رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"مخ" المجلس العسكري جنرالات وراء الستار

بوابة الوفد الإلكترونية

حالة من التعجب والدهشة تسيطر على الكثيرين بعد نجاح أعضاء المجلس العسكري في اجهاض الثورة ووأدها في مهدها بشكل غير مباشر، وتفتيت أصوات المعارضة وتحويل أغلبها لديكور وكسر شوكة الباقي.

ورغم ترديد كثير من المحللين السياسيين بعد تولي المجلس العسكري زمام قيادة المرحلة الانتقالية عبارة «العسكر مابيفهموش في السياسة ومش هيعرفوا يلعبوها»، الا أن الجنرالات أثبتوا مع مرور الأيام أنهم كانوا يدركون جيداً معنى كلمة سياسة، بل ويتقنون فنونها وأساليبها بشكل أفضل كثيراً من القوى المتواجدة على الساحة.
ومنذ وصول العسكر الى سدة الحكم بدأوا في تقسيم القوى الثورية وتأليبها على بعضها وتفتيت اصواتها، وبالتحديد عقب اجتماعهم مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، لينبثق عنها مئات الائتلافات الثورية وآلاف النشطاء السياسيين الذين - في أغلب الأحيان - يسبحون في تيارات مختلفة عن بعضهم، ولم يتوقف المجلس عند هذا الحد بل سعى بكل قوة لتشويه صورتهم أمام المجتمع ليتحولوا من وقود الثورة وحجر الأساس بها الى مخربين ومتمردين، يهدفون الى تدمير البلاد وجرها الى حروب وصراعات تقضي عليها.
كما نجح العسكر في امتصاص غضب الأحزاب واحتواء مطالبهم، وحتى الاسلاميين القوة الوحيدة التي ظل النظام السابق يخشاها وأودع قياداتها السجون، خوفاً من نفوذها لدى عامة الشعب وبسطائه، تعامل العسكر معهم بدهاء ومكر شديدين، فحول الاخوان المسلمين من جماعة محظورة لحزب سياسي معلن، وفتح الباب أمام الاسلاميين لدخول الحياة السياسية من أوسع أبوابها، وتركهم يصولون ويجولون كما يريدون ويسيطرون على المقاعد السياسية، بل ويترشحون لمنصب رئيس الجمهورية، فأعطى الضوء الأخضر للاخوان لترشيح أحد قياداتها لمنصب الرئيس بعد اسقاط الاحكام العسكرية التي صدرت ضده، لتخسر الجماعة جزءا كبيراً من رصيدها لدى الشارع، بعد تغيير تصريحاتها بعدم الدفع بمرشح رئاسي والاكتفاء بدعم أحد المرشحين المتواجدين فعلياً على الساحة.
كل ما سبق يؤكد ضرورة استعانة المجلس العسكري - بلاعبي سياسة - وأصحاب عقول تساعد الجنرالات في التفكير من وراء الستار، وقد تكون هي «المخ» الذي يعتمد عليه العسكر للتحرك سياسياً، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: من هى تلك العقول التي نجحت في وضع المجلس متفرداً في صدارة المشهد، وهل هى عقول من سياسيي النظام البائد أمثال الدكتور محمد كمال والدكتور علي الدين هلال والدكتور مفيد شهاب والدكتور شوقي السيد، أم أن اجهزة المخابرات هى من وراء هذا النجاح للعسكر، أم جهات اخرى وشخصيات بعيدة عن الأضواء.
< جورج="" اسحق="" مؤسس="" حركة="" كفاية="" علق="" قائلا:="" المجلس="" العسكري="" لديه="" الكثير="" من="" المستشارين="" المنتمين="" لكل="" الجهات،="" سواء="" التابعين="" لأجهزة="" المخابرات="" العامة="" والحربية="" والأمن="" الوطني="" او="" الخبرات="" القديمة="" التابعة="" للنظام="">
وأضاف: كل الألاعيب القديمة المستخدمة في النظام السابق يعاد تنفيذها الآن مرة أخرى، والفكر الثوري لم يتواجد منذ قيام الثورة، لأن الجنرالات أرادوا منذ البداية استمرار الحكم العسكري السائد منذ زمن.
< أما="" القيادي="" اليساري="" عبد="" الغفار="" شكر="" أوضح="" أن="" اعضاء="" المجلس="" العسكري="" يحملون="" درجة="" الدكتوراه="" في="" العلوم="" السياسية="" والانسانية،="" والتي="" تؤهلهم="" لفهم="" ولعب="" السياسة="" جيداً،="" قائلاً:="" العسكر="" لا="" يعتمد="" على="" مستشارين="" سياسيين="" لأن="" مستشاريهم="" ليسوا="" محترفين="" ومنهم="" من="" يتقنون="" لعب="">
وأضاف: من يرسم سياسة المجلس العسكري جنرالاته، الذين هم جزء من النظام السابق، تربوا على يديه وتشبعوا بسياسته، لذا ستجد أفكارهم وخططهم، ومشاريعهم وسياستهم جوهرها استمرار النظام القديم لكن بعد تغيير الوجوه الرئيسية.
وعن مدى استعانة العسكر بسياسيي ومخططي النظام السابق، أكد أن مستشاري النظام السابق أمثال الدكتور محمد كمال والدكتور مفيد شهاب والدكتور علي الدين هلال كانوا يخدمون علي سياسة معينة خاصة بالتوريث، وبمجرد انتهاء هذا الملف انتهى دورهم في لعبة السياسة

