رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء: «مراكز الدروس الخصوصية» تكشف معاناة أكثر من نصف قرن

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق - حسام أبو المكارم ومحمود هاشم - اشراف : نادية صبحى  

 

يعلن مركز ....... التعليمى عن بدء الحجز للصف الثالث الثانوى العام للموسم الدراسى 2018/2019، كانت تلك العبارات المنتشرة من الآن من أجل الإعلان عن بدء الحجز لدروس الثانوية للعام الدراسى الجديد القادم، رغم وجود فصل دراسى بأكمله ما زال لنهاية العام الدراسى الحالى، وهو ما يعد تحدياً لقرار وزير التربية والتعليم بمنع الدروس الخصوصية، ورصدت «الوفد» استعدادات بعض المراكز بالقاهرة الكبرى للدروس وبعض التلاميذ الذين بادروا بالحجز من أجل اللحاق بأماكنهم للعام القادم فى المراكز وكبار المدرسين.

وقد بدأت معاناة الدروس الخصوصية للأسرة المصرية مع نهاية الستينات من القرن الماضى، وكان المعلم الذى يعطى الدرس يتخفى من الأصدقاء والتلاميذ حتى لا يفقد هيبته داخل الفصل، ولكن الأمر تغير مع أزمات الاقتصاد فأصبحت الدروس الخصوصية علانية نرى إعلاناتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى وعلى جدران المدارس، ويعتمد عليها الكثير من المدرسين لتحسين أجورهم المتدنية فى ظل الأزمات وارتفاع الأسعار الذى نعيشه اليوم.

وبالرغم من تعديل وزارة التربية والتعليم لارتفاع أجور المعلمين عبر كادر المعلمين للتحسين من مستوى المعيشة، ما زالت الأجور ضعيفة ولا يتحسن مستوى المعيشة إلا بعد الاعتماد على تقديم دروس خصوصية داخل المراكز التعليمية بمبالغ طائلة ولكن تحولت طريقة الدروس الخصوصية إلى «بيزنس» يعتمد عليه المعلم اعتماداً كلياً.

ومما أثار الجدل والدهشة لما يحدث داخل المراكز التعليمية طريقة استنزاف أولياء الأمور، والتى تتمثل فى 30 جنيهاً استمارة بيانات التلميذ من عنوان المنزل ورقم الهاتف ومرحلة التعليم الخاصة، 100 جنيه حجز اسم المعلم الخاص بالمادة لعام 2018/2019، ومن المؤكد أن المعلم لا يملك التعرف على مقرر المنهج من وزارة التربية والتعليم فى ظل التعديلات من المنهج التعليمى، 70 جنيهاً استكمال باقى سعر المادة المحددة للطالب، بمعنى أن الطالب دفع 170 جنيهاً للمادة لحجز مكانه مع عباقرة المدرسين على حد قولهم.

وقال إبراهيم أحمد طالب فى المرحلة الثانية للثانوية أدبى يقطن بمنطقة الزاوية الحمراء، عند الإعلان عن تحديد مواعيد الحجز فى مركز رويال فإننى مطالب بالتواجد لدفع الرسوم الذى لم أستفد منها شيئاً وغصب عنى بدفع عشان أقدر أكمل تعليمى، ومع ذلك إذا تأخرت فى الحجز يتم تحديد فصول بالبروجكتور دون مدرس للشرح كأننى أمام فيديو على اليوتيوب.

وقال كريم محمد طالب فى المرحلة الثانية ثانوى علمى من منطقة شبرا الخيمة، بدأت أحجز بدرى للسنة القادمة لأن هناك مدرسين يكتمل العدد لديهم قبل بداية العام الدراسى نظراً لإقبال الطلبة الكبير عليه وهؤلاء المدرسون يحققون شهرتهم عن طريق توقعات أسلوب وشكل امتحان الثانوية العامة وقمت بحجز مادة التاريخ واللغة الإنجليزية بدفع مبلغ مقدماً وهو 120 جنيهاً نظير تسجيلى للعام القادم.

