رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فرحة فى قلوب حزينة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق وتصوير: دينا توفيق

 

داخل المعهد القومى للأورام وبالتحديد فى جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان...تجد العديد من الأحلام البسيطة وهى عبارة عن دراجات وألعاب تنتظر أصحابها عندما يأتون لتلقى العلاج فى المعهد.. وتتلقى الجمعية كل أنواع المساعدات لتحقيق أحلام جميع الأطفال المرضى.

محمد القوصى صاحب فكرة «حقق حلم الأطفال مرضى السرطان فى مصر» حقق على مدى 10 سنوات مئات الأحلام البسيطة لأطفال كانوا قد اعتقدوا أن الحياة عبارة عن سرير فى المستشفى وليس به سوى الألم وغرف العمليات, ولكنهم بفضل هذه المبادرة عاشوا أياماً من السعادة نسوا خلالها مرضهم ولو مؤقتاً.... كان لنا لقاء مع بعض الأطفال المرضى فى المعهد أثناء توزيع الملابس الصيفية عليهم وقيامهم باختيار ما يعجبهم منها.. وسألناهم عن أحلامهم.

فى البداية يجب أن نشير إلى ما أكده المسئولون بالجمعية من أن المعهد يحتاج إلى مساعدات أهل الخير لأن هناك نقصاً شديداً فى العلاج خاصة وأن هناك ما يقرب من ألف مريض يتردد يومياً على المعهد... ومن ناحية أخرى أكد لنا الأطباء أن هناك 5 أسباب مشتركة بين جميع دول العالم للإصابة بالسرطان وهى:

أولا: التدخين بأنواعه «المدخن، التدخين السلبى، آثار التدخين فى المكان أو ما يطلق عليه اسم العيادة الثالثة للتدخين.

ثانياً: الأكلات غير الصحية.

ثالثاً: 18% من نسبة الإصابة ترجع للعدوى، بسبب عدم النظافة الجيدة.

رابعاً: الاعتماد على المعتقد الشعبى القائل «معدتنا تهضم الزلط» والذى يشجع الجميع على تناول الأطعمة دون التأكد من نظافتها ما يؤدى لاستهلاك قدرة الجهاز المناعى على مقاومة البكتيريا التى تدخل الجسم وبالتالى الإصابة بالسرطان.

خامساً: التلوث نتيجة المبيدات الزراعية أو المقاومة للحشرات، ولذا يجب إبعاد أطفالنا عن روائحها ويكون الحصاد أو جنى الثمار بعد 3 أيام من رش الأرض الزراعية بالمبيدات مع غسل الخضراوات والفاكهة جيداً بالفرشاة، وعند استخدام المبيدات الخاصة بالحشرات يجب تهوية المكان وإبعاد الأطفال.

التقينا أحمد – البالغ من العمر 13 سنة- الذى يعانى من ورم فى الرئة اليمين، بالرغم من أن جسده هزيل ولا يكاد يقوى على الحركة، إلا أن الابتسامة لم تفارق شفتيه لكنها تخفى وراءها العناء.. وهو يأتى من محافظة القليوبية إلى المعهد مرة كل 15 يوما من أجل أخذ جرعة الكيماوى، كما أن لديه متابعة كل أسبوع.. «أحمد»- فى الصف الأول الإعدادى- اجتاز امتحانات التيرم الأول لكنه لم يقو على اجتياز امتحانات التيرم الثانى بسبب تدهور حالته الصحية... وتقول والدته: «أحمد» هو أصغر إخواته الأربعة...وكل ما أتمناه أن تتفهم إدارة مدرسة  «إمياى الإعدادية بنين» حالته الصحية وتتيح له إجراء الامتحانات فى فترة الإجازة حتى يجتاز تلك السنة الدراسية....ويفرح «أحمد» عندما يأخذ بعض الملابس الصيفية الجديدة التى كان يتم توزيعها على الأطفال.. حيث شعر باهتمام المحيطين به وهو يصارع المرض أملاً فى الشفاء.

 «محمد» البالغ من العمر 9 سنوات لديه ورم سرطانى فى المخ وهو كفيف، وهو يتردد على المعهد منذ سنة وقام بإجراء عمليتين جراحيتين كان لهما تأثير على الرؤية.... «محمد فى الصف الثالث الابتدائى وهو يستذكر دروسه بطريقة «برايل»... محمد شديد الخجل ولكنه أبدى سعادته عند استلامه الملابس الجديدة، وكان يحمل «تيشرت» النادى الأهلى وهو يشعر بالفخر.

أحلام بسيطة

«زينب» تبلغ من العمر 11 سنة – تعانى من سرطان فى الدم وتسكن فى منطقة المنيب بمحافظة الجيزة، وقد دخلت المعهد فى حالة طوارئ لأنها كانت مريضة جداً وحالتها لم تكن مستقرة، لكنها فرحت جداً عندما علمت أن حلمها قد تحقق وأصبح لديها ملابس جديدة...«زينب» بالرغم من تعبها الشديد، إلا أن حالتها النفسية تحسنت بالفعل بعد أن رأت الألوان الزاهية لملابسها الجديدة.

