البيت لنا والقدس لنا

الأربعاء 06/ديسمبر/2017 - 08:51 م

« اورشليم فى حال سئ يا مولاى السلطان لا امل لها غيرك اورشليم تنتظر أن تحررها...عرب اورشليم لا يملكون اليوم غير الأسى والخوف امام هجمات الصليبين المتتالية انهم يعيشون فى الذعر وبدلا من الابتسامة التى كانت تضيء وجوه الأطفال أصبح الفزع اليوم يمزق قلوب الصغار والكبار عرب أورشليم الذين غرسوا فى أرضهم جنات تحولوا إلى مهاجرين مشردين تقذفهم الأرض الطيبة التى امتلكوها منذ اجيال وأجيال انهم جياع يا عظمة السلطان جياع ومع ذلك فهم ما زالوا يحلمون بالخلاص يا عظمة السلطان وينتظروك».

هكذا أجاب القائد حسام القائد صلاح الدين الايوبى،حينما سأله السلطات عن أخبار العرب فى اورشليم.. ومابين هذا الحوار الرائع لفيلم الناصر صلاح الدين، الذى بدأ على وقع طبول جيوشه الزاحفة لتحرير القدس.. بينما واحد المقديسيين يبشر اخوانه.." يا اخوان ألم أقل لكم ان الله لن يتخلى عنكم وانكم ستعودون إلى بلادكم معززين لقد استجاب الله دعواتنا وأرسل لنا منقذ العروبة اسمعوا اسمعوا هذه طبوله اسمعوا هذه بشائره هو هو".....ما يزال اهل القدس فى انتظار صـلاح الـديـن من جديد.

ولكنه انتظار يبدو ان سيطول طويلا، فالقدس التى وقعت تحت سيطرة الصليبيين لمدة 88 عام، تئن تحت وطأة ووحشية الاحتلال الإسرائيلى منذ حوالى 70 عاما، ويبدو تلبية ندائها امر عصى على التحقق، بعد ان فقدت الامة العربية والإسلامية بوصلتها،وسقطت فى هوة الصراعات الداخلية والجانبية، ووحش الارهاب الاسود الذى اطلق حربه مستخدما الصواريخ والطائرات بلا طيار وأحدث التقنيات والأسلحة فى مواجهة ابناء امته عربية والإسلامية...ولم يطلق رصاصة واحدة باتجاه تحرير الاقصى الاسير.

ووسط العجز العربى والاسلامى عن نصرة الاقصى، ومدينة السلام، ياتى قرار الادارة الأمريكية برئاسة ترامب، بنقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ليعمق من جراح الذل والمهانة والانكسار العربى، ويكشف زيف المجاهدين والمقاتلين والثوار الذين قاتلوا فى كل الجبهات ما عدا إسرائيل.

لتبقى القدس وحيدة..ولا يبقى لمناصريها سواء الصلاة والدعاء والحنين لأيام الشموخ والعزة.. وصوت خافت لا يملك سوى يغنى مع فيروز..لتبقى فيروز وحدها بصوتها معركتنا الوحيدة التى تذكرنا بالقدس بمدينة الصلاة أصلّى و بهيّة المساكن وزهرة المدائن...يا قدس يا مدينة الصلاة أصلّى.. عيوننا إليك ترحل كل يوم.. تدور فى أروقة المعابد..تعانق الكنائس القديمة...وتمسح الحزن عن المساجد...يا ليلة الإسراء يا درب من مرّوا إلى السماء....عيوننا إليك ترحل كلّ يوم وإنّنى أصلّى.. وعلى وعد بغضب ات يمحو آثار القدم الهمجية ويهزم وجه القوّة.. فالبيت لنا والقدس لنا.

«الوفد» ترصد هنا الأبعاد المترتبة على جعل القدس عاصمة لإسرائيل كما ترصد عمليات التهويد باثار القرار الأمريكى إضافة إلى أهم المواقف الدولية.

تحقيقات وحـوارات

البيت لنا والقدس لنا