رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبوالريش للأطفال.. مستشفى "الغلابة" يعمل بميزانية تكفي ربع احتياجاته فقط

بوابة الوفد الإلكترونية

مستشفى أبو الريش التخصصى هذا الصرح الوحيد بمصر الذى يخدم آلاف المرضى من الأطفال فى كل التخصصات، والمعروف بـ"أبوالريش الياباني"، التابع لكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، والذي أنشئ عام 1983 بمنحة من دولة اليابان، على مرحلتين، ويتكون من 6 أدوار تسع لـ450 سريرا.

ويعتبر  "أبوالريش" أكبر مستشفى أطفال في الشرق الأوسط، تستقبل حالاتها من مصر ودول عربية مجاورة منها ليبيا واليمن السعودية والسودان، وغيرها من الدول العربية الشقيقة، حيث تقدم خدمة مجانية لنحو 500 ألف طفل في العام الواحد، بمعدل 2000 طفل يومياً، تشمل خدمات متميزة في مجالات القلب، والجراحة العامة، والرمد، الباطنة، والكلى غيرها من التخصصات الأخرى، التي يلجأ إليه كل فقراء المحافظات باعتبارهم هذه المستشفى هي طاقة النور الوحيدة التى تمد يد العون لهؤلاء الأطفال، خاصة أن أغلبها من الحالات الحرجة التى قد تعجز بعض المستشفيات بالأقاليم وحتى بالعاصمة عن استيعاب كل هذا الكم من الأطفال لتسهم فى رسم بسمة على وجوههم وبث الأمل فى نفوس ذويهم الذين ضن عليهم الدهر ولا يملكون من حطام الدنيا سوى أطفالهم وقليل من الرزق.

هذا المستشفى ما زال يعمل بميزانية محدودة للغاية، وبالكاد تكفى ربع احتياجاتها وما زالت هناك قوائم انتظار طويلة من المرضى لإجراء جراحات القلب المفتوح تنتظر دورها فى العلاج أو سرير شاغر ، حيث تنتظر العشرات من الحالات قدوم دورها فى إجراء عمليات القلب المفتوح ضمن قوائم انتظار طويلة، خاصة أنه لا يوجد بمصر مستشفى متخصص فى علاج الحالات المعقدة للأطفال سوى مركز الدكتور مجدي يعقوب لعلاج القلب في أسوان والذي بطيبعته لا يستطيع أن يخدم ملايين الحالات بمفرده كأبوالريش، نتيجة الضغط الكبير الذي تشهده تلك المراكز والمستشفيات بسبب كثرة الحالات التي تحتاج غرف العناية المركزة، والتي تصل تكلفة السرير فيها إلى ربع مليون جنيه من أجهزة ومعدات فقط.

من جانبها قالت الدكتورة رانيا حجازي، مدير مستشفى أبوالريش للأطفال التخصصي، إن المستشفى تتلقى أكثر الحالات صعوبة في جميع التخصصات سواء كانت الجراحة الدقيقة أو المخ والأعصاب أو المسالك البولية أو القلب أو الرمد والعظام والجراحة العامة وجراحات التجميل، والقسطرة القلبية، حيث تجري المستشفى نحو 15 ألف عملية جراحية سنوياً، بالإضافة إلى امتلاك المستشفى لـ 128 سرير عناية مركزة ترتفع تكلفة الحفظا عليها جداً سواء من الأجهزة أو التمريض، مشيرة إلى أن "أبوالريش التخصصي" تمتلك أكبر مساحة للعناية المركزة في مصر، بخدمة مجانية مقدمة للمواطنين.

وأضافت "حجازي" أن على الناس أن تعلم أن أبوالريش في أمس الحاجة إلى تبرعاتهم لتستكمل عملها، وتستأنف تقديم خدماتها المتميزة دون تقصير، لافتة إلى أن تقديم التبرعات يعني مواكبة التطور التكنولوجي الذي يطرأ على مجال الطب الأطفالي على مستوى العالم، سواء كان في الخدمات أو شراء الأدوية والمستلزمات الطبية، والأجهزة الحديثة، وهو الأمر الذي تطلع إليه الإدارة تحت عنوان "حلم أبوالريش 2020"، لتصبح إحدى أكبر المستشفيات الجامعية على مستوى العالم المتخصصة في علاج الأطفال.

وأوضحت مدير مستشفى أبوالريش للأطفال التخصصي، أن طاقم عمل المستشفى يضم كبار أساتذة كلية طب القصر العيني، والذي أخذوا على عاتقهم تقديم خدمة على مستوى عالي جداً في العيادات المتخصصة التي بلغت نحو 130 عيادة تخصصية يومياً، وهي عيادات لا تكتفي بعلاج الحالة فقط، وإنما تعمل على إجراء الأبحاث والتوصيات لتقديم أحدث تشخيص وأقوى علاج.

