رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إيران وانتقام سريع من السعودية في القطيف

بوابة الوفد الإلكترونية

رغم أن طهران طالما نفت اتهامات الرياض لها بالتورط في اضطرابات المنطقة الشرقية, إلا أن هناك من يربط بين حادث إصابة رجلي أمن سعوديين بإطلاق نار من قبل مجهولين في 19 يناير والحرب الكلامية المتصاعدة بين السعودية وإيران على خلفية تهديدات الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز.

وكان الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية في السعودية المقدم زياد الرقيقي أعلن في 19 يناير أن رجلي أمن أصيبا بجروح إثر تعرضهما لإطلاق نار من قبل أشخاص مجهولين أثناء قيامهما بمهامهما المعتادة في امتداد شارع الإمام علي وعند تقاطع الجميمة في محافظة القطيف شرق المملكة.
ورغم أن محافظة القطيف ذات الأغلبية الشيعية شهدت مؤخرا احتجاجات شعبية للمطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية والإفراج عن معتقلين يقبعون في السجون السعودية منذ سنوات طويلة من دون محاكمات, إلا أن تقارير صحفية لم تستبعد ارتباط الحادث برد الفعل الإيراني الغاضب على تصريحات وزير البترول السعودي حول تعويض النقص في إمدادات النفط في حال فرض حظر نفطي على طهران.
وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي دعا السعودية في 17 يناير إلى "إعادة التفكير" في تعهدها بالتعويض عن أي نقص في إمدادات النفط قد ينتج عن فرض مزيد من العقوبات على إيران، واصفا الخطوة السعودية بأنها "غير ودية".
وهاجم صالحي في مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية تصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي لشبكة "سي ان ان" والتي قال فيها إنه يمكن رفع إنتاج النفط السعودي بنحو 2,6 مليون برميل يوميا، وهي نفس الكمية التي تصدرها إيران، وإن العالم لن يسمح لطهران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.
ومن جانبه, قال ممثل إيران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" محمد علي خطيبي :"في حال أعطت الدول النفطية في الخليج الضوء الأخضر للتعويض عن النفط الإيراني في حال فرض عقوبات وتعاونت مع الدول المغامرة (الغربية) ستكون مسئولة عن حوادث ستحصل وبادرتها لن تكون ودية".
وأمام ما سبق , لم يستبعد البعض إقدام طهران على أعمال انتقامية مباشرة أو غير مباشرة لتحذير الرياض من عواقب تعويض أي نقص في إمدادات النفط قد ينتج عن فرض مزيد من العقوبات عليها, سواء بعرقلة الملاحة في مضيق هرمز أو بتحريك حلفائها من أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية في السعودية لإشعال اضطرابات تهز الأمن الداخلي للمملكة.
بل وطالبت صحيفة "القدس العربي" اللندنية صراحة السعودية بالتصدي  لقارعي طبول الحرب الأمريكيين , قائلة :" زيادة كمية إنتاج النفط السعودي لتعويض النقص في إمدادات إيران يذكرنا بكيفية إغراق دول مجلس التعاون الخليجي لأسواق النفط العالمية بمليوني برميل إضافية، بحيث هبط سعر البرميل لأقل من عشرة دولارات، لتجويع العراق وتدمير اقتصاده، الأمر الذي أدى إلى استفزاز الرئيس الراحل صدام حسين ولم يتردد حينها في الإقدام على كارثة غزو الكويت".
واستشهدت في هذا الصدد بتصريحات الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق أمام "مؤتمر الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية" في المنامة في 19 فبراير حول أن العراق كان فاعلا رئيسيا في معادلة التوازن الإقليمي الخليجي، لكن اخراجه منها بسبب الغزو الأمريكي الخاطئ له أخل بهذه المعادلة الضرورية لصالح إيران.
وتابعت " أمريكا غزت العراق لأسباب إسرائيلية صرفة، وتستعد لحرب ضد إيران للأسباب نفسها، فالسلاح النووي الإيراني لا يهدد العرب، بل يهدد إسرائيل، وحتى لو هدد العرب فإنه لن يكون أكثر خطورة من التهديد النووي الإسرائيلي، فلماذا نرضخ للأخير ونتعايش معه، بينما نرفض الأول ونستعد للمشاركة في حرب ضده، قبل أن نتأكد من امتلاك إيران له؟.
واستطردت الصحيفة " إيران لم تخف

نواياها بالانتقام في حال تواطؤ جيرانها على الشاطئ الآخر عند أي اعتداء عليها, وتم رصد العديد من التحركات في هذا الخصوص في الأيام القليلة الماضية، كان آخرها إصابة رجلي شرطة في مدينة القطيف بعد إطلاق الرصاص عليهما من عناصر مجهولة".
واختتمت قائلة :" أمريكا دفعتنا ثمنا باهظا عندما حثتنا لوضع العراق الشقيق في خانة الأعداء، وتآمرت علينا مرة أخرى عندما عملت جاهدة على تقسيم السودان وتفتيته، وذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك عندما وضعت ليبيا تحت انتداب حلف الناتو، والآن تتآمر لسرقة الثورة المصرية وحرفها عن مسارها، وهي قطعا تتمنى أن تغرق سوريا في حرب طائفية أهلية دموية، ويقدم لها النظام بعناده خدمة كبيرة في هذا الصدد, نتمنى أن يكون كلام الأمير تركي الفيصل بداية صحوة خليجية تقول لقارعي طبول الحرب الأمريكيين (كفى.(
ومن جانبها, تناولت صحيفة "الرياض" السعودية فى افتتاحيتها في 21 يناير التعليق على أمن الخليج, مؤكدة أنه بات أكثر تعقيدا بفعل العديد من التطورات الخارجية والداخلية.
وأضافت" إذا كان من الممكن مواجهة التحديات الخارجية بدعم الأصدقاء والحلفاء فإنه من الصعب التكهن بنتائج المخاطر الداخلية أو استدعاء الآخرين".
وتابعت " أمن الخليج العربي مثار فزع يقدره البعض بالخطير، وآخرون ينامون على فهم خاطئ بأن تعرضه لأي غزو أو زعزعة لأمنه، سيقود الغرب إلى حشد قواه العسكرية لحمايته، وهذا الوهم يبنى على ما حدث لغزو الكويت من قبل قوات صدام حسين، ودخول القوات الدولية لتحريرها، الأزمة حينها جاءت في ظرف زمني قد لا يتكرر، ولازلنا نعرف هذا الأمن بتحديات إيران، وهو أمر أساسي، لكن المحيط كله
بدول الخليج يشير إلى مخاطر تتنوع بحسب ظرف كل منها".
واختتمت الصحيفة السعودية قائلة:" إيران واقع معروف، ومتعارف عليه، لكن هل وقفنا على وضع اليمن والهزات المتتابعة، التي قد نستيقظ على أكثر من مفاجأة، فعوامل القبيلة والفقر وكم السلاح بيد المواطنين، وتنامي قوة القاعدة، ودخول إيران طرفا مع الحوثيين، هي مجموعة إنذارات لدول مجلس التعاون الخليجي".
وبصفة عامة, يجمع كثيرون أنه لا بديل عن سعى دول الخليج العربية للنأي بنفسها عن المواجهة بين إيران والغرب للحفاظ على استقرارها أو الدخول في حوار صريح مع طهران لحل القضايا الخلافية معها, بعيدا عن المخططات الأمريكية والصهيونية في تلك المنطقة الاستراتيجية من العالم والتي تستهدف بالأساس نهب ثرواتها النفطية وإيجاد أسواق لشركات السلاح الغربية.