عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أزواج على أبواب المحاكم

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق – دعاء مهران:

 

يتوارى بعض الرجال خجلاً من عنف زوجاتهم بعدما فقد «سى السيد» عرشه وبات مقهوراً مكسور الجناح أمام جبروت زوجته التى حولت حياته إلى جحيم لا يطاق، ولم يجد أمامه حلاً إلا اللجوء إلى المحاكم لإنصافه من قهر زوجته التى رفضت كل الوساطات لمعاملته بالحسنى واللين وصلة الرحم!!

«ولا بد من يوم محتوم تترد فيه المظالم»، لم يعلم الرجل الذى أذاق المرأة القهر على مدار سنين طويلة، أن تدور الأيام وتتحول المرأة من مقهورة لا حيلة لها إلى «قاهرة ومستبدة» وبات الرجل هو من يستنجد من قهرها وظلمها له فى البيت، بل إنها باتت تجعله يقف يومياً على باب المحكمة لأخذ حقه من زوجته «الجبارة».

تحولت بعض النساء فى السنوات الأخيرة من امرأة لا حيلة لها إلى ما يطلق عليها سيدة «قادرة – جبارة - قوية»، وتبدل الحال من سيدة تعانى من عنف الرجل إلى عنيفة، ومن مضروبة إلى ضاربة، ومن مظلومة إلى ظالمة، ومن وقوفها أمام المحكمة إلى إيقاف الرجل على باب المحاكم، نتيجة للكثير من العوامل التى تساعدها على ذلك، أولها الانفتاح وزيادة وعى المرأة بحقوقها وزيادة نسبة تعليم المرأة ودخولها العديد من المجالات العملية، والتى استطاعت من خلالها أن تثب مكانتها فى المجتمع عن جدارة.

وسجلت مكاتب تسوية المنازعات فى محاكم الأسرة، خلال العام الماضى 3600 شكوى من الأزواج ضد زوجاتهم اللاتى يمارسن العنف ضدهم سواء بالتهديد بالطلاق أو العنف الجسدى أو الحرمان من الحقوق الزوجية والهجر.

وتم إحصاء 1020 بلاغاً تقدم به أزواج إلى أقسام الشرطة وصل بعضها إلى المحكمة، بعد تعرضهم لإصابات ارتقت لدرجة «العاهة المستديمة»، وسُجّلت أغلب هذه الحالات فى القاهرة والجيزة وحلوان، التى شهدت ارتفاعاً ملحوظاً فى نسبة عنف الزوجات وفرض إرادتهن على الأزواج.

وكشفت إحصائية رسمية صادرة عام 2016، أن حالات النشوز بلغت 62 ألفاً، فيما أقام الرجال فى نفس العام 3500 دعوى نشوز وطلب فى بيت الطاعة لتأديب زوجاتهم بعد الإساءات المتكررة التى تعرضوا لها، فيما وصلت دعاوى النشوز التى أقامها الرجال أمام محاكم الأسرة بعد رفض الزوجة العيش مع «ضرة» 1500 دعوى، والزوجة الناشز، وفقاً للقانون، هى الخارجة عن طاعة زوجها، ولا تستحق أى نفقات مادية.

 

الخروج دون إذن

من أمام مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة فى زنانيرى، وقف الزوج «م. م» يشكو زوجته «ع. ى»، ويطالب بإثبات نشوزها، بعد 4 سنوات من زواجهما مبدياً اعتراضه على قيامها بترك منزل الزوجية دون إذنه ودون مبرر وذلك عدة مرات منذ زواجهما، وكان فى كل مرة يتدخل فيها الأقارب وتعود لمنزل الزوجية بعد التعهد بعدم الخروج دون إذن زوجها.

وأكد الزوج أنه فى المرة الأخيرة خرجت زوجته ورفضت العودة إليه ما دفعه إلى إنذارها بالدخول فى طاعته بموجب إنذار الطاعة المؤرخ فى 18 أكتوبر 2011، فقامت الزوجة بالاعتراض عليه بموجب صحيفة اعتراض قيدت برقم 594 لسنة 2011، وأثناء تداول الدعوى بالجلسات أضافت طلب التطليق للزواج بأخرى، وبجلسة 27 يناير 2013 قضت المحكمة فى الدعوى برفض الاعتراض والطلاق، فاستأنفت على الحكم بالاستئناف رقم 346 لسنة 45 ق وتداول الاستئناف بالجلسات، وبجلسة 10 يناير 2014 قضت المحكمة برفض الاستئناف، مؤكداً أنه ما زال يبحث عن حل لمشكلته منذ ستة سنوات وحتى اليوم.