في البلاد، قائلا: قال لي د. علي الدين هلال مش عايز أمارس السياسة تاني، لأن دوري اللي كنت بقوم بيه انتهى بإغلاق ملف التوريث.
وتابع: الدولة العميقة المتمثلة في اجهزة المخابرات العامة والحربية والمباحث العامة التي استمرت بعد قيام الثورة باعتبارها مؤسسات الدولة، لاتزال تقدم المعلومات للمجلس العسكري مما ساهم في نجاحه في اجهاض الثورة وتعطيلها بنسبة 100٪.
وبدأ الدكتور نبيل فؤاد - أستاذ العلوم الاستراتيجية - حديثه قائلا: العسكريون ليسوا بعيدين عن السياسة ولكنهم لا يعملون بها، باعتبارهم غير مسموح لهم بالعمل في السياسة، حفاظاً على وحدة القوات المسلحة.
وأضاف: الضابط منذ تخرجه في الكلية العسكرية وحتى خروجه على المعاش في حالة دراسة مستمرة لعلوم مدنية وعسكرية وسياسية، وأغلب اعضاء المجلس العسكري حاصل على درجة الماجستير في  تخصصات مختلفة، وبعضهم وصل لدرجة الدكتوراه، كما أن أغلب دراستهم أمدتهم بخبرة عالية في السياسة الخارجية تحديداً، لذا فهم يستعينون ببعض المستشارين المحددين أثناء اتخاذ قرارات تتعلق بالسياسة الداخلية باعتبار دهاليزها عميقة.
وتابع: هناك مؤسسات مثل أجهزة المخابرات العامة والحربية ووزارات الداخلية والخارجية تمد المجلس العسكري بمعلومات وتوصيات تساعده في اتخاذ القرار، وينص القانون - من قبل الثورة - على اجتماع هذه الجهات معاً في لجنة دائمة بشكل دوري الا انها لا تجتمع.
واستبعد «فؤاد» استعانة جنرالات العسكر بخبرات مستشاري النظام السابق، قائلا: لو كان هؤلاء يملكون الفكر الثاقب، ماكنش «خرب» النظام السابق، وأضاف: أحياناً أرى في مؤتمرات المجلس العسكري من سياسيي الحزب الوطني الدكتور حسام بدراوي، وأعتقد أنه من القليلين الجيدين من العصر البائد.
< وشددت="" سكينة="" فؤاد="" -="" عضو="" المجلس="" الاستشاري="" سابقاً="" -="" أن="" النتائج="" التي="" وصلت="" اليها="" البلاد="" تؤكد="" أن="" الذي="" يعاون="" المجلس="" العسكري="" في="" التفكير="" والتخطيط="" لادارة="" البلاد،="" هم="" رجال="" النظام="" البائد="" الذين="" لا="" يستهدفون="" مصلحتها،="" مشيرة="" الى="" أن="" مصر="" مازالت="" تحكم="" بفكر="" وادارة="" وارادة="" النظام="">
وأضافت: في الايام الاولى للثورة كان في مقدمة المطالب تشكيل مجلس حكم مدني يشمل أعلى كفاءات تضمها مصر، يشارك العسكر في ادارة البلاد لقصر خبراتهم على الأمور العسكرية، الا أن الجنرالات رفضوا واستعانوا برجال مبارك، فسارت البلاد في مسارات متخبطة أوصلتنا الى ما نحن عليه الآن.
واستنكرت «فؤاد» سياسة المجلس العسكري وتجاهله الاستعانة بالكفاءات المصرية الحقيقية، قائلة: المجلس العسكري جزء من النظام السابق، ولكن الثوار وثقوا فيه واستأمنوه على ثورتهم، الا أنهم تآمروا على الثورة وقضوا عليها.