رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصوب الزراعية «بشرة خير لمصر»

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق - حسام أبوالمكارم / إشراف: نادية صبحي

استكمالاً لجهود التنمية المستدامة التى يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تحقيقها فى كافة المجالات للنهوض بالاقتصاد المصرى، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى من الخضراوات والفاكهة، وتخفيف العبء عن المواطنين من خلال انخفاض الاسعار، والحفاظ على الثروة المائية، وتوفير فرص عمل للشباب من خلال افتتاح مشروع ١٠٠ ألف صوبة الذى يتم تنفيذه طبقًا للمواصفات العالمية ذات الإنتاجية العالية والموفرة للمياه، خاصة المواصفات العالمية فى إنشاء تجربة دول المجر وإسبانيا وهولندا.

يأتى مشروع الـ100 صوبة لأهمية التحول إلى الزراعات المحمية لبعض أنواع المزروعات للمساهمة فى زيادة القدرة على التخصيص الأمثل للأراضى المتاحة بما يتناسب مع تنفيذ المشروعات الزراعية لمختلف المحاصيل الاستراتيجية والعلفية والخضراوات والفاكهة وغيرها وذلك فى ظل محدودية المساحات المنزرعة حتى الآن.

ويهدف المشروع إلى ترشيد استخدام الموارد المائية العذبة المتاحة لمواجهة الالتزامات المتزايدة للاستخدامات المختلفة، وذلك فى ظل محدودية المتاح منها، وتعظيم العائد من الاستثمار بتطبيق الأساليب العلمية الحديثة فى تنفيذ المشروعات الزراعية وبما يحقق زيادة الإنتاج بالجودة العالية مع ترشيد التكاليف، حيث يحقق استخدام الصوبات لبعض الزراعات ترشيدا فى استخدام مياه الرى عن الزراعات المكشوفة بنسبة 50% فى الصوب العادية مع زيادة فى الإنتاجية تعادل ثلاثة أمثال بينما تحقق الصوب عالية التكنولوجيا ترشيدا فى مياه الرى بنسبة 90% مع زيادة فى الإنتاجية تعادل ستة أمثال الإنتاجية فى ذات المساحة من الزراعات المكشوفة، فضلا عن العمل على زيادة المعروض من أصناف الخضراوات المختلفة فى الأسواق للمواطنين بالأسعار المناسبة على مدار العام.

يعد مشروع الصوب الزراعية ضمن المشروعات القومية العملاقة التى من شأنها فتح الباب لاستثمارات كبرى فى هذه المجالات والصناعات الأخرى، ويهدف مشروع الصوب الزراعية إلى زيادة الإنتاج فى غير الموسم الطبيعى وتوفر منتجات جيدة فى غير موسمها الطبيعى، فضلًا عن إنتاج التقاوى الزراعية ويحد من الاستيراد.

وسوف يتم حصاد المحصول من الإنتاج الزراعى من المشروع خلال مارس المقبل، على أن تعمم فى مناطق مختلفة وطرحها للشباب.

تشمل مناطق المشروع إنشاء 20 ألف صوبة بمنطقة غرب المنيا، و10 آلاف صوبة أيضا فى غرب المنيا، و10 آلاف صوبة فى منطقة المغرة، وفى منطقة سيناء سيتم إنشاء 20 ألف صوبة، ومنطقتى المراشدة 1، والمراشدة 2، تتضمن إنشاء 30 ألف صوبة، وإنشاء 10 آلاف صوبة بمنطقة حلايب وشلاتين.

ويتضمن المشروع خطة إعداد وتأهيل الكوادر البشرية للمشروع لرفع قدرات وكفاءة المتدربين للعمل فى المشروع وإدارته فى مناطق مختلفة لتأهيل الشباب.

