عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«السادات» بكى وهو يرفع علم مصر فوق العريش

عزة سعيد لطفى الأن
عزة سعيد لطفى الأن .. وفى طفولتها

كتب:  مجدى سلامة - اشراف - نادية صبحى

 

قبل 39 عاماً.. كانت وسائل الإعلام العالمية، تنقل على الهواء مباشرة، أهم حدث فى الشرق الأوسط.. رفع العلم المصرى فوق العريش بعد انسحاب الإسرائيليين منها.

ويومها تناقلت وسائل الإعلام صورة لفتاة صغيرة تقدمت إلى الرئيس السادات، وقدمت له بوكيه ورد، فقبلها من جبينها، وأخذ منها الورد.. وبعدها بدأت مراسم رفع العلم المصرى فوق العريش.

الطفلة كان عمرها -وقتها- 6 سنوات فقط وكانت وقتها ملكة جمال أطفال سيناء.. الآن صارت هذه الطفلة سيدة فى العقد الخامس من عمرها، ولها 5 أبناء أكبرهم معيد بكلية طب الأسنان جامعة سيناء, وأصغرهم طفلة فى الصف الثالث الابتدائى.. ولكنها لم تنس أبداً تفاصيل لقائها بالرئيس السادات وهو يرفع العلم المصرى فوق العريش.

الطفلة الصغيرة ملكة جمال أطفال سيناء، التى صارت الآن سيدة وأماً لـ5 أبناء هى السيدة  «عزة سعيد لطفى»، ابنة المناضل الكبير «محمد سعيد لطفى»، الذى دوخ الإسرائيليين خلال سنوات احتلالهم لسيناء.

تستعيد السيدة «عزة» ذكريات يوم لقاء الرئيس السادات قبل 39 عاماً، فتقول: «كان عمرى وقتها 6 سنوات.. وقبل أيام قليلة من وصول الرئيس السادات إلى العريش لرفع العلم المصرى، وكان هناك تقليد سيناوى باختيار ملكة جمال الأطفال السيناوية، وتم اختيارى ملكة جمال أطفال سيناء، وربما لهذا السبب تم اختيارى لتقديم بوكيه ورد للرئيس السادات فور وصوله للعريش، واختارتنى لهذه المهمة الإعلامية الكبيرة سهام البلك (شقيقة الإعلامى الكبير حلمى البلك) وهى من أبناء سيناء ومن كبار الإعلاميين ومذيعة بصوت العرب، وكانت هى من منسقى احتفال رفع مع كبار السياسيين من أبناء سيناء الذين كان يتقدمهم -آنذاك- والدى سعيد لطفى، رحمه الله».

وتواصل السيدة عزة ذكرياتها عن لقائها بالرئيس السادات يوم رفع العلم المصرى فوق العريش فتقول: «وصل الرئيس السادات إلى العريش يوم 26 يوليو 1979، وكان يستقل عربة جيب مفتوحة ويرتدى بدلة عسكرية بيضاء، وظل يحيى السيناوية الذين اصطفوا على جانبى الطريق لتحيته وسط فرحة عارمة، وهتافات تجلل للسماء «مرحب مرحب يا سادات»، ولا أنسى أبداً أننى رأيت أمى، فى هذا اليوم، تبكى بحرارة، واستغربت، وسألتها: لماذا تبكين يا أمي؟.. فقالت: دى دموع الفرح يا ابنتى، وهكذا كان حال أغلب السيناوية».

 وتابعت: «عندما وصل الرئيس السادات لمكان الاحتفال فى قلب العريش، أعطونى بوكيه ورد، لتسليمه للرئيس السادات، وتقدمت إليه، لكى أسلمها له، وكان يحيط به عدد من كبار رجال الدولة، ومع ذلك لم يمنعنى أحد من الوصول إلى الرئيس السادات، فرفعت إليه باقة الورد ولم أنطق بكلمة، فنظر لى وابتسم، وأخذ باقة الورد، وقبلنى من جبينى، وقال والابتسامة لم تفارق وجهه:«شكراً .. شكراً»، ثم قدم بوكيه الورد لأحد مرافقيه، وتوجه لبدء مراسم رفع العلم، ووقتها، ظللت واقفة فى مكانى، بالقرب من الرئيس السادات، وبعد لحظات جاءه الفريق أول كمال حسن على حاملاً علم مصر على يديه، ليقدمه للرئيس، وعندما تسلم الرئيس السادات علم مصر لى يديه، قبله، ولمحت الدموع فى عينيه، وظلت الدموع تملأ عين الرئيس وهو يرفع العلم المصرى فوق العريش».

