عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عم مصطفى صانع الأمل في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة: "مراتي هي الأسطى بتاعي"

عم مصطفى صانع أحذية
عم مصطفى صانع أحذية لذوي الاحتياجات الخاصة في ورشته

يشع الأمل بين أنامله وتفوح رائحة التفاؤل ممتزجة براحة الجلد المنبعثة من ورشته الصغيرة، لتنثر حالة من الطمائنية في نفوس كل من يُقبل عليه.

فيقلل من حدة صدمات الحياة حين تعصف أمواج الحياة بأحد الأصحاء ليصاب بحادث ما فيضطر لبتر جزء من أطرافه أو خطأ طبي يُحدث عاهة أو عيب خلقي يمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي  ليكون هو بمثابة القارب الذي يحمله ليحيا بشكل سوي، ويحاول جاهدا أن يعوضه ما فقده من خلال مهنته متجسدا في حذاء جلد أو جهاز تعويضي بمواصفات خاصة.

يجلس عم "مصطفى حلمي" ذلك الرجل الخمسيني مع زوجته كل يوم أمام ماكينته بورشته الخاصة بمبنى قديم بمنطقة باب اللوق بوسط القاهرة يطلق عليه "سوق باب اللوق"، ليُنتج تلك الأحذية لذوي الاحتياجات الخاصة: سواء كبار أو أطفال.

لم يختر صانع الأحذية مهنته، هي التي اختارته فنشأ ليجد نفسه مع أبيه في ورشته وسط عائلة اشتهرت بالعمل في صناعة الأحذية من قديم الأزل، ليذوب الرجل الخمسيني عشقا فيها ويرق قلبه شغفًا بها بعد أن اكتسب الكثير من الصفات الإنسانية عن طريق الحالات التي تمر عليه بشكل شبه يومي.

 

يستلم عم مصطفى روشتة الطبيب والتي تتضمن المقاسات والمواصفات المطلوبة للمريض، ليستكمل هو مسيرة العلاج، موضحًا طبيعة عمله قائلًا:" أنا متخصص في صناعة جهاز مشط القدم التعويضي ليتمكن المريض من المشي بطريقة طبيعية أو يجلس أمام أحد مرتديًا شرابًا دون لفت الانتباه إلى أنه غير طبيعي، بجانب أحذية لحالات الفلات فوت والقدم المقوس وهناك اطفال تولد بقدم مقوس اصنع له حذاء يظل مرتديه فترة حتى تعود عظام القدم لمكانه، أما في الحالات الخاصة مثل الحوادث بعمل قدم بالجبس على مقاس قدم المريض علشان تبقى معايا وأنا بصنع الحذاء وبظبط المقاسات واملا الفراغات في القدم حتى تصبح طبيعية، وفي حالات قدم أقصر من قدم وهكذا".

"مراتي هي الأسطى بتاعي" بتلك الكلمات أثنى عم مصطفى على الدور المهم الذي تقوم به زوجته في حياته المهنية، والتي تعتبر روح المكان فهي تقرأ الورق

والمقاسات المطلوبة وتقص القوالب وتظبط المقاسات وتتطابقها مع "الاسطمبات"، بجانب أنها تقص وتهيئ الشغل حتى يكون جاهزًا للماكينة ذلك الشيء الوحيد الذي لم تتمكن منه بعد.

"هي أساسي معايا بتعمل حاجات أنا لو عملتها هاخد وقت أكتر بكتير عنها، من غيرها شغلي ناقص حاجة، هي بتظبطلي المراحل الأولى والمهمة والدقيقة في الشغل وأنا بنفذ اللي بتجيبه ربنا يباركلي فيها" هكذا قال صانع أحذية ذوي الاحتياجات الخاصة عن شريكة دربه.

وعن الأسعار قال الرجل الخمسيني إنها في ارتفاع مستمر خاصة وأنه يعمل بخامة الجلد الطبيعي، حتى يكون مريحًا وصحيًا للمريض، محاولا إرضاء المريض حتى لا يضغط عليه في السعر.

ولأنه يشعر بمعاناة الأمهات والمرضى التي تفيض من أعينهم حزنًا على أبنائهم، يحاول أن يهون عليهم ويداعبهم، ولا يهدأ حتى يحول تلك النظرة للنقيض أثر استلام الحذاء أو الطرف الذي يمكنه من التحرك بشكل طبيعي والذي يرى بعيونهم الفرحة التي سكنت أرواحهم ويستعيدوا بها الراحة النفسية لحياتهم مرة أخرى.

"كلنا في الحياة بنكمل بعض وأنا طموحي على أد حدودي وعارف حدودي إيه وبحلم على أساسها، وراضي بنصيبي مهنتي بحبها هي مصيري وبلاقي نفسي فيها والحمدلله ليا زباين، وبعدين أنا في آخر مشواري خلاص، نفسي أحقق لمراتي اللي عايزاه تزوج بنتنا الصغرى ونعمل عمرة غير كده الستر والصحة والحمدلله" وهكذا ختم عم مصطفى كلامه.

شاهد الفيديو...