عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أطفال دور الرعاية فى انتظار هدية المصريين

بوابة الوفد الإلكترونية

فى الوقت الذى تتبارى فيه الجمعيات الخيرية الكبرى على التهام كعكة التبرعات، تعانى دور الرعاية فى صمت من نقص التبرعات و ارتفاع الأسعار الذى التهم قيمة ما يتبرع به أهل الخير لها، آلاف الأطفال يعيشون فى هذه الدور التى أصبحت هى الأسرة بالنسبة لهم، أحلامهم الصغيرة مهددة بالانهيار على صخرة نقص الإمكانيات، وانخفاض التبرعات، هؤلاء الأطفال الذين لا عائل لهم ينتظرون أن يكون المجتمع عائلهم بعد أن فقدوا السند، فهل يحمل لهم العيد الأمل فى غد أفضل؟

دور الرعاية لم تعد كما كانت من قبل، مجرد مأوى يضم بين جنباته أطفال فقدوا الأسرة بسبب الموت أو التفكك، ولكنها أصبحت مؤسسات تربوية متكاملة مجهزة بشكل أفضل من ذى قبل، منها ما تم الانتهاء منه ومنها ما هو تحت التجهيز، تضم ملاعب وقاعات للأنشطة، وأطفالا موهوبين فى حاجة لرعاية واهتمام من الجميع، ففى دار الحرية بعين شمس يقيم 75 طفلا جميعهم فى مراحل التعليم المختلفة.

عندما تدخل الدار لا تشعر بالغربة، فالمكان أشبه بنادٍ رياضى يضم ملعبا كبيرا ومسجدا وحمام سباحة ومبنى سكنيا للأطفال من المفترض أن يستوعب 200 طفل، المبنى الذى تم تجديده مؤخرا يضم غرفا للإقامة وحجرة للموسيقى ومكتبة وقاعات للأنشطة المختلفة، هذه الدار أقيمت عام 1919 وتخرج منها آلاف الأطفال الأيتام ومن لا عائل لهم، وهى مؤسسة تعليمية كما يقول محمود عبدالسلام مدير الدار، مشيراً إلى أن الأطفال المقيمين فى الدار جميعاً يدرسون فى مراحل التعليم المختلفة، حيث يقيم بها 36 تلميذ ابتدائى، و14 فى المرحلة الاعدادية و24 فى المرحلة الثانوية وطالب جامعى واحد، ومن ثم فلا يوجد بها ورش للتدريب.

وأضاف عبدالسلام أنه عند بلوغ الطفل سن 15 عاماً يتم إلحاقه بإحدى الورش الخارجية ليتعلم الالتزام والاعتماد على النفس، تمهيداً لخروجه من الدار عند بلوغه الـ 18 عاماً، وتقوم الدار بتوفير سكن لهم فى الخارج من خلال دفاتر توفير يتم عملها لكل طفل فور دخوله الدار يتم إيداع مبالغ فيها بشكل دورى معظمها يأتى من المتبرعين أو الكفلاء، ولا يتوقف دور الدار عند هذا الحد بل تستمر الرعاية اللاحقة لهم بعد خروجهم من الدار حتى الزواج.

وعن طريقة التحاق الأطفال بالدار قال مدير دار الحرية: إن هذا يتم من خلال دور الأيتام الأخرى التى تقوم بتحويل الطلبة إلينا، وبعض الأطفال الذين يعانون من التفكك الأسرى ورفض الآباء للطفل، وعن طريق فرق الشارع.

أضاف أن الدار تقدم الرعاية الكاملة للأطفال من طعام وشراب وعلاج وتعليم، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، حيث يتم الحاق الأطفال بمراكز الشباب القريبة لممارسة رياضات كرة القدم والكاراتيه وغيرها من الرياضات التى يقبل عليها الأطفال.