وتواصل السيدة عزة لطفى، الحاصلة على ليسانس تربية قسم لغة إنجليزية: «رغم أن الواقعة مر عليها 39 عاماً، فإننى لم أنس لحظة منها، وكأنها حدثت منذ دقائق قليلة».

سألتها: ألم يتسرب الخوف إليك وأنت طفلة صغيرة وقابلت الرئيس؟.. فقال: أبداً لم أشعر بالخوف، على العكس، عندما رأيت الرئيس السادات انتابتى حالة فرحة طاغية، مثلى مثل كل من حولى من الرجال والنساء والشباب والأطفال، وكنت وأنا فى طريقى إلى الرئيس السادات أشعر، وكأننى ذاهبة إلى أبى الذى أعاد لى بيتى المسلوب».

وتضيف: «كل أبناء سيناء كانوا يحرصون

على المشاركة فى رفع العلم المصرى فوق أراضى سيناء المحررة بعد انسحاب الإسرائيليين، ولهذا حرصت على المشاركة فى يوم رفع العلم المصرى فوق رفح، ويومها تم تقسيم مدينة رفح إلى جزأين منفصلين رفح مصرية ورفح محتلة، وهناك بيوت كان نصفها محرراً فى مصر، ونصفها الثانى تحت الاحتلال فى رفح الفلسطينية، نفس الحال تكرر فى السوق، وفى المحلات التجارية، وكان كل سكان رفح يودعون بعضهم بعضاً، بالدموع، وكانت دموع المصريين دموع فرحة ودموع الفلسطينيين دموع حسرة لتمنيهم تحرير أرضهم مثلما تحررت الأراضى المصرية، وأيضاً كان اليهود يبكون بحرقة وهم ينسحبون من رفح لدرجة أنهم استعانوا بطائرات هليكوبتر لنقل الإسرائيليين الذين رفضوا الانسحاب، حيث أجبروهم على ركوب الطائرات بالقوة، وهذا مشهد يثبت أنهم من الصعب لديهم ترك منطقة اغتصبوها ويعتبرونها حقاً مكتسباً ولا أنسى أبداً الجرافات المصرية وهى تهدم مستعمرة ياميت مع موكب كبير من الأهالى وسياراتهم بفرحتهم بالعوده للوطن الحبيب».

وتقول عزة سعيد لطفى: «ما شاهدته بعينى وأنا طفلة، أثناء رفع العلم المصرى فوق العريش ورفح، ظل محفوراً فى ذهنى وزاد انتمائى لبلدى وحبى لكل من فيها وما فيها، ورسخ لدى الحس السياسى وإعلاء مصلحة الوطن قبل أى شىء، وجعلنى أكثر تمسكاً بما كان أبى يردده أمامنا دائماً ويطالبنا بالتمسك به، وهو الدفاع عن الحق وقول الحق فى سبيل مصلحة الوطن».

 وتضيف: «منذ طفولتى المبكرة لم أترك سيناء ولم أبعد عنها ويظل يوم رفع العلم المصرى فوق العريش، وفوق رفح هو يوم الفرحة السنوية والبهجة والاحتفال ويوم الذكرى العزيزة لأرض لا نعيش عليها فقط، ولكنها تسكن قلوبنا».

وتواصل: «الآن بعد أن مر 39 عاماً على رفع العلم المصرى فوق سيناء، ما زلت أروى لأبنائى بكل فخر بطولات المصريين لتحرير سيناء، وتفاصيل يوم رفع العلم فوق العريش.. رويت تلك التفاصيل مرات عديدة لابنى الأكبر «كمال عيد قطامش»، المعيد بكلية طب الأسنان بجامعة سيناء، وفعلت نفس الأمر مع ابنى الثانى «محمد»، الطالب بالسنة النهائية بكلية الهندسة، وابنى الثالث «نور» بالسنة الثالثة بكلية البيزنس وإدارة أعمال وابنتى «فرح» بالصف الأول الثانوى وابنتى الصغيرة « سما» بالصف الثالث الابتدائى، وبلغ عشق أبنائى لسيناء، لدرجة أن الابن الأكبر « كمال» يهتم بشكل كبير بدراسة بتاريخ سيناء والأنساب ويجرى أبحاثاً عديدة فى هذا الشأن ويهتم بأشعار السيناوية وأصدر عدة دواوين شعرية، يتغزل فيها بسيناء وجمالها وبطولات أهلها.

 مجدى سلامة