عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المبيدات.. حرب على 5 جبهات

بوابة الوفد الإلكترونية

الحرب الكيماوية، سلاح حاسم تستخدمه الجيوش للقضاء التام على أعدائها فى المعارك.. ومنذ عقود طويلة، والمصريون جميعاً يتعرضون لحرب كيماوية مكثفة وشديدة القسوة.. حرب وصلت لكل بيت وطالت كل مصرى.. أسلحتها التفاح والفراولة والعنب والخوخ والمشمش وباقى قائمة الفواكه، والخيار والطماطم والكرنب وباقى قائمة الخضراوات...

وحرب المبيدات الكيماوية تشنها على المصريين من 5 جبهات، جهات خارجية، يساعدها فى مصر مهربون، وغشاشون يقدمون أنفسهم للناس على أنهم صناع، بينما هم فى الحقيقة قتلة، ويساعدهم فريق كبير يوزعون السموم على كل بيت فى قرى مصر، ويشاركهم - عن جهل - فلاحون يتولون تنفيذ أخطر أدوار تلك الحرب، بتوزيع السموم على كل المنتجات الزراعية.. وفى مقابل هذا كله تقف الأجهزة الرسمية مترددة حيناً ومتراخية حيناً، وعاجزة حيناً وبطيئة دوماً فى التصدى للمخطط الجهنمى الذى يستهدف تسميم المصريين جميعاً، فعلى جبهات الحرب الخمس حققت الحكومة نجاحاً فى جبهتين، وخسرت فى جبهتين فيما بدأت مواجهة على استحياء فى الجبهة الخامسة.

أما المفاجأة فهى أن القانون المصرى يشجع مافيا المبيدات فى أن يفعلوا بالمصريين الأفاعيل.. فرغم أن تلك المافيا تقتل بسمومها مئات وربما آلاف وملايين الضحايا، إلا أن أقصى عقوبة لهؤلاء القتلة فى حالة ضبطهم هى الغرامة 100 جنيه حسبما ينص القانون رقم 33 لسنة 1966 الذى يحكم عمل مبيدات الآفات الزراعية فى مصر حتى الآن!

من المهم فى البداية أن نشير إلى أن الأزمة ليست فى استخدام المبيدات فى الزراعة، فكل دول العالم تستعين بالمبيدات فى زراعاتها، و75% من المبيدات تستهلكها الدول المتقدمة، واستخدام المبيدات فى مصر قد يكون ضرورياً فى ظل محدودية المساحة المنزرعة والتى لا تتعدى 3,5 % من المساحة الكلية للبلاد (مساحة مصر حوالي 240 مليون فدان منها 8,2 مليون فدان زراعى)، وهذه المساحة يعيش عليها 6 ملايين و400 ألف حائز أراضى زراعية منهم 4 ملايين و300 ألف يحيزون مساحات فدان فأقل، ومليون و300 ألف يحيزون ما بين فدان و100 فدان ومليون يحيزون أكثر من 100 فدان، وكل هذه الأرقام تعنى أن مصر لديها مشكلة فى الإنتاج الزراعى، وهو ما أدى إلى استيراد مصر لحوالى 55% من احتياجاتها من القمح وحوالى 95% من الزيوت النباتية وحوالى 32% من السكر وحوالى 50% من الذرة.

وكل هذه الأرقام تعنى أن استخدام المبيدات فى الزراعة أمر طبيعى جداً، الكارثة تكمن فى 3 أمور محددة، وهى استخدام مبيدات غير مطابقة للمواصفات، وهذه تشكل 70% من المبيدات المستخدمة فى مصر.. الأمر الثانى: هو الإفراط فى استخدام المبيدات، وهذه كارثة حتى لو كانت تلك المبيدات تتطابق وكل المواصفات العالمية، وهذا الأمر يتم بخلط كميات أكبر من المواد.. والأمر الثالث هو سوء استخدام المبيدات، فالثابت علمياً أن كل مبيد له فترة عمر تتراوح ما بين 3 أيام و15 يوماً، وبعدها ينكسر ويتحلل إلى مركبات غير ضارة إلا أن أغلب الفلاحين وأصحاب مزارع الخضار والفاكهة يسرعون فى جنيها قبل مرور تلك الفترة، ويطرحونها فى الأسواق، وبالتالى تبقى الآثار السامة للمبيد كامنة داخل المنتجات الزراعية وتنقل سمومها فى جسد من يتناولها مهما غسلها

واحتاط فى تنظيفها، فتصيبه بقائمة طويلة من الأمراض، منها السرطان والأمراض التناسلية وأمراض الجهاز الهضمى وجهاز المناعة، فضلاً عن أمراض الحساسية.

وبسبب تلك الكوارث الثلاث تسبب المبيدات الزراعية 2500 مرض، بعضها يصيب الأرض الزراعية وبعضها يصيب الفلاح الذى يرش تلك المبيدات وبعضها يصيب كل من يستنشق الهواء المحمل برذاذ تلك المبيدات، وأغلبها يصيب مستهلكى الخضراوات والفاكهة.

والكارثة الأكبر أن عدداً غير قليل من المبيدات المستخدمة فى مصر محرم استخدامه دولياً، وحسب تقديرات الدكتور سعد حسن، خبير البيئة والأستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس، فإن المصريين يستعملون 500 صنف من المبيدات، منها 200 صنف محرم دولياً، وهو ما يعنى أن حوالى 40% من المبيدات المستخدمة فى مصر محرمة دولياً نظراً لخطورتها الشديدة.

وعلى رأس تلك المبيدات «الملاثيون» وهو مبيد محرم دولياً، لكنه لا يزال يستخدم فى مواجهة ذبابة الفاكهة فى الموالح والخوخ وغيرها من حقول الخضر والفواكه، وتستخدمه وزارة الزراعة نفسها، فى الحقول التابعة لها ومبيد «برومينال» تم منع تداوله دولياً، ولكنه لا يزال يستخدم فى مصر، وهناك أيضاً مجموعة «الجليفوسات» ولها العديد من الأسماء التجارية منها الراوندات والسان اب وغيرهما، وجميعها غير مصرح باستخدامها فى بلد المنشأ إلا فى حالة حشائش الجسور والمصارف، ومع ذلك يتم استخدامها فى حقول الخضراوات والفاكهة لمواجهة الحشائش الغريبة والدخيلة على تلك الحقول، نفس الحال فى مبيد «الجرامكسون» الذى يستخدمه كثيرون فى رش الخضراوات بجميع أنواعها بخلاف مبيدات روماكتيل وشفيط اللذين يتم تهريبهما من إسرائيل إلى مصر،، ومبيدات مواجهة الآفات يجب ألا تستخدم إلا فى المحاصيل غير الغذائية مثل القطن وسوس النخيل ومع ذلك يتم استخدامها فى حقول الفراولة والفلفل والباذنجان وغيرها.

والمعروف أن اليوريا كسماد لا يستخدم فى جميع دول العالم كله سوى فى مصر وليبيا لخطورته على الصحة ومع ذلك نستخدمه فى مصر كسماد وكمحلول تسريع إنضاج.

وعمليات تخزين الفواكه والخضراوات لا تخلو من كوارث، فمخزنو البطاطس يضيفون إليها مادة «الدى. دى. تى» القاتلة حتى لا يصيبها العفن كما يضيفون إليها مادة «2.4.d» وهى مادة مسرطنة».