وواصل: المشكلة التى تعانى منها الدار الآن هى مشكلة نقص التبرعات وانخفاض قيمتها أمام زيادة الأسعار، وطبعا الميزانية المحددة من الوزارة لا تكفى لتغطية أعباء تربية كل هذا العدد من الأطفال، فالميزانية تغطى تكاليف الطعام والدراسة والعلاج لمن يمرض منهم، ولكن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى مصروفات يومية خاصة فى الدراسة، حيث يذهبون إلى مدارسهم بالمواصلات، كما أنهم يحصلون على دروس خصوصية حتى لا يشعروا بالدونية عن غيرهم، لذلك لجأنا إلى تأجير الملعب الخاص بالدار حتى يتسنى لنا زيادة مواردنا، وتم تقسيم الإيراد لتغذية صندوق الرعاية، الذى ينفق منه على مصروف الأطفال اليومى ودروسهم، وجزء آخر يتم توجيهه لحساب التوفير، وأكد أن الدار تقوم بعمل معسكرات صيفية للأطفال، ومن العام القادم سيتم عمل معسكر شتوى لهم، مشدداً على أن الإخصائيين العاملين فى الدار

يقومون بدور الأسرة فى تربية الأطفال وحل مشكلاتهم النفسية والاجتماعية، وإعادة دمجهم بالمجتمع.

 

أحلام مشروعة

لكل واحد من هؤلاء الأطفال حلم يسعى لتحقيقه فيوسف ذو التسع سنوات يحلم بأن يصبح ممثلا مشهورا مثل محمد رمضان، وساعده على ذلك اشتراكه مع مجموعة من أطفال الدار فى مسرحية يعدها الآن الفنان علاء مرسى تسمى «انتباه» وسيتم عرضها فى الأوبرا فور الانتهار منها.

أما عاطف الطالب بالصف الأول الإعدادى، فهو المطرب الذى يغنى ألحان المسرحية ويسعى لتحقيق حلمه ليكون مطربا مشهورا، ومنهم من يتمنى أن يصبح طبيبا ومهندسا، ولكن تحقيق أحلامهم متوقف على من يساعدهم فالحكومة وحدها لا تستطيع أن تمسح أحزانهم وتحقق أحلامهم.

 

بنات العجوزة

وفى مؤسسة الفتيات بالعجوزة تقيم 250 فتاة، ورغم أن الدار تحت التطوير إلا أنها تقوم بدورها فى رعاية النزيلات، كما أكدت صباح عمر مديرة الدار مشيرة إلى أن الدار تستقبل الفتيات من سن 7 سنوات وحتى 18 عاماً.. وقالت: نوفر للفتيات الإقامة الكاملة مع التدريب على الأشغال اليدوية كالخزف والكروشيه، ومن تريد الالتحاق بالتعليم نساعدها على ذلك وبالفعل لدينا 40 طالبة فى مراحل التعليم المختلفة.

وأضافت: لدينا اخصائية مسئولة عن كل 10 فتيات تعمل من الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساء، ثم تتسلم المشرفة الليلية مسئولية الفتيات، حيث نوفر للفتاة الأمن والأمان، وأكدت أن الفتاة لا تخرج من الدار إلا عند الزواج، مشيرة إلى أن الدار لا تتخلى عن فتياتها حتى لا يعدن إلى الشارع، وأضافت: هنا نوفر للفتيات الجو الأسرى والطعام وكل ما يحتجنه، ولكن مشكلتنا تكمن فى انخفاض التبرعات التى تأتى للدار.

«دينا» إحدى نزيلات الدار فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً أصبحت الدار هى عالمها الوحيد بعد أن فقدت أسرتها.. تقول دينا: إن ماما صباح عوضتها عن أمها التى توفيت منذ سنوات، وفى الدار أصبح لها أخوات يحببنها ويخفن عليها، وفيها أيضا تتعلم الخياطة وتتدرب على كرة القدم التى تعشقها.

أما «رضوى» فجاءت إلى الدار منذ عدة أشهر وتتمنى أن تلتحق بالمدرسة وتصبح مدرسة، وأضافت أن الدار بالنسبة إليها أصبحت هى البيت فيه أم وأخوات وناس بتحب بعض، وتتمنى أن تسعد هى و زميلاتها فى العيد، مشيرة إلى أن الدار توفر لهم ملابس جديدة.. وأضافت: نحن نحتفل بالعيد فى الحدائق والمتنزهات مثل باقى الناس، ونسعد بزيارة أهل الخير لنا فى الدار.