«ندى» تعانى من ورم فى المخ منذ 6 سنوات وقامت بإجراء 4 عمليات صعبة، وهى حالياً تحت العلاج الكيماوى.. وبالرغم من أنها تبلغ من العمر 11 سنة، إلا أن حجمها أصغر بكثير من سنها بسبب المرض... «ندى» كان حلمها أن يكون لديها فستان «بكرانيش» وملابس كثيرة وأيضاً تاج للرأس وبعض الأحذية... وقد تسابق الكثيرون من أجل تحقيق حلم ندى وبالفعل نجح هؤلاء فى إدخال الفرحة على قلبها وتحقيق حلمها.

حلم عمر

كان «عمر» يأتى من محافظة المنيا إلى المعهد ليأخذ جرعة الكيماوى وسألناه عن حلمه فأجاب أنه يريد أن يصبح ضابط شرطة عندما يكبر... وكان يتمنى الحصول على بدلة الضابط....وقد تحقق حلم «عمر» وأصبح يملك تلك البدلة التى يريدها... وأمسك عمر «البدلة» بيديه الصغيرتين وهو سعيد جداً، مؤكداً أنه سيضعها بجواره وهو نائم ليلاً.. ويبدو أن تلك «البدلة» ستكون

كفيلة لمساعدته فى رحلة علاجه.

حلم بسملة

تبدو مثل الملاك الصغير بابتسامتها الصغيرة «بسملة» تصارع المرض لكنها تتشبث بالحياة وتريد أن تستمتع بها مثل أى طفلة فى سنها....كان حلمها أن تقتنى دراجة وتحقق حلمها بفعل مساعدات أهل الخير وعرفت السعادة أخيراً طريقاً إلى قلبها.

أما الطفل «أحمد» فيعانى من سرطان الدم ويخضع للعلاج الكيماوى.. ابتسامته المشرقة تضىء وجهه كله وتخفى وراءها كل أشكال الألم الذى يتعرض له فى سنوات عمره القصيرة...وهو يأتى من محافظة «الفيوم»، كما أن والدة أحمد مريضة أيضاً بالسرطان وفى مرحلة متأخرة وهى تحت العلاج... كان حلم «أحمد» أن يكون لديه تابلت... وقد تحقق حلمه بفضل مساعدات أهل الخير وأصبح فى قمة سعادته.

حلم محمود

أما محمود، 8 سنوات فيأتى من مدينة السلام ويعانى من سرطان الدم.. وما زالت رحلة العلاج أمامه طويلة... وكان حلمه أن تكون لديه سيارة بالريموت كنترول... وقد تحقق حلمه وأمسك محمود بسيارته الجديدة لا يريد أن يتركها من يده وأخذ ينظر إليها وهو سعيد فقد شعر فى لحظات قليلة أنه مثل بقية الأطفال يلهو دون أى إحساس بالحزن أو الألم.

مبادرة الحلم

وفى نهاية رحلتنا التقينا محمد القوصى - صاحب مباردة «الحلم» لتحقيق أحلام الأطفال مرضى السرطان ومؤسس صفحة My dream we make dreams come true والتى يقوم فيها بتحقيق أحلامهم البسيطة، وقال: كنت قبل كل شىء أشرح للأطفال أن الشفاء ليس من ضمن الأحلام التى أستطيع تحقيقها لهم لأنه بيد الله, فيما عدا هذا كانت أحلامهم غاية فى البساطة بل أبسط مما قد يتخيل إنسان, وذلك شىء متوقع جداً لأنهم جميعاً أتوا من بيئات بسيطة وأحلامهم بسيطة، وكنت أدركت ذلك مسبقاً من خلال عملى معهم فى المشروعات السابقة... كانت الأحلام تبدأ من مجرد الحصول على دمية تتكلم, وتنتهى بالحصول على دراجة أو تليفون محمول أو كمبيوتر أو لقاء أحد المشاهير. أكد لنا «القوصى» أنه منذ لحظة البداية لم يكن وحده, بل استغل كل معارفه وأصدقائه وعلاقاته العامة, كل واحد كان يقدم جهداً فى تخصصه.

وأكد «القوصى» أن بعد انتشار مواقع الاتصال الاجتماعى أنشأت صفحة للمبادرة على «الفيس بوك» مما ساهم فى توسيع الدائرة وزيادة الأحلام المحققة, فكنت أذهب إلى المستشفى وأختار الطفل وأعرف حلمه ثم أنشر صورته مع حلمه على الصفحة فيتبارى حوالى عشرة آلاف متطوع- هم عدد أعضاء الصفحة الذين لا أعرف أغلبهم على تحقيق الحلم أو المساهمة فيه, مما ساعدنى على تحقيق أحلام 200 طفل فى العام الأخير وحده.

ومما لا شك فيه أن تلك الاستجابات تدل على خير كبير فى المجتمع المصرى, ويبدو أن الناس متعطشة للمشاركة فى عمل الخير, هم ينقصهم فقط الأخذ بزمام المبادرة فأغلبهم يخشى البدء فى عمل خيرى لكن ما إن يجده ويشعر بمصداقيته لا يتردد لحظة فى المشاركة بكل ما يملك من وقت أو جهد أو مال كل حسب إمكاناته وطاقته, قبل كل ذلك يأتى الدعم الإلهى متمثلاً فى البركة والتوفيق والتيسير.