وتابع سلطان أحمد طالب علمى من منطقة إمبابة، عند الحضور إلى المدرسة دائماً لا يقوم المدرس بالشرح إلا عند زيارة أحد الموجهين، مضيفاً: «المدرس فى الآخر بيوزع علينا ورق إعلانات المركز اللى بيشتغل فيه دروس خصوصية عشان نعرف المكان المخصص إليه ونروح ناخد درس فى المركز اللى تبعه وخصوصاً مدرسى المواد العلمية.

وأكدت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب أن كافة مراكز التعليم التى أعلنت عن فتح باب الحجز للدروس الخصوصية للعام 2018/2019 غير قانونية، مشيرة إلى أن القانون

لم يفعّل ضد هؤلاء المدرسين الذين يرتكبون جريمة كبيرة فى حق المنظومة التعليمية التى شهدت فى السنوات السابقة العديد من المجتهدين داخل المدارس العامة.

وقالت «نصر» لـ«الوفد»: إن هناك العديد من السلبيات داخل المنظومة التعليمية التى تنهش التعليم العام قائلة: «غير معقول أن يتدهور بنا الحال ونعمل على تقنين إعلان حجز الدروس الخصوصية الذى ينطوى تحت مسمى الجرائم واستغلال حق الطالب ونضع أولياء الأمور تحت رحمة الدروس الخصوصية بسبب فساد البعض من المدرسين.

واستكملت نصر، حديثها قائلة: «هناك عيوب كثيرة فى التعليم الأساسى لابد من معالجتها أولاً ثم مواجهة الدروس الخصوصية وتجريمها، لافتة إلى أنه لا يزال هناك مشكلة يجب التصدى لها وهى كثافة الطلاب فى الفصول».

وأشادت نصر بالجرأة الشديدة للمراكز التعليمية التى أعلنت عن حجز الدروس الخصوصية للعام القادم، وفى الأيام المقبلة سيتم تقديم طلب إحاطة لـ«الدكتور طارق شوقى» وزير التربية والتعليم بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها ضد الأمور المجرمة فى حق المنظومة التعليمية.

وقال أشرف الفضالى خبير تربوى إن ثلاثة مشتركين فى جريمة الدروس الخصوصية، وزارة التربية والتعليم أولياء الأمور الممول الرئيسى والطالب، مشيراً إلى أن البيت المصرى داخله فوبيا تسمى الدروس الخصوصية الذى أتت بسبب فقدان الثقة فى وزارة التربية التعليم، ولم تعد تملك استراتيجية صالحة للتعليم على أرض الواقع حتى الآن.

وتابع «الفضالى»، لـ«الوفد» قائلاً: «عام 2017/2018 انتهى دون تنفيذ تطور فى عملية التعليم التى روج لها وزير التعليم منذ الأشهر السابقة عبر شاشات الفضائيات، مضيفاً: «أن الدكتور طارق شوقى لم يتفقد إلا المدارس الدولية والتجريبية والخاصة.

وأضاف أن التعليم فى المدارس العامة أصبح حقل تجارب لكل وزير يأتى باستراتيجية مختلفة دون علمه بالواقع، مستشهداً بوعود الدكتور طارق شوقى بزيادة رواتب المعلم دون تنفيذ ما وعد إليه».

وأعلن محمد صلاح مدرس بالمرحلة الثانوية فى مادة اللغة الإنجليزية، عن تأكيد إعلانه بتحديد الدروس الخصوصية للتلاميذ مقابل 200 جنيه فى 4 حصص على مدار الشهر قائلاً: «أعيش إزاى وأنا بقبض 1200 جنيه فى الشهر بخلاف مصاريف 630 جنيهاً علاج و950 جنيهاً إيجار الشقة و300 جنيه كهرباء و290 جنيهاً مياه وعندى ثلاثة أطفال فى مراحل التعليم المختلفة، لو أنا استكفيت بمرتب الحكومة لن أعيش».