عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"فضيحة قندهار" تضاعف مأزق أوباما فى أفغانستان

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تكد تمر أيام على تفجر فضيحة إحراق المصاحف في قاعدة باجرام العسكرية في شمال كابول, إلا وفوجئ الأفغان بارتكاب جندي أمريكي مجزرة بشعة ضد مدنيين عزل في ولاية قندهار, الأمر الذي دفع كثيرين للتحذير من أن قوات الناتو باتت في مواجهة مفتوحة مع الشعب الأفغاني كله وليس مع حركة طالبان فقط.

وكان حاكم قندهار توريالاي ويسا أعلن في 11 مارس أن جنديا أمريكيا ترك قاعدته العسكرية في قندهار وفتح النيران على مدنيين عزل, ما أسفر عن مقتل 16 أفغانيا.
ومن جانبها, ذكرت وكالة "رويترز" أن قوات حلف الناتو اعترفت بوقوع الحادث, وعبرت في بيان لها عن أسفها العميق, كما أعلنت عن وضع الجندي الأمريكي الذي ارتكب الجريمة قيد الاحتجاز.
ويبدو أن أسف الناتو لن يجدي نفعا, خاصة أن الجريمة السابقة جاءت في ذروة تعهدات أمريكية بعدم تكرار الحوادث التي تستفز مشاعر الشعب الأفغاني على خلفية فضيحة عثور عمال أفغان في 21 فبراير الماضي على مصاحف محروقة، بينما كانوا يجمعون القمامة من أمام قاعدة باجرام وتبرير مسئولين أمريكيين الفضيحة بأن معتقلين من طالبان في سجن قاعدة باجرام كانوا يستخدمونها لنقل رسائل فيما بينهم.
بل وهناك من حذر من أن تزايد النقمة في صفوف الشعب الأفغاني إزاء استمرار انتهاك مقدساتهم وسقوط عشرات المدنيين الأبرياء في غارات للناتو من شأنها أن تدفع آلاف الأفغان للانضمام لحركة طالبان وبالتالي تزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الأجنبية.
وأمام ما سبق لم يكن مستغربا أن تنشر صحيفة "الإندبندنت أون صنداي "البريطانية تقريرا في 11 مارس بعنوان "كفى ما جرى بأفغانستان" تساءلت فيه حول جدوى بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان إلى نهاية 2014، رافضة تبرير قوات الناتو بأن البقاء في أفغانستان حتى هذا الموعد من شأنه منح الوقت الكافي لقوات الأمن الأفغانية كي تصبح مكتملة البناء ومستعدة لتحمل المسئولية الأمنية في البلاد.
وتابعت الصحيفة" أعذار وتبريرات الناتو على مدار أكثر من عشر سنوات هي نفسها بشأن عدم الانسحاب من أفغانستان وتتمثل في أن أفغانستان تحتاج إلى بضع سنوات أخرى كي تتمكن من الاعتماد على نفسها في ضبط النظام والسيطرة على شئون البلاد".
وأشارت "الإندبندنت أون صنداي " في هذا الصدد إلى ما وصفتها بالتقارير البائسة التي تصدر عن قوات الناتو

بشأن القدرات الأمنية الأفغانية، والمتمثلة في عدم حدوث أي تطور يذكر بشأن تلك القدرات على مدار السنوات الماضية، داعية للإسراع بانسحاب القوات البريطانية من أفغانستان لتجنب المزيد من الخسائر هناك. 
واستطردت" الناتو يقول إن انسحاب القوات البريطانية من أفغانستان سيؤدي بالضرورة إلى إصابة القوات الأمريكية المنتشرة هناك بالإحباط، هذا التبرير غير منطقي، عدد القوات البريطانية في أفغانستان لا يزيد عن عشرة آلاف و500 عسكري، ولكن للولايات المتحدة حوالي تسعين ألف جندي على الأراضي الأفغانية".
وأعربت الصحيفة عن موقفها الرافض لبقاء القوات البريطانية في أفغانستان، وقالت إنها لا تمانع في أن تقدم القوات البريطانية الدعم للآخرين إذا كانت هناك أسبابا عادلة، مشيرة إلى أن بريطانيا قدمت دعما عسكريا لفترة محدودة في ليبيا السنة الماضية، وذلك لتجنيب الشعب الليبي حمام دم هدد بإحداثه العقيد الراحل معمر القذافي بعبارات واضحة.
وتابعت" يجدر ببريطانيا التدخل عسكريا لحماية وإنقاذ الشعب السوري من ويلات الحرب التي يشنها عليه الرئيس بشار الأسد"، مضيفة أنها تدعم موقف السيناتور الأمريكي الجمهوري جون ماكين، والمتمثل في دعوته دول حلف الناتو إلى استخدام القوة ضد نظام الأسد.
واختتمت الصحيفة قائلة:"إن التكلفة باتت تتزايد أكثر كلما زادت مدة بقاء القوات البريطانية في أفغانستان، القوات البريطانية والقوات الأجنبية الأخرى تكبدت خسائر فادحة في الحرب على أفغانستان, ولذا كفى ما جرى في أفغانستان".
وبصفة عامة, يجمع كثيرون أن الوقت ليس في صالح القوات الأمريكية في أفغانستان, بل وقد تخرج من هناك بفضيحة أكبر من هزيمتها في فيتنام.