وتقدر المرحلة الأولى من المشروع  بـ 20 ألف فدان، وسيتم الانتهاء منها فى يونيو القادم، وتوزع على أربعة مواقع رئيسية فى عدة محافظات، الموقع الأول بقاعدة محمد نجيب العسكرية ويقع غرب مدينة الحمام، حيث تم التخطيط لبناء البيوت الزراعية على مساحة 4900 فدان وهى تمثل نسبة 24.5% من إجمالى مساحة المرحلة الأولى وتم تقسيمها إلى ثلاثة قطاعات الأول يضم 186 بيتا زراعيا على مساحة 250 فدانا وتمثل نسبة 5% من إجمالى مساحة الموقع.

وحددت قرية الأمل فى منطقة القنطرة شرق الاسماعيلية لتكون الموقع الرابع، والذى يتضمن تطوير عدد 529 صوبة زراعية بإجمالى 100 فدان وتمثل نسبة 0.5% من إجمالى مساحة المرحلة الأولى، وتم إسناد أعمال التطوير إلى الهيئة العربية للتصنيع وتم استلام 91 صوبة زراعية، ويتم توزيع المنتجات من خلال منافذ توزيع محافظة الإسماعيلية والقرى المجاورة لقرية الأمل بالقنطرة شرق، بواسطة عربات التوزيع الخاصة بجهاز مشروعات الخدمة الوطنية.

 

خبراء.. مشروع الصوب يحد من البطالة ويحارب أزمة المياه

الدكتور جمال محمد صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة، يؤكد أن اتجاه الدولة للزراعات المحمية "الصوب" يحد من تفاقم أزمة المياه التى تهدر فى الزراعات المكشوفة او الغمر، لافتًا إلى أن إنتاج مشروع  الـ100 ألف صوبة زراعية يعادل إنتاج 500 الف فدان يعتمد على الرى التقليدى.

وتابع: «سيتم إنشاء الصوبة الواحدة على مساحة فدان ما يجعل تكلفتها مليون جنيه، وأن الفدان الواحد للصوب ينتج ما يعادل 5 أفدنه أخرى من الزراعة المصرية ما يعزز قوة الاقتصاد المصرى فى الانتاج الزراعى»، موضحًا أن  تكلفة مشروع الـ100 ألف صوبة 100 مليار جنيه.

وشدد صيام، على أهمية استهداف الاسواق العالمية من الزراعات المصرية، حتى يحقق التنمية والنهوض المطلوب للاقتصاد المصرى، وأن مشروع الصوب لا يجب أن يقتصر دوره على السوق المحلى فقط، مشيرًا إلى أن عائد المشروع من قبل السوق المحلى ضعيف جدًا ولا يعمل على تحقيق أهداف الدولة فى زيادة الناتج المحلى للبلاد.

وعن حجم الإنتاج المحلى للبلاد من الزراعة، أشار صيام، إلي أن مصر تنتج 20 مليون طن سنويًا من المحاصيل الزراعية، يتم تصدير 2 مليون طن، ويصل حجم الفاقد من الإنتاج الزراعى 6 ملايين طن سنويًا، ما يؤكد أهمية استهداف الاسواق الاوروبية فى الفترة القادمة، قائلاً: «التوسع فى الزراعات المحمية أفضل من التوسع فى الزراعات الاخرى التى لا تحقق الجدوى للاقتصاد».

وشدد أستاذ الاقتصاد الزراعى، على أهمية التوسع فى زراعة زهور القطف التى تغزو الاسواق العالمية، والنباتات الطبية والعطرية، والزراعات العضوية والعنب حتى يتم الاعتماد على التصدير لمشروع الـ100 الف صوبة التى افتتحها الرئيس بمدينة الحمام

لتحقيق الجدوى الاقتصادية للمشروع.

وحول النتائج المحتملة لاعتماد المشروع واستهدافه للسوق المحلى، لفت صيام، إلى أن إنتاج المشروع من السوق المحلى يقدر بحوالى 20 مليار جنيه سنوياً تضاف للاقتصاد المصرى، أما فى حالة الاعتماد على التصدير فيقدر عائد المشروع من 30 إلى 40 مليار جنيه تساهم فى تنمية وتقدم الاقتصاد.