 

رفعت قضية طلاق فى غيابه وتزوجت بآخر

وقال «ع. م» إن كل ما يحلم به هو رؤية أبنائه وأن يضمهم لحضانته، موضحاً أن زوجته استغلت غيابه عنها لمدة أربع سنوات فى الغربة، لترفع عليه قضية طلاق، وحكمت لها المحكمة بالطلاق، ثم قامت بالزواج من رجل آخر، مضيفاً: هذا الطلاق يعتبر باطلاً لأننى لم أطلقها، كما أننى كنت أرسل لها الأموال كلها

أولاً بأول.

 

زوجتى بخيلة

ويقول «أ. خ» إنه تزوج بعد قصة حب دامت طوال فترة الجامعة، و«لم أكن أعلم طوال الفترة التى قضيتها حقيقة زوجتى، لأكتشف بعد الزواج أنها بلا مشاعر ومتحجرة العواطف، حتى فاض بى الكيل ورفعت ضدها دعوى نشوز».

ويضيف الزوج، 40 سنة، محاسب، فى دعواه قائلاً: «أحببتها منذ كنا بالجامعة واتفقنا على الزواج بعد أن ننتهى من دراستنا، وبالفعل تزوجنا وأنجبنا أحمد، وبعدها تغير سلوكها لتصبح بخيلة بخلًا شديدًا فى كل شىء حتى فى المشاعر والإحساس، وكنت أحذرها دائماً من بخلها المبالغ فيه الذى فاق الحدود، وأطالبها بتغيير معاملتها معى دون استجابة منها، وكانت تكتفى بالصمت ووعدى بتغير سلوكها، ومع الوقت لم تف بالوعد ووجدت منها البخل الذى فاق الحد».

وأكد أنه حذرها مرة أخرى من بخلها ولكن لم تف بالوعد حتى تطور الأمر ووصل إلى بخلها مع نجلى وإهمال إطعامه ورعايته صحياً، مما أدى إلى إصابته بجفاف وأنيميا حادة كادت تؤدى إلى وفاته لولا فضل الله علىّ، مما جعلنى أنتبه وأقرر ألا أكمل حياتى معها متوجهاً للمحكمة لرفع دعوى نشوز برقم 7291 لسنة 2017 ضدها.

ويقول يوسف حامد، أحد المحامين الذين التقتهم «الوفد» داخل محكمة الأسرة، إن 90% من الرجال سواء قاموا برفع قضايا على زوجاتهم أو أقيمت ضدهم قضايا، مفترى عليهم، ولا حيلة لهم، أمام جبروت السيدات الذى ازداد فى السنوات الأخيرة، نتيجة تزايد مساندة المرأة من جميع فئات المجتمع، سواء فى القانون أو فى العمل أو التعليم.

وأكد أن لديه العديد من القضايا فى مكتبه، من الأزواج الذين يحلمون بإيجاد حلول مع زوجاتهم، مؤكداً أن المرأة تجد العديد من المؤسسات التى تدافع عنها، بعكس الرجال الذين لا يجدون من يدافع عن قضاياهم، بل هناك الكثير من الرجال الذين يتعرضون لظلم، ولا يعلنون، خوفاً من نظرة المجتمع لهم.

وأوضح أنه فى السنوات الأخيرة زادت قضايا معاناة الأزواج مع زوجاتهم، بعكس ما كان فى السنوات الماضية والتى كانت المرأة تدوخ بين أبواب المحاكم.

وأرجعت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، زيادة ارتفاع نسب القضايا التى يرفعها الأزواج على زوجاتهم، لعدم تعاون الرجال مع النساء فى كافة أمور الحياة، كما أن الظروف الاقتصادية وارتفاع تكلفة الحياة جعلت الكثير من الأزواج مقصرين فى مصروفات المنزل، كما أن زيادة نسبة الأزواج على أبواب المحاكم نتيجة لعدم تعاونهم فى دفع النفقات، مما يدفع الزوجات إلى حرمانهم من رؤية أبنائهم.