عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفاجأة "مارجيلوف" ترعب نظام الأسد

بوابة الوفد الإلكترونية

رغم أن الرئيس السوري" بشار الأسد "طالما راهن على الدعم الروسي  ؛ لمواصلة دعم الاحتجاجات المناهضة لنظام حكمه, إلا أنه تلقى ضربة موجعة  - في الساعات الأخيرة - قد تجبره على إعادة حساباته تماما.

ففي 24 يناير, أكدت روسيا صراحة أنها لم يعد في جعبتها شيء  - على الصعيد الدبلوماسي  - للمحافظة على نظام الرئيس السوري  "بشار الأسد", ونقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية للأنباء عن" ميخائيل مارجيلوف"، المبعوث الخاص للرئيس "ديمتري ميدفيديف "إلى إفريقيا, قوله :"إن موسكو لا يمكنها عمل المزيد للرئيس بشار الأسد".
وأضاف "مارجيلوف "وهو أيضا رئيس لجنة الشئون الدولية في البرلمان الروسي "استخدامنا لحق النقض (الفيتو) ضد قرار "مجلس الأمن الدولي" في أكتوبر الماضي ضد "دمشق" كان آخر أداة للسماح للرئيس" بشار الأسد "بالحفاظ على الوضع القائم على الساحة الدولية".
وتابع" الفيتو" كان إشارة جادة للرئيس "الأسد" من روسيا، هذا "الفيتو" استنفد ما في جعبتنا من مثل هذه الموارد، ينبغي على "دمشق" أن تقرأ هذا الموقف بوضوح, الإصلاحات  ,وإنهاء العنف ,والانتخابات الحرة ,هذا هو ما ينبغي أن تفعله القيادة السورية فورا".
وبالنظر إلى أن "روسيا" من الحلفاء القليلين الباقين للأسد، وقاومت الضغوط لمطالبته بالتنحي، وانضمت إلى "الصين "في عرقلة قرار ل "مجلس الأمن الدولي "كان من شأنه إدانة حملة قمع المحتجين التي قتل فيها آلاف المدنيين السوريين, فقد وصف كثيرون موقفها الأخير بمثابة تغيير جوهري في مجريات الأزمة السورية, بل ويشكل دفعة قوية للمبادرة الجديدة التي طرحتها "الجامعة العربية "لحل تلك الأزمة على الطريقة اليمنية.
وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية في هذا الصدد أن التغيير في موقف موسكو ربما يكون مرده تطابق مبادرة "الجامعة العربية "مع مقترحات روسية جرى تداولها بقوة قبل ثلاثة أشهر طالبت "الأسد "بتسليم السلطة إلى نائبه "فاروق الشرع "وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لانتخابات برلمانية ورئاسية.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها  :" النظام السوري رفض مبادرة "الجامعة العربية" الأخيرة باعتبارها تشكل انتقاصا من السيادة ,وتدخلا في الشأن الداخلي، وهو رفض يذكرنا برفض مماثل للرئيس اليمني "علي عبد الله صالح"، ثم قبول مشروط بإجراء بعض التعديلات، وعندما جرت تلبية طلبه ؛ماطل في التوقيع، وكل ذلك من أجل كسب الوقت، ولا نستبعد أن يتكرر السيناريو نفسه من قبل القيادة السورية".
وتابعت" المبادرة العربية التي تزامنت مع مغادرة الرئيس "صالح " "صنعاء"، تريد أن تقول :" إننا تخلصنا من الديكتاتور اليمني، والآن نريد أن نركز جهودنا، ونكثفها، لتغيير الرئيس السوري بالطريقة نفسها".
واستطردت الصحيفة :" ربما ليس من قبيل الصدفة أن تتزامن ضغوط "الجامعة العربية" على رأس النظام السوري مع إقرار وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي حظرا نفطيا شاملا على حليفه الوثيق" إيران" ,ودخول حاملة طائرات أمريكية جديدة إلى "الخليج العربي" عبر مضيق "هرمز"، في استفزاز واضح للأخيرة، وإحراج لقيادتها التي قالت :"إنها لن تسمح بعودة هذه الحاملة أو غيرها إلى المنطقة".
وبجانب ما ذكرته صحيفة "القدس العربي", فإن العقوبات الجديدة التي فرضها "الاتحاد الأوروبي" في 23 يناير على "دمشق "ضاعفت أكثر وأكثر من حدة الضغوط الدولية على نظام "الأسد".
وكان "وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "قرروا خلال اجتماعهم في "بروكسل "في 23 يناير فرض عقوبات جديدة على "سوريا "تشمل 22 من أعضاء الأجهزة الأمنية ,وثمان منظمات بسبب استمرار قمع الحركة الاحتجاجية.
وبذلك أصبحت العقوبات الأوروبية تطال حوالى 150 شخصا ,ومنظمة مرتبطة بنظام الرئيس "بشار الأسد", كما تعتبر الخطوة السابقة هي السلسلة الحادية عشرة من العقوبات التي تستهدف شخصيات ,أو شركات سورية، وتشمل تجميد أصول ومنع منح تأشيرات إلى أوروبا.
ويبدو أن ردود الأفعال على المبادرة العربية الجديدة لحل الأزمة السورية على الطريقة اليمنية ترجح أيضا أن الوقت في غير صالح نظام "الأسد" تماما, حيث أعلن سفير "ألمانيا "لدى الأمم المتحدة "بيتر فيتيج "أن طلب الجامعة العربية من