ولفتت "حجازي"، إلى أن إدارة المستشفى بدأت منذ 6 شهور في حملة كبيرة لجمع التبرعات، تبناها المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية الأسبق، عقب زيارته للمستشفى، حيث شاهد حجم التطورات وطاقة العمل التي تعمل بها المستشفى، ليقرر أن يعطيها الشرعية في الجمع التبرعات لإنقاذ المحتاجين، قائلة: "تبرعات المواطنين مهمة جداً لتوجيه مستشفيات الدولة، لتقديم خدمة أفضل من خدمة القطاع الخاص لصالح الغلابة، خاصة المصابين في أطفالهم وأبنائهم فلذات أكبادهم".

وأضافت: الأطفال ثروة قومية لمستقبل مصر، في حاجة للاستثمار فيها، فالجيل القادم هو أمن هذا البلد القومي، ومستشفى أبوالريش قضية قومية وطنية على الجميع

أن يهتم بها دون تقصير، مشيرة إلى أن ميزانية الدولة المقدمة من خلال وزارة التعليم العالي لم تعد تكفي لدعم المستشفى، وهو ما يستلزم دخول المتبرعين والمجتمع المدني، موضحة أن ذلك ليس بدعة، فالدول المتقدمة وعلى رأسها أمريكا وإنجلترا يشارك فيها المجتمع المدني مساندة الدولة لدعم تلك المجهودات.

وأشارت "حجازي" إلى أن المستشفى قامت بفتح حساب لها في بعض البنوك لاستقبال التبرعات عليها كبنك ناصر الاجتماعي والبنك الأهلي المصري وبنك CIB  .

أمهات وآباء من الطبقة الفقيرة للغاية قرروا التوجه بأطفالهم الذين يعانون من أمراض خطيرة إلى تلك المستشفى، خاصة أن خدماتها الطبية مجانية، يحيي حامد والد الطفل حامد يحيي حامد، القادم من محافظة المنيا، والمصاب بالتهاب قزحي في عينه، أشاد بجهود العاملين في المستشفى بداية من استقباله على الباب وحتى الطبيب المعالج، أكد أنه لم يكن يعلم أن الحكايات التي رواها له رفقاؤه في البلد وكم النصائح التي لاقاها ستكون الحقيقة أفضل منها بكثير، مناشداً بتوجيه التبرعات لمستشفيات علاج الأطفال لإنقاذهم من المرض.

أكد ذلك أيضاً الضاحي العباسي، من محافظة كفر الشيخ، والد الطفل عصام، والمصاب بعيب خلقي، يحتاج إلى 3 عمليات في عملية واحدة في القلب "ثقب وشريان وصمام"، حيث أجرى "عصام" عملية القسطرة الاستكشافية لإجراء عملية الشريان الثقب، مشيداً بدور المستشفى في علاج ابنه التي قدمت له كافة الخدمات على مستوى عالِ دون أن تطالبه بأي شئ أو مقابل لتلك الخدمات المميزة واصفاً المستشفى بقوله "أبوالريش مستشفى الغلابة"، مضيفاً: "محدش من الأهالي بيدفع، وبنوجه كل أصحاب الخير إن يوجهوا تبرعاتهم وأعمالهم لمستشفى أبوالريش للطفل أو أي مستشفى أخرى لتقديم الدعم بالأجهزة والاحتياجات المختلفة".

أما بعض الشباب الذين رصدتهم عدسة "الوفد" أثناء تقديمهم بعض الفقرات الترفيهية للأطفال عن طريق البلياتشو والعرائس، فقد أشاروا إلى أن حبهم لعمل الخير خاصة مع الأطفال المرضى، رغم أنهم لا يمتلكون ما يصلح ليساهم في شراء أجهزة أو أدوات طبية لعلاجهم، فقد قرروا أن تكون تبرعاتهم هي رسم البسمة على وشوش هؤلاء الأطفال، عن طريق الهدايا البسيطة والألعاب والفقرات الترفييهية التي يقدمونها، مؤكدين أنهم يقومون بتوجيه المتبرعين لمستشفى أبوالريش وغيرها من المستشفيات المتخصصة في علاج الأطفال، بالإضافة إلى أنهم قرروا تخصيص يوم الأربعاء من أسبوع لزيارة مستشفىأبوالريش للأطفال التخصصي، ليكون ميعاداً ثابتاً يلتقوا فيه معهم، قائلين: "إذا كانت هناك رسالة شكر يجب أن تُقدم لأحد، فعلينا جميعاً أن نشكر هؤلاء الأطفال لأنهم أجمعونا على حب فعل الخير"، لافتين إلى دور المستشفى في تقديم الرعاية والخدمة المميزة لهؤلاء الأطفال الذين تحملوا عناء السفر من الأقاليم والدول الأخرى لتلقي العلاج.