الاحتياجات للنوم لحين استلام شقة تكون آدمية.

وأشارت إلى أن الشقة التى وفرتها الحكومة غير مناسبة ولا يتوافر فيها الخدمات، ولهذا رفض جميع المتضررين استلامها.

 تصمت صاحبة الثلاثين عامًا للحظات وتدخل فى نوبة بكاء وتعود قائلة: مش عارفة أعمل إيه علشان أضمن مستقبل ولادى بعد ما بقينا فى

الشارع ولا جوزى يعمل إيه لو ساب المنطقة وشغله ورحنا فى منطقة بدر.. مش بنام من الخوف، وجوزى بيفكر فى السفر بره بس مش عارفين نجيب منين فلوس.

 

النيابة تواصل التحقيق: الانهيار بسبب الحفر لبناء عقار جديد

أمر المستشار حسن عادل، رئيس نيابة الساحل، بالتحقيق فى ملف الأرض المجاورة للعقار المنهار بمنطقة الساحل، والتى رجح مسئولو الإسكان أنها سبب فى الانهيار، وتحفظت النيابة على ملف العقار خشية التلاعب فيه.

وطلبت النيابة من هيئة الرقابة الإدارية التحريات اللازمة حول انهيار  العقار، كما قررت تشكيل لجنة من وزارة الإسكان، وكلية الهندسة لوضع التقارير اللازمة.

وحجزت النيابة 4 متهمين هم: أصحاب قطعة الأرض المجاورة للمبنى المنهار أمس بعد حفرهم لإنشاء مبنى وهو ما تسبب بانهيار العقار بالمنطقة، وذلك لمدة 24 ساعة لحين ورود تحريات المباحث بشأنهم.

وفتحت نيابة الساحل تحت إشراف المستشار محمد المنشاوى، المحامى العام الأول لنيابات شمال القاهرة، تحقيقا فى الواقعة، وقررت بانتداب لجنة هندسية من حى الساحل وشبرا لمعاينة العقارات المجاورة للعقارين المنهارين، واستعلمت النيابة عن وجود مصابين فى الانهيار.

واستمعت النيابة لأقوال عدد من المتضررين من انهيار العقارين بالمنطقة، والذين أكدوا فى أقوالهم أمام النيابة انهم شعروا بانهيار العقار فى حوالى الساعة  السادسة صباحًا، وعلى الفور أخلوا العقار بالنزول قبل انهياره بدقائق خوفًا على حياتهم، ومن المقرر أن تستمتع النيابة إلى أقوال أصحاب العقارين بعد تحرير محضر لهم بقسم الشرطة صباح اليوم لتحديد موقفهم القانونى.

وكشفت المعاينة الأولية للنيابة فى حادث انهيار أن سبب الانهيار حفر كان يتم لبناء مبنى بجوارهما ما أدى لسقوطهما بسبب أن المبانى قديمة، كما قررت النيابة إخلاء أحد العقارات المجاورة من السكان خشية سقوطه.

 

طلب إحاطة فى البرلمان

وفى البرلمان قدم النائب أحمد زيدان، عضو مجلس النواب عن محافظة القاهرة، طلب إحاطة للدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، وعاطف عبدالحميد محافظ القاهرة، بشأن انهيار العقارات فى حى الساحل بمحافظة القاهرة.

وأضاف «زيدان» فى بيانه الذى أصدره أن سقوط عقارين بحى الساحل تسبب فى تأثر عدد من العقارات المجاورة لهم بالانهيار، مطالبًا الأجهزة المحلية بالعمل على إيجاد حلول سريعة لإنهاء أزمة العقارات الآيلة للسقوط.

رخصة بناء

أعلن الدكتور مجدى الشريف، رئيس حى الساحل بالقاهرة، أسباب حادث انهيار العقارين، وقال إن أعمال حفر لإنشاء عقار جديد مجاور للعقارين تابع لمالك العقارين المنهارين السبب.

وأضاف رئيس حى الساحل خلال إحدى مداخلاته التليفزيونية، أن العقار الجديد الذى يشهد أعمال الحفر حاصل على رخصة بناء من الحى، وفقا للاشتراطات والتى من بينها وجود مهندس استشارى للإشراف على عملية البناء والحفر، موضحا أن ترخيص المبانى يشترط وجود مهندس استشارى للإشراف على عملية البناء، ووجود اشتراطات الأمان لتأمين العمل فى منطقة البناء الجديدة، مشيرا إلى أن التحقيقات ستثبت المتسبب فى هذا الحادث.