رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد عام من الثورة.. المصريون لا يخافون

بوابة الوفد الإلكترونية

 قبل عام من اليوم كان المصريون ينتظرون في خوف وجزع في أركان الشوارع حتى يتجمع عدد من المحتجين قبل ان يتحلوا بالشجاعة اللازمة لترديد هتافات ضد الرئيس السابق حسني مبارك. كانوا يتوقعون الإصابة أو الاعتقال كما كان كثيرون يتسللون من منازلهم من دون إبلاغ آبائهم.

وبعد 12 شهرا من الإطاحة بمبارك خلال الثورة التي استمرت 18 يوما عاد الشباب إلى الشوارع. وهذه المرة سد عشرات الآلاف الطرق والميادين، وحضر معهم أيضا آباؤهم وأبناؤهم الصغار.
ورغم أن الشبان هم من أشعلوا وقود الثورة قبل عام فإنهم راقبوا الإسلاميين وهم يحصدون المكاسب السياسية لكن المصريين الذين تجمعوا لإحياء الذكرى الاولى للثورة يوم 25  يناير الماضي قالوا إن المكسب الحقيقي هو الشجاعة المكتسبة في التعبير عن آرائهم صراحة. كان الخوف هو الذي يجعلهم يحجمون عن الخروج للشوارع طوال عشرات السنين من القمع.. لكنه الآن لا وجود له بعد كسر حاجز الخوف.
هتف متظاهرون يوم الأربعاء في ميدان التحرير مركز الانتفاضة الشعبية قائلين "علي وعلي وعلي الصوت اللي بيهتف مش حايموت وعلي وعلي وعلي الصوت حرية حرية". وهتف آخرون "مطالبنا هي هي" رغم الاختلافات بين الناس بينما نعم المتظاهرون بشمس الشتاء الدافئة بعد موجة باردة وأخذ أناس لا يعرفون بعضهم بعضا يتناقشون حول مستقبل مصر ودستورها ودور المجلس العسكري الذي تولى السلطة من مبارك.
وقبل عام كان الكثير من المتظاهرين عازفين عن ذكر أسمائهم للصحفيين الذين يجرون معهم حوارات في ميدان التحرير خشية تعقبهم واعتقال جهاز أمن الدولة لهم. لكن الكثيرين قدموا أمس أسماءهم الكاملة ووظائفهم من تلقاء أنفسهم بل إن البعض أظهر بطاقته الشخصية.
وقال أحمد معوض (38 عاما): "مشيت في تلك الشوارع ذاتها العام الماضي وكنت أعتقد أني سأدفن بحلول الليل".
وأضاف: الشعب لم يعد كما كان وعلى المجلس العسكري أن يفهم هذا في العام الماضي كنا قطيعا من الخرفان واعتقدوا أن بإمكانهم تسليمه من الأب إلى الابن لكننا اليوم أحرار"، وذلك في إشارة إلى اعتقاد كان سائدا بأن مبارك سيسلم الرئاسة إلى ابنه جمال.
وقاطع أحمد رمضان (43 عاما)  معوض قائلا: "قبل 25 يناير العام الماضي لم نكن نجرؤ حتى على الوقوف في دائرة والحديث مع بعضنا البعض لم أكن لأنظر لصحفي فما بالك بالتحدث إليه".
ونظم نشطاء على الانترنت احتجاجات العام الماضي مما مثل مفاجأة لغالبية المصريين في بادئ الامر. وبوحي من الانتفاضة في تونس التي أطاحت برئيسها قبل أيام معدودة من ذلك الوقت انضم المزيد والمزيد من المحتجين الشبان للاحتجاجات حتى انطلق مئات الآلاف إلى الشوارع.
ومع محاكمة مبارك واختيار مجلس شعب جديد أغلب أعضائه من خصومه الإسلاميين

عبر الكثير من الشبان الذين لجأوا إلى الانترنت في العام الماضي لإطلاق الثورة عن استيائهم من المجلس العسكري لخشيتهم من أن يتلكأ في تسليم السلطة إلى المدنيين.
وتدفق المصريون كبارا وصغارا إلى الشوارع أمس ملوحين بالأعلام رغبة منهم في تحقيق مطالب الانتفاضة التي لم تتحقق بعد. وقال كثيرون إنهم توجهوا للعاصمة للمشاركة في هذه التجمعات. وقال حامد علي (27 عاما) الذي استقل حافلة للوصول من قريته في الدلتا إلى القاهرة "ما زالت مطالبنا لم تتحقق لا أريد تنحي المجلس العسكري لكني أريد أن أقول إن الثورة حية".
وحمل متظاهرون لافتات عليها أسماء قراهم ومدنهم بينما أخذ آخرون يعددون مطالب يعتقدون أنها لم تنفذ بعد.

وقالت نرمين حسني: "في مثل هذا اليوم من العام الماضي لم احتج لكني أمضيت كل يوم بعده في الميدان أنا هنا اليوم لأني أريد أن أبعث رسالة واضحة.. هي: أيا كان الذي سيحدث في المستقبل.. فلن أتخلى عن الثورة".

وأضافت نرمين البالغة من العمر 32 عاما وتعمل صيدلانية "لا يمكن للثورة أن تموت سأعود إلى الميدان كلما تعين علي ذلك لست خائفة ولن أكون ابدا كما كنت في الماضي".

صحيح ان التغلب على التضخم والبطالة اللذين دفعا الآلاف إلى الانطلاق للشوارع العام الماضي سيستغرق سنوات إلا أن المصريين يشعرون الآن أن بإمكانهم إجبار حكامهم على الاستماع إلى شكاواهم. وقال محمد حامد (19 عاما) الذي لم يكمل تعليمه للبحث عن عمل "طوابير الخبز ما زالت طويلة كما كان الحال قبل الثورة. الظلم كما هو. الفقر لم يتغير.

وأضاف حامد الذي كان يمسك عكازين لإصابته بكسر في ساقه اليمنى "أنا مستاء. أين الحقوق التي طالبنا بها العام الماضي؟ الشئ الوحيد الذي تغير هو أني سأظل ثائرا حتى تتحقق.