قال الدكتور على الإدريسى الخبير الاقتصادى،  إن الدولة تتحرك بخطى ثابتة للأمام تجاه الزراعة والصناعة من خلال مشروع إنشاء الـ 100 ألف صوبة زراعية التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإن الاهتمام بالزراعة بدأ منذ انطلاق مشروع 1,5 مليون فدان، لافتًا إلى أن قطاع الزراعة يمثل 11,5% من إجمالى الناتج المحلى المصرى، وهذا ما تعمل الدولة على زيادته خلال الفترة القادمة حتى نصل إلى نوع من الاكتفاء الذاتى للمحاصيل الزراعية.

وحول نتائج هذا المشروع أكد الإدريسى، أن مشروع الصوب له عدة نتائج إيجابية تعود على البلاد منها انخفاض الأسعار، وتخفيض الاستيراد للسلع، وتوفير فرص عمل ما يحد من مشكلة البطالة، ويعتبر الاهتمام بالزراعة والصناعة فكرة سوف تحقق التنمية الشاملة المستدامة، وعدم الاعتماد على الاستيراد الذى يزيد من نزيف الاقتصاد المصرى، مؤكدًا أن المشروعات التنموية تعمل على تغيير شكل الاقتصاد من خلال الاعتماد على صناعة قوية توفر مناخا مناسبا للاستثمار، وزراعة لها إنتاج تعمل على سد الفجوة بين الاستهلاك والانتاج.

وأشار الخبير الاقتصادى، إلى أن الرئيس دائما يكون على رأس افتتاح المشروعات والاهتمام بها للقضاء على العقبات التى تواجه الدولة أثناء العمل بجانب الدور الذى تقوم به القوات المسلحة فى التنسيق والعمل على إتمام كافة المشروعات، مضيفًا أن اختيار قرية الأمل لتكون الخطوة الأولى لبدء مشروع 100 ألف صوبة زراعية لعدم استهلاكها كميات كبيرة من المياه فى أماكن توجد مشكلات عدة فيها بسبب قلة المياه، فضلًا عن أن مشروع الصوب يعمل على توفير السلع الزراعية بالقرب من شمال سيناء ما يجعلها بيئة قادرة على جذب الاستثمار وتوفير فرص عمل، ما يعمل علي عودة الروح إلى سيناء مرة أخرى والقضاء على التطرف وتحويلها إلى تربة خصبة للإنتاج الزراعى والصناعى المصرى، ويؤسس لبنية تحتية لأهالى شبه جزيرة سيناء بعد أن همشت لأكثر من 30 عامًا ما جعلها معزولة عن الوطن.

ولفت الإدريسى، إلى أن مشروع الصوب الزراعية يستهلك 65% من المياه التى تستهلك فى كافة الزراعات الأخرى فى مصر، ما يساهم فى تقليل حدة مشكلات المياه التى تواجه البلاد.

وبخصوص عمليات التمويل والتغلب على العقبات التى قد تواجه المشروع، أوضح أن الدولة سوف تقوم بإدخال بعض شركات القطاع الخاص بجانب القوات المسلحة لتنفيذ المشروع لتفادى مشكلات تمويل مشروع  100 الف صوبة زراعية.

ويرى الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادى، أن مشروع الـ100 ألف صوبة زراعية يحقق الأمن الغذائى لمصر، من خلال توفير الاحتياجات ومتطلبات البلاد من المواد الغذائية الهامة للمواطنين، مضيفًا أن المشروع سوف يحقق الجدوى الاقتصادية ويعمل على مضاعفة الناتج المحلى للمنتجات الزراعية.

وأكد عبده، أن المشروع ينتج محاصيل تعادل إنتاج مليون فدان من الزراعات المكشوفة، لأنه يعتمد على أحدث أنواع التكنولوجيا التى توفر 90% من كمية المياه التى يحتاجها المشروع.

وأردف الخبير الاقتصادى قائلًا: المشروع سوف يسد احتياجات البلاد من المواد الغذائية ذات الكفاءة والجودة العالية، فضلًا عن تصديرها ما يساهم فى النهوض بالاقتصاد المصر، بالإضافة عن تقليل الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج ما يعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى للمجتمع المصرى.