عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صائمات يتحملن أعباء الرجال بـ«شرف».. ستات تسد عين الشمس

بوابة الوفد الإلكترونية

 

تحقيق - إسلام أبوخطوة / تصوير: أشرف شبانة / إشراف: نادية صبحي

رغم حرارة الشمس وعناء الصيام نجد نماذج تدعو للفخر.. قدرات فائقة على التحمل والكفاح والصبر لدى النساء تحديداً يضرب أروع الأمثلة للتحدى فهن حملن مسئوليات يعجز عن حملها الرجال، فكن آباء وأمهات و«جدعان» فى سوق العمل.. نجدهن فى الشوارع يتحملن ما لا يطيقه إنسان فى سبيل كسب الرزق بـ«شرف وعزة وكرامة».

 

الأم المثالية «آمال»: ربيت عيالى من مسح أحذية الناس.. وأبنائى تخرجوا من الجامعة

الساعة تدق السادسة صباحًا، تخرج حاملة على رأسها «صندوق الورنيش الخشبي»، وبجوار أحد المحلات فى منطقة فيصل تجلس «أم حسن» لتبدأ يومها الشاق فى شهر رمضان.

اسمها بالكامل آمال حسن محمود، لقبها أهالى أرض اللواء، بهذا الاسم قبل انتقالها لمنطقة فيصل، لديها 5 أبناء، بعضهم تخرج من كليات قمة مثل السياسة والاقتصاد، والسياحة والفنادق، وكلية تمريض.

رحل زوج «أم حسن» وقفت بمفردها لتتحدى أعباء الحياة وتقف بجانب أبنائها، اختارت لنفسها مهنة قلما يقبل عليها الآخرون وتنحصر غالباً فى الرجال.

«الصيام يزيدنى إصراراً على تحمل العناء فى سبيل تحقيق أحلام أولادي».. بهذه الجملة استهلت ماسحة الأحذية حديثها، وقالت إنها تمارس هذا النشاط قرابة الـ19 عاماً، واستطاعت أن تقوم بتربية أبنائها وتوفير متطلباتهم حتى تخرج بعضهم من الجامعات.

وتابعت: «واجهت أهوالاً فى صناعة جيل يفيد المجتمع»، تشير ماسحة الأحذية إلى أنها فى بداية عملها كماسحة أحذية تعرضت لانتقادات شديدة من أقاربها والأهالى فى الشارع إلا أنها أصرت على استكمال مشوار الألف ميل وتحقيق حلمها حتى فازت بجائزة الأم المثالية وكرمها الرئيس عبدالفتاح السيسى.

فكرة العمل كـ«ماسحة أحذية» جاءت لها حينما كانت واقفة فى بلكونة منزلها وشاهدت رجلاً يتجول بصندوق لتلميع الجزم، راودتها فكرة ممارسة هذا النشاط دون وضع عادات المجتمع فى اعتبارها، وتحقق لها ما أرادت.

 

سائقة السوزوكى «صفية»: نفسى أفرح بأولادى وأسدد ديونى

«هرم.. هرم.. هرم يا أستاذ».. اعتادت صفية مسعد، والشهيرة بـ«أم أحمد» أن تردد تلك الجملة مع الساعات الأولى من صباح كل يوم على موقف فيصل، ومع قدوم شهر رمضان واصلت سائقة السوزوكى عملها لسد احتياجات منزلها.

تعود قصة «أم أحمد» حينما تزوجت منذ 20 عامًا من «أرزقى» كان يعانى من ظروف صحية، وبعد عدة أعوام من

الزواج تدهورت حالته الصحية وأصبح لا يتحمل العمل، لتقرر استكمال المسيرة.

اختارت قيادة السيارة وسيلة لكسب الرزق غير عابئة بمدى المصاعب التى تواجهها خاصة أنها سيدة وتعمل فى نشاط أبطاله عادة ما يكونون من الغلاظ الشداد.

«شفت أيام سودة علشان أربى عيالى من غير مادخل عليهم لقمة حرام».. بنبرة حزينة تكمل سائقة السوزوكى حديثها، وتقول إنها حينما بدأت هذا النشاط تعرض لها عدد من السائقين على الموقف ونشبت بينهم مشاجرات وتطاول أحدهم عليها، وتابعت: «لأول مرة فى هذه اللحظة أحس إنى عاجزة عن حماية نفسى، وكنت أتمنى أبقى راجل».

تصمت «أم أحمد» لتخرج منديلاً من القماش لتزيل دموعها، وتعود فى الحديث قائلة: «فى الوقت اللى كنت بأنضرب فيه مفيش حد من الناس فكر يدافع عنى حتى لو من باب الشهامة»، مشيرة إلى أن الكثير من المواطنين فى الشارع انتزعت من قلوبهم الشهامة والرجولة.

وتقول: «كنت بأنضرب وبعض الرجال اكتفوا بالفرجة والتصوير بالموبايل».

«عمرى ما ندمت ولا هندم إنى بقيت سواقة».. بفخر شديد تكمل السائقة حديثها، وقالت :«أنا جوزت 5 من أولادى والحمد لله حياتهم زى الفل، وكنت بوفر اللقمة وبنام من غير عشا علشان أربيهم».

وتكمل: «بجيب اللحمة لولادى مرة كل أسبوع بس أنا مش باكلها إلا مرة فى الشهر علشان أوفر نصيبى لولادي»، حياة مريرة عاشتها سائقة السوزوكى، بعدما أصبح إجمالى الديون عليها 50 ألف جنيه، وقالت: «نفسى أفرح بولادى وتبقى ليا عربية خاصة برخصتها، وأسدد ديونى علشان أموت وأنا مرتاحة».