رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"أحلام اسطبل عنتر".. أنامل صغيرة تتراقص على النسيج

مدرسة أحلام اسطبل
مدرسة "أحلام اسطبل عنتر"

تتراقص أناملهم الصغيرة عبر خيوط النول بخطوات بها ليونة ومرونة، ويدمجوا النسيج الملون حتى يصبح كبستان من الزهور بألوان جذابة، فتخرج من أيديهم أجمل اللوحات الفنية المتجسدة في سجادة ذات نقوش ترمز للدقة والجمال.

 

مستعمرة من النمل مفعمة بالنشاط والطاقة، يسير العمل فيها بنظام ودقة ومهنية عالية الاحتراف، ذلك هو مشهد مشغل السجاد بمدرسة "أحلام اسطبل عنتر" الكائنة بمنطقة الدبخانة في اسطبل عنتر، فتحتضن الأنوال الضخمة كائنات صغيرة مبهرة فيختبئون بين خيوطه، وتبدأ تخطو خطواتك بداخل المشغل فتكتشف أن من يغزل ذلك السجاد المبدع الذي يصل طوله لعدة أمتار، هم أطفال بعمر الزهور قد لا تتجاوز أعمار بعضهم عن الـ 10 سنوات.

تبهرك سرعتهم ودقتهم في ذات الوقت، فهم يمرروا الخيط بين أصابعهم بنعومة مدهشة فتحملق عينيك أمامهم وتتسمر بمكانك بعد أن تشاهد عملهم، حيث السجاد الذي تم الانتهاء منه، ومدى روعته.

 ولا تصدق أن هؤلاء الأطفال الصغار بهذه الحرفية العالية وكأنهم "أسطوات" المهنة من قديم الأزل، ويلفت انتباهك التعاون الواضح بين الأطفال، سواء بينهم وبين زملائهم أو بين "أسطواتهم".

 فهناك فتاة تقف بجانب زميلتها وتملي عليها بعض الأرقام والمصطلحات التي تبدو لك ألغاز ولوغريتمات ولكن تلك الصغيرة تفك هذه الشفرة وتطبقها على النول.

وبنول أخر حجمه يتعدى المترين يجلس الأطفال من بنات وأولاد على مقعد خشبي مستطيلي الشكل وأمامهم ورقة صغيرة بها رسم ملون شبه بياني لا يمكنك أن تستوعبه، ويلقوا بنظرهم عليه ثم يغزلوا الخيط ليستكملوا سجادة فاتحة اللون وبها نقوشات بالخيوط الملونة.

وهناك يقف رجل أربعيني بجانب أحد الأنوال ليراقب عمل الصغار ويقدم لهم النصيحة حين يشعر باحتياجهم لذلك، وغيره شاب في العقد الثاني من عمره ممن تلقى التعليم بالمدرسة وهو صغير

واستكمل دراسته التجارية حتى قرر أن يصبح "أسطى" بالمصنع ويعمل بالمشغل الذي طالما عاش وتعلم فيه ويحمل ذكريات طفولته، ليقوم بتعليم كل خبرته للجيل القادم في المدرسة.

"بيننا وبين مصنع القطان للسجاد تعاون مشترك فهم يوفروا لنا الأنوال والخيوط والخامات المطلوبة والأسطوات للتدريب ونحن نوفر لهم الأيدي العاملة من الأطفال"، هكذا قالت منار محمد وكيل المدرسة المجتمعية "أحلام اسطبل عنتر".

وتابعت محمد، أن الأطفال من سن 7 و8 سنوات يبدأون التدريب بالورشة، وخلال عدة شهور يصبحوا محترفين وذوي مهارة فائقة تمكنهم من غزل سجادة كاملة دون أي تعديل عليهم، مشيرة إلى أن العمل بالسجاد يكون بمقابل مادي.

 

وأرجعت محمد، السبب وراء المقابل المادي الذي يتراوح ما بين 40 لـ130 جنيهًا في الأسبوع الواحد على حسب أقدميه الطفل ومهارته في الحرفة، أنهم يضمنوا بأن أهاليهم لن يخرجوهم من المدرسة للبحث عن حرفة تساعدهم في معيشتهم.

 

فيما أكدت وكيل مدرسة أحلام اسطبل عنتر، أن هناك فتيات ممن تعلموا غزل السجاد على النول، أصبح لديهم نول خاص بهم في المنزل بالتعاون مع المصنع، ليكون مصدر رزق لهم يساعدهم في توفير متطلبات الحياة.