مجلس الأمن الدولي تأييد دعوتها الرئيس السوري "بشار الأسد"إلى نقل سلطاته إلى نائبه، قد ينطوي على تغيير في قواعد اللعبة بالنسبة لمجلس الأمن الذي وصل إلى طريق مسدود في هذا الشأن.
ونقلت قناة "الجزيرة" عن "فيتيج "القول في تصريحات للصحفيين في نيويورك في 24 يناير :"القرارات التي اتخذت في القاهرة قد تنطوي على تغيير لقواعد اللعبة بالنسبة لمجلس الأمن أيضا, الجامعة العربية قررت مطالبة مجلس الأمن بتأييد قراراتها, هذا شيء لا يمكن لأعضاء المجلس تجاهله أو رفضه بسهولة".

وأضاف الدبلوماسي الألماني "نعتقد أكثر من أي وقت مضى أننا نحتاج إلى قرار قوي من مجلس الأمن ,وإلى رسالة واضحة إلى النظام السوري ,والشعب السوري، ولن يتحقق ذلك إلا بالمساندة ,والتأييد لقرارات الجامعة العربية، وأي شيء دون ذلك سينظر إليه على أنه ضعيف للغاية".
وأشار في هذا الصدد إلى أنه بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن سفير "جنوب إفريقيا " "باسو سانجكو " ؛لدعوة الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي "لإحاطة المجلس علما بالوضع في "سوريا".
وفي السياق ذاته, أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض "برهان غليون "أن تلك المبادرة تؤكد أن نظام "بشار" انتهى, وأضاف في مؤتمر صحفي عقده ب"القاهرة "بعد ساعات من انتهاء اجتماع "وزراء الخارجية العرب "أنه لا مكان لمفاوضات مع نظام" الأسد "إلا بعد إعلان تنحيه عن السلطة, معتبرا أن قرارا بمنحه الحصانة كضمانة للتنحي على غرار ما حدث مع الرئيس اليمني "على عبد الله صالح "هو أمر يرجع للشعب السوري.
وتابع "غليون "قرار الجامعة العربية في 22 يناير يعبر عن الأثر الكبير الذي بدأ يحدثه كفاح الشعب السوري في الرأي العام العربي والعالمي, كما يؤكد اعتراف الدول العربية الجماعي بضرورة الانتقال إلى نظام ديمقراطي في" سوريا".
واختتم تصريحاته, قائلا :"إن قرارات الجامعة تؤكد أن جميع الدول العربية تعتبر نظام بشار انتهى ولابد من استبداله ؛اعترافا بشرعية الثورة الشعبية السورية".
وكان اجتماع "وزراء الخارجية العرب" طرح مبادرة جديدة لحل الأزمة"السورية "على الطريقة" اليمنية "تطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين ونقل صلاحيات الرئيس "الأسد" لنائبه, إلا أن" دمشق" رفضتها واعتبرتها تدخلا في سيادتها, كما واصلت حملة قمع المحتجين , حيث كشف اتحاد تنسيقيات" الثورة السورية "أن 33 شخصا بينهم طفلان قتلوا برصاص قوات الأمن في 23 يناير.
وبصفة عامة, يجمع كثيرون أن الأوراق التي كان يراهن عليها "الأسد" للخروج منتصرا من الأزمة تتساقط يوما بعد يوم, حيث بدأت" روسيا "تغير موقفها , فيما تتعرض" إيران "لعقوبات قاسية تجعلها عاجزة حتى عن مساعدة نفسها.